من جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين

بعد هزيمة جيش الاحتلال الصهيوني في معركة مخيم جنين الخالدة في نيسان عام 2002م ، قامت قوات الاحتلال وبمساعدة بعض العملاء بتتبع عدد من المجاهدين ، وتمكنت من إلقاء القبض على عدد منهم ، وفي مقدمتهم الشيخ جمال أبو الهيجا ونائبه المجاهد إسلام جرار في 16/8/2002م ، وبعد سنتين من اعتقالهما صدر الحكم على كل واحد منهما بالسجن تسعة مؤبدات وفوقها سبع سنين ، وذلك في 13/8/2004م .

وفي هذه الكلمة سنتحدث باختصار عن المجاهد إسلام فنقول :

إسلام شاب في مقتبل العمر ، وفي ريعان الشباب .. شاب نشأ وتربى في بيت التزم الإسلام عقيدة وسلوكاً ومنهجاً في الحياة ، فكان نعم الابن الصالح لأب صالح .. هذا هو إسلام شاب مؤمن خلص إيمانه من كل شائبة ، وتحررت نفسه من كل خوف .. شاب وطن نفسه على الصبر والتضحية ، وثبت على طريق الحق ، وأقبل على سلعة الله الغالبة ، وأخلص النية وربأ بنفسه أن يكون مع الغاوين .

أما والده الوقور ، الأديب صالح محمد جرار ، المؤمن الصابر ، الذي لا يعرف اليأس ، وإنما ينتظر إشراقة الفجر ، فقد احتسب وصبر ، ولما اشتد به الحنين إلى ولده الأسير وإلى إخوانه من الشباب الذين دافعوا عن وطنهم وأمتهم ، نظم قصيدة بعد اعتقال إسلام بعنوان " حصاد عمر " ضمنها نجاوى فكره ، وذوب نفسه المحترقة ، قال فيها :

ويقول :

وبعد مرور سنتين وصدور الحكم على إسلام بالمؤبد ، نظم قصيدة بعنوان " إلى ولدي الحبيب إسلام " ، قال فيها :

أنا في انتظارك ، فلنعد بدراً ينير لي الطريق !!

أنا في انتظارك ، فلتكن حبل النجاة لذي الغريق !!

وإذا أراد الله أمراً لا مرد ولا هروب

نحن العباد ، ورحمة الديان ترجوها القلوب !!

يا رب فرج كربنا ! وارحم إلهي ضعفنا

أحسن خلاص أحبة فهم منار دربنا !!

ولما سُمح له بزيارة ولده إسلام لأول مرة في سجن جلبوع عام 2005م نظم له قصيدة قال فيها :

أبُنيّ لا تحزن فهذا الكرب آخره ظليل

أبني ، لا ندري تقارير الإله ولا خيار ولا بديل

فلتصبرن على قضاء الله فالأجر جزيل

أبني ، إن عزّ اللقاء ففي النعيم لنا مقيل

فهناك نسعد باللقاء الحلو في كنف الجليل

لكنني أدعو الإله لقاءنا قبل الرحيل

أما والدة إسلام التي فارقت الحياة الدنيا يوم الجمعة الماضية في 5/2/2016م بعد صراع طويل مع المرض .. والتي لم يسمح لها الصهاينة بزيارة إسلام إلا نادراً .. وكانت آخر زيارة منذ أكثر من شهرين ، ولم تتمكن من مقابلته أو الكلام معه إلا بالهاتف .

ولما علم إسلام بمرض والدته طلب السماح له بالاتصال بها بالهاتف ليطمئن عليها فمنعوه من ذلك ، فطلب نقله إلى سجن آخر عله يتمكن من الاتصال ، فنقلوه ، إلى عزل انفرادي .

ولما انتقلت والدته إلى جوار ربها ورحمته ، لم يخبروه بذلك وبعد أيام العزاء سمحوا له بالاتصال .. فاتصل بشقيقته في جنين وطلب والده ، فأخبرته أنه في المسجد ، ولما طلب والدته ليطمئن عليها لم يجد جواباً ، ثم أخبرته شقيقته بموتها .. نرجو الله أن يكرمها ويعلي منزلتها في الجنة ..

اللجنة الثقافية لبني الجرار في أرض الرباط عنهم

وسوم: العدد 666