شعب سوريا في الداخل و الخارج ، نفذ صبره من حاكم ظالم

الشعب السوري دفع و مايزال يدفع فاتورة باهظة الثمن رغم تدخل المجتمع الدولي ، الذي لم يستطع لحد الآن فعل أي شيء لإنقاذ سوريا و شعبها الصامد و الصابر.

لكن هذا الشعب الأبي  مل و نفذ صبره من حاكم ظالم ، متشبث بكرسييه غير عابئ لما يحدث في أبناء 

وبنات سوريا .

 ثورة سوريا ثورة منذ بدايتها انطلقت من درعا سلمية  بدأت ثورة أطفال شجعان درعا و هي وليدة ثورات الربيع العربي و هي ليست اقل من الشعوب التي حققت النصر وصنعت الديمقراطية و أعادت نخوة الكرامة . 

فالثورات العربية ليست كلها ناجحة ، لكن هناك من نجح في تغيير أنظمتها الاستبدادية و القمعية كتونس مثلا و مصر و انتهجتا طريق الحرية و الديمقراطية وما لا يعرفه الأسد و نظامه القمعي أن شعب سوريا لم يعد بإمكانه التراجع إلى الوراء ، و انه مصمم قبل أي وقت مضى على إسقاط هذا النظام المتعجرف

إن الإعلام لن يتغافل عن توثيق جرائم النظام الحاكم في سوريا في حق أبناء و أطفال و شباب الشعب السوري و لن يستطيع أي كان غض النظر عن مدى بشاعة هذه الجرائم آخرها ما حدث في حلب .  

   لكن بشار خسر المعركة و خسر كل شيء و خاصة شعبه ، و لم يعد بخير ولا واقف على رجليه و كأنه واثق من نفسه بإخماد الثورة ، و كله ثقة في النفس بان يسيطر على الوضع نهائيا و يكسب المعركة إن جاز التعبير .

حسابات الأسد مغلوطة رغم وقوف روسيا إلى جانبه و إيران و حزب الله و لكن عليه أن يثوب إلى رشده من زمان و يسلم مقاليد الحكم لمن هم أجدر منه لكن هذا الطاغية رفض رفضا قاطعا  .

    المعارضة السورية عاقدة العزم على مواصلة المشوار حتى النصر ، و هي تكتسب المزيد من الأنصار، بفضل إصرارها على المواصلة و إرادتها القوية في مواجهة العنجهية والصلف الذي ينتهجه النظام و أتباعه ، و تمسكها بعدم تقديم أي تنازل تحت أي  ضغط كان، لكن التنظيمات الإرهابية المنتشرة هنا و هناك

قطعوا أوصال سوريا رغم أن أمريكا ترفض وضع معايير واضحة للفصل ما بين ما تسميه بالمعارضة المعتدلة،بهدف الاستفادة من الثقل العسكري للتنظيمات الارهابية ضد نظام بشار الأسد. 

بطبيعة الحال هذا الطاغية يحاول و أتباعه  ربح الوقت  ورفع درجة القمع إلى أن لا يكون باستطاعة المناهضين للنظام تحملها ، فاضطر إلى هجوم مسلح من البر و الجو في شكل مأساوي و إبادة جماعية تكاد تكون ، بل هي إبادة جماعية بما تحمله الكلمة من معنى ، في بعض المناطق و للأسف في ظل صمت دولي رهيب وتنديد وشجب يترافق مع بعض العقوبات التي لا يأبه لها النظام ، و هو ما يفسر أن ضوء أخضر لفعل ما يريد في الداخل السوري دون أية عواقب أو تبعات , وهذا ما يحصل على مدى أشهر في حمص وبعض مدن ريف دمشق و إدلب و غيرها من الأماكن و المناطق في سوريا .

 برغم كل هذه الضحايا من شهداء و جرحى و مفقودين و معتقلين فان شعب سوريا الأبي ،و خاصة المهجرين لم يعد بإمكانه التراجع إلى الوراء. و هاهي سوريا الجريحة  لم تعد سوريا بل صارت  و شعبها في الداخل و الخارج كله أمل في النصر و استرجاع كرامته المهدورة و بناء بلاده حرة ذات سيادة و أمن وأمان .

وسوم: العدد 668