المثلث الروسي الايراني التركي إلى اين ؟

ملف مركز الشرق العربي

الخليج :تفاهمات بين تركيا وإيران وروسيا للتعاون حول النزاع السوري وتنظيم «داعش»

تاريخ النشر: 13/08/2016

تعهدت تركيا لدى استقبال وزير الخارجية الإيراني، أمس الجمعة، التعاون مع إيران لإيجاد حل للنزاع في سوريا، رغم الاختلافات الجوهرية بين موقفهما، حيث يقومان بدعم فريقين متعارضين.

والتقى محمد جواد ظريف نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، قبل أن يلتقي الرئيس رجب طيب أردوغان.

وهذه أول زيارة لمسؤول رفيع المستوى من المنطقة منذ الانقلاب الفاشل .

لكن تشاويش أوغلو قال بعد اللقاء، إن تركيا «ستتعاون تعاوناً وثيقاً حول هذه المسائل» (سوريا). وأضاف «ثمة مسائل اتفقنا عليها وخصوصاً حول وحدة الأراضي السورية».

وأكد تشاويش «حول بعض المسائل، تتباين أراؤنا، لكننا لم نوقف الحوار أبداً».

.وصرح وزير الخارجية الإيراني من جهته، أن طهران وأنقرة «تريدان حماية وحدة أراضي سوريا»، .

وتأتي زيارة ظريف بعد أيام على زيارة أردوغان إلى روسيا، الذي أعاد مع الرئيس الروسي فلاديمير وضع العلاقات التركية الروسية في مسار التعاون بدلاً عن النزاع.

ودعت تركيا الجانب الروسي إلى عمليات مشتركة ضد تنظيم «داعش» في سوريا، حسبما أعلن الخميس وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو للتلفزيون على خلفية المصالحة بين موسكو وأنقرة.

وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إليزابيث ترودو يوم الخميس إن الولايات المتحدة «واضحة للغاية في أنه إذا كانت روسيا مهتمة حقاً بقتال «داعش» ومكافحة الإرهاب الذي يهدد المجتمع العالمي بأسره، فإننا سنرحب باهتمامها هذا». وأضافت: «كما تعلمون، كانت لدينا شكوك في الماضي.. دعونا نرى إلى أين سيذهب هذا». (وكالات)

فارس نيوز :البناء : تركيا بين روسيا وإيران: أردوغان يتموضع لتعاون أ مني وسياسي محوره سورية طهران لصيغة أمنيّة تضمّها مع موسكو وأنقرة وبغداد ودمشق لمواجهة الإرهاب

وطنية – كتبت صحيفة “البناء ” تقول : بعد أيام من اللقاءات الروسية التركية واللقاء الذي شهدته أنقرة مع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، يستقر الخطاب التركي على معادلة، تطوير العلاقات الاقتصادية مع تركيا وروسيا، كجائزة تحصل عليها أنقرة من موسكو وطهران في لحظة تأزم واختناق يعيش الاقتصاد التركي تحت وطأتهما، مقابل تموضع جديد يناسب ما تتوقعه موسكو وطهران منها، ولا تفصحان عنه لعدم إحراجها، ومنحها ما ترغب من مرونة التوقيت والخطاب لتفعل ما يجب فعله، وتنجز ما يجب إنجازه، وليس في موسكو ولا في طهران مَن يريد وضع تركيا أمام إحراجات تضرب الفرصة التي يتيحها قيام تركيا، بقيادة الضفة المقابلة سياسياً نحو الحرب على الإرهاب، وحلّ في سورية يقوم على الاحتكام لصناديق الانتخاب.

مفردات المرحلة موجزة وغامضة، محورها التمسك بوحدة سورية وما تعنيه من منع قيام كيان كردي، وسعي لإنهاء دويلة داعش وإمارة النصرة، وإعادة إمساك الدولة السورية بكامل الجغرافيا السورية، وترك تشكيل المؤسسات السورية وخصوصاً الرئاسة للسوريين عبر صناديق الاقتراع.

تركيا التي يعرف الروس والإيرانيون أنها رهانهم، كما كانت رهان خصومهم، فما منحته للحرب لم يكن بمستطاع سواها منحه، وما تقدر على منحه لخيار الخروج منها، لا يستطيع أحد أن يزايد عليها به، لمكانها وحجم ما قدّمت، ومحورية مكانتها وصفتها المزدوجة في جوار سورية وفي تقديم الملاذ وقيادة العمل العسكري للجماعات المسلحة، ولا أحد يستطيع مجاراتها في مكانتها كعضو فاعل في الأطلسي الذي لم يقدّم لها شيئاً، وكمرجعية إسلامية شكلت عنوان التحشيد المذهبي للحرب على سورية.

من زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان إلى موسكو إلى زيارة وزير خارجية إيران إلى أنقرة، تتبلور تفاصيل مقترح إيراني ينطلق من موافقة تركية على التعاون مع المؤسسات السورية،

وفصل الأمر عن السياسة، لتطرح طهران صيغة تعاون أمني خماسي يبدأ من اجتماع كبار المسؤولين الأمنيين في روسيا وإيران وتركيا وسورية والعراق، لتنسيق العمل المشترك والحرب على التنظيمات الإرهابية، وهو ما توقعت مصادر على صلة بما تشهده أنقرة من تحوّلات أن يبصر النور نهاية هذا الشهر.

بالتزامن مع نهاية مشروع العثمانية الجديدة، وفي الذكرى العاشرة للانتصار في حرب تموز، ومن منبر نصر تموز، يُطلّ الأمين العام لحزب الله قائد المقاومة السيد حسن نصرالله ليلاقي إشارات نصر حلب، الذي سقطت معه الإمبراطورية العثمانية، ويربط بين الحربين، معانيهما، وموقع المقاومة فيهما مجدِّداً وعوده بأن البوصلة لن تحيد، فوجهتها كانت وستبقى فلسطين وحروب المقاومة كلها مكرّسة لها ومؤمنة بأنها تعبّد الطريق إليها، مهما اختلفت العناوين والتسميات والساحات والجبهات، وأن المقاومة ستكون دائماً حيث يجب أن تكون، وأن وعد المقاومة بالنصر دائماً هو وعد بالنصر مجدداً.

نصر الله يرسم المشهد الاستراتيجي سياسياً وعسكرياً

يرسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في إطلالته عصر اليوم في الذكرى العاشرة لانتصار تموز 2006 المشهد الاستراتيجي سياسياً وعسكرياً خلال عشر سنوات. وعلمت “البناء” أن السيد نصر الله سيتحدث بشكل أساسي في النقطة الأولى في خطابه عن ذكرى عدوان تموز والعبر من الحرب بعد عشر سنوات، وموقف اللبنانيين منها، تحليل الوضع داخل كيان العدو، فضلاً عن قدرات المقاومة وإمكاناتها في الوقت الحاضر للدفاع عن لبنان. ويتناول السيد نصر الله في النقطة الثانية الملف السوري والحرب مع التكفيريين على ضوء التطورات الأخيرة في حلب. وسيتطرق إلى عدد من الملفات الإقليمية الراهنة ذات الصلة. وسيتحدث السيد نصر الله في النقطة الثالثة عن الملف الرئاسي وسيأتي على الحوار وقانون الانتخاب من زاوية تحليل الوضع اللبناني.

علامات استفهام حول مصير الأمن في طرابلس

برز أمس خروج قائد محور حارة البرانية سابقاً زياد علوكي من سجن رومية بعد انقضاء محكوميته إثر الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينة طرابلس، ومع بدء تطبيق الخطة الأمنية في عاصمة الشمال. وتزامن ذلك مع أجواء من “الاحتفالات” عمت منطقتي البرانية وسوق القمح رغم تحذير الجيش لأنصاره. وقد أطلق سراح كلاً من فادي الخطيب وعمران العلي الموقوفين في احداث طرابلس، وهما من جبل محسن. ويأتي خروج علوكي بعد قضائه ثلاث سنوات في السجن بعد خروج اثنين من قادة المحاور هما سعد المصري وحسام الصباغ، والثلاثة يَملكون تأثيراً على الشارع الطرابلسي، وخصوصاً باب التبانة.

توقف المراقبون لـ “البناء” عند إطلاق سراح علوكي بعد انتهاء تنفيذه للحكم الصادر بحقه. ولفت المراقبون إلى “أنه كان منطقياً ومشروعاً إطلاق سراحه بعد ان نفذ حكمه، لكن الاستقبال الشعبي له في طرابلس، والتغطية الإعلامية للاستقبال، تفسر كأنها رد على الحكم وتأييد ما قام به علوكي من أفعال وإخلال بالأمن الوطني ومن أجلها، كان حكمه وهذا يرسم بحد ذاته علامة استفهام كبرى عن الدور الذي يُعدّه الطرف الذي نظم الاستقبال، وعلامة استفهام أخرى حول مصير الأمن في المدينة.

وأشارت مصادر مطلعة لـ “البناء” إلى “أن الاهتمام بإطلاق سراح علوكي يأتي بالتزامن مع محاولات تحريك المخيمات الفلسطينية لا سيما مخيم عين الحلوة”، قائلة: صحيح أن الفلسطينيين حتى الآن يعملون جاهدين لتحييد أنفسهم عن الصراعات الداخلية في لبنان، لكن لا أحد يعلم المتغيرات الإقليمية إلى أين ستأخذ المخيمات”. ولفتت المصادر إلى الأحداث المتسارعة في سورية، مشيرة إلى أنه لا يمكن الفصل بين الاحتفال بعلوكي الذي كان من أبرز صانعي البيئة المضطربة في طرابلس خدمة للإرهابيين في سورية، والاحتفالات وتوزيع الحلوى من قبل الشيخ سالم الرافعي وأنصاره عندما ادعى المسلحون الإرهابيون أنه تمّ فك الحصار عن حلب”.

تعاطي الإعلام يطرح علامات استفهام

وأكدت مصادر طرابلسية إسلامية لـ “البناء” أن الاستقبال الذي حظي به علوكي أمر طبيعي، لكن المشكلة تكمن في تعاطي الإعلام مع هذه الظواهر ومسارعة وسائله إلى تغطية طويلة لموكبه من بيروت إلى طرابلس واهتمام بالغ بخروجه، وكأنه من القادة العظماء، وهذا أمر مستهجن، يطرح علامات استفهام ويذكرنا بالتغطية الإعلامية التي كان يحظى بها الشيخ أحمد الأسير من قبل وسائل إعلام معروفة”. ولفتت إلى أن خروج علوكي وقبله المصري والصباغ لن يغير في واقع طرابلس الراهن. فالجيش والقوى الأمنية يُمسكان زمام الأمور، والوضع الأمني أكثر من مستتب”، وليس هناك من قرار سياسي محلي او إقليمي بتفجير الوضع”.

شكري في بيروت الثلاثاء

سياسياً، يزور وزير الخارجية المصري سامح شكري بيروت الثلاثاء المقبل، في زيارة تأتي في توقيت مهم للغاية إقليمياً ولبنانياً، كما قال السفير المصري في لبنان محمد بدر الدين زايد، الذي بحث في ترتيباتها مع وزير الخارجية جبران باسيل، ولفت إلى أن مصر حريصة على تقديم كل الدعم الممكن للبنان في المرحلة الراهنة. ونحن جميعاً ندرك التحديات التي تمر بها المنطقة ودقة الموقف الإقليمي. من هنا، جاء الحرص المصري على التفاعل المصري – اللبناني الآن. إن الزيارة ستؤكد على معانٍ عدة وعلى توجّهات محددة أهمها طبعاً ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي وتأكيد العلاقات الخاصة التي تربط مصر بكل مكوّنات لبنان، واشار إلى ان “الزيارة ستحمل أفكاراً جديدة في ما يتعلق بكيفية التفاعل مع الشأن اللبناني، وستكون بداية أو تحريكاً للموقف، تهدف لتحضير الأجواء لانتخاب رئيس. فهذا التطور ضروري للبنان الذي يحتاج اليوم إلى رئيس أكثر من أي مرحلة سابقة، والمشهد الإقليمي أثبت أنه لا يمكن الانتظار أكثر من هذا الوقت، وبالتالي نحن سنبدأ هذه العملية ونأمل في أن تسفر عن النتيجة المطلوبة”.

ايوان 24 :تداعيات استعادة العلاقات التركية الروسية على الشرق الأوسط

نشر في : الإثنين 15 أغسطس 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 15 أغسطس 2016 - 01:08 ص

ربما لا يوجد شيء من شأنه أن يجسّد التقارب بين كل من روسيا وتركيا أكثر من صورة الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان ونظيره الروسي وهما يتصافحان ويخططان للقيام بضربات مشتركة ومحتملة ضدّ تنظيم الدولة.

انطلقت يوم الخميس بين كلّ من تركيا وروسيا اجتماعات في سانت بطرسبرغ ركّزت بشكل خاص على كيفية معالجة الصراع السوري في إطار “آلية الثلاثية” التي تضمّ دمشق، وتجدر الإشارة إلى أن إيران أيضًا ترغب في الانضمام إلى هذه الثلاثية، حيث من المتوقّع أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف مع كل من نظيره التركي وأردوغان يوم 12 أغسطس/ آب في أنقرة، كما تفيد الشائعات بأن الحوار بين إيران وروسيا وتركيا يمكن أن يتوسع قريبًا ليشمل بشكل مباشر سوريا.

إن إمكانية إبرام صفقة مع تركيا حول الحرب الأهلية السورية تعد فرصة ذهبية بالنسبة لدمشق وحلفائها نظرًا لأنها تلعب دورًا محوريًا في تمويل المعارضة التي تقاتل ضدّ حكومة الأسد، ومن دون دعم تركيا ستكون المعارضة – التي خسرت مؤخرًا الأرض في الجنوب وحولت تركيزها نحو الشمال ومدينة حلب – أضعف بكثير في مواجهة الهجمات التي يشنها الموالون لإيران وروسيا.

وكجزء من اتفاق مع الحكومة السورية، فإن تركيا لن تتوقف فقط عن مساعدة المعارضة، ولكن نظرًا لموقعها يمكنها أيضًا وقف تدفق المساعدات المخصصة للمعارضة والقادمة من قطر والمملكة العربية السعودية، في الواقع، إذا كانت دمشق قادرة على إقناع الحكومة التركية بتغيير سياستها بشأن سوريا، فإن ذلك سيكون بمثابة انتصار لها، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه من المستبعد أن تقوم تركيا بمثل هذا الإجراء.

ما المقصود باليوميات الجيوسياسية؟

ولكن حتى لو لم تتخلّ تركيا عن دعم المتمردين السوريين، فإنها ستنضم إلى كلّ من إيران وروسيا بهدف تحقيق الأهداف المشتركة، بما في ذلك احتواء كل من تنظيم الدولة والأكراد المتمردين، ونظرًا لوقوف القوات الدولية والمحلية ضدّ الحكومة التركية في الوقت الراهن، فمن المنطقي بالنسبة لتركيا وضع خلافاتها مع روسيا وإيران بشأن بعض جوانب الصراع السوري جانبًا والتعاون فيما بينهم نظرًا للمصالح المشتركة التي تجمع بين جميع الأطراف.

فعلى سبيل المثال، تركيا، مثلها مثل روسيا، لديها علاقات اقتصادية كبيرة مع إيران، وفي 10 أغسطس/ آب، أعلن وزير الجمارك التركي أنه منذ رفع العقوبات ضد إيران في يناير/ كانون الثاني، ارتفعت نسبة التجارة بين البلدين بنسبة 30%، وتجدر الإشارة إلى أن كلا البلدين يرغبان في الاستمرار في تعزيز هذه العلاقات.

التلاعب بسوريا

على الرغم من أن تركيا لن تتخلى تمامًا عن المعارضة أو عن جدول أعمالها الذي يتمثّل في توسيع النفوذ السني في سوريا، إلا أنها قد تغير استراتيجيتها في البلاد لاسترضاء كلّ من إيران وروسيا، وعلى أردوغان العودة بالنظر إلى بوتين لتلقّي المشورة خاصة وأن روسيا صوّرت نفسها على أنها طرف براغماتي في المفاوضات مع الولايات المتحدة حتى في الوقت الذي استهدفت فيه قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا.

وبالمثل، يمكن للأتراك إبرام صفقات مع الروس والإيرانيين دون أن توقف دعمها للمعارضة، في الواقع، إذا ساعدت تلك الصفقات تركيا على اكتساب القدرة للدخول إلى ساحة المعركة السورية، فإنه سيكون بإمكان أنقرة نشر قواتها الجوية في شمال سوريا ضدّ تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب.

من المرجح أن تقدّم تركيا تنازلات لإيران وروسيا بشأن سوريا خاصة وأن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، صرّح بأنه لا يوجد حل سوري دون دعم روسي وأن المفاوضات بشأن سوريا يجب أن تنطلق مع وجود مجالات أرضية مشتركة بين جميع الأطراف، وعلاوة على ذلك، أشارت تركيا إلى أنها مستعدة لإعادة النظر في معارضتها للضربات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا في حال لم تكن تستهدف سوى المعارضين الأكثر تطرفًا.

كما أن إغلاق تركيا مؤخرًا لمعبر باب الهوى، حتى وإن كان مؤقتًا، يمكن أن يكون بمثابة التنازل التركي لروسيا، وبطبيعة الحال، إذا تمّ التوصل إلى أي اتفاق، فإن تنظيم الدولة سيكون هو الهدف المشترك، كما أن رؤى كل سلطة ستصبح أكثر وضوحًا في سوريا في الوقت الذي اقتربت فيه مهمة هزيمة هذا العدو المشترك.

في أي مفاوضات، فإن جميع الأطراف المعنية ستحاول تعزيز مصالحها الخاصة، وخلال عملية التصالح مع روسيا، تريد تركيا إزالة العقبات في شمال سوريا التي تمنعها من استهداف تنظيم الدولة والميليشيات الكردية وتعزيز اقتصادها، كما تسعى، من خلال اقتراحها شن ضربات مشتركة مع روسيا ضد تنظيم الدولة، إلى أن تقلل من خطر الانتقام من روسيا حول ما تقوم به في سوريا.

في المقابل، روسيا عازمة على الحفاظ على رقابة مشددة داخل ساحة المعركة السورية، حيث إن كلا من روسيا وإيران يمكن أن تستفيدا من التحالف مع تركيا – حليفة الولايات المتحدة والعضو في حلف الناتو – لجعل الولايات المتحدة تبدو كما لو أنها هي الطرف غير المنطقي والوحيد في سوريا، وبالتالي، يبدو أن مصالح روسيا تتعارض مع بعضها البعض على الرغم من أنها بصدد الاستجابة لاقتراحات تركيا، ما من شأنه أن يساهم في تحديد مسار الصراع السوري.

التحكيم الإيراني

يشاع أن هناك اجتماعات من المقرر عقدها بين الحكومتين التركية والسورية عبر الوساطة الإيرانية، وعلى الرغم من أن تركيا لن تدعم مطلقًا الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها قد تقرر أن تتحدث مباشرة مع الأسد أو تدعم حكومة انتقالية من شأنها أن تضمه، أما بالنسبة لإيران، فإن دعم الأسد يعدّ جزءًا هامًا من استراتيجيتها الإقليمية، ومن مصلحة إيران الحفاظ على هذه العلاقة، وتجدر الإشارة إلى أن الشيء الوحيد الذي من الممكن أن تتفق حوله كل من سوريا وتركيا هو معارضتهما لوحدات حماية الشعب.

قد يبدو أنه مع استعداد تركيا الجديد للتفاوض، أن كل شيء أصبح ممكنًا، ولكن يجب على تركيا أن تكون حذرة حتى لا تؤدّي دبلوماسيتها مع روسيا وإيران إلى نتائج عكسية، إذا حظيت تركيا بصداقة متينة جدًا مع أي بلد، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انهيار علاقتها مع المعارضة السورية، حتى إن بعض جماعات المعارضة نأت بنفسها بالفعل عن أنقرة.

وتجدر الإشارة أيضًا إلى الضرر المحتمل الذي من الممكن أن يلحق بعلاقة تركيا المتوترة بالفعل مع الولايات المتحدة وشركائها الآخرين في حلف شمال الأطلسي خاصة وأن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي مهمة لكل من أنقرة والناتو، لذلك ستكون تركيا مما لا شك فيه أكثر حذرًا حول كيفية تطور العلاقات الجديدة مع روسيا وإيران، اللتان تعدّان خصوم منظمة حلف شمال الأطلسي.

إن تركيا لا تحاول تحدّي الولايات المتحدة الأمريكية عبر إنشاء تحالفات إقليمية معارضة لواشنطن، فحتّى الولايات المتحدة أصبحت تفكّر في توسيع نطاق تعاونها مع روسيا حيث إنه من المنطقي في ظلّ وجود نزاع معقد كما هو الحال في سوريا، أن تقوم البلدان المعنية باستكشاف الخيارات المتاحة أمامها من تنازلات تكتيكية، حتى وإن تعارضت مصالحها الاستراتيجية تعارضًا جذريًا.

الفجر :بعد قمة أردوغان وبوتين: تركيا تتجه إلى تحالف جديد مع روسيا وايران

أغسطس 13, 2016الأخبار, الرئيسية, العالمية, غير مصنف, لا يفوتك, مقالات0LIKE

 زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سان بطرسبورغ والتقى الرئيس بوتين، وعادت العلاقات الروسية التركية إلى سالف عهدها، لترفع القيود عن الواردات الزراعية من تركيا، وعن شركات البناء التركية، وتستأنف الرحلات السياحية الروسية نحو تركيا. وتستكمل المشاريع الإستراتيجية المشتركة، التي من بينها بناء محطة “أك-كويو” النووية في تركيا بمشاركة شركات روسية، ومشروع خط الغاز الروسي نحو جنوب أوروبا عبر تركيا.

وفي الوقت الذي تتحسّن فيه العلاقات مع روسيا فإن العلاقات مع الغرب في تراجع مستمر. وهو ما جعل بعض الصحف الأمريكية تصف الحالة التركية باليأس بسبب تردّي العلاقات الخارجية.

وفي حين يعود سبب تأزم العلاقة مع روسيا إلى حادثة إسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية وعلى الموقف المتعارض من البلدين في القضية السورية، فإن أسباب الأزمة بين أوروبا وتركيا تعود بالأساس إلى الحملة الأوروبية على شخص أردوغان ورغبة أطراف أوروبية عديدة في إسقاط حكمه، وقد استاءت القيادة التركية كثيرا من الترحيب الغربي بالمحاولة الانقلابية الأخيرة، واعتبرت ذلك تحريضا على الفوضى وعدم الاستقرار لحليف إستراتيجي مثل تركيا. ولا زالت تركيا تطالب الولايات المتحدة بتسليمها المتهم الأول بتدبير الانقلاب فتح الله غولن.

ملفات كثيرة تُراكِمُ يومياّ الخلافاتِ السياسيةَ بين تركيا والغرب في الوقت الذي تسوء فيه الحالة الأمنية في مواجهة جماعات تعدّها تركيا إرهابية والحال أنها تتلقى دعما من الغرب. وفي المقابل تريد أوروبا من تركيا أن تلعب دورا أطلسيا بمزيد التضييق على الجار الروسي اقتصاديا وسياسياّ.

وبالنتيجة فإن الأتراك يجدون أنفسهم في وضع عدائي مع كلّ الجيران وفشلٍ خارجيّ يهدّدُ أمنهم واقتصادهم واستقرارهم الداخلي. ومن جهة أخرى كشفت مختلف العلاقات الخارجية التركية أن تركيا بصدد التخلى شيئا فشيئا عن مبادئها في رسم العلاقات الدولية.

إنها استفاقة تركية تعود بها إلى سياسة الواقعية في التعامل مع الأزمات؛ فالمصالح أولا في عالم تتصاعد فيه الخلافات الإيديولوجية بوتيرة عالية، وما لا يدرك كله لا يترك جلّه، وعلاقات الحب والولاء لا يمكن أن تثمر إذا لم تؤيدها القدرة على التنفيذ. فتركيا التي رحبت بثورات الشعوب العربية في وجوه المستبدين لا يمكن أن تحصر نفسها في الزاوية من أجل أن تتوقف الثورات المضادة عن عمالتها وخيانتها لشعوبها. بل وظيفة تلك الشعوب أن ترفع عن نفسها الضيم وتؤهل هياكلها وأفرادها للتعاون المثمر.

ومع أن الرئيس الروسي وعد أردوغان في مؤتمر سان بطرسبورغ بأنه سيتم البحث عن “حلول ترضي الجميع” بشأن الأزمة السورية، فالقيادة التركية  لا تعتبر ذلك تغييرا في الموقف من بشار الأسد، وإنما فقط استعداد للتعاون على ألاّ تكون الحرب الدائرة في سورية على حساب أحد البلدين، وهو تعاون إن تمّ فإن الورقة السورية ستخرج على الأقل من سوق المزاد العالمي لتقع في أيدي أصدقاء سوريا من الصنفين.

عودة العلاقات بين روسيا وتركيا يمكن أن تخدم أيضا العلاقة مع الحلف الأطلسي التي تتوتر باتجاه سباق تسلّحٍ لا يخدم المنطقة ولا تركيا نفسها. وقد فهم رئيس الحلف المساعي التركية وأكّد أن التقارب الروسي التركي لن يضرَّ بعضوية تركيا ولن يكون على حساب أمن دول الحلف.

تحالف ثلاثي

ولفت خبراء روس إلى مكالمة هاتفية أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الإيراني حسن روحاني، ولوح بتشكيل “تحالف ثلاثي” يضم روسيا، ما سيتطلب تعديل الموقف التركي من سوريا.

ويعتقد ستانيسلاف تارانوف مدير مركز الدراسات “الشرق الأوسط-القوقاز” التابع للمعهد الدولي للدول الناشئة حديثا، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد فشل عملية السلام الشرق أوسطية، حاول توسيع نفوذه الجيوسياسي “على أجنحة حلف الناتو”. لكنه خسر لعبته أمام الشركاء الغربيين ووجد نفسه منجرا إلى نزاع إقليمي شامل بمشاركة سوريا والعراق.

وسبق لوكالة “إيرنا” الإيرانية أن نقلت عن أردوغان خلال المكالمة التي جرت يوم الاثنين الماضي قوله: “إننا اليوم عازمون أكثر من أي وقت مضى، على أن نسير جنب إلى جنب مع إيران وروسيا، لنساهم بالتعاون معهما في حل القضايا الدولية، كما أننا مصممون على تكثيف الجهود الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في المنطقة”.

بدوره أشاد روحاني بالشجاعة التي تحلى بها الشعب التركي ونضجه السياسي، إذ نهض ليدافع عن السلطة الشرعية في مواجهة الانقلابيين. وأردف قائلا: “يؤثر الاستقرار والهدوء في تركيا بشكل إيجابي على الأجواء في المنطقة برمتها. ولا شكوك لدينا في أن الهدوء في دول العالم الإسلامي لا يروق للإرهابيين ولبعض الدول الكبرى على حل سواء”. وتابع أن الأحداث الأخيرة في تركيا أظهرت من هـم الأصدقاء ومـن هـم الأعداء لتركيا، داخل وخارج حدودها على حد سواء.

وقال تارانوف تعليقا على وضع أردوغان فيما بعد الانقلاب، إن الرئيس التركي أدرك منذ فترة طويلة، أنه وقع في فخ السياسة الغربية، علما بأن سياسة الغرب هذه هي السبب الرئيس وراء قضية اللاجئين، وسبق لأردوغان أن تحدث عن ذلك علنا مرارا حتى فتح ممرات لهؤلاء اللاجئين إلى أوروبا، ما عرض الأمن الأوروبي لخطر كبير.

وأردف تارانوف قائلا: “تتغير الصورة الجيوسياسية. وإذا كان أردوغان يمارس نهجه السياسي بثبات، وأنا أعني هنا اقتراحه حول تشكيل تحالف مع إيران وروسيا، فعليه أن يقر بفعالية نظام الأسد، وأن يجري المفاوضات في هذا السياق، وهذا ما يفتح الآفاق لتسوية الأزمة السورية”.

 عبد الرحيم الحمزاوي

«تركيا وروسيا وإيران» .. مثلث استراتيجي جديد على الساحة الدولية

بتاريخ: 2016/08/12 - 07:20 مكتب: محمد حليم

تصوير : وكالات أردوغان وبوتين

شهدت الأيام الماضية تطوراً كبيراً في العلاقات التركية الروسية وذلك حينما التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين إلى جانب تطورات الأزمة السورية.

 وقالت وكالة أنباء «إيتارتاس» الروسية، إن الاتجاه الحالي لروسيا هو فتح صفحة جديدة مع تركيا بعد أن استطاعت الأولى تحقيق انتصارات كبيرة في سوريا، وأضافت أن الصداقة الروسية التركية ستلعب دور كبير جداً لتوطيد العلاقات التركية الإيرانية والمتوترة منذ عقود.

وتطلع موسكو لإقامة علاقات أنقرة المنافس الإقليمي الأول لطهران الأمر الذي جعل بعض المحللين السياسيين يتنبئون بتشكيل مثلث استراتيجي جديد لكسر النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.

 وتعد زيارة الرئيس التركي لروسيا هى الأولى خاريجياً عقب محاولات الإنقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا الشهر الماضي وهو الامر الذي يشير إلى تراجعالعلاقات الامريكية التركية في الاونة الاخيرة، إلى جانب تصريح أردوغان الشهر الماضي "نحن مصممون على التعاون مع إيران وروسيا لمعالجة المشاكل الإقليمية في المنطقة جنبا إلى جنب وتكثيف جهودنا إلى حد كبير لاستعادة السلام والاستقرار في المنطقة".

جاءت قمة بوتين وأردوغان في سان بطرسبرج بعد أيام قليلة من القمة الثلاثية بين روسيا وإيران وأذربيجان في العاصمة الأذربيجانية باكو.

التقارب بين هذه البلدان الثلاث يمكن أن يلعب دورًا إيجابيًا في عدة قضايا وعلى رأسها الأزمة السورية، حيث تعد تلك البلدان هى الاكثر تضرراً منها.

مبتدأ :مغامرات إيران وأوهام الأحلاف مع روسيا وتركيا وسوريا

 2016-08-14 09:37:08

الدكتور أشرف الصباغ

أعادت زيارة ورير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف إلى العاصمة التركية أنقرة، الكثير من التساؤلات حول الحالة المَرَضية التى تعانى منها طهران بشأن إقامة أحلاف وتحالفات مع هذه الدولة أو تلك.

ففكرة الأحلاف والتحالفات تستولى على طهران بطريقة مَرَضية للغاية، وعلى الرغم من موقف روسيا فى الأزمة السورية، فإنها رفضت أكثر من مرة مثل هذه المبادرات وبشكل مباشر لكى لا تعود إيران إلى طرحها، ولكن الأخيرة لا تكل ولا تمل.

ظريف التقى بعدد من المسؤولين الأتراك، بما فى ذلك مع نظيره التركى والرئيس رجب طيب أردوغان، حيث تم بحث العلاقات الثنائية التركية الإيرانية والأزمة السورية.

وفى الحقيقة، فالزيارة فى حد ذاتها خطوة مهمة، وإجراء يأتى فى وقته، عقب المصالحة الروسية- التركية، وإعلان أنقرة عن سياسة تركية خاصة، تنطلق من مصالحها الوطنية، وعلى الغرب (أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي) أن يحترمها.

ومن جهة أخرى، فلم تكن هناك صعوبات وتعقيدات ملموسة فى العلاقات بين طهران وأنقرة، على الرغم من اختلاف مواقفهما جذريا بشأن الأزمة السورية، ومع ذلك فالعلاقات كانت تتسم بالحذر والحيطة والدبلوماسية، نظرا لتوازنات أخرى تهم طهران فى علاقاتها بكل من موسكو ودمشق من جهة، وبخصومها فى دول الخليج من جهة أخرى، وبتوازناتها مع أوروبا والولايات المتحدة من جهة ثالثة.

لقد أشاد وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف بمؤيدى إردوغان الذين نزلوا إلى الشوارع لمعارضة الانقلاب، ما يعنى أن طهران أفصحت عن جانب مهم فى علاقاتها ليس بالضبط مع أنقرة، وإنما مع الرئيس إردوغان شخصيا، تعويلا على حسابات مستقبلية، ومن أجل أن تضمن لنفسها نصيبا من أى كعكة فى حال حدوث أى تحولات.

ولكن على الجانب التركى – السعودى تتكاثر الأسئلة وعلامات الاستفهام، فأنقرة والرياض كانتا تعملان معا جنبا إلى جنب، وكانت التحضيرات تجرى على قدم وساق، سواء حسب السيناريو العسكرى لحل الأزمة السورية، أو وفق سيناريو سياسى يستبعد وجود بشار الأسد.

ولكن توجهات أردوغان الأخيرة، وتصريحات وزير خارجيته ومستشاره والمتحدث باسمه تشير إلى تحولات ملموسة فى السياسات التركية بعد الانقلاب الفاشل، وعودة العلاقات بين موسكو وأنقرة.

إن زيارة وزير الخارجية الإيرانى إلى أنقره حملت العديد من الرسائل، حتى وإن لم تظهر تصريحات أو توصيات عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع فى المديين القريب والمتوسط، لأننا ببساطة لا يمكننا أن نتجاهل سيناريوهات إقليمية ودولية مضادة ستظهر فى القريب العاجل لإضفاء المزيد من الاستقطابات وترسيم الحدود السياسية بين هذه الكتلة وتلك، وبين هذا التحالف وذاك.

ولا يمكن أن نستبعد أيضا أن تظهر تصريحات سعودية ذات مغزى، أو اتساع مساحة التفاهمات السعودية – المصرية كبديل سريع.

وعلى جانب آخر، قد تبدأ إثارة القلاقل فى ملفات بعينها حول روسيا وإيران، وخاصة فى أوكرانيا أو فى أفغانستان، وفى البحر المتوسط.

الخلافات واضحة وملموسة والجميع يعترف بها، وهى لا تزال قائمة بشأن الأزمة السورية ومصير الأسد، وبشأن القضية الكردية، وحول تفاصيل أخرى تتعلق بالجغرافيا السورية وبالتقسيم الطائفى والمذهبى والعرقى.

غير أن السؤال الأهم هنا يتمحور حول مستقبل العلاقات التركية السعودية بعد تلك الإزاحات الواسعة فى المواقف والرؤى، فهناك انزياح سريع وواسع من جانب تركيا نحو روسيا، وهناك قلق من جانب حلف الناتو، وربما تهديدات مبطنة لأنقرة، وهناك ضيق وغضب من جانب الاتحاد الأوروبي، وهناك تملق وكر وفر من جانب الولايات المتحدة، بينما أنقرة تطلق تصريحات ساخنة فى اتجاه الجميع، وإن كانت متوازنة بعض الشىء فى ما يخص علاقتها مع الحلف ومع واشنطن، فى حال احترمت تلك الأطراف تركيا وخصوصيات سياساتها ومصالحها.

الأنظار الآن معلقة بردود الأفعال السعودية، وإمكانية حدوث تحولات ما فى العلاقات بين الرياض وأنقرة، والتى ستنعكس حتما على علاقات الطرفين بأطراف أخرى إقليمية ودولية كانت مهمشة أو يتم التعامل معها بحذر.

الأمر الذى كان متوقعا فى هذا السياق، هو القفزة الإيرانية على مسار الأحداث، أى دخول طهران على خط المصالحة بين روسيا وتركيا، ومحاولات استثمار ذلك بشكل يصب ليس بالضبط فى تسوية الأزمة السورية، بقدر ما يصب فى خانة تصفية الحسابات مع أطراف معينة فى المنطقة، وبالذات مع السعودية، وفى تعزيز دور إيران التى تحشر نفسها فى أى تناقض أو فى أى منعطف لتعلن أنها لاعب رئيسي.

وبالتالي، فنحن أمام مشهد أقرب إلى العبث والمزيد من خلط الأوراق، من حيث التحركات المبنية على تناقضات ليست جوهرية، وعلى طرح مبادرات لا تستهدف إلا الضغط الإعلامى.

لكن المثير للتساؤلات هنا، هو أن إيران تستخدم أى لقاء أو محفل أو مباحثات وتسارع بطرح مبادرات وأفكار غريبة من قبيل تشكيل حلف روسى – إيرانى، أو تشكيل حلف روسى- إيرانى – تركى، أو تشكيل حلف روسى – إيرانى – سورى.

روسيا اليوم :طهران تدعو للتعاون مع موسكو وأنقرة كقوى مؤثرة في المنطقة

تاريخ النشر:12.08.2016 | 09:41 GMT |

آخر تحديث:12.08.2016 | 14:40 GMT | أخبار العالم

دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أنقرة إلى التعاون والتشاور بين إيران وروسيا وتركيا كقوى مؤثرة في المنطقة، مرحبا بالتقارب التركي الروسي مؤخرا.

وقال ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة الجمعة 12 أغسطس/آب، "تركيا دولة صديقة وشقيقة"، معربا عن فرحته بشأن وقوف الحكومة التركية والشعب التركي "صفا واحدا في مواجهة الانقلاب". وأضاف أن "مثل هذه المحاولات الانقلابية تهدد الديمقراطية وحقوق الانسان".

وأكد الوزير الإيراني أن البلدين لهما ذات التوجهات بشأن ضرورة مكافحة الإرهاب، قائلا: "نقف إلى جانب الشعب التركي في مواجهة الإرهاب".

وقال إن طهران وأنقرة متفقتان على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا.وأعرب ظريف عن أمله في "إمكانية تجاوز الاختلافات في وجهات النظر من خلال اللقاءات مع الجانب التركي".

من جانبه قال وزير الخارجية التركي إن أمن واستقرار إيران من أمن واستقرار تركيا، وإن بلاده تدرك أن إيران تنظر إلى أمن واستقرار تركيا بنفس الشكل، مشددا على أهمية التعاون بين البلدين في القضايا الأمنية.

وأضاف: "تشاطرنا مع الجانب الإيراني مرة أخرى الأفكار حول سوريا. وسنعمل خلال المرحلة المقبلة على تقييم مثل هذه القضايا في إطار تعاون أوثق. هناك قضايا نتفق فيها، من قبيل وحدة الأراضي السورية. فيما اختلفت وجهات نظرنا حول بعض القضايا الأخرى، دون أن نقطع قنوات الحوار وتبادل الأفكار، سيما أننا أكدنا منذ البداية على أهمية الدور البناء لإيران من أجل التوصل إلى حل دائم في سوريا".

وشكر جاويش أوغلو إيران حكومة وشعبا على وقوفها إلى جانب تركيا ضد محاولة الانقلاب الفاشلة.

وبشأن التعاون الاقتصادي بين البلدين قال الوزير الإيراني إن طهران تسعى إلى تعزيز سبل التعاو فيما يتعلق بالتبادل التجاري، مؤكدا أن "الإرادة السياسية متوفرة لدى البلدين في هذا الإطار، ونحن نعمل على ربط إيران بأوروبا عن طريق تركيا فيما يتعلق بالكهرباء والغاز الطبيعي".

بدوره قال وزير الخارجية التركي إن بلاده تريد شراء المزيد من الغاز الطبيعي من إيران وإنها بحثت المشاكل المتعلقة بالأسعار، مضيفا أن على أنقرة وطهران حل الخلاف على أسعار الغاز دون اللجوء للتحكيم.

وكان وزير الخارجية الإيراني قد أكد في تصريح صحفي أدلى به فور وصوله إلى أنقرة، أن حل المشاكل التي تواجهها المنطقة يتطلب تعزيز التعاون والحوار بين إيران وروسيا وتركيا كلاعبين مؤثرين، معربا عن قناعته بأن أي خلافات بشأن القضايا الإقليمية المختلفة يمكن تسويتها عن طريق التفاوض.

وذكر ظريف بأن طهران أدانت منذ الساعات الأولى محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها تركيا ليلة 15 يوليو/تموز، مؤكدا أنه لا مكان للغطرسة والانقلابات في المنطقة، ولا يمكن أن تقمع مجموعة من العسكريين إرادة الشعب وتطلعاته.

وعبر ظريف عن تقديره لصمود الشعب التركي ودوره في إحباط المحاولة الانقلابية، ووصف ذلك بأنه إنجاز بالغ الأهمية.

وقال الوزير الإيراني إن المظاهرات الشعبية، التي تشهدها المدن التركية المختلفة هي درس مهم للانقلابيين.

يذكر أن ظريف سيجري أثناء زيارته إلى تركيا محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سيركز فيها الجانبان على الأوضاع في المنطقة والمسائل المطروحة على أجندة العلاقات الثنائية، وهذه هي أول زيارة رسمية لمسؤول إيراني إلى تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.

المصدر: وكالات

روسيا اليوم :إيران تسعى لعقد لقاء ثلاثي مع روسيا وتركيا لبحث الأزمة السورية

تاريخ النشر:13.08.2016 | 07:33 GMT | أخبار العالم

اقترح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عقد لقاء ثلاثي تشارك فيه إيران وروسيا وتركيا لبحث سبل تسوية الأزمة السورية.

وقال ظريف بعد مباحثات مع نظيره التركي جاويش أوغلو، خلال زيارته إلى تركيا على رأس وفد يوم الجمعة 12 أغسطس/آب، قال: "لدينا خلاف في وجهات النظر في بعض القضايا، لكن لدينا وجهات نظر مشتركة في شأن ضرورة التصدي لداعش وجبهة النصرة وسائر الإرهابيين. لدى إيران وتركيا أهداف مشتركة في المحاربة المشتركة للإرهاب والتطرف والتفرقة".

وذكر ظريف أن طهران وأنقرة "تريدان حماية وحدة أراضي سورية"، معتبرا أن "على الشعب السوري أن يقرر مستقبله بنفسه".

وكانت أنقرة قد أكدت في وقت سابق أن موقفها تجاه الأزمة السورية وبالخصوص الرئيس بشار الأسد لم يتغير. وصرح المسؤولون الأتراك أنه من المبكر الحديث عن مرحلة انتقالية بوجود الأسد.

المصدر: وكالات

الجزيرة :إيران: المنطقة بحاجة لتعاوننا مع تركيا وروسيا

 أكد نائب وزير الخارجية الإيراني اليوم الاثنين أن المنطقة بحاجة لعلاقات طيبة بين بلاده وروسيا وتركيا.

وطالب إبراهيم رحيم بور بتعاون جديد تحت صيغة "تركيا-روسيا-إيران" وأكد أن بلاده مستعدة للمضي في هذا الاتجاه.

وفي سياق آخر، اتهم نائب وزير الخارجية الإيراني الدول التي تقدم الدعم العسكري بمحاولة تنفيذ انقلاب فاشل ضد الحكومة المنتخبة في تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي.

وتأتي تلك التصريحات على هامش قمة إيرانية أذرية روسية في باكو لبحث مجالات أبرزها الاقتصاد والطاقة.

وتكتسي تصريحات رحيم بور أهميتها لكونها تأتي قبيْل يوم من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا لتدشين مرحلة جديدة من التعاون بين موسكو وأنقرة.

وتأتي هذه الزيارة في أعقاب تحسن علاقات الجانبين بعد توتر دام لعدة أشهر بسبب إسقاط الجيش التركي مقاتلة روسية كانت تنفذ غارات داخل سوريا.

وفي وقت سابق، قال أردوغان إن محادثاته المرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وأضاف أن زيارته لروسيا ستكون تاريخية وستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، مؤكدا أنه "لا يمكن تسوية الأزمة السورية دون مشاركة روسيا".

ومن المنتظر أن يلتقي أردوغان مع بوتين غدا الثلاثاء في أول زيارة رسمية خارجية يقوم بها الرئيس التركي منذ محاولة الانقلاب الفاشلة.

ومن المتوقع أن تركز محادثات الزعيمين أردوغان وبوتين على الأزمة السورية والتجارة والطاقة واستئناف رحلات الطيران.

سكاي نيوز :مثلث تركيا وروسيا وإيران والصراع في سوريا

السبت 13 أغسطس, 2016 - 13:39 بتوقيت أبوظبي

أبوظبي - سكاي نيوز عربية

عقب اجتماعه مع نظيره التركي، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتعلن أنقرة وطهران تعهدا "بتعاون بشأن سوريا رغم اختلاف وجهات النظر"، وجاءت زيارة ظريف لتركيا بعد أيام قليلة من زيارة أردوغان لروسيا ولقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتن.

وقبل زيارته لتركيا، تحدث ظريف هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، فيما بدا تنسيقا روسيا-إيرانيا بشأن التعامل مع التوجه التركي الجديد في السياسة الخارجية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.

ومنذ زيارة أردوغان لروسيا، وإرساله ممثلين عن الخارجية والمخابرات والجيش للقاء نظرائهم الروس للتباحث بشأن سوريا، والتحليلات والتعليقات تتوالى من كل حدب وصوب عن تأثير هذا التقارب التركي الروسي على مجريات الصراع في سوريا.

ورغم تباين المواقف للأطراف الثلاثة من الوضع في سوريا، إلا أن التغير في السياسة الخارجية التركية، حتى منذ ما قبل الانقلاب الفاشل في تركيا، يشير إلى نهج جديد نحو "حلول الوسط" مع احتفاظ كل طرف بأهدافه الاستراتيجية النهائية.

فالروس، وإن كانوا لا يصرون على شخص رأس النظام في سوريا، لكنهم غير مستعدين بعد كل استثمارهم العسكري هناك أن يضحوا بمن يضمن مصالحهم في تلك البقعة. لكنهم في الوقت نفسه يدركون أهمية دور تركيا في دعم المعارضة المسلحة.

والإيرانيون، الذين يحرصون على النظام من منطلقات طائفية وليس استراتيجية فحسب، يحاولون الاستفادة من التقاطع الاستراتيجي مع روسيا، وربما أيضا الاتفاق مع الأتراك على مواجهة الأكراد مقابل توقف تركيا عن دعم بعض جماعات المعارضة المتطرفة في سوريا.

ورغم النفي الرسمي المتعلق بأن موسكو أغلقت مكتب تمثيل حزب كردي تزامنا مع زيارة أردوغان، إلا أن الروس لا يهمهم كثيرا دعم الأكراد الذين تعتمد عليهم الولايات المتحدة في حربها ضد داعش في سوريا والعراق.

يبقى التوجه التركي الحاسم في مستقبل أي تقاطع لأطراف المثلث في سوريا، ومن غير الواضح بعد إن كانت أنقرة لا تزال متمسكة أم لا بهدف فرض منطقة حظر جوي في شمال سوريا، وربما "منطقة عازلة" بطول حدودها مع سوريا، بعمق يكفي لعدم تفكير الأكراد في إقامة كيان خاص بهم.

ورفضت الولايات المتحدة من قبل فرض الحظر الجوي أو المنطقة العازلة، كما تريد تركيا، بل ذهبت أبعد من ذلك بالتعاون مع الأكراد.

ومن غير المرجح أن يدخل الروس في صدام مع الأميركيين لصالح أردوغان، كما أن الإيرانيين يفضلون التعامل مع الأميركيين مباشرة دون "وسيط بالتقاطع" مثل تركيا.

ويدلل أحد المحللين الغربيين على أن ما هو مشترك بين الأطراف الثلاثة غير كاف لإحداث تغيير مهم في مجرى الصراع في سوريا بالتعليق على دعوة أردوغان روسيا للتعاون أكثر في "محاربة الإرهاب" في سوريا والعراق.

فالإرهاب بالنسبة للأتراك يعني المقاتلين الأكراد (وربما داعش على استحياء)، وبالنسبة للروس يعني جماعات المعارضة في سوريا الإرهابية منها والأقل تشددا، أما بالنسبة لإيران فيعني الأكراد والمعارضة معا.

ترك برس :إعلامي سعودي: تصالح أردوغان مع روسيا وإيران وإسرائيل ينم عن شجاعة سياسية

14 أغسطس 2016

ترك برس

رأى الإعلامي السعودي رئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط، عبدالرحمن الراشد، أن تركيا باعتبارها دولة إقليمية كبرى، لها مصالحها وعندها مخاوفها، مشيرًا أن ما فعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تصالحات مع روسيا وإيران وإسرائيل "ينم عن شجاعة سياسية رغم حرصه على صورته وشعبيته عند الشارع التركي والعربي".

وأضاف الراشد، في مقال له نشرته الشرق الأوسط، أن ما تجرأ على فعله أردوغان يفترض أن تمارسه الدول العربية، "لأنه طبيعي جدًا أن تقوم لنا علاقات مع الأعداء وتوقع معهم اتفاقيات عندما تفرضها الضرورات أو المصالح العليا، خصوصا الآن حيث نعايش مرحلة تبدلات متعددة".

وأشار الكاتب إلى أنه كان عسيرًا على البعض أن يتقبل مصافحة الرئيس رجب طيب أردوغان لخصمه الرئيس فلاديمير بوتين، وأن تتصالح تركيا مع روسيا وأن تحيل طلبها للتطبيع مع إسرائيل على البرلمان لإقراره، ولهذا السبب انتقدوه، مبينًا أن الأمر صعب فقط على الذين لا يفرقون بين الديانة والسياسة، فالدول تحكم علاقاتها ببعضها قواعد أخلاقية مختلفة عن البشر، حيث تعلو فيها المصالح على المبادئ.

ولا بد أن الرئيس التركي رأى حاجة بلاده للتقارب مع روسيا وغيرها بعد أن تردت العلاقة وصار الوضع خطيرًا، فقد أصبح الأكراد الأتراك الانفصاليون، وفقا للراشد، يهددون سلامة تركيا ووحدتها، ومزيد من اللاجئين السوريين على بوابات حدودها، ونجح تنظيم داعش في الوصول إلى قلب أنقرة وإسطنبول، ومؤخرا هزت محاولة انقلابية أركان البلاد.

وأضاف: "اقتصاديا، روسيا تؤثر على سوق تركيا، فمنذ أن قاطع أربعة ملايين سائح روسي، عادة يأتون كل عام، صارت المرافق السياحية التركية خاوية، ويشكلون ثاني أكبر مصدر للسياحة، إضافة إلى انقطاع سياح إيران، وعددهم مليون ونصف سنويًا، وفقدت الليرة التركية جزءًا من قيمتها".

واعتبر الراشد أن هذه من الدوافع التي جعلت الحكومة التركية تتجه نحو موسكو، وليس صحيحًا أن الزيارة سببها محاولة الانقلاب، ولا هي ردة فعل متعجلة من أنقرة، بل جزء من ترتيبات بدأت قبل ذلك، عندما أعلن رئيس الوزراء الجديد أن الحكومة تنوي إنهاء خلافاتها مع كل الدول، بما فيها اليونان وروسيا وإسرائيل وإيران.

أيضًا، ليس معقولاً ما قيل إن أنقرة اضطرت للتصالح مع موسكو خوفًا من اعتداء روسي محتمل، فتركيا دولة عضو في حلف الناتو العسكري الذي يتعهد بالدفاع المشترك بين الدول الأعضاء من أي عدوان عليها، ولا يمكن إغفال الاعتبارات الاستراتيجية للدولة التركية التي تطمح لأن تصبح ممر الغاز الروسي إلى أوروبا، وكان على قائمة محادثات الرئيسين في موسكو، واتفقا على نصف المشروع، ممر واحد.

وأستبعد الإعلامي السعودي "مد أنابيب الغاز الروسية إلى أوروبا في المرحلة الحالية، نظرًا لأنه سيكون بديلاً وسيكسر الحصار الغربي المفروض على الغاز الروسي الممنوع من النقل عبر الأراضي الأوكرانية. وفي حال زاد التوتر بين الروس والأميركيين فإن مصالح تركيا مع الغرب أكبر بكثير من مصالحها مع روسيا".

التفسير المعقول الوحيد للتقارب مع خصومه، بحسب الراشد، أن "أردوغان يريد تعزيز موقعه التفاوضي، وتقليل مخاطر الصراعات الدولية والإقليمية على بلاده. ولا بد أنه يأمل في حل سلمي في سوريا يتم تنفيذه لاحقًا، والأرجح بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث من المستبعد أن يغير الرئيس الأميركي الحالي موقفه، ما سبق عددتُه أسبابا كثيرة تبرر التقارب التركي مع عدد من خصومها من منظور العلاقات الدولية".

ولفت الراشد إلى أنه "بالعودة إلى إشكالية التوفيق بين المواقف التركية المتناقضة، مثل مواجهة تركيا لروسيا في سوريا وتوقيع اتفاقيات التعاون معها في الكرملين، فإن هذه طبيعة العمل السياسي. قد لا يفهمها من يعتبر السياسة عقيدة، يحلل فيها ويحرم"، مبينًا أن أردوغان يريد تقليص المسافة مع الروس، وإن لم يفلح معهم في سوريا فإنه على الأقل يخدم تركيا في مجالات أخرى، على حد تعبيره.

وتابع بالقول: "هذا ينطبق على إعادة الاتصالات والتطبيع مع إسرائيل، وتعزيز العلاقة مع إيران التي كانت أكثر حماسًا للاستجابة للرسائل التركية. ووفق هذا المفهوم يفترض أن نقيس بقية العلاقات الثنائية بين دول المنطقة، رغم العداوات والثارات".

وقال الكاتب السعودي إن "ما فعله أردوغان سبقه إليه زعماء المنطقة، في المبررات المنطقية نفسها لخدمة مصالح دولهم. أما الذين اضطربت قدرتهم على فهم التطورات الأخيرة فلأنهم رسموا في مخيلتهم تركيا المثالية، خارج قواعد العمل الدبلوماسي ومصالح الدول".

النشرة :تركيا لن تصير في حلف روسيا ــ إيران فماذا تصير؟

الأربعاء 10 آب 2016   آخر تحديث 08:37

- ذهب الرئيس التركي رجب أردوغان إلى موسكو بعد شهر من التطبيع المتسارع لعلاقات مرت بقطيعة واختناق بلغ حد إعلان الحرب. وجاء التطبيع والقمة بعد تلبية أردوغان لشرط الرئيس الروسي فلايديمر بوتين بالاعتذار علناً عن إسقاط طائرة روسية من قبل مقاتلة تركية. وبقي أردوغان يماطل شهوراً قبل أن ينطق متلعثماً كلمة الاعتذار، مدركاً سلفاً أنها إعلان رضوخ وعجز عن تحمل تبعات القطيعة والعداء. وهنا يمكن فهم جوهر الأسس التي تقوم عليها العلاقات التركية الروسية بعد التطبيع. تركيا تيقنت من أنها على أبواب انهيار اقتصادي والغرب لا يفعل لها شيئاً، ووحدها روسيا تستطيع إعادة الحياة للقطاعات الحيوية المصابة بالشلل، السياحة والزراعة والمقاولات والمصارف، ولكل منها نصيب كبير من دورة اقتصادية محورها السوق الروسية كالزراعة والمقاولات أو الزبائن الروس كالسياحة والمصارف. وتيقنت تركيا من أن الانتظار الصعب والمكلف لحين تتعدّل موازين القوى ومحورها الحرب في سورية بلا طائل. فكل شيء يقول إن ما تملكه تركيا والحلف الذي تنتمي إليه بقيادة واشنطن هو تأخير النصر للحلف الذي تقف على رأسه روسيا ويقف إلى جانب الدولة السورية. وتيقّنت تركيا من أن ما تعلم أنها وسائل تعديل موازين القوى هي ما رسمته كإطار للعمل في سورية، بدءاً من دعم أطلسي وأميركي خصوصاً لإقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي داخل الحدود السورية، وتوسيع الاستثمار على متفرعات تنظيم القاعدة عسكرياً، وقد بان لها مع الأزمات التي وقعت فيها جراء هذا التقدم لخطوط التصعيد، أن خيار التدخل العسكري غير وارد لدى حلف الأطلسي الذي خذلها يوم التصادم مع روسيا، وأن الاستثمار على القاعدة دون حضور عسكري يطغى عليها لقوات أطلسية وتركية يعني تسليمها قاعدة انطلاق سيدفع ثمنه الجميع بدءاً من تركيا نفسها. وجاء الانقلاب ليعزز يقين القيادة التركية أنها تقلع شوكها بأيديها، وأن حلفاءها ينتظرونها على الكوع، سواء كوع حقوق الإنسان، أو كوع الشماتة بالتعرض للمخاطر، أو كوع التلويح بتخفيض مستوى العلاقات والتعاون. والقيادة التركية التي تدرك أنها فعلت ما فعلت سيراً وراء أحلامها بالعثمانية الجديدة وتلاقت مع مشروع غربي كبير لإطاحة سورية، باتت تدرك أن الغرب تعامل معها كشريك مضارب، يربح إن ربحت، وينسحب ويتركها وحيدة تتحمل الخسارة إن خسرت، بل يهمهم بالقول نستعمل جنون أردوغان وإغراءه بالدور الكبير فيستنفد قواه فإن فاز نقطف انتصاره وإن خسر فنحن من سيجعله يدفع الثمن بانقلاب أو بسواه.

- بالمقابل لا أوهام في موسكو وبالتأكيد لا اوهام في طهران ولا في دمشق ولا في حارة حريك على انتقال أردوغان من ضفة في معادلات المنطقة إلى ضفة مقابلة، على الأقل بهذه السرعة والآن، بل إدراك أنه بدون تركيا لا حرب على سورية، يحركها الخارج ويمدها بأسباب الاستمرار، وإدراك مماثل أن ثمة ما يستحق بذل جهد على تعديل موقع تركيا يعادل الجهد الذي بذل مع واشنطن طوال سنوات وشهور، بخلفية السعي لتشبيك الحد الأدنى معها بالتشارك في مواجهة الإرهاب الذي بات يدق أبواب الغرب ويدكها، والسعي للفصل بينها وبين الفصائل التي ترتضي تشخيص الإرهاب كخطر داهم ومشترك للسوريين، وبينهم وبين العالم، وترتضي اعتبار الحرب عليه أولوية تتقدم على أولوية المواجهة مع الدولة السورية وجيشها، والسعي لإسقاط رئيسها، وإرتضاء تسوية تقوم على تشكيل حكومة ترعى التعاون بين السوريين وبينهم وبين العالم للحرب على الإرهاب وتمهّد بدستور جديد لانتخابات لا تستثني أحداً ترشيحاً ومشاركة بقدر من الرقابة والرعاية الأمميتين لما يكفي لتوفير ضمانات أوسع مشاركة وأفضل تمثيل، وأوسع اعتراف داخلي وخارجي بالنتائج. وهذا هو مفهوم مسار فيينا ولاحقاً بيان ميونيخ، وقرار مجلس الأمن 2254، وتلازم الهدنة مع العملية السياسية، والفوارق التي ترجّح كفة الاهتمام بالمسار التركي بالتوازي من جهة، وبالتناوب من جهة أخرى، مقارنة بالمسار الأميركي كثيرة، فالزمن لا يحتمل برودة المناورات الأميركية مقابل حرارة الميدان ومتطلباته، خصوصاً مع موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبالمقابل العلاقات التركية الأميركية متوترة. وعلى ضفة موازية هذه لحظة تدرك فيها تركيا فرصتها لنيل مقعد ذهبي في التسوية السورية، وتحصل على بعض التعويض عن خسائرها من مراهنات تورطها وتقدمها في جبهات الحرب على سورية لسنوات.

- على طاولة الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب أردوغان نصوص تفاهمات موسكو التي أبرمت مع جون كيري، ليقرأها أردوغان ويسأله بوتين، هل تقدر أن تكون الشريك في تطبيق هذا التفاهم الذي لا تملك واشنطن قدرة إنكاره، وتهرّبت من تطبيقه بداعي الخوف من المزايدات الانتخابية، وتكون عراب الفصل بين المعارضة المرشحة للمشاركة في العملية السياسية، وكل من داعش وجبهة النصرة بجسمها القديم واسمها الجديد، وموسكو تتعهد بتحييد الجماعات التي تقترحها للهدنة والعملية السياسية من الاستهداف شرط خروجها من أي تشابك مع جبهة النصرة، وتضمن عدم قيام كيان كردي على حدود تركيا، وتخفيض درجة الخصوصية إلى الحد الأدنى، وتضمن تشكيل وفد معارضة للمفاوضات يتم التفاهم عليه، لعملية سياسية مهمتها ربط مصير الخلاف السوري الداخلي بصناديق الاقتراع، والسير لتشكيل حكومة تضم الأطراف المتفقة على أولوية الحرب على الإرهاب، بالتزامن مع السير في خط الحرب على النصرة وداعش، وتتوقع موسكو أن يكون جواب أردوغان سؤالاً مضمونه: هل لدى موسكو خارطة طريق للعب هذا الدور؟ وسيلقى الجواب القاطع بنعم كبيرة، فتقفل الحدود التركية السورية أمام كل إمداد بشري أو عسكري، ومن يلجأ إليكم يوضع دوره بتصرفكم تبلغونا عنه وتحت ضغط الحرب، سيتكاثر هؤلاء، وتقدمون لهم الحماية المشروطة بخروجهم من الحرب، وبعد إحداث تحول نوعي في مسار الحرب على النصرة، تصبح ساعة الخروج إلى العلن بمبادرة تتضمن الاتفاق مناسبة، وعبرها الدعوة لجنيف بوفد معارض جديد، وتتوقع موسكو أن يخرج لقاء بوتين أردوغان بالتفاهم على خارطة طريق يمنح أنقرة مقعد واشنطن في الشراكة حتى نهاية العام، فإن أحسنت كسبت وإن أخطأت تخسر وحدها، والتفاهمات الاقتصادية كلها ستبقى إنجازات يقدمها أردوغان للطمأنة الإعلامية، لكن دخولها حيز التنفيذ سيتم مع مطلع العام.

- في قلب خارطة الطريق الروسية توقيت وصيغة لتطبيع بين الحكومتين والجيشين السوري والتركي لتأمين الحدود، والتعاون الاستخباري، والتنسيق في الشأن الإنساني وملف النازحين، هذا ما قالته مصادر إعلامية روسية قريبة من الكرملين توصيفاً وتعقيباً بمناسبة زيارة أردوغان لموسكو.

البديل :تركيا وروسيا وإيران.. تحولات حاسمة

 الأحد, أغسطس 14, 2016 |  هدير محمود |  5:26:23 م

تحالفات تتغير وعلاقات تتعمق وأخرى تتدهور وتحركات دبلوماسية نشطة، هذا هو ملخص ما حدث خلال الأسابيع الأخيرة، فقد توطدت العلاقات الروسية الإيرانية التركية، وازدادت التفاهمات بين الأطراف الثلاثة، فعدو الأمس أصبح صديق اليوم، وداعم الإرهاب أصبح شريكا استراتيجيا في مكافحة الإرهاب، وعلى الرغم من أن هذا ليس جديدا على الاستراتيجية التركية المتخبطة، إلا أنه مثّل تحولا هاما وجذريا في الأزمة السورية، وربما في علاقات تلك الدول مع الولايات المتحدة، التي تلقت صفعة قوية و”كارتا أحمر” ربما يكون حاسما وأخيرا في هذه المنطقة.

تحالف روسي إيراني تركي

منذ وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في منتصف يوليو الماضي، بدأت العلاقات التركية بالدول الغربية والأوروبية تتجه نحو مزيد من البرود، وكأن محاولة الانقلاب هذه كانت نقطة تحول رئيسية وكبيرة في السياسة الخارجية التركية، حيث جاءت ردة الفعل الغربية منافية لتطلعات السلطات التركية التي اعتبرتها “تخلت عن الشرعية المنتخبة في تركيا”، وهنا اتجهت أنقرة إلى المربع الروسي الإيراني من خلال إعادة الحرارة للعلاقات مع التحالف الروسي الإيراني، خاصة بعد أن خسرت أنقرة كافة رهاناتها في الأزمة السورية وأدركت جيدًا أن علاقاتها المتدهورة بروسيا والمتذبذبة بإيران والعدائية بسوريا لن تجدى نفعًا.

توافق كبير وجديد وتقريبًا الأول من نوعه بهذا الحجم فيما بين الطرفين الإيراني والتركي خاصة في الأزمة السورية، وذلك بعد أن وصل وزير الخارجية الإيراني، الجمعة الماضية، إلى العاصمة التركية أنقرة والتقى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، لتخرج التصريحات وابتسامات الترحيب لتعبر عن مدى التوافق بين الطرفين.

فيما يتعلق بالشأن السوري، فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن طهران وأنقرة متفقتان بوجوب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وقال ظريف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، إن هناك نقاط اتفاق واختلاف لكن يمكن تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وأضاف: متفقون على وحدة الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب في الأراضي التركية، وأكد أن كافة الأطراف تريد السلام في سوريا والقضاء على التنظيمات الإرهابية، فيما قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو: علينا مكافحة التنظيمات الإرهابية معًا وسنعزز تعاوننا مع إيران، وأوضح أن بلاده ستتعاون مع إيران أكثر في الفترة المقبلة بشأن الأزمة السورية.

عقب انتهاء القمة الإيرانية التركية، وبعد مغادرة وزير الخارجية الإيراني لتركيا والتوافق حول بعض التفاهمات بشأن الأزمة السورية، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن أنقرة تتوقع حدوث تطورات في غاية الأهمية خلال الأشهر الستة المقبلة فيما يخص الأزمة السورية، الأمر الذي يوحي بأن الملعب السوري بات مقتصرًا على اللاعبين الروس والأتراك والإيرانيين، فيما بات الجانب الأمريكي خارج الملعب والتفاهمات والاتفاقات.

هذه الزيارة جاءت بعد انعقاد القمة الروسية التركية التي وصفها العديد من المراقبين بأنها استثنائية وهامة، ودعت خلالها أنقرة موسكو إلى عمليات مشتركة ضد تنظيم داعش في سوريا، وأعلن خلالها أيضًا المتحدث الرسمي باسم الرئيس التركي إبراهيم قالين، أن روسيا وتركيا قامتا بتشكيل لجنة مشتركة حول سوريا، تضم ممثلي المخابرات والعسكريين والدبلوماسيين من الجانبين.

توافق الأطراف الثلاثة لم يقف عند حد الزيارات التركية ــ الروسية، والتركية ــ الإيرانية، بل من المقرر أن تشهد الأيام القليلة المقبلة عقد لقاء ثلاثي تشارك فيه إيران وروسيا وتركيا لبحث سبل تسوية الأزمة السورية، وفق ما اقترح وزير الخارجية الإيراني قبيل مغادرته تركيا.

ترقب أمريكي وقلق صهيوني

كل هذا النشاط الدبلوماسي ساده الترقب الأمريكي والقلق من تكوين تحالف روسي إيراني تركي تكون له الكلمة العليا في المنطقة مقابل التخلي عن الدور الأمريكي هناك، وفي الوقت نفسه فإن هذا التقارب والقلق قد وصلا إلى الكيان الصهيوني، حيث كشف موقع “دبكا” العبري، أن التقارب بين تركيا وروسيا أثار قلق القيادات الإسرائيلية، خوفًا من تحالف كبير يضم إيران، وأوضح الموقع المقرب من المخابرات الصهيونية، أن قلق النظام الإسرائيلي يعود إلى كون الرئيس التركي أدار ظهره لأمريكا وحلف الناتو، ويسير في طريق التحالف مع روسيا وإيران، وأشار “دبكا” إلى أن أردوغان بعد إنهاء زيارته لروسيا حدّد برنامجًا لزيارة طهران للقاء الرئيس الإيراني، حسن روحاني.

تسوية على حساب جولن

بعد أن انخرطت تركيا في تحالفها مع روسيا وإيران، بدأت الإدارة الأمريكية تبحث عن حل تنقذ به ما تبقى من العلاقات الأمريكية التركية، وتوقف به هذا التقارب الذي يمكن أن يأتي على حساب مصالح واشنطن في المنطقة، حيث كشف وزير الخارجية التركي عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ووفد من وزارة العدل الأمريكية إلى أنقرة في 23 و24 من الشهر الجاري، وفي الوقت نفسه أعلن رئيس الوزراء التركي أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيزور تركيا في نفس التوقيت تقريبًا.

الأنباء عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى تركيا فسره العديد من المراقبين على أنه محاولة أمريكية لتسوية الأزمة بين الطرفين، حتى ذهب البعض إلى القول بأن هذه التسوية قد تأتي على حساب الداعية الإسلامي التركي فتح الله جولن، الذي يعتبر السبب الرئيسي في الأزمة بين البلدين، فمنذ وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في منتصف يوليو الماضي، تطالب الأخيرة الجانب الأمريكي بتسليم المعارض التركي المقيم في واشنطن إلى بلاده، لكن الإدارة الأمريكية تماطل منذ أسابيع في تلبية هذا الطلب وتضع العراقيل القانونية أمام تسليمه إلى تركيا، الأمر الذي أثار حفيظة الأخيرة وصعدت من لهجتها في مقابل المماطلة الأمريكية، ووصل الأمر إلى حد تهديد أنقرة لواشنطن بقطع العلاقات الدبلوماسية، وتخييرها بين استمرار العلاقات التركية الأمريكية وتسليم جولن.

هذه الأنباء أكدتها تصريحات صدرت عن وزير الخارجية التركي أثناء لقائه مع نظيره الإيراني، حيث قال أوغلو إن تركيا تلقت إشارات إيجابية من واشنطن بشأن تسليم جولن، خاصة وأن هناك اتفاقية حول تبادل المطلوبين، وأكد هذه التصريحات رئيس الوزراء التركي الذي قال إن العنصر الرئيسي الذي يتوقف عليه تحسين علاقاتنا مع الولايات المتحدة هو تسليم جولن، أو لن يكون ثمة مكان للمفاوضات.

ادراك :ستراتفور: روسيا تبقي أصدقائها قريبين وتبقي تركيا أقرب

12/08/2016311 مشاهدة

يذكرنا هنري كيسنجر بأن الدول والعلاقات الناظمة بينها لا تملك أصدقاء دائمون أو أعداء دائمون وإنما توجد فقط مصالح دائمة. ترددت أصداء هذا الدرس في سانت بطرسبرغ، حيث قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمقابلة صديقه “العزيز” فلاديمير بوتين تحت مظلة “عفا الله عما سلف” في عرض ساخر ومفرط إلى حد ما كمصالحة الدبلوماسية.

وخلال سبعة أشهر فقط، تحولت تركيا وروسيا من كونهما الأعداء رقم 1 إلى خانة الأصدقاء القدامى. ويبدو أن أردوغان وبوتين ينوون علاج ما عرض بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015 على اعتبار أنها كانت وضعاً شاذاً في العلاقة بين البلدين. وكما قال بوتين:” اولويتنا تتمثل في إرجاع علاقاتنا إلى مستوى ما قبل أزمة الطائرة”. ووفق هذا الأساس يسعى الطرفان إلى تجاوز هذه الحلقة القبيحة وإعادة كل شيء إلى طبيعته السابقة.

وإن لم تكن بهذه السهولة، لكانت روسيا وتركيا الآن بالفعل تخوضان مساراً تصادمياً عنيفاً لا مفر منه على إثر اسقاط الطائرة الروسية. روسيا من جهتها ظلت لسنوات تعمل للحفاظ على نفوذها ضد الزحف الغربي، وأظهرت من خلال حملاتها في جورجيا عام 2008 وأوكرانيا عام 2014 بأنها مستعدة لاستخدام القوة عند الضرورة للحفاظ على جيرانها وحماية خلجانها من الخصوم. لكن تلك الإجراءات الروسية لم تزد الموقف الأمريكي إلى تصلباً للدفاع عن حلفائها في محيط روسيا، وبالتالي تعميق المواجهة بين واشنطن وموسكو. ولدفع واشنطن للنظر إلى مطالب موسكو بشكل جدي، وجدت روسيا نفسها مضطرة لكي تصبح مفسدة ووسيطاً في آن معاً في صراع طويل يحظى بانتباه الولايات المتحدة. أولاً اتجهت روسيا نحو إيران، وبمجرد نجاح المفاوضات مع إيران وتوصل الولايات المتحدة لاتفاق مع إيران، تحولت روسيا بتركيزها نحو سوريا.

في الوقت نفسه، انتشرت ظاهرة فراغ السلطة عبر الشرق الاوسط، وسحب هذا التطور تركيا تدريجياً للعمل خارج حدودها. ومع استمرار الحرب الأهلية السورية، تشعر تركيا بالقلق وعدم الاستقرار وانتشار النزعة الانفصالية الكردية عدا عن الإغراءات التي برزت لتركيا في فرص إعادة تشكيل بلاد الشام تحت السيطرة السنية والوصاية التركية. وتماماً كما قررت روسيا أن تتعمق في مشاركتها في سوريا، امتلكت تركيا خططاً للتدخل والتعامل مع تهديد الدولة الكردية وداعش المتنامي.

تركيا وروسيا، تشاركا كثيراً طرق الانطلاق، فهما تملكان مجالات متداخلة من النفوذ في منطقة البحر الأسود وأجزاء من الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى. لكن في هذا المفترق الجيوسياسي على وجه التحديد، كان الشرق الأوسط الذي اصطدمت فيه كل من تركيا وروسيا. وبقدر ما استفادت الولايات المتحدة من الخلاف التركي – الروسي، خاصة أن تركيا في هذه الحالة ستثبت التزاماً أكبر تجاه الناتو، إلا أن البيت الأبيض رأى أن تسهيل التقارب بين موسكو وأنقرة هو الخيار الأفضل له خاصة إذا ما كان يعني تقليل خطر اصطدام قادم بين الطرفين في سوريا بحيث تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للتدخل – بحكم التزامها بحلف الناتو مع تركيا.

يستخدم بوتين وأردوغان مجموعة من الوعود الاقتصادية ليظهرا للعالم أن العلاقات التركية – الروسية تستعيد عافيتها وأن كل شيء على ما يرام، لكن فعلياً من ناحية الدينامية الجيوسياسية لم يتغير شيء وهنا تكمن مكامن الخلاف الأساسي بين البلدين. ولعل هذا هو السبب الذي دفع أردوغان وبوتين إلى عقد مؤتمر صحفي بمجرد مناقشة رفع الحظر على التجارة واستعادة الحركة السياحية واستئناف التعاون في مجال الطاقة، وقبل الدخول في الموضوع الشائك “سوريا”. فالتعاون الاقتصادي هو الجزء السهل الذي يستفيد منه كلا الطرفين عبر التعامل سوياً، فتركيا لا يمكنها العيش دون الغاز الطبيعي الروسي، وروسيا في حاجة ماسة إلى طريق إمدادات بديل مع أوروبا عوضاً عن أوكرانيا حيث تواجه إشكاليات معقدة. وحتى وإن كان هناك تعليق لبعض عمليات الخصومات وأنظمة التسعير وبعض المشاريع الكبيرة، إلا أن هناك تكلفة قليلة على أردوغان وتركيا أن يدفعها لدفع هذا التعاون الاقتصادي إلى أعلى مستوى.

على أي حال، تبقى سوريا أحد المجالات التي لا يمكن لتركيا وروسيا تجنبه وهما هناك على طرفي نقيض. فالمعركة الجارية في حلب هي مثال حي على ذلك، فبوتين وأردوغان يمكنها مناقشة رغبتهما في التوصل إلى تسوية سلمية في سوريا، لكن الطرفين الرئيسيين في المفاوضات – الثوار السنة المدعومين من تركيا وقوات الحكومة السورية التي يقودها العلويون وتحظى بدعم روسي – لا يزالان في صراع على المدينة وكل قطعة أرض تملك أهمية استراتيجية هناك. ولن يأتي أي منهما بجدية إلى طاولة المفاوضات طالما لم يتمكنوا من فرض سيطرتهم على حلب بشكل حازم. وبنظرة إلى تطورات القتال التي تخللها الشهر الماضي في حلب – حصار الموالين، وهجمة المتمردين المضادة- فنحن بعيدين تماماً عن نقطة يمكن القول حينها أن أحد الطرفين قام بالسيطرة على المدينة.

روسيا ستواصل استخدام الأزمة السورية ضد تركيا حتى في ظل تعاون أردوغان وبوتين، فروسيا تريد التأكد من أن تركيا تظهر بوجه واضح امام روسيا قدر المستطاع – هذا أمر أساسي لاتخاذ أي قرار عبر حلف شمال الأطلسي لبناء قوات في البحر الأسود، وأيضاً تركيا لاعب كبير في القوقاز حيث تسعى روسيا لتعميق نفوذها من خلال النزاع في ناغورنو – كاراباخ. ومع تركز أولويات تركيا في سوريا، يمكن لموسكو إبقاء تركيا على الحافة من خلال الاستمرار في دعم الانفصاليين الاكراد وتعقيد التطلعات التركية في سوريا عبر الحفاظ على الوجود الروسي في ساحة المعركة. وفي أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، يمكن لبوتين، المتمرس في شؤون الأمن الداخلي، أن يحمل فوائد تبادل المعلومات الاستخباراتية ونقل التقنيات التي تفيد في محو آثار الانقلاب وهو ما يمكن أن يأتي في إطار الحفاظ على أنقرة بالقرب من موسكو.

يتشارك بوتين وأردوغان في الطموحات الجيوسياسية الكبرى، وهما لا يملكان مجالاً لتكوين صداقات، بل إنهما ملتزمان بالسعي لتحقيق مصالحهما الوطنية. وبكل تأكيد، سيكون هناك المزيد من النقاط المقبلة التي تتضارب عندها المصالح القومية التركية والروسية.

القدس العربي : إيران تبحث مع روسيا وتركيا: أكبر من تنسيق وأقل من حلف

نجاح محمد علي

Aug 13, 2016

لم تتأخر طهران كثيراً لترسل وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى أنقرة الذي وصلها الجمعة للقاء المسؤولين الأتراك، بعد قمة ثلاثية كانت جمعت الرئيس الإيراني حسن روحاني بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والأذري إلهام علييف في باكو رسمت ملامح تعاون مميز خصوصاً بين طهران وموسكو قبل القمة الروسية التركية بين بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سان بطرسبورغ الروسية.

وما أن انتهت قمة بوتين- أردوغان إلا وأوفد روحاني وزير خارجيته محمد جواد ظريف إلى أنقرة، وليعلن بالفم الملآن بعد ختام الزيارة أنه جاء لمباركة انتصار الشعب التركي على محاولة الانقلاب، مشيرًا إلى أن «العلاقات الإيرانية ـ التركية واسعة وشعبانا شقيقان».

والتقى ظريف فور وصوله بنظيره التركي مولود تشاوش اوغلو، كما التقى بعد ذلك بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم. وبحث جميع القضايا المشتركة بين البلدين وعلى رأسها الأزمة السورية عارضاً تقديم إيران مبادرة جديدة بشأنها، خصوصاً وأن مهمة التقريب بين أردوغان و»صديقه» بوتين، نفذتها طهران بدقة بالغة أخذت بنظر الاعتبار ما يخطط له الرئيس الإيراني حسن روحاني وفريقه الرئاسي خصوصاً أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي (الذي يرأسه روحاني بصفته رئيس الجمهورية) الأميرال علي شمخاني، في شأن إيجاد علاقة ثلاثية من نوع خاص تقترب من «حلف» إيراني تركي روسي لحل أزمات المنطقة بالمحافظة على مصالح كل بلد وبما يراعي خصوصية كل منها.

وبدا منذ الوهلة الأولى للانقلاب العسكري التركي الفاشل على الرئيس أردوغان، أن طهران بكل تناقضات أجنحتها وصراعات المحافظين والإصلاحيين وبينهما المعتدلون، وضعت كل بيضها في سلة الرئيس أردوغان، ولم تكتف فقط بدعم «الشرعية» ولا «الحكومة المنتخبة»، بل قررت الوقوف إلى جانبه، وقيل في هذا الصدد إنها حركت طائرات حربية وقفت على أهبة الاستعداد في مناطق الحدود مع تركيا لتقديم العون لأردوغان، إذا رجحت كفة الانقلابيين عليه.

وأصبح من نافلة القول إن الموقف الإيراني الرافض بشدة للانقلاب العسكري، ترك آثاره الإيجابية على العلاقات الإيرانية التركية التي سادها بعض التوتر سابقاً، ليوجه روحاني وزير خارجيته ظريف لزيارة أنقرة حاملاً معه دعوة رسمية لزيارة طهران، مع اقتراح بعقد لقاء ثلاثي إيراني تركي روسي على مستوى وزراء الخارجية يُتوج في مرحلة لاحقة بعد تحضير جيد، بقمة ثلاثية تسفر عن نتائج «كُبرى» تفسر التصريحات الإيجابية المتكررة لرئيس الوزراء التركي ووزير الخارجية ومستشار أردوغان حول التغيير الذي سيطرأ على علاقات أنقرة بدمشق على وجه التحديد.

ولأن طهران تدرك صعوبة استدارة أردوغان بشكل كامل فيما يتعلق بموقفه من الرئيس السوري بشار الأسد، فهي تتحرك كما يبدو لطبخ ما تسميه مصادر رافقت ظريف في زيارته لأنقرة  «تنسيقاً ثلاثياً» ولكن على نار هادئة مع أنقرة وموسكو حول سوريا بشكل خاص، يمكن تطويره إلى العراق وحتى اليمن وباقي الأزمات الأقليمية ومنها بالطبع القضية الفلسطينية. وتتعامل طهران بحذر شديد في العلاقة الجديدة مع أنقرة، لتجنب إثارة عدوها الاستراتيجي إسرائيل التي نجحت كما يبدو في إيجاد «تحالف» ضدها غير معلن إلا في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، مع دول في المنطقة، ولهذا فهي تشجع الرئيس أردوغان على الاهتمام بدور فاعل في الشرق الأوسط أكثر من العلاقة مع أوروبا وأمريكا اللذين تخليا عنه أو حتى تآمرا عليه إنْ في طريقة التعاطي مع موضوعة الانقلاب العسكري، أو في قضية اللاجئين.

 وفي هذا الواقع وبالرغم أن لا شيء جذريا حتى الآن يشير إلى تغيير الرئيس التركي أردوغان نظرته إلى الحل في سوريا، الا أن زيارة أردوغان إلى موسكو واتصاله قبل ذلك بالرئيس الإيراني حسن روحاني، يعزّزان لدى الإيرانيين فرضية أن تركيا حالياً ترغب في تحالف  «تكتيكي» مع روسيا وإيران، تواجه به مرحلة مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري الذي كلفها الكثير داخلياً بما يترك آثاره بقوة على دورها الأقليمي خصوصاً في الساحات التي تتواجد فيها روسيا وإيران، ولهذا فهي معنية بتقديم المساعدة.

وتدرك طهران أيضاً أن أي تحرك تركي خارج حسابات ما قبل الانقلاب العسكري قد يكلف أنقرة حوادث داخلية هي في غنى عنها، إذ أن تعرض مطار أتاتورك في اسطنبول لهجوم إرهابي دموي تم فقط بعد أن بدأت أنقرة في التحضير لتطبيع علاقاتها مع روسيا، وأن الانقلاب العسكري جاء بعد الإعلان عن قرب تغيير أنقرة  موقفها من الأزمة السورية، وأن ذلك ليس مصادفة.

ومن هنا جاء اتصال الرئيس حسن روحاني بأردوغان عندما أشاد بشجاعة الشعب التركي ونضجه السياسي»إذ نهض ليدافع عن السلطة الشرعية في مواجهة الانقلابيين» ومشيراً بشكل مباشر إلى أن  الاستقرار والهدوء في تركيا يؤثران بشكل إيجابي على الأجواء في المنطقة برمتها. «ولا شكوك لدينا في أن الهدوء في دول العالم الإسلامي لا يروق للإرهابيين ولبعض الدول الكبرى على حل سواء».

لكن روحاني كان واضحاً في رسم صورة الاصطفافات في علاقات تركيا الإقليمية والدولية بقوله لأردوغان «إن الأحداث الأخيرة في تركيا أظهرت من هـم الأصدقاء ومـن هـم الأعداء لتركيا، داخل وخارج حدودها على حد سواء».

تتفهم إيران جيداً أنها والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن تفقا في المرحلة الراهنة،  حول دور الأسد في حل الأزمة السورية، وأنها قدمت الكثير، وضحت بكبار قادة الحرس الثوري من طراز اللواء حسين همداني، لكي يبقى الأسد جزءاً من الحل، ولن تتراجع عن موقفها في دعمه «ولو بلغ ما بلغ»، وهي لذلك تنتظر بفارغ الصبر استدارة أردوغان الكاملة، وهي تعلم أنْ لا شيء يمنع دون ذلك في ضوء تغيير الموقف الغربي الأوروبي عموماً لصالح بقاء الأسد شريكاً في الحل ما دام يحارب الإرهاب نيابة، ويجري استنزافه واستنزاف إيران بالتالي، لصالح إسرائيل.

وحتى بالنسبة لأمريكا «المتورطة» في سوريا، فهي ما دامت تقاتل بجنود ومال غيرها، فهي غير معنية إذا طالت الحرب في سوريا أو قصرت، اللهم إلا بمقدار تأثير الإرهاب على حليفاتها الأوروبيات وضغوط أوروبا عليها في هذا المجال.

هذا الأمر تحاول طهران إقناع الرئيس التركي به لكي يتخلى عن الجانب الشخصي في موقفه من الأزمة السورية، ولكي يقتنع أن الاستدارة الكاملة في الشأن السوري بدون الفوز في سوريا التي هي الممر الوحيد المتبقي له للتحول إلى الفعل الإمبراطوري، ولكي يرضى بأن تركيا القادمة في الموقع الجديد لن تكون سوى دولة إقليمية كبيرة بوجود الأسد، وهذا ما لا يقبل به حتى الآن.

طهران ترغب في الأساس في الوقت الحاضر على الأقل،  بايجاد «حلف» ثلاثي يجمعها مع روسيا وتركيا، وهي تعلم أيضاً أن روسيا لا ترغب بِه – في الوقت الحاضر على الأقل – وترجح عليه علاقات ثنائية قابلة للتكرار مع المتخاصمين الإقليميين، فهي مثلاً تطور علاقاتها مع إيران ومع السعودية رغم التباين الكبير في الموقف من الأزمة السورية، والصراع السعودي الإيراني خارج الأزمة السورية.

وبالنسبة لتركيا أيضاً، ترغب طهران أن تعزز علاقاتها الثنائية مع أنقرة وبينهما الكثير من المشتركات أكبر مما يجمع تركيا مع السعودية، لكنها وخلافاً لما يمكن أن يفهم من تحركها الأخير نحو أردوغان بعد الانقلاب، لا تريد (طهران) إبعاد تركيا عن السعودية، بل هي لا تمانع في إيجاد محور يضمها وتركيا والسعودية ومصر لحل أزمات المنطقة وتعزيز الأمن الإقليمي.

وفيما يتعلق بايجاد «حلف» ثلاثي روسي إيراني تركي، فهو يظل مجرد كلام يتردد في وسائل الإعلام رغم التفاؤل الذي زرعه أردوغان نفسه في اتصاله النادر مع روحاني عقب فشل الانقلاب عليه، في مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الإيراني حسن روحاني، ولوح بتشكيل «تحالف ثلاثي» يضم روسيا، ما سيتطلب تعديل الموقف التركي من سوريا.

وفي هذه النقطة بالذات تتفهم طهران كما تسرب من زيارة ظريف لأنقرة طبيعة العلاقات بين جميع المؤسسات التركية وبين الولايات المتحدة ما يجعل الرئيس التركي بالتالي لن يبتعد كثيراً عن حلف شمال الأطلسي الناتو، وعموم الغرب خاصةً وأن الاقتصاد التركي مرتبط بالاستثمارات الغربية وخصوصاً الاستثمارات قصيرة الأجل والتي في حال سحبها من قبل الغرب فإن الاقتصاد التركي سينهار، وهي مغامرة لن يقدم عليها أردوغان حتى وإن رفع حجم التبادل التجاري لتركيا مع روسيا إلى 100 مليار دورلار وإلى 30 مليار دولار مع إيران.

ولا يغيب عن بالنا أن أردوغان بتقربه من روسيا فهو يحاول الضغط على الولايات المتحدة التي تخلت عنه لتقبل به في قمة السلطة التركية الذي لا يتعارض مع مشروعها في المنطقة. ومن هنا قال ظريف في أنقرة مشيراً إلى زيارة أردوغان الناجحة إلى بوتين : «نحن سعداء بالتقارب التركي الروسي»، لافتًا أن العلاقات الإيرانية مع تركيا وروسيا تسير بشكل جيد والتعاون مع الجوار جيد وإيران تريد السلام في سوريا.

أخيراً فان تركيا ستتعاون أكثر مع إيران في الفترة المقبلة بشأن الأزمة السورية، وسيتبادلان تعاوناً أمنياً مع روسيا أيضاً لمكافحة التنظيمات الإرهابية معا، وستعزز تركيا من تعاونها بشكل خاص مع إيران وتفعيل اللجنة الأمنية المشتركة التي كانت تجتمع كل شهر في البلدين.

وبدا لافتاً جداً خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف الجمعة، أن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أعلن بنفسه أن هناك عدداً من النقاط المشتركة بين تركيا وإيران في الملف السوري، مؤكدًا  «سنكثف التعاون مع إيران حول سوريا». لكن الوزير التركي أردف قائلا: «متفقون مع طهران حول الحفاظ على وحدة سوريا، وننتظر تطورا من إيران لإيجاد حل عادل للأزمة السورية».

فتركيا تبحث عن سيناريو يبرر استدارتها الكاملة نحو الأزمة السورية بما يتوافق مع رؤية كلاً من روسيا وإيران التي تعكف حالياً على تقديم مبادرة جديدة تضمن إيجاد تعاون ثلاثي جدي لا يمنع أن تنضم له دول أخرى في الإقليم … ولو كانت السعودية!.

احوال البلاد :أردوغان سيتوجّه لطهران لتشكيل لجنة "تركية روسية إيرانية" حول سوريا

ذكرت قناة إيرانية، أن الرئيس التركي رجب أردوغان سيتوجه إلى طهران خلال الأسابيع المقبلة لبحث تشكيل لجنة ثلاثية تضم "تركيا روسيا إيران" لحل الأزمة السورية.

وأشارت قناة "هسبان تي في" إلى أن تلك المبادرة تأتي بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني جهاد ظريف لتركيا، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون السياسي والتشديد على وحدة الأراضي السورية.

ميدل ايست :التقارب مع تركيا جسر إيران وروسيا لقلب المعادلات في سوريا

ميدل ايست أونلاين

أنقرة - تعهدت تركيا لدى استقبال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الجمعة بالتعاون مع ايران لإيجاد حل للنزاع في سوريا رغم الاختلافات الجوهرية في مواقف البلدين اللذين يدعمان فريقين متعارضين، حيث أن طهران تدعم الرئيس السوري بشار الاسد وترى أنه لا يمكن نجاح أي حل سياسي بدونه وأنه هو ضمانة وحدة سوريا واستقرارها، فيما تدعم أنقرة جماعات اسلامية متشددة تقاتل لإسقاط الاسد.

لكن يبدو أن البلدين الى جانب روسيا التي تشهد في الفترة الاخيرة تقاربا لافتا مع تركيا بعد أزمة دبلوماسية حادة، يتجهان الى تقارب أكبر بعد توتر في العلاقات، بما يتيح تطويق الخلافات حول الملف السوري.

وإيران وروسيا هما الحليفان الرئسيان الداعمان للنظام السوري وتقارب تركيا معهما على قاعدة "أصدقاء أكثر وأعداء أقل"، يؤسس في ما يبدو لتحالفات جديدة في خضم التوتر الاقليمي من جهة وتوتر علاقات تركيا مع حلف شمال الاطلسي.

لكن هذا التقارب لا يخفي انتهازية روسيا وايران حيث استثمرا توتر العلاقات التركية الغربية. وفي المقابل تبدو تركيا ايضا سائرة في خط الانتهازية للخروج من عزلتها واعادة تنشيط اقتصادها أيا كانت التنازلات التي ستقدمها في سوريا.

والظاهر بحسب التطورات الأخيرة أن تركيا تتجه تحت وطأة الضغوط الاقتصادية من جهة والمخاوف من قيام كيان كردي في سوريا، إلى عقد صفقة مع موسكو وطهران اللاعبان الأساسيان في الساحة السورية ربما يكون المكون الكردي في سوريا المدعوم أميركيا ضمن الصفقة المحتملة.

وتقارب تركيا مع بلدين (ايران وروسيا) يقفان معها على طرف نقيض من الأزمة السورية، يختزل بتناقضاته مرحلة جديدة بدأت تتشكل بما يسحب أنقرة تدريجيا من أحضان شركائها الغربيين ومن حلف شمال الأطلسي.

وأكد وزير الدفاع التركي الجمعة أن دور بلاده في حلف الاطلسي سيستمر كما هو خاصة في ما يتعلق بالحرب على الارهاب، لكن التصريح يأتي مناقضا لمنسوب التوتر القائم بين أنقرة وحلفائها الغربيين

وقد التقى محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايراني بنظيره التركي مولود تشاوش اوغلو، قبل أن يلتقي لاحقا بالرئيس رجب طيب أردوغان. وهذه أول زيارة لمسؤول رفيع المستوى من المنطقة منذ الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز.

وتأتي زيارة ظريف بعد أيام على زيارة أردوغان الى روسيا، والذي أعاد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع العلاقات التركية - الروسية على مسار المصالحة الشاملة، بعد خلاف استمر حوالى تسعة أشهر. ونجمت عن تلك الزيارة تكهنات حول تقارب في شأن النزاع السوري.

والمرجح أن موسكو قد تكون مهدت عمليا للتقارب التركي الايراني لأسباب معلومة وهي أنها وايران تتقاسمان نفس المواقف من الأزمة السورية وتدفعان باتجاه قلب كل المعادلات السياسية والأمنية لصالح الأسد.

وطهران وموسكو هما حليفا الرئيس السوري بشار الاسد في النزاع الدائر في سوريا منذ اكثر من خمس سنوات، فيما تدعم تركيا المقاتلين المعارضين للنظام وتطالب برحيل الرئيس الأسد.

لكن تشاوش أوغلو قال بعد اللقاء إن تركيا "ستتعاون تعاونا وثيقا حول هذه المسائل" (سوريا). وأضاف "ثمة مسائل اتفقنا عليها وخصوصا حول وحدة الأراضي" السورية.

وأضاف "حول بعض المسائل، تتباين آراؤنا، لكننا لم نوقف الحوار أبدا. ومنذ البداية، شددنا على أهمية الدور البناء الذي تضطلع به إيران من أجل التوصل إلى حل دائم في سوريا".

وقال محمد جواد ظريف من جهته إن طهران وأنقرة "تريدان حماية وحدة أراضي سوريا وعلى الشعب السوري أن يقرر مستقبله بنفسه".

ورغم التوترات حول سوريا، كانت إيران، على غرار روسيا، من أوائل البلدان التي قدمت دعما صريحا للرئيس أردوغان ليلة محاولة الانقلاب. وزيارة ظريف ثمنتها تركيا التي انتقدت حلفاءها الغربيين الذين لم يبدوا كثيرا من التضامن معها.

وأعلن تشاوش أوغلو أن ظريف كان وزير الخارجية الذي تحادث معه ليل 15-16 يوليو/تموز "أربع أو خمس مرات".

وكان أردوغان قد اثنى في لهجة غير معتادة على نظيره السوري بشار الأسد في انعطافة كبيرة في خطاباته المتشددة حيال الأسد، بعد أن أدان الأخير محاولة الانقلاب الفاشل وشدّد على أن الاجراءات التركية بحق الانقلابيين شأن تركي داخلي.

وفي المقابل انتقد حلفاء أردوغان الغربيين تلك الاجراءات وعبروا عن مخاوفهم من أن تقود إلى حملة قمع واسعة للمعارضين وانتهاكات لحقوق الانسان، بينما عبر حلف شمال الأطلسي عن مخاوفه من

وحاولت أنقرة في الأشهر الأخيرة الحفاظ على توازن صعب في علاقاتها مع طهران على رغم التباينات حول سوريا وتقاربها الذي يزداد وضوحا مع السعودية، المنافس الاقليمي الكبير لإيران.

ترك برس  :خبراء: آفاق التقارب التركي الإيراني وتأثيره على مواقف البلدين تجاه الأزمة في سوريا

2016-08-13 7:37 م29

رأى خبراء محللون سياسيون أن زيارتي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، ووزير خارجية إيران جواد ظريف إلى تركيا مهمتان جدا، لأنهما بعثتا برسائل عدة إلى الغرب وأميركا الذين لم يساندوا أنقرة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة كما فعلت موسكو وطهران.

جاء ذلك خلال مشاركتهم في برنامج “ما وراء الخبر” على قناة الجزيرة القطرية، والذي تناول آفاق التقارب التركي الإيراني وتأثيره على مواقف البلدين تجاه ملفات المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة السورية.

أستاذ العلاقات الدولية بمعهد دراسات الشرق الأوسط في تركيا جنكيز طومار، قال إن “إيران ونظام بشار الأسد وروسيا كانوا في محور، وتركيا وأميركا والغرب والسعودية في محور آخر، ولكن الموقف تغير بعد خروج أميركا من اللعبة السورية، حيث بقيت تركيا وحيدة مع السعودية، ثم جاءت المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تؤمن حكومة تركيا وشعبها أن الغرب وأميركا ساندا الانقلابيين فيها، لتدفع تركيا نحو التقارب أكثر مع روسيا وإيران”.

وأشار طومار، بحسب الجزيرة نت، إلى أن تركيا كانت تطالب في البداية برحيل الأسد فورا، ولكن في الشهور الأخيرة أرى بعض التغيير في السياسة التركية، وأظن أن بإمكان أنقرة تغيير سياستها قليلا، لكن لا أستطيع التكهن بطبيعة هذا التغيير، ويمكن لاجتماع الدول الثلاث حل الأزمة السورية سياسيا.

من جانبه أكد أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران حسن أحمديان أن هناك تغيرا في السياسات التركية بدأ نهاية العام 2015، وقد سرع الانقلاب الأخير في هذه العملية، وأن إيران أحست بهذا التغيير وبدأت باتجاه حمل تركيا على التعاون بشكل أكبر على المستوى الثنائي في قضايا المنطقة المختلفة.

وأضاف أنه عندما بدأت الخلافات بين تركيا وإيران في الملف السوري، كانت أنقرة تبحث عن مصالحها، أما الآن فهي تتحرك لمواجهة التهديدات التي تلاحقها، وأعتقد أن التهديدات المشتركة ستدفع الدولتين إلى تعزيز التعاون لاسيما في الملف السوري. ويمكن لطهران أن تبدي مرونة أكبر في الملف السوري وتتنازل عن بعض الخطوط الحمراء.

وأردف أحمديان قائلا إن “إيران تعرف أن تركيا لن تغير موقفها بشكل كلي من الأزمة السورية، لكنها تأمل أن يتخلى الأتراك عن رؤيتهم الصفرية: إما رحيل الأسد أو الفوضى في سوريا”، معتبرا “طلب تركيا من إيران أن تعمل بإيجابية أكثر في الملف السوري يأتي خارج الصورة التي يتم رسمها اليوم”.

في المقابل قال الكاتب والباحث السياسي محمد قواص إنه “يجب أن نأخذ في الاعتبار أن وزير الخارجية الإيراني توجه إلى أنقرة بعد القمة الروسية التركية، والطرف الإيراني أضاف في إعلانه للخبر أن الزيارة جاءت بدعوى من وزير الخارجية التركي. وبغض النظر عن صحة ذلك من عدمه، فهناك حاجة إيرانية إلى معرفة ماذا حدث في روسيا بين الرئيسين التركي والروسي”.

وأضاف أن إيران تعتبر حليفة لروسيا وهي تعرف حدود الحلف معها، وتعرف كذلك الحد الأقصى الذي باستطاعة موسكو أن تمنحه لها في الساحة السورية، وهي عانت من ذلك كثيرا، وبعض المنابر السياسية ووسائل الإعلام في طهران عبرت في عدة مناسبات عن امتعاضها من أداء روسيا، وأن مقتل قادة لحزب الله أو جنرالات إيرانيين كان بسبب امتناعها عن التغطية الجوية المطلوبة.

واعتبر قواص أن الحديث عن الشق الاقتصادي جاء للتغطية على السبب الذي دفع وزير الخارجية الإيراني لأن يهرع للحضور إلى تركيا بمفرده دون حضور وزير الاقتصاد، لمعرفة حدود العلاقة الجديدة بين موسكو وأنقرة.

وشدد على أن الملف السوري ليس فقط بيد تركيا وروسيا وإيران، لأن هناك أطرافا إقليمية أخرى تلعب فيه أدوارا مختلفة كإسرائيل، قائلا “حتى إذا أرادت هذه الدول أن تتقارب فالوضع السوري ليس مرشحا للحل، ولكنه مرشح للتجميد والتعليق، وبالتالي ليس هناك معركة أو حسم في حلب وليس هناك طرف قادر على حسم الأمور، والجميع بانتظار الإدارة الأميركية الجديدة التي باستطاعتها أن ترعى هذا التقارب الحالي أو تطبخ الحل الجديد”.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو الماضي)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع منظمة “فتح الله غولن (الكيان الموازي)” الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

روودرو :روسيا تغلق ممثلية حزب الاتحاد الديمقراطي في موسكو مقابل إغلاق تركيا لمعبر باب الهوى

رووداو – أربيل

طلب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان خلال لقائهما الأخير في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، بإغلاق حدوده مع سوريا، وذلك بحسب وسائل إعلام سورية.

ووفقاً لجريدة الوطن المقربة من الحكومة السورية، فأن "روسيا أغلقت المكتب التمثيلي لحزب الاتحاد الديمقراطي في موسكو، مقابل إغلاق تركيا معبر باب الهوى نهائياً أمام دخول الأسلحة والمقاتلين باتجاه محافظة إدلب، مع الإبقاء على معابر غير شرعية، ومعبر باب السلامة شمال حلب".

ووفقاً لمصدر دبلوماسي غربي في موسكو تحدثت إليه جريدة الوطن، فإن "أردوغان يريد أن يفاوض مع موسكو وطهران على كل معبر مع سوريا، ويريد ثمناً اقتصادياً وسياسياً، على أن يبتز الشريك الأميركي بقراراته الأخيرة، وخاصة أن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيصل إلى أنقة في الرابع والعشرين من الشهر الحالي".

وافتتح حزب الاتحاد الديمقراطي ممثلية سياسية له في 10 شباط 2016 في العاصمة الروسية، موسكو بشكل رسمي.

يشار إلى أنه اجتمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، 9 آب الحالي، في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية.

وتلك الزيارة كانت أول زيارة رسمية يقوم بها الرئيس التركي للخارج منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وأول زيارة له إلى روسيا منذ تفجر الأزمة بين تركيا وروسيا إثر هجوم الطيران الحربي التركي على طائرة عسكرية روسية في تشرين الثاني من العام المنصرم، على الحدود السورية التركية.

الخليج العربي :هل فتور الخليج تجاه فشل انقلاب تركيا وراء انتقالها للمربع الروسي الإيراني؟

إذا كانت السياسية تقتضي من تركيا التقارب مع روسيا وإيران، فإن بقاء الدور الإجرامي للتحالف "الروسي الإيراني الأسدي" بسوريا يستلزم الآن مزيداً من التحرك الخليجي

​الخليج العربي - خاص

إذا كانت السياسية تقتضي من تركيا التقارب مع روسيا وإيران، فإن بقاء الدور الإجرامي للتحالف "الروسي الإيراني الأسدي" بسوريا يستلزم الآن مزيداً من التحرك الخليجي بدء من ممارسة الضغوط الدولية مروراً بالدعم الإعلامي والمالي والإنساني للسوريين، وصولاً للدعم التسليحي للمعارضة السورية لإنهاء الصراع الدائر والتعجيل بإسقاط الأسد، لأن جرائم الروس بحق الشعب السوري يصمت عنها العالم والعرب، وكذلك الضمير الدولي حاله حال العرب.

فالتحركات التركية على مدار الأيام الماضية أظهرت ابتعاداً عن المربع الخليجي خاصة بعد فشل الانقلاب في تركيا واكتفاء الخليج بالتنديد بالانقلاب عبر بيانات تحمل دباجات متشابهة ممهورة بالأختام تلتها مخاطبات هاتفية "بروتوكولية" على مستوى رؤساء الدول، وحتى اليوم لم يقوم أي مسؤول سعودي بزيارة أنفرة.

فيما شهدت التحركات التركية انتقالاً للمربع الروسي الإيراني من خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا وتبعها باستقبال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وعقبها إعلان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلغاء حظر السفر إلى تركيا للسياحة، وهي الخطوات التي تتفق مع مصالح تركيا القومية وأجندتها الخاصة.

ورغم ذهاب مراقبون إلى أن هذه التحركات لا يمكن اعتبارها "تقارباً" مع إيران، أو "ابتعاداً" عن مساندة القضية السورية والتأكيد على أنها لم تزد عن ما هو كائن فعلياً, إلا أنه وجب النصح بعدم المبالغة في التعويل على تركيا أو غيرها لنصرة القضايا العربية رغم استمرار صداقتها ومساندتها لبعض القضايا العربية التي تمس أمنها القومي ومبادئها الإنسانية، كما وجب الاعتراف بأن تفاقم المشاكل العربية تتمثل في فشل الأنظمة العربية في حسمها وضعف مساندتها.

توقعات بزيادة التقارب التركي الإيراني

وبدوره، قال الكاتب والباحث فايز النشوان - دكتور القانون الدولي العام والعلاقات الدولية- إن التقارب التركي الإيراني ستزيد وتيرته بعد موقف دولنا البارد من رفض انقلاب تركيا الفاشل حيث اكتفينا بالبيانات دون حضورنا لإسطنبول في أول رحلة.

وأوضح في تغريدات له على حسابه بتويتر, أن الاستراتيجية الإيرانية ستعمل على تحييد الدور التركي في النزاع الخليجي الإيراني لعلمهم باستحالة كسب الأتراك كحليف في تلك القضايا محل النزاع، مشيراً إلى أن الأتراك رغم أنهم لم يكونوا حلفاء لدول الخليج في نزاعهم مع إيران لكن كان ممكن كسب بعض التأييد الدبلوماسي الذي نحتاجه في حرب مفتوحة مع طهران.

ولفت "النشوان" إلى أن تخوف ايران السابق من خلق محور تركي-مصري-خليجي لمواجهتها رغم عدم مبرراته وقتئذ بات اليوم بعيدا أكثر من أي وقت مضى حتى من الناحية النظرية.

وأضاف: "شيئا فشيئا بدأنا نخسر المؤيدين والحلفاء ولا أرى ذلك بأنه سوء طالع بقدر ماهو أخطاء سياسية سنتحمل وزرها جميعاً هذه أخطاء يجب أن تُستدرك وبقوة"، موضحاً أن عقلية الأتراك صعبة وقد فهمها الإيراني أكثر منا وإذا استمرينا على هذا المآل ربما سنشهد دول حليفة أو قريبة لنا لتنقلب مواقفها لصالح إيران.

إسقاط طاغية سوريا مربط الفرس

وقال الدكتور محمد مختار الشنقيطي -استاذ الأخلاق السياسية بجامعة قطر- إن إسقاط طاغية سوريا هو مربط الفرس في صدِّ الصائل الإيراني، وتحجيم امتداداته العربية، معتبراً أن ما دون ذلك علاج للعرَض، لا للمرض.

وأضاف في تغريدات له على حسابه بتويتر، "حاربوا الصائل الإيراني وصالحوا شعوبكم بمنحها حريتها، أو حاربوا حرية شعوبكم واخضعوا لعنجهية إيران، مشيراً إلى أن الجمع بين المنهجين تلفيقُ جاهل وحماقة غافل.

وتابع "الشنقيطي": "لستُ بحاجة إلى تكفير الشيعة، أو العنصرية ضد الفرس، لكي أقتنع بضرورة دفع الصائل الإيراني وامتداداته العربية، وكفِّ شرهم وغدرهم".

سوريا تحتاج لجسم ثوري عسكري

وقال الكاتب الإسلامي مهنا الحبيل -الباحث في الشأن الاستراتيجي للخليج العربي- إن المنعطف الذي تعيشه الثورة السورية خطير جداً ولن يساعدها فيه التصفيق العاطفي بقدر نصحها ودعمها بأدوات مؤثرة في التغلب على فرقة الميدان.

وأكد في تغريدات له على حسابه بتويتر، أنه لاغنى مطلقا عن جسم ثوري عسكري موحد بأكبر غالبية ممكنة يستثمر رمزية الجيش الحر لكل سوريا فيكون تقدمه العسكري رافعة لتوازن سياسي ينسق مع انقرا، مشيراً إلى أنه لا مانع أن يكون التنسيق مع الرياض أيضا لكن الجغرافيا تلعب دوراً كبيراً في الميدان وقطعا أن هذا الدعم النوعي لو تشكل الجسم العسكري سيسبقه توافق مع الرياض.

دعوة لفزعة خليجية لدعم ثوار سوريا

وبدوره، طالب الداعية الكويتي المعروف، محمد العوضي،  بـ"فزعة خليجية" لدعم "ثوار سوريا"، في معارك حلب، التي أكد أنها ستسحق مشروع "إيران" في المنطقة.

وقال في تغريدة له على "تويتر" إن معارك حلب وبإجماع الإستراتيجيين والعسكرين قد تكون محطة مفصلية تاريخية في مسيرة ثورة  سوريا.. فهل يرتقي دعم المخلصين والخليجيين لحجم التحدي؟!".

وأضاف: "معارك حلب قد تسحق مشروع إيران.. روسيا.. حزب الله.. بشار، لصالح السعودية.. تركيا.. وكل أنصار شعب وثورة سوريا.. مطلوب فزعة خليجية بحجم عاصفة حزم!".

الميادين :أوغلو: سنتعاون أكثر مع ايران حول سوريا ولدينا قواسم مشتركة كثيرة

12 آب/ أغسطس 2016, 09:16صتركيا 2632 قراءة

 قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة ستتعاون مع طهران في الفترة المقبلة بشأن الأزمة السورية، مشيراً إلى أن لدى بلاده "الكثير من القواسم المشتركة مع ايران".

وأضاف أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي يزور أنقرة اليوم الجمعة زيارة رسمية "علينا مكافحة التنظيمات الارهابية معاً وسنعزز من تعاوننا مع ايران".

بدوره قال وزير الخارجية الايراني إن تركيا دولة صديقة وشقيقة لايران. وأضاف إنه رغم وجود نقاط خلاف مع تركيا إلى أن لطهران نقاط توافق مع أنقرة من بينها وحدة الأراضي السورية. وأشار إلى أنه يمكن حل هذه الخلافات بالحوار. كذلك أكد على ضرورة تعزيز التعاون في مكافحة الارهاب وفي مجالات مختلفة، مرحباً "بالتقارب التركي الروسي".

وأوضح ظريف أن زيارته لتركيا تهدف "لمباركة نصر الشعب التركي على الانقلاب". ولفت إلى أن ايران تعمل على الارتباط مع أوروبا عن طريق تركيا فيما يتعلق بالكهرباء والغاز الطبيعي. ولفت إلى أنه يوجد الكثير من السياح الايرانيين يتوجهون ممن يتوجهون إلى تركيا، معلناً "سنسعى لرفع عددهم ونشجع على ذلك"

وكان ظريف أكد لدى وصوله إلى أنقرة على أهمية دور ايران وتركيا وروسيا في المنطقة. وأعلن أن بلاده تدين الانقلاب العسكري الفاشل الذي حصل في تركيا منذ الساعات الاولى لحدوثه. وأوضح قائلاً "نحن نؤمن بأن زمن استخدام القوة والانقلابات قد ولى ولا مكان لهذا في منطقتنا ولايمكن قمع أصوات وإرادة ومطالب الشعب بجماعة عسكرية"، مشيراً إلى أن "تحرك وصمود الشعب التركي والقضاء على اركان الانقلاب الفاشل في تركيا كان في غاية الاهمية".

وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي قال الخميس إن زيارة ظريف لأنقرة تأتي تلبية لدعوة وجهها إليه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.

ومن المقرر أن يلتقي ظريف عدداً من المسؤولين الأتراك حيث سيبحث معهم العلاقات الثنائية التي تربط البلدين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من المشاكل الإقليمية والدولية، تأتي في مقدمتها الأزمة السورية الراهنة.

وكان ظريف قبيل توجهه إلى أنقرة قد بحث تطورات الملف السوري في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

وتأتي زيارة ظريف إلى أنقرة بعد أقل من شهر على محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا. وهذه الزيارة هي الأولى التي سيقوم بها كبار المسؤولين الإيرانيين بعد محاولة الانقلاب. وكانت تركيا اشتكت من المواقف الغربية التي تخلت عن الشرعية المنتخبة في تركيا.

وكان وفد أمني وعسكري تركي ناقش مع مسؤولين عسكريين روس في سانت بطرسبرغ الملف السوري. وقال السفير التركي في موسكو إن المشاورات بشأن سوريا ستتكثف وتكتسب صفة دورية، فيما دعت تركيا روسيا إلى شنّ عمليات مشتركة ضد تنظيم داعش في سوريا.

إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو إن واشنطن سترحب بتعاون عسكري تركي- روسي في سوريا إذا ما كان يستهدف داعش.

في سياقٍ موازٍ قال وزير الخارجية التركي إن الطائرات التركية والروسية لن تنفذ عمليات مشتركة ضد داعش، لأن أنقرة في تحالف مختلف. وبعد لقائه وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي في أنقرة أكد أوغلو أن بلاده تعمل ضمن تحالف يستخدم قاعدة انجرليك لضرب داعش.

وبخصوص الحل في سوريا رأى أوغلو أن الانتقال السياسي غير ممكن بوجود الرئيس بشار الأسد.

بالاشارة إلى أن مواقف تركيا وايران وروسيا متعارضة بشأن الوضع في سورية، حيث تدعم طهران وموسكو حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تساند أنقرة المعارضين له.

الالتر صوت :بعد روسيا.. تركيا تستدير لمصالحة إيران؟

بعد أيام قليلة من عودته من موسكو، استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة 12 أغسطس/آب، وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في العاصمة التركية أنقرة.

ما يحاول أردوغان فعله، هو إعادة تموضع إقليمي لم تظهر ملامحه كاملة

وكان ظريف قد التقى قبل ذلك بوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وأعلنا أنهما تبادلا الأفكار بخصوص الأزمة السورية، وأنهما متفقان على وحدة الأراضي السورية، وعلى الرغبة في زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين.

تُعتبر العلاقة بين إيران وتركيا بمثابة علاقة الصّداقة المدمجة مع الخصومة، وبالتّالي، يمكن تصنيف زيارة إيران لتركيا أو تركيا لروسيا كزيارات اقتصادية، نظرًا لكون الملف الاقتصادي أقلّ تعقيدًا من الملفات السياسية كالملفين السّوري والأوكراني، والتي تعني الطّرفين، إيران وتركيا، بما أن التّعاون الاقتصادي هو حاجة للجميع وبوابة للدخول نحو ملفات وشؤون أخرى.

لا يمكن تجاهل المسألة الكردية، ولا الهاجس الكردي الموجود لدى أردوغان والإيرانيين على حدٍ سواء. بالرّغم من الاختلاف الإيراني-التّركي الجذري في المسألة السّورية، يجتمع الطّرفان على الهاجس الكردي، بسبب العمليات المتكررة لحزب العمال الكردستاني على الحدود مع تركيا، وإعادة تفعيل الأكراد الإيرانيين لأعمالهم العسكرية في إيران مؤخّرًا، مما حرّك أو ساعد في تحريك المياه الرّاكدة بين الخصوم/الأصدقاء.

الهاجس الكّردي انسحب على التّأكيد على وحدة الأراضي السورية، في رسالةٍ واضحةٍ للرّوس أن التّقسيم والفيدرالية مرفوضان، ولو أن التّقسيم والفدرلة برأي الرّوس حلّ واقعي لأن الأسد عاجزٌ في المستقبل عن السّيطرة على كامل الجغرافيا السّورية.

يحاول الجانب التّركي أن يوجّه رسائل للغرب بأن الأبواب مفتوحة لخلق تحالفات جديدة مع روسيا وإيران،رغم كون تركيا عضوًا أساسيًا ومؤثّرًا في حلف النّاتو، وشريكًا في الميدان السّوري من حيث إمداد الفصائل المسلّحة بالسّلاح والعتاد.

ففي ظل التّوتر العلاقات التركية الغربية، والأمريكية خاصة بسبب عدم تسليم أمريكا لغولن والانتقادات التي وجّهت لأردوغان إثر حملة الاعتقالات التي شنّتها الحكومة التّركية بعد الانقلاب، تسعى تركيا لخلق هامش مناورةٍ يقوي من وضعها الإقليمي.

ما يجري، أو ما يحاول أردوغان فعله، هو إعادة تموضع قد يكون بحاجة لوقت كي تظهر معالمه، فلا هو مستعدٌ لأخذ موقفٍ متماهٍ مع الموقف الرّوسي-الإيراني من الأسد، ولا يمكن أن يتشبّث بموقفه السابق الذي كلفه الكثير.

علمًا بأن أردوغان استحصل على مكاسب أولية من روسيا، كإغلاق المكتب التمثيلي للأكراد في موسكو، دون أن يظهر ثمن هذه الخطوة بعد، مع أن الرّوس أعلنوا عن إمكانية إشراك الأكراد في جولة المفاوضات القادمة. لكن روسيا لن تعطي أردوغان مكسبًا في الملف الكردي دون بديلٍ وازن وثمنٍ كبير، كبقاء الأسد مثلًا.

الوضع الاقتصادي التّركي المأزوم، هو ما دفع بأردوغان لتفعيل سفراته واجتماعاته السياسية الاقتصادية، حيث يطغى الاقتصاد على إعادة ترتيب العلاقات السياسية وتحسينها.

سينسحب الحوار التّركي الإيراني، والتّركي الرّوسي على السّاحة السّورية، وقد تنعكس نتائجه الإيجابية على حلب، كتحييد الفصائل المعتدلة وضرب "داعش"، إضافةً إلى إدخال المساعدات وتخفيف الحصار. تماشيًا مع المحادثات التي أعلن المفوّض الدولي دي مستورا أنّها قد تجري في أواخر آب/أغسطس الجاري، في ظلّ تصاعد الإشارات من كافة الأطراف لإعادة إطلاق جولة جديدة من المفاوضات، وإطلاقها يشكّل تحدّيًا كبيرًا لجميع القوى الإقليمية والعالمية، لأن نجاحها هو الهدف.

البديع :“روبرت فيسك”: ايران وروسيا حذّرتا اردوغان من محاولة الإنقلاب قبل وقوعه

2 يومين مضت التقارير, درجه 1 اضف تعليق 42 زيارة

البدیع / وکالات – كتب الصحفي والمحلل السياسي المشهور والمختص في مسائل الشرق الاوسط في إحدى مقالاته: أنذرت كل من ايران وروسيا، الدولة التركية باحتمال وقوع انقلاب عسكري قبل أن تعلم بذلك أنقرة.

وأطلق الكاتب “روبرت فيسك” في صحيفة الاندبندنت التي نشرت مقالا له، على الرئيس الروسي اسم القيصر وعلى نظيره التركي “السلطان”  خلال “تحالف سان بطرسبورغ”. وفي الوقت نفسه كان خليفة دمشق أو الرئيس بشار الاسد كما أطلق عليه فيسك، يتابع مستجدات الامور عن كثب، معتنقا سياسة الصبر التي تبناها حزب البعث السوري.

ومن مفارقات فيسك في هذا المقال، أنه وجه الأنظار الى مواضع التضاد الروسي والتركي في سورية، حيث قال: من الأفضل أن يتوقف الغرب عن رهاناته بشأن إزاحة بشار الاسد، أو السيطرة على موجة المهاجرين، إضافة الى ماذكرته وسائل الاعلام الروسية حول تصريحات اردوغان قبيل توجهه الى سان بطرسبرغ، حيث كان عنوان “رجل اوروبا المريض يشعر في روسيا بفضاء جديد للتنفس” يتصدر الإعلام الروسي.

كما كشفت الصحيفة الدور الاستخباراتي الذي لعبته كل من روسيا وإيران في تحذير أردوغان من مؤامرة الانقلاب العسكري. وبحسب كاتب المقال في الاندبندنت: إن العرب علموا بأن بوتين، ضابط الـ”كي جي بي” السابق، أرسل شخصياً رسالة لأردوغان بعد معرفته بمخطط الانقلاب من خلال ما رصده الروس في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية. كذلك أبلغ العرب بأن الإيرانيين الذين سيكونون سعداء بانقلاب أردوغان على الجماعات الارهابية في سوريا، حذّروا الرئيس التركي من الانقلاب.

ايران وروسيا تصرفتا بحنكة

وتطرق الصحفي فيسك، الى موقف روسيا وايران من محاولة الإنقلاب الفاشل في تركيا، واصفا إياه بالتصرف المحنّك والذكي، حيث أثبت فشل الإنقلابيين في تحقيق مرادهم، وبدء الحكومة التركية في تطهير الجيش منهم الى أن الرؤية الايرانية والروسية للوضع كانت صحيحة.

وأَضاف فيسك: إن مايتجلى بوضوح يوما بعد يوم، أن الإنذار الاستخباراتي الذي وجهته كل من روسيا وايران لتحذرا به اردوغان من محاولة وقوع انقلاب في تركيا، ترك أثراً يدل على حنكتهما.

وبحسب فيسك: قدمت كل من روسيا وايران التحذيرات الضرورية لأردوغان حول الإنقلابيين في تركيا. وكان لموقف طهران دورا كبيرا في تحويل مجريات الأمور في الأزمة السورية.

كما بيّن الصحفي البريطاني فيسك، في نهاية مقالته أن البيانات التي ستلي قمة السلطان والقيصر، “تحالف سان بطرسبورغ ضد الإرهاب، الإرهاب، الإرهاب”. وقال: في حال سمعت هذه الكلمة من الأم روسيا في الساعات المقبلة عندها ستدرك أن الأمور ستتغير في سوريا.   

وسوم: العدد 681