حقائق لابد من كشفها أمام أبناء شعبنا العراقي وللتاريخ حلقة 2

فقد فيه العراق السفيرعبد الرزاق محمد لفتة، والملحق الصحفي حارث طاقة، وسكرتيرته السيدة بلقيس الراوي عقيلة الشاعر العربي السوري الكبير نزار قباني، وأكثر من 60 من موظفي السفارة العراقية في بيروت كان العراق أول دولة خطط ليصدرّ إليه تصدير التوسع الصفوي الخميني. نفذت هذه الجريمة الإرهابية بتنسيق مع حركة أمل + ميليشيا الضاحية الجنوبية " حزب الله " المصنف إرهابيًّا من جامعة الدول العربية +حزب الدعوة العميل الإرهابي ومخابرات الإيرانية بسفارتها في بيروت وتحت مظلة النظام العميل المجرم المقبور حافظ الأسد، آنذاك كانت قواته تحتل بيروت، وتكليف بهذه المهمة المجرم عماد مغنية- أحد قادة ميليشيا الضاحية الجنوبية ، من قبل نظام ولاية الفقيه يرافقهم العميل المزدوج نوري الهالكي الملقب ( محسن) آنذاك ومعه ثلاثة عراقيين، كانوا قادمين من إيران وقد تبنت تلك العملية الإرهابية حزب الدعوة التابع لإيران. وإذا أردنا النظر إلى تلك الفاجعة، فاجعة تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981 وفاجعة تفجير حي الكرادة بوسط بغداد التي حدثت في رمضان هذا العام 2016، نؤكد إلى أن أوجه الشبه بين تفجير السفارة العراقية في بيروت والكرادة والتفجير الذي طال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري تتركز في نفس السيناريو، وفي طريقة التنفيذ، وتبدأ من الرصد لمدة زمنية طويلة، لتحديد المسارات لأمكنة، ومن ثم تحديد ساعة الصفر، بتوجيه سيارة مفخخة، تحمل مادة شديدة الانفجار، قدرتها التدميرية تعادل عشرة أضعاف الآثار التي تخلفها مادة "التي أن تي"، لذلك هي تعد الأفضل لعمليات فاعليتها، وسهولة نقلها، فضلاً عن أن الوقائع قد تشير إلى أسلوب واحد يدير هذه التفجيرات والاغتيالات، على أختلاف الأمكنة والأزمنة، هو الحرس الثوري الإيراني . لابد ان نعرج بشكل سريع على تاريخ الإجرامي لحركة أمل، كلنا يتذكر مذبحة التي نفذت على يد ميليشيات حركة أمل المجوسية اللبنانية، في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في 20- 5- 1985 واستمرت لمدة ثلاثة أيام، فاستشهد جراء ذلك 3100 بين شهيد وجريح من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، و15 ألف من المهجرين أي 40% من سكان المخيمات، هذا ما دونه الصليب الأحمر، فهذه المجزرة ما كانت لتحدث لولا دخول القوات السفاح الأسد إلى أرض لبنان لضرب وإنهاك تنظيمات المقاومة الفلسطينية هناك، وكلنا يتذكر كيف حوصر وأبيد مخيم تل الزعتر عام 1976على يد تلك القوات الأسدية والمتحالفة مع نفس العناصر التي إستخدمها الصهاينة ، هذا ما قاله مراسل صحيفة ريبوبليكا الإيطالية وقال : إنها الفظاعة بعينها . وأيضا قال مراسل صحيفة صندي تلغراف في 27/5/1985 إن مجموعة من الجثث الفلسطينية ذبح أصحابها من الأعناق وكذلك وكالة ( إسوشيتدبرس ). الغريب في تلك المجزرة أن الكثير من القادة اللبنانيين لم يخضعوا إلى أي تحقيق، بل بعضهم تولي بعض المناصب في البرلمان ومازال قادة حركة أمل وحزب الكتائب ينعمون بحياة هادئة . وكذلك ينطبق الأمرعلى ميليشيا الضاحية الجنوبية المسلحة، هي فرع من الحرس الثوري الإيراني وتحت سلطة الولي الفقيه حيث مستمر في تعطيل الأستحقاق الدستوري الذي ينص على ضرورة أنتخاب رئيس للجمهورية، منذ سنتين، ولكن جذر المشكلة ليس هنا، بل أصبحت يران تملك كتلة نيابية في لبنان، وهي التي تقرر مصائر الاستحقاقات الدستورية بعد عاث في الأرض فسادا من بلطجة وقتل وهجوم وحشي على الامنين في بيروت وشريك نظام الطائفي الأسدي المجرم يقتل شعبه على مدى خمسة سنوات وعلى جماجم أكثر من نصف مليون قتيل سوري و700 ألف بين مفقود ومعتقل و14 مليون مهجر. ألا يعد ذلك جرائم إرهابية تقوم به فروع التابعة للحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وخليج العربي؟ وإلى الآن يبقى تاريخهم حافلاً باالإرهاب والموت والدمار والفساد . في 30 تموز 1979 هربت من العراق بعد حملة قمعية التي قادها النظام الدكتاتوري الوطني بحق الشيوعيين وغدر بميثاق العمل الوطني عام 1971 والجبهة الوطنية في تموز 1973، لأن ذلك يشكل إنتهاكاً صريحاً لميثاق العمل الوطني الذي ينص على شراكة وطنية حقيقية . بدأت حملته القمعية منذ عام 1977- 1978 التي فشلت زمرة عزيز محمد في تجنيب منظمات الحزبية الملاحقات المستمرة، التي توجهت بحملة التصفية الشاملة منذ عام 1979 . كانت صحيفة الحزب نفسها تواصل الصدور في بغداد ( بين آيار 1978 – تموز 1979 ) وتلتزم الصمت أزاء حملة التصفيات . وأوصلتنا سياسة الزمرة عزيز محمد إلى كتم الأفواه وحددت حرية المناقشة داخل المنظمات الحزبية ، حيث كان الكثيرون يخشون الادلاء بآرائهم صراحة اعتقادا بإنها سرعان ما تصل للحكومة عبر المخبرين في التنظيمات الحزب . وكانت تصورات وخطط النظام الدكتاتوري الوطني – تركيز حملته على قاعدة الحزب وكوادره الوسطية ، مع ترك القيادة تخرج من العراق بتوديع رسمي عام 1978 بكامل أعضائها م.س – ل. م ، ولم يبق ولا واحدا في مدينة عراقية . وأصرار على أن يقود عمل الحزب من أوروبا والخارج . وهكذا ، لأول مرة في تاريخ الحزب ، مركز القيادي في الخارج وخرقت بذلك النظام الداخلي وتقاليد الحزب الثورية الأصيلة . وكنا في الداخل نطالب بتقييم السياسة الحزب وبعقد مؤتمر جديد ، عرفنا ومن خلال وعينا السياسي الناضج، أصرار زمرة عزيز محمد بعدم عقد مؤتمر أو كونفرنس يعود غلى رغبتها في تلافي الأدانة الصريحة للسياسة اليمينية الأنتهازية وبالتالي تأجيل إدانة العقاب لمن رسموها وراهنوا باصرار عليها ، والأنتظار بأمل أمتصاص النقمة وينسى الشيوعيين فيه الماضي ، الأمر الذي من شأنه تسهيل العودة إلى تحكم برقاب الحزب بصيغ جديدة ، وهكذا تركت تنظيمات الحزب تحت رحمة الحملة القمعية ، وترك أعضاء وكوادر الحزب من دون أي خطة أو توجيه ، وتركو ليعيشوا في حيرة ومتاهة حقيقيتين، ليتصرف كل كما يحلو له ، وتحت شعار " يا رفيق دبر حالك بنفسك". وقادت لأحقا زمرة عزيز محمد وخليفته زمرة حميد مجيد موسى العميلة خيانة الوطن والشعب وتاريخ الحزب وأصطفت مع العدو الطبقي الأمبريالية الأمريكية والغربية والصهيونية وإيران المجوسية. لقد تعرضت وعانت عائلتنا من هذه الحملة على يد ديكتاتورية النظام وديكتاتورية زمرة عزيز محمد وخليفته حميد مجيد موسى العميلة وخيانتها لتاريخ عائلتنا الثورية، العائلة التي قدمت الكثير من التضحيات في سبيل الوطن والشعب والحزب. هربت أنا وأخي من مدينتي عام 1978 إلى بغداد ومن هناك واكبت نشاطي مع الشيوعيين لتجميع تنظيمات الحزب، وفي قناعتي وقناعة جميع الشيوعيين الوطنيين بإن تاريخ الحزب ليس مرتبط بهذه الشلة العميلة، وعلى أمتداد نشاطي في بغداد ، كان سكني متعدد البيوت، في أحد المرات رأيت ابن عمي يسكن مدينة الثورة ينتظرنا في بداية الشارع قرابة منتصف الليل ليعلمنا بعدم القدوم إلى البيت حيث كانت خطة لمداهمة السكن، وهربنا أنا وأخي بصحبة الشهيد ابن عمي إلى مكان أخر. وبذلك فقدت بيتين للمبيت، ولم يبق لي أي وسيلة لتأمين سكن الآمن ورغم ظروف التخفي وصعوبة تأمين تكاليف المعيشة . توجهت إلى العمل ليلا في معمل يصنع الحقائب الجلدية في منطقة البتاوين، أقضي الليل بفترة العمل، وينتهي عملي في الساعة السابعة الصباح، وفي النهار أواكب نشاطي النضالي وهكذا بقيت بعملي الليلي لمدة شهرين ونصف وبعدها تم طردي من العمل بسبب تحريضي للعمال لنيل حقوقهم العادلة..الخ  تدهورت صحتي بسبب رائحة المواد البلاستيكية وحرمان من النوم طيلة شهرين ونصف أثناء عملي في المعمل. ليكون المبيت في كراجات السيارات . ففاجأني صديقي محمد يدرس في معهد التكنولوجيا – بغداد عندما عرف ظروفي الصعبة بطرح علي فكرة أن يصطحبني في منتصف الليل إلى قسم الداخلي للطلبة ويخرجني في صباح الباكر، وبعد فترة فاتحني بإنه لا يستطيع تأمين سلامتي، رغم كل الظروف القاهرة ومواكبة نضالي الثوري بتأسيس خطوط سرية لتنظيم . في ظل هذه المرحلة العصيبة وفي عام 1979، برز نشاط لجماعة مواليه لإيران حزب الدعوة وقيامها بتفجيرات في بغداد، صارخين : " ما جئناكم إلا بالمفخخات" لتفجير سيارات مفخخة ورمي قنابل يدوية في الجامعات والأسواق والأماكن العامة، شعبنا العراقي يتذكر سجلهم وتاريخهم الملطخ بالفضائح، متناسين أن حزب الدعوة، سواء الجناح الذي يتزعمه العميل المزدوج نوري الهالكي، أم الجناح الذي يترأسه العميل المزدوج إبراهيم الأشيقر (الجعفري)، هو حزب إرهابي محترف، بل و يجب إدراجه على قائمة المنظمات الإرهابية في العالم، فهذا الحزب كان متورطا باعمال إرهابية كثيرة داخل العراق وخارجه، ففضلا عن جرائمه المعروفة في لبنان والكويت أواسط الثمانينات، فالحزب مارس الإرهاب من خلال تفخيخ السيارات ونصب المتفجرات وتوجيه الصواريخ على الأحياء السكنية والدوائر الحكومية داخل العراق خلال التسعينات،هو أول من أوجد أسلوب (العمليات الأنتحارية) في العراق، اللتان يتقنها حزب الضاحية الجنوبية ذراع الحرس الثوري الإيراني ونظام الإستبداد والإجرام الأسدي بدمشق ، ويتذكر أهالي بغداد أبشع جريمتين حصلتا في الثمانينات ومن تدبير حزب الدعوة، الأولى حادث تفجير بناية وزارة التخطيط العراقية من قبل إرهابي أنتحاري يقود شاحنة مليئة بالمتفجرات وراح ضحية الحادث الإجرامي عدد من موظفي ومراجعي وزارة التخطيط. والحادث الآخر هو تفجير شاحنة يقودها أنتحاري أمام مبنى دار الأذاعة والتلفزيون في الصالحية وذهب ضحيتها عدد من المواطنين. 

وسوم: العدد 678