السلطة الفلسطينية لا تعرف إلا التنازل والتفريط
لن تفلت من غضب الله وغضب المسلمين
في خطوة منكرة وجريمة جديدة، أصدر مجلس وزراء السلطة قرارا بتاريخ 23/2/2016 يقضي بتمليك الروس الحاقدين ممثلين بما يسمى البعثة الروسية لبطريكية موسكو (المسكوب) أرضا مساحتها تزيد عن 73 دونم من وقف الصحابي تميم الداري في وسط مدينة الخليل، تضم قبورا لآل مجاهد ومجاهدين أتراك.
انها جريمة بحق أرض وقفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحافظ عليها المسلمون جيلا بعد جيل، إنها جريمة تجرأت فيها السلطة على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي جاء فيها «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله، لتميم بن أوس الداري، أن له قرية حبرى وبيت عينون، قريتها كلها سهلها وجبلها وماءها وحرثها وأنباطها وبقرها، ولعقبه من بعده، لا يحاقه فيها أحد، ولا يلجه عليهم أحد بظلم فمن ظلمهم أو أخذ من أحد منهم شيئا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» فاستحقت بهذه الجريمة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
لقد تحرك نُظار وقف تميم ووجهاء العشائر والرجال الأخيار في الخليل لمنع هذه الجريمة ولكن السلطة أبت إلا الانحياز لأعداء الإسلام ولجأت لاستملاك الأرض بعد فشلها في تطويبها من خلال سلطة الأراضي والقضاء، وذلك لعدم تمكن الروس من تقديم أي دليل يمكنهم من تملك الأرض... ولكن لتعلم السلطة ومن وراءها أن قرار الاستملاك هذا لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، ولن يقبل به المسلمون وسيبقى وصمة عار على جبين من ساهم فيه.
لقد دأبت السلطة على الاستخذاء أمام أعداء الإسلام ورهنت مصيرها بهم، وناصبت أهل فلسطين العداء وتنازلت عن معظم الأرض المباركة ليهود، وملكت الروس الذي يقصفون بيوتنا ويقتلون ابناءنا في الشام والشيشان ... أرضا وقفها رسول الله صلى الله عليه وسلم... إنها سلطة لا تستحي من الله ولا من عباد الله وصدق فيها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت)..... وما يزيد الجريمة وقاحة أن كبراء السلطة يعلمون اسباقيات البعثات الكنسية ببيع الأراضي ليهود، ويعلمون أن روسيا باعت كل أملاكها من كنائس وغيرها سنة 1964 ليهود مقابل برتقال (صفقة البرتقال)، والسلطة بجريمتها هذه تضع اليوم مدينة خليل الرحمن بين مطرقة يهود الغاصبين وسندان الروس الغاشمين، وفوق هذا ماذا فعلت السلطة عندما باعت جمعية نصرانية بيت البركة للمستوطنين؟
أيها العلماء ... أيها القضاة في المحاكم الشرعية، انكم تعلمون مكانة وقف تميم الداري رضي الله عنه في دين الله، وتعلمون واجبكم تجاه هذه الجريمة، وإن الله سائلكم عن مواقفكم فاصدعوا بالحق وقولوا لها قولا بليغا...
أيها المسلمون ...
أيها الوجهاء ...
أيها الأخيار في الأرض المباركة:
جرائم السلطة بحق فلسطين وأهلها لم تتوقف، فهي سلطة وجدت لإضفاء الشرعية على الاحتلال وقمع الناس وأكل أموالهم بالباطل، وتنفيذ سياسات أعداء الإسلام...وما جرء أحد في تاريخ المسلمين على ما تجرأت عليه هذه السلطة... تلاحق الناس في أرزاقهم وتضيق عليهم العيش بالجباية والضرائب وتفتح الأبواب للفساد والمفسدين. انظروا إلى تصرفات السلطة المنكرة تجاه المعلمين وهضمها لحقوقهم وترهيبهم بالأجهزة الأمنية، انظروا إلى جرائمها في سياستها الإعلامية ومناهج التعليم ...تدمير للقيم ونشر للفساد...إنها سلطة لا تؤتمن على أرض أو عرض أو مال.
وإذا كان رئيس السلطة يسارع في رضوان عدوة الله روسيا،...فإنكم تتلون في كتاب الله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) {المائدة 51-52}
فسارعوا أيها المسلمون إلى رضوان الله تعالى وخذوا على يد المجرمين الذين اتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، واصدقوا الله يصدقكم وقفوا سدا منيعا أمام أي محاولة لنقض وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم... وثقوا بالله القوي العزيز أنكم قادرون على منع السلطة ووقفها عند حدها فإنها لن تجني من جرائمها إلا الخزي في الحياة الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة، لقد حافظ المسلمون على وقف تميم الداري منذ وقفه على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا، وتصدوا لكل محاولات الانجليز في عهد الانتداب ومحاولات اليهود من بعدهم للالتفاف على هذا الوقف، والروس الحاقدون واليهود الغاصبون هم أعداء للإسلام ولا فرق بينهم...وإن رحى الإسلام دائرة ووعد الله بتحرير الأرض المباركة وتطهيرها قد اقترب... (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(.
وسوم: العدد 659