أيها السوريون معركة الحسم قادمة فماذا أعدتم لها؟

أعزائي القراء ..

من كان يظن ان هدنة تم هندستها من قبل خصمين للثورة السورية ستضع حدا لنهاية المعارك العسكرية فقد يكون  متفائلا كثيرا،  بل تعتبر هذه الهدنه والتي أشبهها بالغربال  يسمح بالمرور عبره كل شيء الا وقف إطلاق النار هو التشبيه الأدق لهذه الهدنة ،بل اكثر من ذلك فاني اعتبرها تاريخا لبداية معركة أخيرة تبدو لي واضحة تلوح في الأفق القريب .

إنها معركة لها مابعدها.. وقد تكون الخاتمة  فما يجري اليوم وفي الأيام القليلة القادمة ليس إلا تحضيرا لتلك المعركة والتي يامل أعداؤنا  ان تكون حاسمة .

إنها معركة تبدأ بضبط الحدود والإنقضاض على حلب وادلب  ودرعا 

إنها معركة يحضرون لها منذ أشهر  لتطويق المجاهدين والمقاتلين والجيش الحر في مناطق محدودة ومحددة ليتم بعدها  التعامل معهم بقوة نارية كثيفة .

 لست عسكريا ولا أدعي علمه كما لا أعرف ماذا يخطط الثوار لهذه المعركة الفاصلة  وماذا يملكون لها من عتاد وعدة، ولكن أفهم سياسيا كيف يتعامل  اعداؤنا مع هذه الهدن وكيف يستفيدون منها .

أكرر وأقول إن معركة أو سلسلة معارك تلوح بالأفق هي الأعنف والأشرس في تاريخ ثورتنا  وقد تكون المعركة النهائية والتي لا معركة بعدها فإما  جني للثمر وأما استشهاد لمن قاتل واستشهد وظفر 

أعزائي  القراء..

هذه مسلمة عسكرية سياسية مبنية على إستراتيجية العدو فقد أصبحت واضحة أمامنا كالشمس في ظهيرة يوم قائظ .

 فنظام الأسد لم يصدق ولا مرة واحدة مع الشعب السوري ولم يصدق حتى مع محيطه من دول عاش بينها وسرق من اموالها حتى الثمالة من اجل صموده الأمريكي !فمثله كمثل شجرة اللبلاب لا تنمو  إلا بمساعدة اموال العرب ، وبالمقابل كان هذا النظام يصدق كل الصدق مع كل أعداء العرب من إسرائيليين وأمريكان وروس وغيرهم وإني أذكر واقعة قراتها في مجلة سياسية كتبت عن اتفاق سري تم بين اسرائيل وحافظ أسد وبوجود ممثل أمريكي يقيد تحرك  او إطلاق اي صاروخ ارض جو من جبهة الجولان  بعد حرب ١٩٧٣ حتى ولو اخترقت طائرات العدو ما سمي خطأ خط وقف اطلاق النار، وعندما تم الإتفاق والاستجابة للطلب الاسرائيلي عندها طلب ممثل اسرائيل من ممثل النظام محضر اجتماع موقعا من الجميع تثبت بنود الاتفاق. فالتفت ممثل النظام اليه وقال ألا تعلم ان السيد الرئيس حافظ الأسد لايوقع على اية ورقة ولكنه يلتزم باتفاقه أكثر من الورق .

وهذا قول صحيح وذلك حتى لايترك  لخياناته أثرا .

أعود وأقول 

المجرم الأسد وأعوانه وأسياده أرادوها هدنة من أجل التحضير لمعركة فاصلة 

فأين هم اصدقاؤنا السعوديون والاتراك؟

إنها هدنه كلها إختراقات كالمصفاة فان لم  تستعدوا لها وتضعوا بيد الثوار كل الثوار الوطنيين وبلا استثناء السلاح النوعي فاعلموا أنكم خرجتم من المعادلة وأن إيران التي تبعد عن حدود عاصمتنا ٢٠٠٠ كم صارت مجاورة لنا ، وان تركيا الملاصقة لحدودنا وبطول اكثر من ٩٠٠كم صار بيننا وبينها الف حاجز .

 فيا أيها الإخوة الأتراك وأنتم في العسكرية اشداء ولكن تعلمون ان قصفا مدفعيا هنا وهناك لن يغير من المعادلة شيئا

وان ما يغير معادلة المعركة الأخيرة أمران :

الأمر الاول هو من مسؤولية الثوار ويكمن في اتحادهم

والأمر الثاني يكمن بتقديم السلاح النوعي اليوم ..اليوم وليس غدا  

فأجراس المعركة الكبرى مع العدو قريبا سوف تقرع.

وسوم: العدد 657