رسالة عار
وسام عارٍ
من الدرجة الأولى.......
أيَّ عارٍ تضعهُ وساماً على صدركِ أيَّها العالمُ المتمدنُ
وكيف سيذكركمُ التاريخُ ياساسةَ ويا قادةَ العالمِ
وأنتمْ جميعكمْ ضالعونَ في ذبحِ الإنسانِ السوريَّ
وعلى الأخصَّ المسلم
أيةُ رجولةٍ هذهِ عندما تقومُ مئاتُ الطائراتِ بقصفِ الأبرياءِ العزَّلِ الغيرِ قادرينَ عن الدفاعِ عن أنفسهمْ من الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ بلا أيَّة جريرةٍ أو جرمٍ قد ارتكبوهُ غيرَ أنَّهم سوريَّونَ مسلمونَ للهِ
وأظنَّ ولا أقسمُ لو استشيرَ الشيطانُ فيما يحدثُ لشعبِ سوريا من ذبحٍ وتنكيلٍ لكان جوابه:
«اتقوا الله في الشعب السوريَّ يا بني البشر»
فهل أصبحَ الإنسانِ المتحضَّر أكثرَ شيطانيةً من الشيطانِ ذاته
أمَّا أنت يامن دُعيت مجلساً الأمن
وليس لك من الأمنِ إلاَّ الاسم
لقد أضحيتَ مجلساً لتسويقِ الجريمةِ المنظَّمةِ أو السكوتِ عنها والتغاضي
أما هيئةُ الأممِ المتَّحدةِ والجامعةِ العربيةِ فعلى ما يبدو أن نوع الحبوبِ المخدرةِ التي يتعاطونها عاليةَ التركيز ومديدةُ المفعولِ فقد نامتا وعجزتا عن وضع حدٍ لمجرمٍ
عاثَ فساداً في الأرضِ مع من وقفَ ظهيراً لهُ مستمتعاً بحريمتهِ وساديَّته متفاخراً على رؤوسِ الأشهادِ
يا للعار وأيَّ عارٍ على مدى الزمن يا زبانية الشيطانِ
فالمدارسُ تهدَّم على رؤوسِ أطفالها والمساجدُ تدكَُّ على من يقومون بعبادةِ اللهِ وهم عزَّل من كلِ سلاح
والكنائسُ أصبحت مقَّراتٍ عسكريةٍ ينطلقُ السفَّاحُ منها ليقومَ بحريمتهِ الشنعاء وأنتم من وضعَ القانونَ الذي يقولُ
« إنَّ لدورِ العبادةِ وللمؤسساتِ التعليميةِ والتربويةِ حرمةٌ لا يتخطاها متخطي »
فأينَ أنتمْ من قوانينكمْ ومن دساتيركمْ العرجاءِ
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ
أقسمُ إنَّ جبينَ الإنسانيةِ ليندى من الجرائمِ التي لم يذكرِ التاريخُ لها مثيلاً على الإطلاقِ
فذَبحٌ وتجويعٌ وحِصارٌ وتهجيرٌ واستعمار استيطانيٌَّ وتغيرَّ ديمغرافيٌ ومارقون وشذاذ أفاقٍ يدوسون على كل القوانينِ والنظمِ
بينما يقف العالم بمؤسساته النافذةِ ينظر بدمٍ باردٍ على إبادةِ شعبٍ بكاملهِ واستباحةِ كلِ محرمٍ
أيةِ جريمةٍ هذهِ التي أعجزتِ كل اللغات على أن تقوم بتوصيفها أو التعبير عنها
ولكنْ لو أصغيتم قليلاً يا زعماءَ العالمِ المتحضرِ ويا مؤسساتهِ النافذةِ فلسوفَ تسمعونَ صوتاً يشقُ الأفاقَ والأمداءَ
ينطلق من إنسانِ سوريا ومن أشجارِ سوريا ومن ترابِ سوريا من وسط الدمارِ منشداً:
باقونَ رغمَ الموتِ والألمِ
وسنزرعُ الأحلامَ في العدمِ
طرقاً سنزرعها تحفَّ بها
ضحكاتُ أطفالٍ وفيضُ دمِ
وسنمسح الأحزان من ألمٍ
وخِطابنا يا جُرحنا التئمِ
حتى ولو تعبتْ براعُمنا
فالزهرُ في الأكمامِ لم ينمِ
سنعودُ رغمَ الجرحِ أغنيةً
تزدانُ بالأخلاقِ والقيمِ
ونُعيدُ للدنيا بشاشتَها
وسنبعثُ الضحكاتِ في السُدُمِ
وسنجعلُ الوديانَ ممرعةً
وسنزرعُ البشرى على القممِ
ونقول للدنيا إذا فجرت
إنيَّ أنا السوريَُّ فاحترمي
وسوم: العدد 689