بيان بشأن جرائم الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم في اليمن وإبرام صفقة سرية مع الكيان الصهيوني

بسم الله الرحمن الرحيم

"وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ"

الحمد لله رب العالمين القائل "وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ "، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد :

ففي ظل الأوضاع الراهنة  والمأساوية التي تمر بها البلاد والشعب اليمني ، وما حدث ويحدث من دمار وحصار خانق لمدينة تعز، وخذلان لا يجوز السكوت عنه   وقبلها ما عانته مدينة عدن والضالع وغيرها من المحافظات اليمنية في ظل أوضاع معيشية وأمنية سيئة تسببت فيها ميليشيات انقلابية ليس لها أي صفة شرعية ولا  أي وضعية قانونية جرت البلاد إلى حروب عبثية دمرت مقدرات البلاد ومكتسباته واستعدت دول الجوار بمناورات عبثية على الحدود واستجلبت التدخل الإيراني إلى اليمن .

ففي ظل هذه الأوضاع يفاجأ الشعب اليمني بإصرار هذه الميليشيات الحوثية على الاستماتة  لحصار مدينة تعز والتي بفضل لله ثم بجهود رجالها كانت قد تخلصت من هذا الحصار الجائر والذي استمر ما يقارب عشرة أشهر، وللأسف يحدث كل هذا الظلم أمام العالم بأسره دون أن نسمع أي تحرك أو تنديد لهذا الفعل الاجرامي .

ومن العجيب أنه بينما نجد إصرارا من هذه الميليشيات الحوثية وحلفائها على تصدير الموت لأبناء الشعب اليمني نجدها  تتعاون مع اليهود  بإبرام صفقة سرية مع الصهاينة لنقل اليهود اليمنيين إلى فلسطين مما يُعتبر إضرارا بالشعب الفلسطيني المرابط ، والزيادة من حيث المبدأ لعدد المغتصبين اليهود لأرض فلسطين ومصادمة مقررات جامعة الدول العربية في رفض أي هجرة يهودية وأي توطين لها في أرض فلسطين ، ليتم ذلك بتعاون المليشيات الإنقلابية الحوثية على نقل هذا العدد من اليهود اليمنيين لينضموا إلى اليهود المحاربين وإلى الكيان الصهيوني الغاصب وزيادة أعداد اليهود مقابل أعداد الشعب الفلسطيني الذي يعاني من التهجير والشتات ، وليتحول هؤلاء اليهود من مواطنين يمنيين لهم عقد الذمة إلى محاربين وغاصبين لأرض الوقف الإسلامي ومعينين للكيان الصهيوني على جرائمه ، وعلى هذا فإن نقل اليهود إلى فلسطين يمثل مناصرة وإعانة للكيان الصهيوني حرمتها الشريعة الإسلامية واعتبرته من الولاء لهم ، كما قال تعالى: ( وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )  .

وهذا الأمر يُظهر زيف وكذب شعار المليشيات الانقلابية الحوثية ومن تعاون معها التي خدعت به بعضا من أبناء الشعب اليمني  تحت مسمى الموت والعداء واللعنة على اليهود ، بينما هم يمدون يد التعاون والتنسيق مع المنظمات اليهودية ، ولم يكن نصيب الشعب اليمني منهم إلا حصار مدنه وسفك دم أبنائه وتفجير مراكز التدين فيه من دور القرآن ومدارسه وجامعاته ومراكزه الشرعية والتسبب في تدمير مقدرات البلاد وإمكانيات الشعب ولم ينل اليهود في فلسطين منهم أي أذى ، بل كان الموت للشعب اليمني والحياة لليهود .

هذا بالإضافة إلى ما حدث مع هذه الصفقة  من القيام بتهريب مخطوطة نادرة للتوراة إلى خارج اليمن يعود تاريخها لأكثر من ثمانمائة عام وتسليمها للكيان الصهيوني الغاصب ، وهذه المخطوطة من التوراة ورد فيها مبشرات بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم كما صرح بذلك حاخام الطائفة اليهودية في اليمن عام 2007م ، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله سبحانه (الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ... ) .

ويعد تهريب هذه المخطوطة النادرة  في المواثيق الدولية مخالفة قانونية وجريمة يعاقب عليها كما في معاهدة لاهاي لسنة 1954م واتفاقية 1974م التي تبنتها منظمة اليونسكو التي تحظر استيراد وتصدير وسرقة ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة .

وبناء على ما سبق فإن هيئة علماء اليمن تطالب بالآتي  :

أولا : نطالب الحكومة بتسخير كل الإمكانيات لرفع الحصار عن مدينة تعز وتقديم مزيد من الدعم للمقاومة والجيش الوطني ، و زيادة الاهتمام بالعمل الإغاثي لرفع المشقة عن المواطنين وتلبية احتياجاتهم .

 ثانيا : تدعو الهيئة القبائل والأسر اليمنية التي يلتحق أبناؤها بالحوثيين وحلفائهم في حصار مدينة تعز وانتهاك الحرمات في المدن الأخرى إلى وجوب سحب أبنائهم،  فإنه لا يجوز شرعا الإعانة على الظلم وعلى ممارسة مثل هذه الجرائم البشعة ،قالْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: «مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ، أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ؛ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ» رواه أبو داود وصححه الالباني .

ثالثا : تدعو الهيئة الحكومة اليمنية إلى توضيح ما جرى من تعاون بين الحوثيين واسرائيل كي يعرف الشعب أن الشعارات التي رفعوها خلال اجتياحهم للبلاد من "الموت لاسرائيل واللعنة على اليهود" انما كانت خدعة الهدف منها التلبيس على العوام .

رابعا : تدعو الهيئة الحكومة إلى القيام بمهمتها في الحفاظ على الالتزام بمقررات جامعة الدول العربية المتعلقة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه من المغتصب المحتل ومنع أي هجرة يهودية إلى أرض فلسطين تزيد من أعداد اليهود الغاصبين .

خامسا : المطالبة باسترداد هذه المخطوطة التوراتية النادرة واتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لذلك ، وإعداد ملف قانوني متكامل وتقديمه للجهات الدولية المختلفة عبر وزارة الخارجية اليمنية .

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله أجمعين

صادر عن هيئة علماء اليمن

15/6/ 1437هـ

وسوم: العدد 661