هل يمكن الصمت على الإرهاب والفلتان السياسي لسلطة فتح؟
قالت حركة فتح، في بيان صدر عنها مساء الثلاثاء، أنها "ستضرب بيد من حديد وبلا هوادة لكل من يُفكر بالمساس بحركة فتح، وقادتها ولن تتهاون تجاه مثيري الفتن والجبناء وخاصة لمن يعرف حجمه جيداً أمام حجم و مسؤولية حركة فتح" (راديو بيت لحم 4/10/2016).
على الرغم من أن الظاهر من هذا البيان أنه موجه للفصائل الفلسطينية التي تنافس حركة فتح على كعكة المشروع الوطني الاستثماري، إلا أن لغته منحطة تُأسس لحالة من الفلتان السياسي والتغول الفصائلي، وتحاول تضخيم قوة التنسيق الأمني الباطلة والهزيلة، وتعمل على تجيير حركة فتح كميليشيا لسلطة خادمة للاحتلال اليهودي، ولتأمين الغطاء السياسي لجرائم رئيس السلطة، وخصوصا بعد مشاركته الذليلة في جنازة مجرم الحرب شيمعون بيرز.
وقد تناسى كاتب البيان –وهو في حالة اندفاع باطلة- أن الله سبحانه وتعالى قد نهى عن الدفاع عن الخائنين والمخاصمة لأجلهم، فقال: "وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا".
إنه لعار وشنار على أهل فلسطين وعلى كوادر فتح –ممن تبقى لديهم ذرة من كرامة وشعور بالمسؤولية- الصمت على هذه اللغة السياسية الرخيصة، بل يجب رفع الصوت عاليا ضد هذا التغول السياسي. ولا يمكن لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يرى هذه الجرائم السياسية ويصمت، وقد فرضت شريعة الإسلام المحاسبة السياسية، والله سبحانه قد قال:
"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"
وسوم: العدد 688