إيران تُشرِّعُ أبوابَها لِروسيا..لِمَ ..؟
"الثورة الإيرانية جاءت لتحرر إيران من التبعية السياسية والعسكرية للغرب والشرق..ولتحرر الإنسان من الشيطان الأكبر أمريكا..ولتقيم دولة الإسلام الحق..والخليج ليس بعربي وليس بفارسي بل هو خليج إسلامي"هذا ما صرح به الخميني عندما عاد فاتحاً إلى إيران على متن طائرة فرنسية وبرعاية وحماية فرنسية حميمة..والواقع الشاخص اليوم لكل ذي بصر وبصيرة يقدم قراءة ميدانية مختلفة تماماً لما صرح به الخميني..فالشيطان الأكبر أصبح الصديق والحليف الأكبر..والتحرر من التبعية السياسية والعسكرية تحوَّل إلى مصاهرة ومماتعة مع كل من هو غير عربي ومسلم..والخليج الإسلامي أصبح خليجاً فارسياً فحسب..ومقولة دولة الإسلام الحق استُبدلت بمجزرةٍ ومحرقةٍ حقيقيةٍ لإبادة كلِّ مسلم..ومُفاعلاً حَقوُديِّاً نشطاً لإنتاج كل ما يشوه الإسلام وَقِيمهِ الإنسانيِّة الساميِّة..وَمعولاً حاداً لهدم تراث حضارة الإسلام والمسلمين..ولكن ما سرُ وما مصدرُ نشوء هذا العشق المجنون الذي تملك من قلب كل من أمريكا وروسيا والصين ومعظم أوروبا تجاه إيران..فعقدوا رباط تزاوج ومصاهرة معها..؟والجواب:منذ بداية الأحداث في سورية التي - بفهمي - فجرتها إيران لتكون بداية لتحقيق مشروعها الاستراتيجي الكبير من أجل استعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية البائدة..أجل قلت يومئذ:لو خُيِّرت إيران بين مشروعها النووي وبين سورية لاختارت سورية بلا تردد..ولكن لِمَ هذا كله ..؟لأن سورية هي مرتكز المشروع الإمبراطوري الفارسي..وإيران اليوم تكافح من أجل ألا يتصدع هذا المرتكز وألا تتجزأ سورية..فهاهي تدفع أصعبَ الأثمان وأخطرها لروسيا..فتشرع لها أبواب سيادتها لتستبيحها وتتمركز عسكرياً في قلب إرادتها..عربون صدق منها وضمانٍ ووفاءٍ لتسليمها جنوب اليمن وعاصمتها عدن لتكون قاعدة أبدية لروسيا في المياه الدافئة..الأمر الذي طالما حلمت به منذ بدايات الثورة اللينينية الماركسية..وما ذاك إلا لترسيخ قواعد التحالف الفارسي - الروسي لاستكمال لعبة الشطرنج الكبرى التي ذاقوا حلاوة طعمها على الساحة السورية..سعياً لإرباك أمريكا وإنهاء محاولة ترسيخ تفردها بإرادة القرار العالمي..وبذلك تضمن إيران لمشروعها الفارسي الإمبراطوري مخططاً جهنمياً ذي ثلاث شعب..شعبة التحالف الفارسي - الصهيوني ..وشعبة التحالف الفارسي - الأمريكي..وشعبة التحالف الفارسي - الروسي..تدعمها وتؤيدها مناخات التفاهمات الفارسية - الأوروبية..وللأسف فإن إيران تعمل ذلك كله وتسرح وتمرح وتعربد بكل مهارة في ظل حالة من ضعف الموقف العربي - الإسلامي وهشاشة صدقيِّة علاقات دوله وتحالفاتها شبه الصورية..وبعد:فماذا نحن فاعلون..؟إننا بحاجة إلى جهد راشد تعبوي في إطار عاصفة الحزم يحشد فعاليات الأمة بكل مقوماتها الرسمية والأهلية الاجتماعية والفكرية والثقافية..بعيداً عن عبثية الاتهامات والإقصاء المتبادل المدمر بينها..آمل أن يتحقق ذلك قبل فوات الأوان..والله المستعان سبحانه.
وسوم: العدد 682