إذا كان هذا قتل غير متعمد فما هو القتل المتعمد؟
الجندي قتل، الجندي قتل بشكل غير متعمد، الجندي تسبب بالموت بسبب الاهمال، الجندي شعر بالخطر على حياته، الجندي أنقذ اصدقاءه، الجندي أنقذ شعب إسرائيل وأنقذ الشعب اليهودي.
هذا هو المساق الذي يُطلب من المحكمة أن تسير فيه. ترك «قتل» والسير على طول الطريق حتى «منقذ الشعب». في الوقت الحالي توقفت عند «قتل غير متعمد». من اجل التخلي عن مخالفة القتل واستبدالها بالقتل غير المتعمد، مطلوب انحياز قضائي كبير. إن الصور والأدلة ومتطلبات القانون كلها تصرخ «قتل». قتل بكل معانيه وتفاصيله.
بعض الكلمات القانونية مثل الفرق بين «قتل» (المادة 300 في قانون العقوبات) و»قتل غير متعمد» (المادة 298)، تركز على ما يسمى «الوضع النفسي». هل كان القاتل يدرك نتائج فعله وفي نفس الوقت كان لامباليا لها، ألم يكن يعرف النتائج المحتملة أم أنه كان ينوي القتل من البداية. وعندها يكون القتل بنية مسبقة. كلمات «نية مسبقة» منغلقة شيئا ما، لذلك توجد مادة في القانون تفسر ما هو المطلوب من اجل اثبات النية المسبقة: قرار قتل شخص معين، قتله بدم بارد، وعدم تحرش المقتول عند حدوث القتل، الاستعداد والتحضير المسبق وتحضير الأداة من اجل تنفيذ القتل. هذا ما تنص عليه المادة (301 أ).
والآن إلى الأدلة: يظهر الجندي في الفيلم وهو يقترب من مكان الحادثة. إنه لا يركض، بل يسير براحة، يتبادل الحديث مع الشخص الذي وقف إلى جانبه، المصاب ملقى على الارض، يمكن رؤية حركة بسيطة بيده اليسرى، رأسه تحرك ايضا، لا أحد يهتم بذلك، الجندي يعطي شيئا للشخص الذي يقف بجانبه. هذه هي اللحظة التي قرر فيها تنفيذ القتل، يوجد دليل، وقد قال لزميله إن الفلسطيني يجب أن يموت، أخذ البندقية عن كتفه وعبأها، هذا هو تحضير السلاح القاتل، تقدم بضع خطوات، هذا هو الاستعداد. صوب سلاحه. وهذا دليل آخر على نية قتل شخص ما، المخرب لم يتحرك، إذا لا يوجد تحرش (إلا إذا كان الجندي يعتبر أن رفض الفلسطيني للموت هو تحرش). إنه يطلق النار على رأس المصاب. والمصاب يموت بالرصاصة.
يظهر في التصوير بشكل واضح «المعطف الشتوي الثقيل» الذي تحدث عنه محامي الجندي. إنه معطف قصير لا يمكن اخفاء أي شيء تحته. ايضا كان يمكن رؤية الحزام بدون صعوبة، ليس حزاما ناسفا بل مجرد حزام للبنطال. أي أن هذا التبرير ضعيف بناءً على ما ظهر في التصوير. وماذا بعد أن أنقذ الشعب اليهودي. الجندي يذهب لتبادل الضحك مع باروخ مرزيل وعوفر اوحانا، وهما نشيطان معروفات من اجل الحقوق في الخليل. يبدو أن الزرزور والغراب راضيان.
الاستنتاج: قرار قتل؟ يوجد. تحضير أداة القتل؟ نعم. استعداد؟ يوجد. قتل؟ يوجد. دم بارد؟ يوجد. تحرش؟ لا. خطر على الحياة؟ لا يوجد. كل ذلك معا ينشيء ما تحدثت عنه المادة القانونية بالضبط. قتل متعمد. وهذه المخالفة تعني وجوب محاكمة الجندي. ولتقرر المحكمة إذا كان متهما بالقتل أو بـ «القتل غير المتعمد» أو أنه بريء.
اذا استمرت النيابة العامة في الاستماع إلى صوت الجمهور الغفير الهستيري، الامر الذي يخفف من المخالفة التي سيتم اتهام الجندي بها، فاننا سنحظى برؤية الصديق يشعل الشمعدان ويحصل على مكان معقول في قائمة البيت اليهودي.
ب. ميخائيل
وسوم: العدد 663