شهداء الأطباء في سورية !؟
للأطباء مكانة متميزة منذ القديم ، ويحضرني هنا أن الشعراء وغيرهم إذا أرادوا أن يصفوا أحداً بالشجاعة قالوا هو ليث ، غضنفر ، ضرغام ، وغير ذلك من أسماء وصفات الأسد ! إلا المتنبي فقد وصف الأسد بالطبيب ( الآسي ) يطأ الثرى مترفقاًمن تيهه - فكأنه آسٍ يجسُّ عليلا !؟
ولأهمية هذه المهنة فقد صنف فيها الأقدمون الكتب ، يتحدثون فيها عن أعلامها ، كما فعل ابن أبي أصيبعة في كتابه : عيون الأنباء في طبقات الأطباء ، ذكر فيه بعض الصفات الأخلاقية المطلوبة للمهنة ، وكان موسوعة للعلماء الذين عملوا بالطب منذ عهد الإغريق والرومان !
ولايغيب عن الذهن أن هذه المكانة عرفها تاريخنا حكاماً ومحكومين للأطباء على اختلاف مللهم وأديانهم !
ويأتي زمن العجائب والغرائب في عهد الوريث القاصر بشار ، فيستحر القتل فيهم ، وقد وثّقت اللجنة الإعلامية في اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية أسماء مئة وواحد وخمسين طبيباً من شتى المحافظات السورية ، والاختصاصات ، قتلتهم السلطة الباطنية ، أو تسببت في موتهم !؟ وهناك مئات المئات من السجناء والمُهجرين ، الذين اعتقلهم النظام ، أو تسبب في حرمانهم من وطنهم وأعمالهم !؟
فهل سنجد مٓن يذكر معاناتهم وعذاباتهم وسجنهم وتشريدهم للأجيال ؟ ومٓن يصنف كتاباً يُدرس في كليات الطب السورية مستقبلاً ، ليعرف الدارسون أي أناس سبقوهم ومقدار جهودهم التي بذلوها في خدمة الوطن والإ نسان !؟
رحم الله مٓن قضوا ، وألف تحية وتقدير للمرابطين في العيادات الميدانية ، وغيرها ، يداوون جراحاتنا، ويخففون من مأساتنا !
وسوم: العدد 675