حرب الاكاذيب الخائن رافد احمد الجنابي ملفق ادعاءات امتلال العراق اسلحة الدمار الشامل
قدم معلومات مضللة عن أسلحة الدمار الشامل لأجهزة المخابرات الأمريكية و البريطانية، و التي استخدمت لاحقاً من قبل الإدارة الأمريكية لإضفاء شرعية لحربها على العراق و الإطاحة بصدام حسين.
أكاذيب رافد احمد علوان الجنابي الرجل الصفوي الذي ساهم في تدمير العراق لآجل الحصول على اللجوء
رافد .. هذا الرجل هو السبب لشن الحرب على العراق
يعيش مختبئاً في مدينة بجنوب ألمانيا باسم curveball
رافد .. صاحب أكبر كذبة بامتلاك العراق أسلحة دمار!
برلين- سمير عواد:انها قصة أكبر فشل في تاريخ الاستخبارات الغربية وأدت إلي سقوط مئات الآلاف من القتلي بين العراقيين. لقد بدأت تفاصيلها تنفضح وتزكم الأنوف. لم يعد سرا أن الرجل الذي يتحمل مسؤولية في اندلاع حرب العراق في مارس عام 2003 يعيش مختبئا في مدينة بجنوب ألمانيا. تحت اسم Curveball قدمته المخابرات الألمانية هدية إلي المخابرات الأمريكية بعد أن قدمه أحمد جلبي غريم الرئيس العراقي السابق صدام حسين بصفته عالماً عراقياً عمل في مختبرات لإنتاج أسلحة الدمار الشامل ومساعدة واشنطن لإبراز أدلة تبرر غزوها للعراق. وقد اهتم مجلس الشيوخ الأمريكي كثيرا بالمدعو رافد حتي أن البيت الأبيض خطط ليظهر هذا علي التلفزيون الأمريكي ويقول مباشرة علي الهواء إن صدام حسين يملك أسلحة الدمار الشامل ليقتنع الشعب الأمريكي بحرب رئيسه جورج دبليو بوش. في الولايات المتحدة صدر عنه كتاب دون حصول مؤلفه علي فرصة للقاء برافد. كما يجري حاليا تصوير فيلم في استديوهات هوليوود عن حياته خاصة وأن السينما الأمريكية بدأت تهتم كثيرا لأفلام عن العراق تذكر بالأفلام التي كانت تنتجها عن الجيش الألماني النازي والهنود الحمر وفيتنام والآن جاء دور العراق وكأن الحرب انتقلت إلي هوليوود.
وقد تمكن فريق صحافي من مجلة (دير شبيغل) التعرف علي مكان وجوده وزيارته بعد خمسة أعوام علي الحرب ودوره الحاسم في وقوعها. بفضل أكاذيب هذا الرجل ظهر كولين باول وزير الدفاع الأمريكي في الخامس من فبراير عام 2003 في مجلس الأمن الدولي ليبرر للعالم ضرورة شن حملة عسكرية علي عراق صدام حسين. عندما باشر باول حديثه لم يكن يقصد وصول كلامه إلي أعضاء مجلس الأمن وإنما إلي الرأي العام العالمي بأسره وقال: كل ما سأقوله اليوم ليس مزاعم وإنما اكتشفته مصادر موثوق بها. ثم تابع المسؤول الأمريكي قوله: وما سنطلعكم عليه هي مجموعة من الحقائق. استمرت كلمته 76 دقيقة هدفها إقناع العالم أن العراق رغم سنوات الحصار منذ هزيمته في عام 1991 يعمل في بناء ترسانة من أسلحة نووية وجرثومية وكيماوية. وكانت قمة الأكاذيب التي أراد باول أن يبيعها للعالم أن العراق يملك مختبرا متنقلا يجري بحوثاً نووية. حتي اليوم يقر باول أن هذا كان فعلا بيت القصيد في كلمته. حصل تماما ما كان يريده الأمريكان عقب نهاية الكلمة المنقولة مباشرة علي الهواء، في اليوم التالي كانت الأكاذيب عنوان الصحف من سيدني إلي بيونيس أيريس ومن بكين إلي باريس بينما نسجت الصحف الإسرائيلية والأمريكية بالذات سيناريوهات مروعة. استطاع باول أن يقنع الأمريكيين بما قرأه من أكاذيب وليس العالم كله كما كان يتمني. في أول عملية استطلاع للرأي كشفت أن نصف الأمريكيين يؤيدون غزو العراق وشعر بسعادة بالغة لهذا الإنجاز. وتحدث عن جميع الأطراف التي ساعدت في جمع ما وصفه بالحقائق. لكن بعد وقت قصير علي غزو العراق تبين أنه ما من كلمة واحدة وردت في كلمته التاريخية أمام مجلس الأمن الدولي كانت صادقة. وعندما تحدث باول أمام العالم لم يكن في العراق أسلحة الدمار الشامل ولم يكن للعراق أي صلة مع تنظيم (القاعدة) كما زعم وأصر. علي مقعد أمام الطاولة الشهيرة في مجلس الأمن جلس يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا الذي أدار الجلسة بحكم ترؤس بلاده مجلس الأمن الدولي مؤقتا في تلك الفترة وربما كان مجرد صدفة أن يجلس جورج تينيت مدير الاستخبارات الأمريكية السي آي إيه وإلي جانبه عميل المخابرات الألمانية هانز ديتر. ه ولم يجلس هذا وراء فيشر كما يقتضيه الأمر. وهكذا فإن جلوس رجل المخابرات الألمانية في صف باول كان في الواقع أكثر من مجرد صدفة. في ذلك اليوم لم يتصور أحد أن المخابرات الألمانية قامت بدور رئيسي في فبركة الأكاذيب التي تناولها باول في كلمته التاريخية والتي مهدت لحرب جديدة في الخليج العربي. رغم أن المستشار الألماني غيرهارد شرودر والرئيس الفرنسي جاك شيراك والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عارضوا الحرب فإن عملاء المخابرات الألمانية (بي أن دي) بالذات زودوا واشنطن بأكاذيب كانت تحتاجها لتبرير الغزو. صحيح أن واشنطن وضعت خطة الحرب لكن المخابرات الألمانية صنعت المبررات المبنية علي أكاذيب وأضاليل وتسببت في حرب كلفت حتي اليوم سقوط أربعة آلاف جندي أمريكي ومئات الآلاف من العراقيين وأحدثت فوضي في الشرق الأوسط وذلك أيضا نتيجة الدور الذي قام به العراقي رافد المعروف أكثر باسم Curveball. كان هذا كما قال تينيت ذا قيمة لا تقدر بثمن. أما اليوم فإن الألمان يعلمون أكثر من غيرهم أن رافد عبارة عن كذاب ومنافق رخيص معروف في الولايات المتحدة أيضا بأنه مخادع تسبب في الحرب وربما بأكبر
مغامرة عسكرية فاشلة في تاريخ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إضافة إلي أنه كما يصفه الكاتب البريطاني فريدريك فورسايث مسؤول عن أكبر فشل في تاريخ أجهزة الاستخبارات.
وجود هذا المخادع في ألمانيا اليوم دليل علي مسؤولية المخابرات الألمانية عنه منذ البداية رغم أنه كان يتمني لو يمنحه الأمريكان حق اللجوء السياسي لبلادهم. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تحميه المخابرات الألمانية حتي اليوم رغم أن أحدا لا يرغب به وفي المرتبة الأولي واشنطن. عندما دخل رافد أراضي ألمانيا وعرض نفسه ليدلي بمعلومات قال إنها هامة جدا انعقد اجتماع في ذلك الوقت حضره فرانك فالتر شتاينماير كبير معاوني المستشار شرودر الذي يشغل اليوم منصب نائب المستشار وزير الخارجية، وإيرنست أورلاو الذي كان يشغل منصب منسق نشاطات أجهزة الأمن ونسق مع وزير الخارجية فيشر كما حضر الاجتماع وزير الدفاع بيتر شتروك. ورغم أن المجتمعين شككوا بصحة مزاعم رافد فإن أحدا لم يأمر بعدم أخذ كلامه علي محمل الجد وهي الثغرة التي جعلت المخابرات الألمانية تفكر بتقديمه للأمريكيين هدية قيمة لتبرير غزوها للعراق. بدأ أكبر خطأ في تاريخ المخابرات الغربية في شتاء عام 1999 وتحديدا في مقر تسجيل طالبي اللجوء السياسي في بلدة (تسيرندورف) بمقاطعة بافاريا. عندما لفت رافد أنظار المسؤولين في المقر لما لديه من معلومات هرع إليه بعد ساعات قليلة مترجم جيد في اللغة العربية وموظف في المخابرات الألمانية. سرعان ما حصل كبار المسؤولين في مقر المخابرات الألمانية في بلدة(بولاخ) علي تقرير عن ما قاله رافد وصدقوا مزاعمه وأسموه (الدكتور) تعبيرا عن صدقهم لأقواله. مما ذكره للمحققين الألمان سبب عدم توصل المفتشين الدوليين إلي مكان أسلحة الدمار الشامل لأن صدام أقام المختبرات الخطيرة علي عربات يجري نقلها من مكان لآخر للتمويه علي مفتشي الأمم المتحدة. هذا بالتحديد ما كانت واشنطن ترغب في سماعه. بعد وقت قصير وصلت الأكاذيب في صورة تقرير جدي إلي طاولة رئيس المخابرات الألمانية وكبار موظفي وزارة الخارجية الألمانية ومقر المستشارية ثم البيت الأبيض. أعدت المخابرات الألمانية ما يزيد علي مائة تقرير من المعلومات التي حصلت عليها من رافد زودتها وكان الإسرائيليون من ضمن زبائنها الذين كانت تزودهم باستمرار بما يقوله رافد إضافة للبريطانيين والفرنسيين. ورغم كل الضجيج الذي أقامته المخابرات الألمانية حول عميلها ظهرت شكوك بالذات من الولايات المتحدة حول صحة مزاعم رافد بعد أن التقطت صورا عبر الأقمار الصناعية للأماكن التي قال رافد أن المختبرات المتنقلة موجودة فيها وظهر جدار بدلا عنها لكن هذا لم يهم الألمان الذين ظلوا يصرون علي صحة أقوال عميلهم. بعد وقت قصير سمح له أن يغادر مقر اللجوء ويقيم في شقة مفروشة بعد أن منحته ألمانيا حق اللجوء السياسي وأصبح يرتدي سترات فاخرة ويحتسي الويسكي النفيس بينما كانت المخابرات الألمانية تستقي منه كل معلومة حتي آخر عملية استجواب تمت في صيف عام 2001.
ثم وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر وبعد أيام علي وقوعها اتخذت واشنطن قرارا بغزو أفغانستان والعراق.بينما وفرت(القاعدة) والطالبان لواشنطن مبررات الزحف إلي الهندكوش كانت بحاجة لمبررات لغزو العراق واتفق دبليو بوش ونائبه ديك تشيني علي رسم صورة لصدام حسين تشابه صورة هتلر للتمويه علي الشعب الأمريكي وكسب تأييده لغزو العراق. كانت هذه الفترة بداية لمرحلة جديدة لدور مؤلف الأكاذيب العراقي. واشترك البيت الأبيض
والمخابرات الألمانية في إعداد كلمة باول أمام مجلس الأمن الدولي وكان دبليو بوش قد سر كثيرا لوجود العميل Curveball حيث كان مدير السي آي إيه يطلعه دوريا علي أقواله. لكن ألمانيا كانت إلي جانب فرنسا وروسيا في مقدمة البلدان التي عارضت غزو العراق ودلت عمليات استقراء الرأي أن نسبة 80 بالمائة من المواطنين الألمان يعارضون الحرب. من ضمن المشككين بصحة ما وصف بأدلة أن العراق يملك أسلحة الدمار الشامل كان المستشار شرودر. في المقابل كانت أنجيلا ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض تدعو إلي ضرورة استخدام القوة العسكرية ضد العراق كآخر خيار. حتي اليوم ترفض المخابرات الألمانية الاعتراف بأخطائها وتشجيعها له كي يؤلف المزيد من الأكاذيب التي أدت إلي هلاك مئات الآلاف من العراقيين والأمريكيين. في عام 2004 حقق الأمريكان مع رافد وفي نفس العام منحوه لقب منافق. قال رافد لمجلة (دير شبيغل) إنه يخشي افتضاح هويته وأن الأمريكيين يعرفون أكثر من غيرهم أن كل ما ذكره لم يكن صحيحا لكنهم حولوا كلامه إلي حقائق واستغلوها في فترة معينة ولهدف معين.
وسوم: العدد 664