لماذا هددت الأقلية العلوية بالتخلي عن بشار الأسد؟

سلطت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الضوء على التصريحات التي أطلقتها الأقلية

العلوية بسوريا والتي تهدد فيها بالتخلي عن رئيس النظام السوري بشار الأسد.

الصحيفة وصفت هذا التهديد بالمراوغة، التي تأتي في سياق خوف هذه الأقلية من

انهيار نظام الأسد في أي لحظة.

العلويون يحاولون النأي بنفسهم عن تبعات جرائم نظام الأسد، ولكنهم في الوقت

نفسه لم يعودوا قلقين ولو في الأمد القريب فحسب، من سقوط الأسد، خاصة بعد

التدخل الروسي.

(البوصلة) رصدت التقرير الذي ترجمته صحيفة "عربي21" ولأهميته نضعه بين يدي

قرائنا.

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن تهديد الأقلية العلوية بالتخلي عن رئيس النظام

السوري بشار الأسد مجرد مراوغة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد تخشى من

مخاطر انهيار النظام، ومع ذلك فهي تعارض أي سيناريو خاص برحيل الأسد في نهاية

الفترة الانتقالية. ولا تخفي الأقلية عداوتها للإسلاميين منذ اندلاع المظاهرات.

وكان العلويون قد أعلنوا وثيقة مكونة من 8 صفحات شددت على أن النظام السياسي

الحالي بات لا يمثلهم خاصة وأن شرعية النظام أصبحت لا تتماشى مع معايير

الديمقراطية والحقوق الأساسية.

وأشاروا إلي أن هذا النص يعد بمثابة إعلان صريح للإصلاح، لكن الصحيفة تؤكد بأن

هذا لا يمكن الاعتداد به كخارطة طريق نحو السلام بين جميع أطياف الشعب السوري

بعد خمس سنوات من الصراع الذي أودى بحياة ما يزيد من 250 ألف قتيل، إذ أن عشرات

الآلاف من العلويين يعملون في الجهاز الأمني السوري وشاركوا في الحرب ضد الثوار

السنة.

وأكد أحد الموقعين على هذه الوثيقة أن العلويين لا يرغبون في تحمل مسئولية

انتهاكات النظام السوري الذي لا يستطيع هو نفسه انقاذهم.

وشدد أحد أنصار الوثيقة على أن العلويين يؤيدون إقامة نظام سياسي علماني يحقق

المساواة بين جميع الأديان في المستقبل، وكذلك عدم تدخل قوات الأمن في شئون

المواطنين.

وفي تحليله للموقف، قال فابريس بالانش، أحد الباحثين السياسيين الفرنسيين بأن

العلويين على ما يبدو ليسوا على استعداد لاتخاذ مثل هذه الخطوة، فقد ساورهم

القلق عندما تقدم الثوار إلى مناطقهم، لكن منذ التدخل العسكري الروسي شعروا

بالطمأنينة ويبدو أنهم لا يفكرون في فترة ما بعد الأسد خصوصا أن لا أحد يستطيع

تحديد من الذي سيخلفه.

ففي الوقت الذي يتم رسم خارطة الطريق من أجل مرحلة الانتفال السياسي بين

المعارضة والنظام تحت رعاية كل من روسيا والولايات المتحدة، فإن موقعي الوثيقة

بحثوا عن إطلاق السهام على الأغلبية السنية في سوريا بعد تحقيق المعارضة

انتصارات على الأرض.

وسوم: العدد 663