هدف البنك الدولي هو تحويل الماء إلى مال لصالح الشركات الغربية 106

تعطيش الناس في بوليفيا أثار ثورة شعبية- جرائم شركة نستله بحق نعمة الله الأعظم: الماء (القسم الأول) (106)

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

(الماء هو الذهب الجديد، وعدد قليل من البلدان والشركات المصرفية الذكية يستثمر فعليا في هذا الجانب. وفي الوقت الذي يتركز فيه انتباهنا الجماعي على القلق من استنفاد إمدادات الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم)، فقد تم تجاهل - وإلى حد كبير - حقيقة بسيطة هي أنه ما لم يتم إجراء تغييرات جذرية، فنحن سوف نواجه نفاد الماء أولا، وقريبا. ما يحتاجه العالم، هو تحديد سعر أكثر دقة لأكثر السلع قيمة لدينا وهو الماء... إن عهد الحصول على المياه بأسعار بخسة يقترب من نهايته. وبعبارة أخرى، المياه ينبغي أن تصبح مُكلفة على نحو متزايد. وعلى البلدان أن تدرك أن ليس كل استخدامات المياه ينبغي أن تكون على قدم المساواة)

بيتر برابيك

الرئيس التنفيذي لشركة نستله

(مع مواصلة شرطة مكافحة الشغب مواجهة المتظاهرين بالغاز المُسيل للدموع والذخيرة الحية، قُتل المزيد من الناس، وأصيب العشرات بجراح. يوم 10 ابريل، خضعت الحكومة للشعب، وأنهت العقد مع اتحاد الشركات ، ومنحت الناس السيطرة على نظام توزيع المياه من خلال تحالف شعبي قاده منظمو الاحتجاجات. بعد ذلك بيومين، أعلن رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون أنه يجب على شعب بوليفيا أن يدفع مقابل خدمات المياه. في 6 أغسطس 2001، استقال رئيس بوليفيا.. وفي الوقت نفسه، قامت شركات المياه، وقد شعرت بإساءة عميقة من احتمال سيطرة الناس على مواردها المائية الخاصة، بمحاولة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد حكومة بوليفيا لمخالفتها العقد. شركة بكتل طالبت بـ  25 مليون دولار كتعويض عن "خسائرها". وفي حين تم تسجيل ربح سنوي قدره 14 مليار دولار لهذه الشركة، كانت الميزانية الوطنية لبوليفيا لا تزيد عن 2.7 مليار دولار).

(بدأت عملية خصخصة المياه في الفلبين من قبل البنك الدولي منذ عام 1997، ارتفعت أسعار المياه من 450 - 800 في المئة ... وفي الوقت نفسه، تدهورت جودة المياه إلى أسفل. كثير من الناس أصيبوا بأمراض بسبب المياه السيئة. قبل عام مات نحو 600 شخص في الفلبين نتيجة البكتيريا في الماء لأن الشركة الخاصة لم تحقق شبكات المياه المناسبة.. ولكن بعد ذلك، لماذا تفعل الشركة مثل هذا الشيء؟ يبدو أن الإهتمام بصحة الإنسان لا يثير قلقها لأنه غير مربح).

 

المحتوى

______

(فلسفة شركة نستله: الماء ليس حقا لكل إنسان بل سلعة تجارية تحق لمن يستطيع الدفع! - فلسفة القضاء على الإنسان - الناس لديهم حق في الماء.. يا له من منطق غريب ! - عقل مدير شركة نستله هو لبّ الفلسفة الغربية - شركة نستله: توفير المياه لا علاقة له بعمل الخير بل بالأرباح - مجموعة الموارد المائية برئاسة نستله فيها كوكا وببسي وتحرص على توفير المياه !! - الأجندة العالمية لخصخصة المياه: فتّش عن صندوق النقد والبنك الدولي - هدف البنك الدولي والشركات الغربية هو تحويل الماء إلى مال - تعطيش الناس في بوليفيا أثار ثورة شعبية - وبرغم ذلك الصندوق والبنك ماضيان في خصخصة المياه - خصخصة اليماه مقابل القروض حتى في أوروبا - المسؤولية الاجتماعية لشركة نستله: جعل العالم آمنا لشركة نستله ... ومدمراً للبشر - شركة نستله تقتل الأطفال بحليب الاطفال الاصطناعي - الشركة تبيد الغابات والبشر في اندونيسيا - ومتورطة بعمالة الأطفال في زراعة الكاكاو في أفريقيا - وقفة (1): عمالة الأطفال وعبوديتهم والإتجار بهم في زراعة الكاكاو -  وقفة (2): حقائق سريعة عن زراعة الكاكاو - الإستيلاء العظيم على الأراضي الزراعية في العالم الثالث يفرض الإستيلاء العظيم على المياه - شركة نستله لا تتردد في القتل من أجل الأرباح – ملحق: دعوة لمقاطعة حليب الأطفال الصناعي-  مصادر هذه الحلقات)

فلسفة شركة نستله: الماء ليس حقا لكل إنسان بل سلعة تجارية تحق لمن يستطيع الدفع!

_________________________________________

يقول الباحث السياسي "أندرو غافن مارشال Andrew Gavin Marshall" في دراسة مهمة عن دور البنك الدولي في تعطيش البشر وتدمير الصحة العامة عبر خصخصة المياه في البلدان النامية خصوصاً :

" في الفيلم الوثائقي : "إطعام العالم" المُنتج عام 2005، طرح الرئيس التنفيذي لشركة نستله، أكبر شركة للمواد الغذائية في العالم، بيتر برابيك - ليتماثي، "الحكمة" حول العالم والإنسانية. يرى برابيك أن الطبيعة ليست "جيدة"، وأنه لا يوجد شيء يدعو للقلق من الأغذية المعدلة وراثيا. إن الأرباح هي المهمة قبل كل شيء، وأن الناس يجب أن تعمل أكثر من ذلك، وأن البشر ليس لديهم الحق في الماء.

ثم أوضح أن "الناس يعتقدون أن كل ما يأتي من الطبيعة أمر جيّد ، لكننا "تعلمنا دائما أن الطبيعة يمكن أن تكون عديمة الرحمة" ، وأن "الإنسانية، هي الآن في موقف أن تكون قادرة على تقديم بعض التوازن تجاه الطبيعة، ولكن على الرغم من ذلك ما زال لدينا شيء يقترب من اللغو الذي يرى أن كل ما يأتي من الطبيعة هو أمر جيد" . ثم يحيلنا إلى " الحركة العضوية" كمثال على هذا التفكير، فهي تنطلق من فرضية تقول إن "العضوية هي الأفضل". ولكنه يحاول أن يطمئننا ويصحح هذا الخطأ ، فـ "العضوي ليس هو الأفضل"، والدليل هو أنه خلال الـ 15 سنة الأخيرة من استهلاك المواد الغذائية المعدلة وراثيا في الولايات المتحدة لم تحصل حالة مرضية واحدة بسببها. ولكن على الرغم من ذلك، كما يقول ، مازلنا نحن جميعا نشعر بعدم الارتياح من هذه المحاصيل في أوروبا، وأن شيئا ما قد يحدث لنا بسببها. ووجهة النظر هذه، وفقا لبرابيك، هي " نفاق أكثر من أي شيء آخر ".

الماء ، وهنا يشير برابيك بشكل صحيح "هو بالطبع أهم المواد الخام التي لدينا اليوم في العالم". لكنه أضاف: "لكن المشكلة تكمن في ما إذا كان ينبغي لنا خصخصة إمدادات المياه الطبيعية للسكان. وهناك نوعان من وجهات النظر المختلفة بشأن هذه المسألة. الأولى، وهو ما يعتقد أنه رأي متطرف، ويُطرح من قبل المنظمات غير الحكومية، التي تطرق على أن الماء هو حق عام. أي أن أي إنسان يجب أن يكون لديك الحق في الحصول على الماء. وهذا الحل متطرف  حسب مدير شركة نستلة. أما الرأي الآخر، فهي وجهة نظر أوضح "وأقل تطرفا وتقول أن الماء هو مادة غذائية مثل أي مادة أخرى ومثل أي مادة غذائية أخرى، ينبغي أن يكون لها قيمة في السوق. وشخصيا أعتقد أنه من الأفضل أن نعطي المواد الغذائية قيمة بحيث أننا جميعا ندرك أن لها سعراً. ثم انه يجب ان يتم اتخاذ تدابير محددة لجزء من السكان الذين لا يستطيعون الحصول على هذه المياه، وهناك العديد من الاحتمالات المختلفة في هذا المجال". إن "المسؤولية الاجتماعية الكبرى الأكبر لأي رئيس شركة تنفيذي" كما يقول برابيك:

"هو الحفاظ على وضمان مستقبل ناجح ومربح لمشروعه. فقط اذا كنا نستطيع ضمان وجودنا المستمر، على المدى الطويل، سنكون في وضع يمكننا من المشاركة بفعالية في حل المشاكل القائمة في العالم. نحن في موقف قادرون فيه على خلق فرص عمل ... إذا كنت ترغب في خلق العمل، عليك أن تعمل بنفسك، ليس كما كان في الماضي حيث تم توزيع العمل الموجود. إذا كنت تتذكر الحجة الرئيسية لجعل الأسبوع 35 ساعة عمل، فقد كانت تقول أن هناك قدر معين من العمل، وسيكون من الأفضل إذا عملنا أقل ووزعنا العمل بين عدد أكبر من الناس. وقد ثبت أن ذلك كان مخطئا تماماً".

إذا كنت ترغب في إنشاء المزيد من العمل عليك أن تعمل أكثر بنفسك. أن علينا أن نخلق صورة ايجابية للعالم أمام الناس، ولا أرى أي سبب يمنعنا من أن نحمل نظرة إيجابية نحو المستقبل. نحن لم نكن جيدين أبدا بمثل هذا القدر، ولم نحصل على أموال أكثر، ولم نكن أصحاء  بدرجة أكبر، ولم نعش عمرا أطول، كما نفعل اليوم. لدينا كل ما نريد ، ومع ذلك مازلنا نتصرف وكأننا في حالة حداد لفقدان شيء ما منّا".

فلسفة القضاء على الإنسان

________________

"في أثناء مشاهدة فيديو ترويجي لمصنع لشركة نستله في اليابان، علق برابيك، "يمكنك أن ترى كم هي حديثة تلك المصانع. الروبوطية للغاية، حيث تكاد تخلو من العمال". وبطبيعة الحال، وبالنسبة لشخص يدّعي بأنه مهتم بخلق فرص العمل، لا يبدو أن هناك أي نفاق صارخ في إشادته بالمصانع التي "تكاد تخلو من العمال".

من المهم أن نلاحظ أن هذا ليس مجرد رأي شخصي من بعض رؤساء الشركات التنفيذيين اختيروا بشكل عشوائي، بل هو رأي يعكس الواقع المؤسسي للشركات: الهدف الرئيسي للشركة - قبل كل شيء - هو تعظيم الأرباح قصيرة الأجل للمساهمين . وبحكم التعريف، يجب أن يعمل العمال أكثر ويُدفع لهم أجور أقل، والبيئة تكون مصدر قلق بقدر ما تقف عائقا أمام الشركات دون تحقيق السيطرة واستغلال موارد البيئة. وفي نهاية المطاف، أمر "جيد أن تحل الأتمتة والروبوتات محل العمال بحيث تدفع أقل أو لا تدفع لأي عامل ، وبالتالي تحقق أقصى قدر من الأرباح. ومع هذه البنية المؤسساتية - والأيديولوجية - (التي شيدت قانونيا من قبل الدولة الغربية)، فإن الاهتمام بالبيئة، وبالمياه، وبالعالم والإنسانية لا يمكن تعزيزه إلّا إذا كان وسيلة يمكن أن تُستخدم لدفع أرباح الشركات، أو إذا كان يمكن أن تُستخدم لأغراض العلاقات العامة. في نهاية المطاف، سيكون هذا هو النفاق التام. فالشركات التنفيذية لا يمكن أن يكون لديها مصدر قلق جدّي على تعزيز الرفاه العام في العالم، والبيئة، أو الإنسانية، وإذا أظهر أي رئيس تنفيذي مثل هذا القلق والاهتمام فإنه سوف لن يُسمح له بأن يبقى في منصبه.

هذا هو السبب في الإهتمام بما يقوله ويعتقده بيتر برابيك: إنه يمثل نوعا من الأشخاص - ونوعا من التفكير - وهذا هو نتاج وشرط لتشغيل شركة متعددة الجنسيات ناجحة، إنها ثقافة الشركات نفسها. وبالنسبة للشخص العادي الذي يشاهد هذه المقابلة، فقد يراها كنوع من خطبة عصماء سخيفة في برنامج أخبار منتصف الليل لقاتل متسلسل وسفّاح سيّء السمعة إذا كان هذا القاتل قد وُضع مسؤولا عن شركة متعددة الجنسيات".

الناس لديهم حق في الماء.. يا له من منطق غريب !

____________________________

"هل الناس لديهم "حق" في الماء؟ يا له من منطق غريب! الشيء التالي الذي سوف تقولونه هو أن عمل الأطفال شيء سيء، وتلويث البيئة شيء سيئ، أو أن الناس لديهم نوعا ما من "الحق" ... في الحياة! تخيل الجرأة والجسارة! كل ما يهم في الكون هو "الأرباح"، وما شيء رائع أكثر من أن يكون لديك عدد أقل الناس والمزيد من الأرباح! الماء ليس حقا، انه مجرد ضرورة، وذلك بطبيعة الحال، يجعل من المنطقي أن تتم "خصخصته" بحيث أن الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى مثل نستله يمكنها أن تملك المياه في العالم وتضمن وصوله فقط لأولئك الذين يمكنهم أن يدفعوا مقابل شربه. هكذا انحلت المشكلة !".

للأسف، وعلى الرغم من السخرية المتعمدة، فإن هذا هو رأي أساسي من برابيك وأمثاله. والمثير للقلق، فإن تأثير برابيك لا يقتصر على مجلس إدارة نستله. أصبح برابيك الرئيس التنفيذي لشركة نستله في عام 1997، وهو المنصب الذي عمل فيه حتى عام 2008، حيث استقال من منصب الرئيس التنفيذي لكنه بقي رئيسا لمجلس إدارة شركة نستله. . فإلى جانب عمله في شركة نستله، يعمل برابيك كنائب لرئيس مجلس إدارة شركة لوريال L’Oréal، أكبر شركة لمستحضرات التجميل و "الجمال" في العالم، وكنائب لرئيس مجلس إدارة مجموعة Credit Suisse Group، أحد أكبر البنوك في العالم. وهو أيضاً عضو في مجلس إدارة شركة اكسون موبيل Exxon Mobil، واحدة من أكبر كارتلات النفط والطاقة في العالم.

كما انه كان عضوا سابقا في واحدة من أكبر كارتلات الصناعات الدوائية في العالم، وهي شركة روش Roche. كما يعمل برابيك أيضا عضوا في المجلس التأسيسي للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، وكذلك الوصي على رسالة وقيم الصندوق العالمي للطبيعة ... والمسؤول عن إلهام الأعمال وثقة الجمهور من خلال المعيار المثالي للحكم. برابيك هو أيضا عضو في اجتماع المائدة المستديرة الأوروبي للصناعيين (ERT)، وهي مجموعة من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأوروبية التي تقدّم المشورة والمساعدة المباشرة في توجيه السياسة العامة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه. وقد شارك أيضا في اجتماعات مجموعة بيلدربيرغ السرّية التي تحكم العالم ، وهي منتدى سنوي يضم 130 من النخب في الشركات والأعمال المصرفية، ووسائل الإعلام والنخب السياسية والعسكرية من أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.

وهكذا، ومن خلال علاقاته المتعددة وعضويته في مجالس إدارات بعضٍ من أكبر الشركات في العالم، فضلا عن قيادته ومشاركته في بعض مراكز البحوث والمنتديات والأعمال والجمعيات الفكرية الدولية الرائدة، فإن برابيك لديه القدرة على الوصول دون عائق إلى النخب السياسية وغيرها في جميع أنحاء العالم. عندما يتكلم فإن الناس الأقوياء يستمعون".

عقل مدير شركة نستله هو لبّ الفلسفة الغربية  

___________________________

"أصبح برابيك صوتا مؤثرا في قضايا الغذاء والماء، وهذا ليس من المستغرب أبدا، باعتباره رئيسا لأكبر شركة إنتاج غذائي على وجه الأرض. سيرة برابيك المهنية تعود إلى الأيام  التي كان يعمل فيها لشركة نستله في شيلي في أوائل السبعينات، عندما هدّد الرئيس المنتخب ديمقراطيا والموالي لليسار "سلفادور الليندي" "بتأميم إنتاج الحليب، وعمليات شركة نستله التشيلية معها". انقلاب 1973 العسكري في شيلي - بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكة - وضع حدّاً لهذا "التهديد" عن طريق جلب الديكتاتورية العسكرية لأوغوستو بينوشيه، الذي قتل الآلاف من التشيليين، وأنشأ "دولة الأمن الوطني"، وفرض تدابير اقتصادية قاسية لتعزيز مصالح الشركات والنخب المالية (وهي الإجراءات التي أصبحت تُعرف في وقت لاحق باسم "الليبرالية الجديدة" neoliberalism) (لمزيد من التفصل عن انقلاب بينوشيه ودور نيكسون وكيسنجر وشركة كوكا كولا راجع الحلقة  (19) في شيلي قتلت الولايات المتحدة الرئيس المُنتخب من أجل تعزيز الديمقراطية (3 آلاف قتيل و30 ألف مُعتقل ومختفٍ).

في مقال له عام 2009 في مجلة السياسة الخارجية Foreign Policy ، أعلن برابيك: "الماء هو الذهب الجديد، وعدد قليل من البلدان والشركات المصرفية الذكية يستثمر فعليا في هذا الجانب". وفي مقالة عام 2010 لصحيفة الغارديان، كتب برابيك أنه "في الوقت الذي يتركز فيه انتباهنا الجماعي على القلق من استنفاد إمدادات الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم)، فقد تم تجاهل - وإلى حد كبير - حقيقة بسيطة هي أنه ما لم يتم إجراء تغييرات جذرية، فنحن سوف نواجه نفاد الماء أولا، وقريبا". ما يحتاجه العالم"، وفقا لبرابيك، هو "تحديد سعر أكثر دقة لأكثر السلع قيمة لدينا وهو الماء"، وأن "عهد الحصول على المياه بأسعار بخسة يقترب من نهايته". وبعبارة أخرى، "المياه ينبغي أن تصبح مكلفة على نحو متزايد". ووفقا لبرابيك "على البلدان أن تدرك "أن ليس كل استخدامات المياه ينبغي أن تكون على قدم المساواة".

في حوار مع صحيفة وول ستريت جورنال في عام 2011، تحدث برابيك ضد استخدام الوقود الحيوي - تحويل الغذاء إلى وقود - وأشار إلى أن هذا هو السبب الرئيسي لارتفاع أسعار المواد الغذائية (ولكن في الحقيقة، كانت الزيادة في أسعار المواد الغذائية في المقام الأول نتيجة للمضاربة من قبل البنوك الكبرى مثل جولدمان ساكس وجيه بي مورغان تشيس) (في حلقة مقبلة سنعالج دور صندوق النقد والبنك الدولي في إشعال أزمة الغذاء وارتفاع اسعار المواد الغذائية في العالم). وأشار برابيك إلى العلاقة بين عمله – إنتاج المواد الغذائية - والقضايا الجيوسياسية الكبرى، قائلا: "ما نسمّيه اليوم الربيع العربي ... بدأ فعلا احتجاجا على التزايد في أسعار المواد الغذائية .. وأحد الحلول التي أقترحها هو خلق "سوق" للمياه فهو أفضل التوجهات التي يمكن أن تكون لديك". فإذا صار الماء منتجا من منتجات "السوق"، فإنه لن يضيع على زراعة المحاصيل الغذائية أو للحصول على الوقود، ولكن يُستخدم في التركيز على إنتاج المواد الغذائية للاستهلاك - ويفضل أن تكون الأغذية المحورة وراثيا. بعد كل شيء، قال: "إذا كانت قوى السوق هناك فإن الاستثمارات ستحصل في هذا المجال". اقترح برابيك أن العالم يمكنه "إطعام تسعة مليارات نسمة ، ويقدم لهم الماء والوقود، ولكن بشرط أن "نسمح للسوق بالقيام بذلك".

برابيك شارك في تأليف مقال عام 2011 لصحيفة وول ستريت جورنال ذكر فيه أنه من أجل تأمين "حصول الجميع على المياه النظيفة، ببساطة ليس هناك خيار آخر سوى تسعير المياه بسعر معقول"، وأن ما يقرب من 1.8 مليار نسمة على الأرض لا يحصلون على المياه النظيفة الصالحة للشرب "بسبب سوء الإدارة المائية وممارسات الحوكمة، وعدم وجود إرادة سياسية." وعليه فإن برابيك، ومن خلال عمله رئيسا لشركة نستله، يقوم بالمساعدة على خلق "الإرادة السياسية" لجعل المياه منتجا من منتجات "السوق" الحديثة".

شركة نستله: توفير المياه لا علاقة له بعمل الخير بل بالأرباح

___________________________________

"الآن، وقبل الإشادة بنشاط برابيك "المتنور" بشأن مسألة ندرة المياه وتوفير المياه الصالحة للشرب لفقراء العالم (والتي هي قضايا حقيقية وملحة تحتاج الى اهتمام)، أكد برابيك نفسه أن اهتمامه في قضية الماء ليس له علاقة في الواقع بمعالجة هذه القضايا بطريقة ذات معنى، أو لصالح الأرض والإنسانية بشيء. لا، الدافع لديه هو أبسط بكثير من هذا.

في مقابلة عام 2010 مع موقع BigThink ، أشار برابيك: "إذا أردنا - شركة نستله وأنا نفسي – أن نصبح صريحين جدا في مجال المياه، فليس ذلك لأي سبب له علاقة بعمل الخير، لقد كان السبب بسيطا جدا: من خلال تحليل ... سألنا ما هو العامل الوحيد الأكثر أهمية من أجل استدامة نستله، وجاء الجواب : الماء هو الموضوع رقم واحد". هذا هو ما أدى ببرابيك ونستله إلى الإهتمام بقضية المياه : قضية "استدامة ثروة" شركة نستله. وأوضح برابيك: "أعتقد أن هذا هو جزء من مسؤولية الشركة"، وأضاف: "الآن، إذا كنتُ أعمل في صناعة مختلفة، فسوف يكون تركيزي على موضوع آخر، بالتأكيد".

سُئل برابيك ما إذا كان ينبغي للصناعات "أن يكون لها دور في إيجاد حلول للقضايا البيئية التي تؤثر على أعمالهم"، فأجاب: "نعم، لأنه يصب في مصلحة مستثمرينا ... وإذا كنت تريد إقناع المساهمين في شركتنا أن هذه الصناعة هي صناعة مستدامة على المدى الطويل، لا بد لي من التأكد من أن جميع الجوانب التي تعتبر حيوية لهذه الشركة هي جوانب مستدامة ... عندما أرى، كما في حالتنا، أن واحدا من الجوانب - الذي هو الماء هنا، والذي هو ضروري من أجل إنتاج المواد الخام لشركتنا - إذا لم يكن هذا العامل مستداما، فمعنى ذلك أن مؤسستي ليست مستدامة. وبالتالي فإنه لا بد لي من القيام بشيء حيال ذلك. وعليه ستكون مصالح المساهمين والفوائد المجتمعية مشتركة".

وعليه، فحينما يروّج برابيك ونستله لموضوع "المياه المستدامة" فهما في الحقيقة يروّجان "لاستدامة" ثروة نستله من خلال سيطرتها على موارد المياه. كيف يتم تحقيق ذلك بأفضل صورة؟ حسناً، بما أن نستله هي شركة متعددة الجنسيات كبرى ، فإن الحل الطبيعي هو الترويج لـ "سوق" تسيطر على المياه، والتي تعني خصخصة واحتكار مياه العالم بايدي عدد قليل من الشركات. 

في حوار عام 2011 مع رئيس تحرير مجلة تايم في مجلس العلاقات الخارجية، أشار برابيك لاجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير حيث كانت قضية "المسؤولية الاجتماعية للشركات" الموضوع الرئيسي للنقاش، حيث تناول المديرون التنفيذيون للشركات "الحديث عن كيف يردون الجميل إلى المجتمع"، تحدث برابيك وقال: "أنا لا أشعر أن علينا أن نرد الجميل إلى المجتمع، لأننا لم نسرق من المجتمع"، وأوضح برابيك لمجلس العلاقات الخارجية انه يشعر ان هذا المفهوم يقع في نطاق العمل الخيري ، و "هذه مشكلة بالنسبة للرئيس التنفيذي لأي شركة مساهمة عامة، لأنني أعتقد شخصيا أن الرئيس التنفيذي لأي شركة عامة ينبغي أن لا يسمح له بالعمل الخيري ... وأعتقد أن أي شخص يريد القيام بالعمل الخيري ينبغي أن يفعل ذلك من ماله الخاص وليس من المال للمساهمين. "الانخراط في المسؤولية الاجتماعية للشركات، يتضمن تكلفة إضافية".

مجموعة الموارد المائية برئاسة نستله فيها كوكا وببسي وتحرص على توفير المياه !!

__________________________________________

"في المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2008، شكّلت مجموعة من الشركات والمنظمات الدولية "مجموعة الموارد المائية لعام 2030"، برئاسة بيتر برابيك. أنشئت من أجل "تشكيل جدول الأعمال" لمناقشة موارد المياه، وإنشاء "نماذج جديدة للتعاون" بين المؤسسات العامة والخاصة.

رأس مجلس إدارة مجموعة الموارد المائية لعام 2030 برابيك، وضم مجلس الإدارة: نائب الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وهي الذراع الاستثماري للبنك الدولي، المسؤول عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ​​ورئيس الموظفين والعضو المنتدب للمنتدى الاقتصادي العالمي، ورئيس البنك الأفريقي للتنمية، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة كوكا كولا، رئيس بنك التنمية الآسيوي، والمدير العام للصندوق العالمي للحياة البرية (WWF) ، رئيس بنك التنمية للبلدان الأمريكية، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيبسي كولا، وغيرها. (ويمكنك أن تتساءل عن علاقة شركة كوكا كولا وبيبسي كولا بستراتيجية موارد المياه في العالم !!!).

 في اجتماع المنتدى العالمي للمياه في عام 2012 – وهو حدث حضره عدد كبير من الأنصار العالميين لخصخصة المياه، وكانت نستله بين المؤيدين الأكثر حماسا - اقترح برابيك أن تمثل مجموعة الموارد المائية 2030 "مبادرة عالمية للقطاعين العام والخاص" يمكن أن تساعد في "توفير الأدوات والمعلومات حول أفضل الممارسات"، وكذلك "التوجيه وتقديم أفكار سياسية جديدة حول ندرة الموارد المائية".

كان برابيك ونستله يجريان محادثات مع حكومة مقاطعة البرتا الكندية في التخطيط لإمكانية "تبادل المياه" لكي - وعلى حد تعبير مجلة ماكلين – يتم "تحويل الماء إلى مال". في عام 2012، منحت جامعة ألبرتا شهادة فخرية لبيتر برابيك "لعمله كوكيل مسؤول عن المياه في جميع أنحاء العالم". نُظمت الاحتجاجات في الجامعة لمعارضة "الشرف"، مع ممثل من مجموعة المصلحة العامة أي مجلس الكنديين، الذي قال : "أخشى أن الجامعة تضع نفسها إلى جانب المسلّعين، أي الناس الذين يريدون القول أن الماء ليس حقا من حقوق الإنسان ولكل شخص الحق فيه ، ولكنه مجرد سلعة تُشترى وتُباع في السوق". كما قال أستاذ في الجامعة :" أنا أشعر بالخجل عند هذه النقطة، حول ما تقوم به الجامعة. وأنا أيضا قلق جدا حول الطريقة التي شوّه بها رئيس الجامعة الناس الذين يعارضون هذا التصرّف". أو كما قال أستاذ آخر: "ما ستفعله نستله هو أخذ المياه النظيفة التي يعتمد عليها الفقراء في حياتهم ، وتعبئتها في قناني ثم بيعها للأشخاص الأكثر ثراء لجني الأرباح الباهظة".

الأجندة العالمية لخصخصة المياه: فتّش عن صندوق النقد والبنك الدولي

_________________________________________

"خصخصة المياه هي عملية مفرغة للغاية، حيث جودة - والحصول على - الموارد المائية يقل أو حتى يكاد يختفي، في حين تتفجر التكاليف. وعندما يتعلق الأمر بخصخصة المياه، لا يوجد شيء مثل "المنافسة" في كيفية تفسير الكلمة. عموما: لا يوجد سوى عدد قليل من الشركات العالمية التي تقوم بخصخصة المياه الضخمة. والشركتان الأكثر بروزا في هذا المجال هما سويس إنفيرمونت وفيوليا إنفيرمونت الفرنسيتان Suez Environment and Veolia Environment

ولكن هناك شركات أخرى مثل : التايمز للمياه Thames Water ، ونستله Nestlé ، وشركة بيبسي كولا PepsiCo وكوكا كولا Coca-Cola وغيرها.

وفي عالم سبق له أن حوّل الطعام إلى "سلعة في السوق"، وربطه بحركة النقود، مما أدى إلى زيادات كبيرة في أسعار المواد الغذائية، وأعمال شغب الجوع، والأرباح الهائلة لعدد قليل من الشركات والبنوك، فإن احتمال خصخصة المياه سيكون أكثر مدعاة للقلق.

ويتم تنظيم جدول أعمال خصخصة المياه على المستوى الدولي، ويروّج لذلك إلى حد كبير من خلال المنتدى العالمي للمياه والمجلس العالمي للمياه. تم تأسيس المجلس العالمي للمياه (WWC) في عام 1996 كمنظمة غير ربحية تتخذ من فرنسا (وهي مقر شركتي خصخصخة المياه الرئيسيتين في العالم !!) مقرا لها ، من أكثر من 400 عضو من المنظمات الحكومية الدولية، والوكالات الحكومية والشركات والمنظمات غير الحكومية التي تسيطر عليها الشركات متعددة الجنسيات ، والمنظمات البيئية، وشركات المياه والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية.

كل ثلاث سنوات، يستضيف مجلس المياه العالمي المنتدى العالمي للمياه، وكان المؤتمر الأول قد عُقد في عام 1997، والسادس في 2012 ، وحضره آلاف المشاركين من البلدان والمؤسسات من جميع أنحاء العالم ليحدّدوا سويّة مستقبل المياه، وبطبيعة الحال، تشجيع خصخصة هذا المورد الأساسي لحياة الإنسان.

المؤتمر السادس للمنتدى العالمي للمياه، الذي استضيف في مرسيليا، بفرنسا، تمت رعايته في المقام الأول من قبل الحكومة الفرنسية والمجلس العالمي للمياه، ولكن شمل عددا آخر من المساهمين، بما في ذلك: البنك الأفريقي للتنمية، لجنة الاتحاد الأفريقي، المجلس العربي للمياه، بنك التنمية الآسيوية، مجلس أوروبا، المفوضية الأوروبية، بنك الاستثمار الأوروبي، البرلمان الأوروبي، الرابطة الأوروبية للمياه، منظمة الأغذية والزراعة، مرفق البيئة العالمي، بنك التنمية الأمريكي المشترك، مجلس الحفاظ على الطبيعة، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، منظمة الدول الأمريكية (OAS)، منظمة أوكسفام، البنك الدولي، مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، منظمة الصحة العالمية والصندوق العالمي للحياة البرية، وعدد من الشركات الراعية، بما في ذلك: ريو تينتو ألكان RioTinto Alcan (أعظم شركة في العالم لتعدين وإنتاج الألمنيوم)، EDF (شركة بريطانية كبرى لتوليد وبيع الكهرباء والغاز على البيوت) ، سويس وفيوليا إنفيرمونت، وإتش إس بي سي HSBC (أي شركة هونغ كونغ وشنغهاي للخدمات المصرفية). ومن الواضح أن هؤلاء الذئاب يضعون مصالح الإنسان والبيئة في قلوبهم الرقيقة".

هدف البنك الدولي والشركات الغربية هو تحويل الماء إلى مال

__________________________________

"البنك الدولي هو المروج الرئيسي لخصخصة المياه، والكثير من مساعداته إلى البلدان "النامية" كانت مخصصة لمشاريع خصخصة المياه التي تستفيد منها - حتما - الشركات الكبرى، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي (IMF)، ووزارة الخزانة الأمريكية . وكان واحدا من أول مشاريع خصخصة المياه الرئيسية الممولة من قبل البنك الدولي في الأرجنتين، حين "نصح" الصندوق حكومة الأرجنتين في عام 1991 بشأن إجراء مناقصات ومزايدة والتعاقد على امتياز المياه، ووضع نموذجا لما أصبح يُروّج له في جميع أنحاء العالم بعد ذلك في مجال خصخصة المياه. الذراع الاستثمارية للبنك الدولي، هي مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، التي أقرضت حكومة الأرجنتين مليار دولار لثلاثة مشاريع للمياه والصرف الصحي في البلاد، وحتى اشترت حصة مقدارها 5٪ من الامتياز، فأصبحت بالتالي جزءا من المالكين وهذا "تضارب في المصالح" مرفوض. وعندما افتُتح الامتياز في بوينس آيرس أرسل الفرنسيون ممثلين عن شركتي فيوليا وسويس، اللتان شكلتا اتحاد (كونسورتيوم) أغواس الأرجنتين Aguas Argentinas، وبطبيعة الحال، اشتعلت تكاليف خدمات المياه وأسعار ماء الشرب. بين عام 1993، عندما تم توقيع العقد مع الشركات الفرنسية، و 1997، حين تصاعد تأثير اتحاد أغواس الأرجنتين ونفوذه مع الرئيس الارجنتيني "كارلوس منعم" ووزير اقتصاده "دومينغو كافالو"، اللذين عقدا لقاءات مع رئيس شركة سويس فضلا عن لقاء مع رئيس فرنسا آنذاك جاك شيراك،  وبحلول عام 2002، كانت أسعار المياه (تكلفة مياه الشرب) في بوينس آيرس قد ارتفعت بنسبة 177٪ عن بداية الامتياز.

في التسعينات ، زادت كمية مشاريع خصخصة المياه التي يديرها البنك الدولي عشرة أضعاف، مع 31٪ من مشاريع إمدادات المياه والصرف الصحي للبنك الدولي بين عامي 1990 و 2001 تتضمن شرط مشاركة القطاع الخاص. وعلى الرغم من أن المشاريع فشلت باستمرار في توفير مياه أرخص وأفضل لمناطق أوسع ، لكنها بطبيعة الحال، كانت مربحة جدا للشركات الكبيرة، واستمر – وهذا شيء غريب – دعمها وتعويضها (مشاريع مدعومة)..".


(القسم الثاني) (106)

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

تعطيش الناس في بوليفيا أثار ثورة شعبية

"كان واحدا من أكثر الأمثلة وضوحا على خطط خصخصة المياه في بوليفيا، أفقر دولة في أمريكا الجنوبية. في عام 1998، فرض قرض لصندوق النقد الدولي على بوليفيا شروط "الإصلاح الهيكلي"، ومن بينها " بيع كل ما تبقى من مؤسسات القطاع العام بما في ذلك المياه " !!. في عام 1999، أمر البنك الدولي الحكومة البوليفية بإنهاء دعمها لخدمات المياه، وفي العام نفسه، قامت الحكومة البوليفية بتأجير نظام المياه المحلي في مدينة كوتشابامبا البوليفية إلى مجموعة من الشركات المتعددة الجنسيات، أغواس ديل توناري Aguas del Tunari، التي تضم شركة بكتل Bechtel الأمريكية. بعد منح هذا الإتحاد عقد إيجار المياه لمدة 40 عاما، أصدرت الحكومة قانوناً فرض أن يتحمل السكان التكلفة الكاملة لخدمات المياه. في يناير من عام 2000، أغلقت الاحتجاجات في كوتشابامبا المدينة لمدة أربعة أيام، وحصلت إضرابات وأقيمت الحواجز في الشوارع ، وأُعلنت التعبئة ضد الزيادات في أسعار المياه لثلاثة أضعاف فواتير المياه الخاصة بالسكان كل مرة. استمرت الاحتجاجات في فبراير شباط، وتدخلت شرطة مكافحة الشغب التي استخدمت الغاز المسيل للدموع مما ادى الى اصابة 175 شخصا.

الصورة رقم (1) :

صدامات بين المواطنين البوليفيين والشرطة احتجاجا على رفع اسعار مياه الشرب

clip_image001_90de8.jpg

بحلول شهر أبريل نيسان، بدأت الاحتجاجات بالانتشار إلى المدن والمجتمعات الريفية البوليفية الأخرى، وخلال "حالة الحصار" (أحكام عرفية أساسا) التي أعلنها الرئيس البوليفي هوغو بانزر، قُتل صبي يبلغ من العمر 17 عاما، هو فيكتور هوغو دزه، بطلق ناري من قبل ضابط في الجيش البوليفي، تدرب في الأكاديمية العسكرية في الولايات المتحدة، مدرسة الأمريكتين School of the Americas وهي معهد عسكري أمريكي متخصص بالتدريب على الإرهاب (لمزيد من التفاصيل المهمة حول هذه المدرسة راجع العديد من الحلقات السابقة التي تتناول جرائم الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية منها (27) أمريكا حامية الإرهابيين وملاذهم الآمن، (11) مأساة بنما : تغتال الرئيس الشريف وتعتبر الرئيس المحتال "نوريغا" ديمقراطياً ! وغيرهما).

مع مواصلة شرطة مكافحة الشغب مواجهة المتظاهرين بالغاز المُسيل للدموع والذخيرة الحية، قُتل المزيد من الناس، وأصيب العشرات بجراح. يوم 10 ابريل، خضعت الحكومة للشعب، وأنهت العقد مع اتحاد الشركات ، ومنحت الناس السيطرة على نظام توزيع المياه من خلال تحالف شعبي قاده منظمو الاحتجاجات.

 بعد ذلك بيومين، أعلن رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون أنه يجب على شعب بوليفيا أن يدفع مقابل خدمات المياه. في 6 أغسطس 2001، استقال رئيس بوليفيا، وقام نائب الرئيس خورخي كيروغا، وهو مدير تنفيذي سابق في شركة IBM الأمريكية الشهيرة (من الشركات التي دعمت صعود هتلر والنازية كما سيثبت في حلقة مقبلة) ، بأداء اليمين الدستورية رئيسا جديدا لقضاء ما تبقى من مدة حتى أغسطس من عام 2002. وفي الوقت نفسه، قامت شركات المياه، وقد شعرت بإساءة عميقة من احتمال سيطرة الناس على مواردها المائية الخاصة، بمحاولة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد حكومة بوليفيا لمخالفتها العقد. شركة بكتل طالبت بـ  25 مليون دولار كتعويض عن "خسائرها". وفي حين تم تسجيل ربح سنوي قدره 14 مليار دولار لهذه الشركة، كانت الميزانية الوطنية لبوليفيا لا تزيد عن 2.7 مليار دولار. أدى الوضع في النهاية إلى نوع من الثورة الاجتماعية التي جلبت إلى السلطة أول زعيم بوليفي أصلي في تاريخ البلاد، هو " إيفو موراليس"  المناهض للإمبريالية – الأمريكية خصوصا - والمناصر لحقوق الشعوب المظلومة ومنها شعب فلسطين".

وبرغم ذلك الصندوق والبنك ماضيان في خصخصة المياه

_________________________________

"هذا، بطبيعة الحال، لم يمنع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي - والحكومات الامبريالية التي تمولهما - من تشجيع خصخصة المياه في جميع أنحاء العالم لصالح حفنة من الشركات المتعددة الجنسيات. شجّع البنك الدولي خصخصة المياه في جميع أنحاء أفريقيا من أجل "تخفيف أزمة المياه في القارة"، من خلال جعل المياه أكثر تكلفة وأكثر صعوبة في الحصول عليها.

وكمدير للاتصالات في البنك الدولي في عام 2003، قال بول ميتشل إن "المياه أمر بالغ الأهمية في الحياة. وعلينا أن نوفّر المياه للفقراء"، وأضاف : أود أن نتفق على أن هناك الكثير من الخرافات حول الخصخصة. على الرغم من أن الخرافة التي "أعمل" عليها هي "مشاركة القطاع الخاص.. وهي ببساطة إدارة الأصول لجعلها في خدمة الشعب في البلاد". لكن هذا هو الشيء الوحيد الذي لم يفعله. لكن لا تقلقوا ، فخفض مستويات المياه، وتفكيك شبكات توزيع المياه، والزيادة السريعة في أسعار المياه على المناطق الأكثر فقرا على وجه الأرض هو أمر جيّد، وفقا لميتشل وذئاب البنك الدولي. وقال لبي بي سي إن أكثر ما يهتم به البنك الدولي هو "أفضل طريقة لتوفير المياه للفقراء". لكنه في الحقيقة أخطأ في التعبير ، فقد كان يقصد القول: "أفضل طريقة لسلب المياه من الفقراء" لأن هذا هو ما يحصل على أرض الواقع.

منتدى المياه العالمي السادس في مرسيليا في عام 2012 جمع  أكثر من 19000 مشاركا، حيث اقترح وزير التنمية الفرنسي هنري دي رينكو: "مخططا عالميا لإدارة المياه والبيئة"، مضيفا: "إن الحكومة الفرنسية ليست وحدها في اقتناعها بأن هناك حاجة إلى وكالة بيئة عالمية أكثر من أي وقت مضى". وعقد مؤتمرٌ موازٍ هو منتدى المياه العالمي البديل الذي ارتفع فيه صوت منتقدي خصخصة المياه. غوستاف ماسايه ، ممثل عن جماعة مناهضة للعولمة، قال : "أن يكون صندوق عالمي للمياه تحت السيطرة، ويعطي امتيازات لشركات متعددة الجنسيات، فهذا ليس الحل بالنسبة لنا. على العكس من ذلك، فإن ذلك فقط إضافة إلى مشاكل النظام الحالي".

وأوضح الناشطون كذلك أن البنك الدولي "موّل دائما مشاريع مياه واسعة النطاق لم تكن في تناغم مع الظروف المحلية". ماريا تيريزا لاورون ، وهي ناشطة في الفلبين، شاركت في قصة خصخصة المياه في الفلبين، قائلة : "منذ عام 1997، ارتفعت أسعار المياه من 450 - 800 في المئة ... وفي الوقت نفسه، تدهورت جودة المياه إلى أسفل. كثير من الناس أصيبوا بأمراض بسبب المياه السيئة. قبل عام مات نحو 600 شخص في الفلبين نتيجة البكتيريا في الماء لأن الشركة الخاصة لم تحقق شبكات المياه المناسبة. "ولكن بعد ذلك، لماذا تفعل الشركة مثل هذا الشيء؟ يبدو أن الإهتمام بصحة الإنسان لا يثير قلقها لأنه غير مربح".

خصخصة اليماه مقابل القروض حتى في أوروبا

___________________________

"في أوروبا، دفعت المفوضية الأوروبية نحو خصخصة المياه كشرط لصناديق التنمية بين عامي 2002 و 2010، وتحديدا في بلدان عديدة من أوروبا الوسطى والشرقية التي كانت تعتمد على منح الاتحاد الأوروبي. منذ أزمة الديون الأوروبية، كانت المفوضية الأوروبية قد وضعت خصخصة المياه شرطا لليونان والبرتغال وإيطاليا. اليونان خصخصت شركات المياه. وتتعرض البرتغال لضغوط شديدة لبيع الشركة الوطنية للمياه. يضغط البنك المركزي الأوروبي (ECB) لخصخصة المياه، على الرغم من أن استفتاء وطنيا في إيطاليا أجري في يوليو من عام 2011 أظهر أن شعب إيطاليا يرفض مثل هذه الخطة بنسبة 95٪.

في هذا السياق، حيث تتقاسم المؤسسات والشركات المتعددة الجنسيات السلطة والنفوذ العالميين، ربما يكون أقل من المستغرب أن نتصور رئيس شركة نستله يقترح أن وجود نوع من "الحق" للبشر في المياه ، هي مسألة "متطرفة"، وذلك لأن هذا "الحق" ليس مربحا لشركة نستله، على الرغم من أنه قد يكون جيدا للبشرية والأرض. ولكن هذا يتعلق بتحديد الأولويات في عالمنا، وتحديد الأولويات في عالمنا يكون من قبل الشركات متعددة الجنسيات، والبنوك، والقلة العالمية.

وكما تريد شركة نستله أن تجعلنا نعتقد، لا يوجد تعارض بين الشركات والمصالح الاجتماعية، فالشركات - من خلال مصلحتها الذاتية 'المستنيرة" والدوافع التي تتوخى الربح - ستجعل العالم مكانا أفضل مما هو عليه الآن.

الآن، وفي حين أن العقيدة الليبرالية الجديدة تشتغل على أساس أن الناس سوف تقبل هذه الفرضية دون تحقيق (مثل أي معتقد ديني)، ربما سيكون من المفيد النظر في أفعال وسلوك شركة نستله كمثال عن الإحسان وعمل الخير الذي تقدمه الشركات للعالم والإنسانية".

المسؤولية الاجتماعية لشركة نستله: جعل العالم آمنا لشركة نستله ... ومدمراً للبشر

_________________________________________

"كشركة متعددة الجنسيات الكبرى، فإن شركة نستله لديها سجل حافل من استغلال العمال، وتدمير البيئة، والانخراط في انتهاكات حقوق الإنسان، ولكن بطبيعة الحال – وهذا هو الأهم من كل ذلك – أنها تحقّق أرباحا كبيرة. في عام 2012، حصدت نستله  أرباحا كبيرة جدا من الأسواق "الناشئة" في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. ومع ذلك، بدأت بعض الأرباح في الأسواق الناشئة تتباطأ في عام 2013. وكان ذلك جزئيا نتيجة لفضيحة لحوم الخيل التي أتاحت لشركات مثل شركة نستله تكثيف فحص المنتجات الغذائية.

قبل أقل من عام، شَكَتْ نستله من "الإفراط في التنظيم والقيود" في صناعة المواد الغذائية ومن "تقويض المسؤولية الفردية"، وهي طريقة أخرى للقول بأن المسؤولية عن سلامة المنتجات، ينبغي أن تنتقل من المنتج إلى المستهلك. بعبارة أخرى، إذا كنت غبيّاً إلى حدّ يكفي لشراء منتجات نستله، فإنه سيكون خطأك اذا حصل لديك مرض السكرّي أو أكلت لحم حصان، وبالتالي، فهي من مسؤوليتك، وليست من مسؤولية شركة نستله. هذا عادل بما يكفي! نحن حمقى بما يكفي لقبول حكم الشركات فوق رؤوسنا، وبالتالي، ما الحق الذي نمتلكه كي نشكو من كل الجرائم البشعة والدمار الذي تسبّبه؟".

شركة نستله تقتل الأطفال بحليب الاطفال الاصطناعي

______________________________

"كانت واحدة من مشاكل العلاقات العامة الأكثر شهرة لشركة نستله هي تسويق حليب الأطفال الاصطناعي، التي انتشرت على عناوين الصحف في السبعينات بعد نشر كتاب "قاتل الطفل The Baby Killer"، الذي اتهم الشركة بجعل الأمهات في العالم الثالث "مدمنات" على صيغة الحليب الاصطناعي (هذا رابط هذا الكتاب المهم :

http://www.waronwant.org/sites/default/files/THE%20BABY%20KILLER%201974.pdf

وكما أثبتت الأبحاث أن الرضاعة الطبيعية أكثر صحية ، فإن شركة نستله قامت بتسويق حليب الأطفال باعتباره وسيلة للمرأة لـ "التغرّب" أو "التفرنج" والانضمام إلى العالم الحديث، وتوزيع النشرات والعينات الترويجية، من قبل شركات مبيعات توظف "الفتيات في زي الممرضات" من أجل الدخول إلى المنازل وبيع الحليب. وتحاول النساء توفير المال من صيغة الحليب الاصطناعي عن طريق تخفيفه ، في كثير من الأحيان باستخدام المياه الملوثة. وكما بيّنت منظمة الحرب على العوز War on Want التي تتخذ من لندن مقرا لها : "إن النتائج يمكن أن نشاهدها في العيادات والمستشفيات والأحياء الفقيرة والمقابر في العالم الثالث .. والأطفال الذين هزلت أجسامهم حتى أن كل ما تبقى منهم هو رأس كبير على جسم ذابل لرجل عجوز. وقد لام مسؤول في إحدى وكالات التنمية العالمية حليب الأطفال الاصطناعي لتسبّبه في " مليون حالة وفاة رضيع كل عام من خلال سوء التغذية وأمراض الإسهال".

كتب مايك مولر، مؤلف كتاب "قاتل الطفل" في عام 1974، مقالة لصحيفة الغارديان في عام 2013 ذكر فيها أنه قدم لبيتر برابيك "الحالي" في المنتدى الاقتصادي العالمي، نسخة موقّعة من التقرير. تسبّب التقرير بإثارة مقاطعة عالمية لشركة نستله ، وردّت الشركة برفع الدعاوى القضائية".

الشركة تبيد الغابات والبشر في اندونيسيا

________________________

"وشركة نستله متهمة بالتورط في دعمها لمزارع زيت النخيل، التي أدت إلى زيادة إزالة الغابات وتدمير بشر الغابات الساكنين فيها في اندونيسيا. وأشارت منظمة السلام الأخضر إلى أن "ما لا يقل عن 1500 انسان غابة توفي في عام 2006 نتيجة لهجمات متعمدة من عمال المزارع وفقدان مواطن السكن بسبب التوسع في مزارع زيت النخيل". وشُنّت حملة إعلامية ضد شركة نستله لدورها في دعم مزارع زيت النخيل، وإزالة الغابات، وتدمير موائل انسان الغاب وحياته. ضغطت الحملة على شركة نستله لتقليص دورها في "إزالة الغابات".

ومتورطة بعمالة الأطفال في زراعة الكاكاو في أفريقيا

_______________________________

"ومع توسيع شركة نستله لوجودها في أفريقيا، فقد أثارت أيضا مزيدا من الجدل في عملياتها في القارة. اشترت نستله عُشْر محصول الكاكاو في العالم، ومعظمه يأتي من ساحل العاج، حيث تورطت الشركة في استخدام عمالة الأطفال. في عام 2001، أصدرت الولايات المتحدة التشريعات المطلوبة التي تفرض على الشركات الأمريكية المشاركة في "التنظيم الذاتي" الذي دعا إلى مشروع "خال من العبودية" الذي فرض وضع هذه  العلامات على جميع منتجات الكاكاو. لكن هذا "التنظيم الذاتي" فشل في التأثير - تخيّل ذلك ! - كما أثبتت ذلك دراسة واحدة من قبل جامعة تولين بتمويل من حكومة الولايات المتحدة حيث كشفت أن ما يقرب من 2 مليون طفل يعملون في الأنشطة ذات الصلة بالكاكاو في كل من غانا وساحل العاج وفي ظل ظروف قاسية جداً مماثلة للعبودية. وحتى مراجعة داخلية من قبل الشركة نفسها وجدت أن شركة نستله كانت مذنبة بانتهاك "العديد" من قوانين عمالة الأطفال. وقال رئيس دائرة العمليات في شركة نستله : "إن استخدام عمالة الأطفال في إنتاج الكاكاو لدينا يتعارض مع كل شيء ندافع عنه". لذلك من الطبيعي، أن تستمر الشركة في استخدام عمالة الأطفال.

قال بيتر برابيك أنه من "المستحيل تقريبا" وضع حد لممارسة عمالة الأطفال، وقال انه يمكن مقارنة هذه الممارسة بعملية الزراعة في سويسرا: "أنت تذهب إلى سويسرا ... لا تزال حتى اليوم، في شهر سبتمبر، المدارس لديها عطلة أسبوع واحد بحيث يمكن للطلاب أن يساعدوا في جمع العنب لصناعة النبيذ ... وفي البلدان النامية، كما قال أمام مجلس العلاقات الخارجية "هذا يحدث أيضا. مع الاعتراف بأن هذا "هو في الأساس عمل أطفال وعمل بالسخرة في بعض الأسواق الأفريقية" ، ولكنه "التحدي الذي ليس من السهل جدا معالجته"، مشيرا إلى أن هناك "حافة دقيقة جدا لما هو مقبول بشأن عمالة الأطفال في المجتمعات الزراعية". وأضاف: "من الطبيعي تقريبا أن ننظر إلى الأمر بشكل مختلف، وأنه ليس من وظيفة شركة نستله أن تقول للآباء أن أطفالهم لا يستطيعون العمل في مزارع ومشروعات الكاكاو، فهذا أمر مثير للسخرية". ثم اقترح: "ولكن ما نقوله للآباء هو أننا سوف نساعدكم على أن يكون لطفلكم حق الحصول على التعليم". وهكذا فمن الواضح أنه لا توجد هناك أي مشكلة مع استخدام استرقاق الأطفال، مادام الأطقال يحصلون على بعض التعليم ... والذي يُفترض أن يحصل في الساعات التي تُحل فيها مشكلة عبودية الأطفال !!".

وقفة (1): عمالة الأطفال وعبوديتهم والإتجار بهم

____________________________

"إن انتشار استخدام الأطفال في إنتاج الكاكاو مثير للجدل، ليس فقط لأنه يثير المخاوف بشأن عمالة الأطفال والاستغلال، ولكن أيضا لأنهم قد يكونون ضحايا للاتجار بالبشر أو العبودية. ، اعتبارا من عام 2001، فإن ما يصل إلى 000،12 طفل يعملون في كوت ديفوار، أكبر منتج في العالم للكاكاو. وقد تركز معظم الاهتمام في هذا الموضوع على غرب أفريقيا، التي تمدّ مجتمعةَ العالم بما يقرب من 69 في المئة من الكاكاو في العالم، وخصوصا كوت ديفوار التي توفّر 35 في المئة من الكاكاو في العالم. ثلاثون في المئة من الأطفال دون سن 15 في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هم في إطار عمالة الأطفال، ومعظمها في الأنشطة الزراعية بما في ذلك زراعة الكاكاو. ومن المقدّر أن أكثر من 1.8 مليون طفل في غرب أفريقيا يعملون في زراعة الكاكاو. والمنتجون الرئيسيون للشوكولاته في العالم، مثل نستله، يشترون الكاكاو في تبادل السلع حيث يتم خلط الكاكاو المنتج في ساحل العاج مع كاكاو آخر. في 2013-2014، قُدّر أنه نحو 1.4 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات إلى 11 سنة يعملون في الزراعة في مناطق زراعة الكاكاو، وحوالي 000،800 منهم يعملون في أعمال خطرة، بما في ذلك العمل بالأدوات الحادة والمواد الكيميائية الزراعية ونقل الأحمال الثقيلة" (عن ويكيبيديا الموسوعة الحرّة).

وقفة (2): حقائق سريعة عن زراعة الكاكاو

_________________________

"5 إلى 6 ملايين مزارع يعملون في زراعة الكاكاو في جميع أنحاء العالم

# يعتمد 40 إلى 50 مليون شخص على الكاكاو في معيشتهم

# نسبة الكاكاو التي تأتي من غرب أفريقيا: 70 في المئة.

# مناطق زراعة الكاكاو الكبرى هي : أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية

# قيمة السوق العالمية الحالية من المحصول السنوي: 5.1 مليار دولار.

# يقدّر أن 1.8 مليون طفل معرضون لخطر الوقوع تحت أسوأ أشكال عمالة الأطفال

# هناك أكثر من 27 مليون من العبيد في العالم اليوم. منهم أكثر من 9 ملايين من الأطفال.

# يتم تهريب الأطفال في كل يوم للعمل في مزارع الكاكاو كعبيد. متوسط كلفة تهريب الطفل الواحد هو 250 دولار.

# اعترفت شركات الحلويات بأنها تعرف أن هذه مشكلة ووعدت بإصلاحها. لكنها لم تفعل.

الإستيلاء العظيم على الأراضي الزراعية في العالم الثالث يفرض الإستيلاء العظيم على المياه

_________________________________________

ويواصل الباحث أندرو مارشال تحليله بالقول :

"وفي حين أن برابيك وشركة نستله جعلا من ندرة المياه قضية كبيرة ، والتي هي ، مرة أخرى، مسألة مهمة للغاية، فإنهما جعلا حلولها تدور حول "تسعير" المياه في القيمة السوقية، وبالتالي تشجيع الخصخصة. وفي الواقع، لقد كان للاستيلاء العالمي (والأصح العولمي) العظيم على المياه سمة مميزة في السنوات القليلة الماضية (إلى جانب الإستيلاء العالمي – والأصح العولمي – العظيم على الأراضي)، وهي أن المستثمرين والدول والبنوك والشركات قامت بشراء مساحات شاسعة من الأراضي (في المقام الأول في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى) مقابل لا شيء و أسعار زهيدة تقريبا، وأزاحت السكان الذين يعيشون على هذه الأراضي، وصادرت جميع الموارد، والمياه، وطهّرت الأراضي من البلدات والقرى، لتحويلها إلى مزارع زراعية صناعية لإنتاج المواد الغذائية وغيرها من المحاصيل المُعدّة للتصدير، في حين أن السكان المحليين يشتد عليهم الفقر والجوع، ويُحرمون من الحصول على المياه. وأشار بيتر برابيك إلى أن الاستيلاء على الأراضي هو أصلا للحصول على المياه: "فمع الأرض يأتي الحق في سحب المياه المرتبطة بها، وفي معظم البلدان تُعتبر أساسا الهدية الترويجية التي يمكن أن يُنظر إليها على أنها الجزء الأكثر قيمة في الصفقة. هذا هو كما أشار برابيك : " الاستيلاء العظيم على المياه".

وبطبيعة الحال ، فإن شركة نستله من شأنها أن تعرف شيئا كبيرا عن لقمة المياه السائغة، كما أنها أصبحت جيدة جدا في الاستيلاء عليها. في السنوات الماضية، كانت الشركة قد اشترت كمية هائلة من الأراضي حيث انتزعت موارد المياه العذبة وقامت بتعبئتها في قناني بلاستيكية وباعتها للجمهور بأسعار باهظة. في عام 2008، كانت نستله تخطط لبناء مصنع لتعبئة المياه في ماكلاود، كاليفورنيا، لكن عارض النائب العام الخطة، مشيرا إلى: "إنه يأخذ كميات هائلة من النفط لانتاج قناني المياه البلاستيكية وشحنها في شاحنات الديزل في جميع أنحاء الولايات المتحدة" ... نستله ستواجه تحديا قانونيا سريعا اذا لم تجر تقييما كاملا للأثر البيئي لتحويل ملايين الجالونات من مياه الربيع من نهر ماكلاود إلى مليارات من قناني المياه البلاستيكية. نستله تعمل بالفعل في ما يقرب من 50 من الينابيع في جميع أنحاء البلاد، وتعمل على اكتساب المزيد ، مثل خطة لسحب ما يقرب من 65 مليون غالون من المياه من نبع في ولاية كولورادو، على الرغم من المعارضة الشديدة للصفقة.

وأدّت سنوات من المعارضة لخطط شركة نستله في ماكلاود أخيرا إلى تخلي الشركة عن جهودها هناك. ومع ذلك، فإن الشركة انتقلت بسرعة إلى إيجاد مواقع جديدة لسحب المياه وتحقيق الربح بينما هي تدمّر البيئة (مجرد مكافأة إضافية، بطبيعة الحال). وتسيطر الشركة على ثلث السوق الأمريكى فى مجال المياه المعبأة في القناني، وتبيعها تحت 70 إسما تجاريا مختلفا. وأما الشركتان الكبريان في مجال تعبئة مياه الشرب فهما كوكا كولا وبيبسي كولا، على الرغم من أن شركة نستله قد اكتسبت سمعة "في استهداف المجتمعات الريفية بمياه الينابيع، وهي الخطوة التي أكسبتها معارضة شرسة في جميع أنحاء الولايات المتحدة من المدن القلقة حول فقدان موارد مياهها الثمينة. والاستيلاء على المياه من قبل شركة نستله وكذلك المعارضة لا تزال تبتلع المدن والولايات في جميع أنحاء البلاد، مع حالة واحدة أكثر حصلت مؤخرا في ولاية أوريغون".

شركة نستله لا تتردد في القتل من أجل الأرباح

___________________________

"أثارت شركة نستله الجدل لعلاقاتها بخروقات العمل، واستغلال المزارعين، والتلوث، وانتهاكات حقوق الإنسان، من بين أمور أخرى كثيرة. وقد تورطت شركة نستله في خطف وقتل ناشط نقابي وموظف في فرع الشركة في كولومبيا. وقد طالب القاضي النائب العام "بالتحقيق مع المديرين الرئيسيين لشركة نستله - كإجراء لتوضيح مشاركتهم المحتملة و/أو تخطيطهم لقتل الزعيم النقابي "لوتشيانو انريكي روميرو مولينا ". في عام 2012، أقام اتحاد التجارة الكولومبي ومجموعة حقوق إنسان دعوى قضائية ضد شركة نستله بتهمة الإهمال حول مقتل موظفها السابق روميرو.

وفي الآونة الأخيرة، ثبتت على نستله تهمة التجسّس على المنظمات غير الحكومية، حيث تعاقدت مع شركة أمن خاصة لاختراق جماعة مناهضة للعولمة، وفي حين أمر القاضي الشركة بدفع تعويض، قال متحدث باسمها أن "التحريض على التسلل هو ضد مبادئ العمل لشركة نستله" . تماما مثل عبودية الأطفال. ولكن لا داعي للقلق، كما قال المتحدث : "سنتخذ الإجراء المناسب".

بيتر برابيك، الذي تجدر الإشارة إلى أنه أيضا يجلس في مجالس إدارة شركات اكسون، ولوريال، والعملاق المصرفي المصرفي Credit Suisse ، حذّر في عام 2009 أن الأزمة الاقتصادية العالمية ستكون "عميقة جدا" وأن "هذه الأزمة سوف تستمر لفترة طويلة.". وعلاوة على ذلك، فإن أزمة الغذاء ستزداد سوءا مع مرور الوقت، لتضرب الفقراء بصورة قاسية.

ومع ذلك، فإن دعم القطاع المالي من خلال عمليات الإنقاذ الضخمة كان، في رأيه، "ضروريا للغاية". ولكن لا تقلق، سيتم الافراج عن حزم الإنقاذ من البنوك بكفالة الحكومات، التي سوف تسلم مشروع قانون الدعم للسكان، الذين سيدفعون لتصحيح الأزمة من خلال تخفيض مستويات معيشتهم والخضوع للاستغلال (وهي الإجراءات التي نسمّيها "التقشف" وتدابير "الإصلاح الهيكلي")، ولكن نستله قادرة على التكيف مع سوق جديدة للفقراء، حيث تبيع منتجات أرخص لمزيد من الناس الذين لديهم الآن أموال . والأفضل من ذلك، انها حققت أرباحا ضخمة جدا. وتذكّر، وفقا لبرابيك، أن هذا ليس كل ما في المسألة؟

هذا هو العالم وفقا للشركات. ولسوء الحظ، في حين أنها تخلق ثروات هائلة، فهي تؤدي أيضا إلى الانقراض الحتمي لجنسنا البشري، وربما جميع أشكال الحياة على الأرض. ولكن هذا ليس مصدر قلق للشركات، ولا يعني أولئك الذين يديرون الشركات، الذين يتخذون القرارات المهمة، وايضغطون على القادة السياسيين ويشترونهم.

وأتساءل ... ماذا سيكون حال العالم لو كان الناس قادرين على اتخاذ القرارات؟

هناك طريقة واحدة فقط لمعرفة ذلك".

ملحق: دعوة لمقاطعة حليب الأطفال الصناعي

__________________________

يقول الباحث الاقتصادي "جون ميدلي" في كتابه: "نهب الفقراء" :

"حسبما تشير اليونسيف, عادة ما يزيد عدد الوفيات خلال الشهور الستة الاولى  من عمر الأطفال الذين يتلقون تغذية خارجية على 25 ضعف عدد الوفيات بين الأطفال الذين يرضعون بطريقة طبيعية. وتقول إن عام 1990 شهد وفاة أكثر من مليون طفل نتيجة للتغذية الصناعية. ومن المتوقع ان يستمر هذا في الألفية الثانية. لكن شركات الألبان عابرة القومية تواصل اقناع الأمهات, بطرق هادئة وغير هادئة احيانا, بالتوقف عن ارضاع اطفالهن طبيعيا. وترويجها لبدائل لبن الأمهات يؤثر على حياة بعضٍ من أكثر شعوب العالم ضعفا.

وتحظى تغذية الطفل بلبن الأم بالأولوية على مستوى العالم على لبن الرضاعة؛ فهي تعطي التركيبة الغذائية الصحيحة, والأجسام المضادة والكريات البيض اللازمة لحماية الجسم من الأمراض. كما تشير التقارير كذلك الى أن نسب ذكاء الأطفال الذين يرضعون لبن الأم أعلى من نظرائهم. على أن التغذية الطبيعية تتراجع في كثير من البلاد الصناعية والنامية. ففي الصين التي تضم حوالي خمس سكان العالم, تنخفض بصورة كبيرة للغاية. وفي بنجلاديش المسلمة, تراجعت بمعدل النصف خلال السنوات العشر 1984-1994 (من96% الى 46%) برغم ان تعاليم القرآن تقضي بعدم الفطام قبل أن يتم العامين.

ويعد الترويج الشديد والإعلانات التي تنشرها الشركات عابرة القومية المنتجة لبدائل اللبن الطبيعي من اهم اسباب هذا التراجع. ففي سعيها وراء تحقيق الأرباح, تُقنِع هذه الشركات ملايين الأمهات بالابتعاد عن الرضاعة الطبيعية والاستعاضة عنها باللبن المجفف. وتعد الامدادات المجانية التي تُقدم للمستشفيات مقنعة بوجه خاص وترى اليونسيف في هذا أكثر الممارسات ضرراً. بإغرائها الأمهات بالابتعاد عن الرضاعة الطبيعية.

وتُعد شركة نسله السويسرية من أكبر شركات الأغذية في العالم. ويتمثل إنتاجها الأساسي في القهوة, والحلويات والمياه المعدنية والآيس كريم وأغذية الحيوانات الأليفة. وهي تستأثر بحوالي 40% من سوق لبن الرضاعة - او "تركيبة الأطفال" كما تُطلق عليها الشركة.

وبدأت الكنائس والجماعات المعنية في الولايات المتحدة حملة لمقاطعة منتجات نسله في1977 وسرعان ما انتقلت الحملة الى كندا واوروبا ونيوزيلندا. ومع تزايد حركات المقاطعة, تشكل تحالف دولي من المنظمات غير الحكومية في 1979 باسم شبكة العمل العالمي من أجل أغذية الأطفال. وزادت نسله من انفاقها على العلاقات العامة في محاولة لمواجهة الخطر الذي يواجه عملها, وأرسلت 400 ألف كتيب مصقول الى رجال الدين والهيئات الدينية من خلال احدى شركات لعلاقات العامة.

وبدأت شبكة العمل العالمي من أجل اغذية الأطفال تنظيم حملات ضد ممارسات شركة اللبن. مثل تعليق اللوحات الاعلانية وتقديم العينات للأمهات, وغير ذلك من الأشكال الاعلانية لتشجيع الأمهات الجدد على الرضاعة الطبيعية. وتساعد الشبكة, التي تتولى تنسيق أعمالها مجموعة حركة لبن الأطفال ومقرها المملكة المتحدة, في وضع تسويق لبن الأطفال على أجندة الصحة العالمية. وتمارس الجماعات العضو بالتحالف ضغوطها على الحكومات من اجل وضع إطار دولي لقانون تسويق دولي وفعّال. وفي خلال أكثر من 18 شهرا بقليل اثمرت جهود الحملة. اذ تبنّى مجلس الصحة العالمي تشريعا دولياً لتسويق بدائل لبن الأم في مايو 1981.

ويحظر هذا القانون على الشركات الإعلان وتوزيع العينات, وقد تعززت مواده في 1994.

وتحت ضغط القانون والمقاطعة, توقفت نسله عن أكثر ممارساتها سوءا مثل استخدام"ممرضات اللبن" (مندوبات بيع تابعات للشركة يرتدين زي الممرضات). وصور الأطفال على علب لبن الأطفال وبعض الاعلانات. وفي1984, توقفت المقاطعة بعد ان قالت نسله إنها ستلتزم بتشريع منظمة الصحة العالمية, حتى في ظل غياب التنظيمات الوطنية. لكن لا يبدو ان الشركة تلتزم بوعدها. وفي حين توقفت بعض ممارسات نسله التسويقية, فقد واصلت غيرها؛ وأُعيد فرض المقاطعة في 1986 ولا تزال سارية, ويقول مايك برادي, من حركة لبن الأطفال أسهمت المقاطعة في إحباط بعض التاكتيكات التي كانت تلجأ اليها نسلة في الماضي.. لكننا نرى الآن نمو استراتيجية لمعاملة تغذية الأطفال معاملة الدواء, بالترويج, على سبيل المثال, لتركيبة مدعومة بـ"مواد لبناء المخ" وهو أسلوب جرى حظره مؤخرا في الفلبين.

ويقول تقرير لشبكة الحركة الدولية لأغذية الأطفال, صدر في نوفمبر2007, إن غياب التشريع يشجع شركات أغذية الاطفال على المزيد من العدوانية في التسويق. ويقدم التقرير" تفاصيل بيانية عن أساليب الإغراء التي تنافس من خلالها عشرات الشركات ثقيلة الوزن لبن الأم؛ وهي تلجأ الى طرق جديدة لتجميل منتجاتها وتقويض الرضاعة الطبيعية.

ويتضمن التقرير نتائج من 67 بلداً سُجلت فيها مخالفات لما حدده مجلس الصحة العالمية منذ 1981. وقد تم تجميع الأدلة عن الفترة من يونيو 2004 الى أكتوبر2007. وجرى تسجيل وتحليل حوالي 4 آلاف انتهاك. ويرى التقرير ان نسله تواصل انتهاكاتها الواسعة. وان الفشل في تنظيم مثل هذه االممارسات شجع شركات أخرى مثل مجموعة نوميكو (التي تشمل منتجاتها كاو أند جيت, وميلوباو ونوتريشيا) على اللجوء الى ممارسات شبيهة حتى تتمكن من المنافسة.

ويبدو أن المنافسة الشديدة لا تأخذ المعايير في اعتبارها. وتنافس نوميكو الآن نسله في عدد الانتهاكات في محاولتها للتوسع في آسيا وفي كل مكان, كما يقول التقرير, ومع بيع نوميكو مؤخرا لشركة دانون, تطالب شبكة الحركة الدولية لأغذية الأطفال دانون بإجراء تعديلات جذرية على أساليب تسويق عشرات شركات أغذية الأطفال التي تملكها الآن.

وستتواصل مقاطعة نسله حتى تلتزم بتشريع منظمة الصحة العالمية وقرارات مجلس الصحة العالمي في سياستها وممارستها, على حد قول منظمة العمل من أجل لبن الأطفال. ونسله هي أكثر الشركات تعرضاً للمقاطعة؛ ويدعم هذه المقاطعة أكثر من 90 كنيسة, وجماعة من جماعات حماية الصحة والمستهلك, وأكثر من 90 شركة, و80 اتحاد طلابي, و17 هيئة محلية, و12 نقابة, الى جانب أعضاء من البرلمانات والأحزاب السياسية. وتشمل المقاطعة أكثر من 18 بلداً. وتزعم نسله انها تلتزم بالقانون, وأنها "تحركت مرارا وتكرارا في عدد من البلاد لتشجيعها على تبني تشريع منظمة الصحة".

وفي 1980, تلقت الشبكة جائزة الحق في موارد الرزق, "تقديرا لحملاتها الفعالة لدعم الرضاعة الطبيعية... وفي وجه القوة الجبارة للشركات متعددة الجنسيات التي تهيمن على سوق أغذية الأطفال, تواصل الشبكة البحث عن الوسائل لحشد الناس بطريقة فعالة للضغط على حكوماتهم للتحرك, واضطلاع المواطنين بمراقبة الشركات تطبيقا لتوصيات مجلس الصحة العالمي, وتشجيع الاعتماد على الذات والتحرك الفعال على المستوى الجماهيري".

 

مصادر هذه الحلقات

____________

مصادر هذه السلسلة من الحلقات عن الدور التخريبي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي سوف تُذكر في الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة.   

وسوم: العدد 678