هنري كسنجر

" اعتقدنا أن حافظ الأسد قد قضى على جميع الأغبياء في بلاده ولكن لحسن حظنا ما يزال هناك 3 مليون منهم " ! ..

أجرت الصحفية البولندية نتاليا السكونوفيا من صحيفة ( نيوروركر ) الأميركية مقابلة مع هنري كسنجر ثعلب الصهيونية العالمية قال فيها : لقد اعتقدنا أن حافظ الأسد قد قضى على جميع الأغبياء في بلاده ولكن لحسن حظنا ما يزال هناك 3 مليون منهم .. هل تعتقدون أننا أقمنا الثورات في تونس وليبيا ومصر لعيون العرب ؟ يضحك ساخراً بعدها ويقول كل ذلك لأجل عيني إيران وسوريا، لقد حاولت مع حافظ الأسد وأنا أعترف أنه الشخص الوحيد الذي هزمني وقهرني في حياتي كلها.

- يتابع كيسنجر، إن ثورة سوريا أصبحت ومنذ آب 2011 حرب عالمية ثالثة باردة، ولكنها ستسخن بعد عدة شهور هنا.

* صعقت وسألته بلهفة، ومن هم المتحاربون ؟

- فيجيب كيسنجر : الصين وروسيا والهند من جهة ومن جهة أخرى نحن وحلفاؤنا.

* ولكن لماذا سوريا بالتحديد ؟

- يقول : سوريا الآن مركز الاسلام المعتدل في العالم هو ذات الاسلام الذي كان على وشك الانتصار في حرب 73 لولا أخينا السادات ( ﻭﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﺳﻮﻧﻴﺔ فكلمة ﺃﺧﻴﻨﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻣﺎﺳﻮﻧﻲ ).

- ثم يتابع : وسوريا في نفس الوقت مركز المسيحية العالمية ولا بد من تدمير مئات البنى العمرانية المسيحية وتهجير المسيحيين منها وهنا لب الصراع مع موسكو فروسيا وأوروبا الشرقية تدين بالأرثوذوكسية وهي تابعة دينياً لسوريا وهذا سر من أسرار روسيا وسوريا بالتالي " فأخواننا العرب " لو رشوا روسيا بكل نفطهم لن يستطيعوا فعل شيء .

* الصحفية تقاطعه قائلة : هنا فهمنا وضع روسيا، ماذا عن الصين والهند ؟

- أكيد أنك سمعت بـ ( هولاكو ) وكيف أنه احتل أكثر من نصف آسيا ولكنه هزم عند أبواب دمشق، هنا الصين تفعل العكس فبلاد الشرق من المحيط الهادي حتى المتوسط مترابطة مع بعضها كأحجار الدومينو لقد حركنا أفغانستان فأثر ذلك على الصين فما بالك بسوريا ويمكن لك أن تلاحظي أن الصين والهند والباكستان دول متنافسه متناحرة فيما بينها ولكن من يرى مناقشات مجلس الأمن حول سوريا يظنها دولة واحدة بخطاباتها وتصرفات مندوبيها وإصرارهم على الترحيب بالجعفري أكثر من مرة رغم أنه مندوب سوريا الدائم وعدم مجرد تذكر وجود قطر أو العربي في الجلسة.

* ما الحل مع سوريا إذن ؟

- ما من حل فإما ضرب سوريا بالصواريخ الذرية وهذا مستحيل لأن إسرائيل موجودة ..

* تقاطعه وتسأل : لما لم تحتلوا سوريا من قبل ؟

- فيجيب كيسنجر متهكماً، بسبب غباء نكسون ثم يضيف مستطرداً : " أما الحل الآخر الوحيد هو إحراق سوريا من الداخل وهو ما يحدث الآن لقد قرأت ( والكلام لكسنجر ) عن سوريا كثيراً، سوريا فقيرة الموارد الأحفورية وفقيرة المياه لكن ما يثير استغرابي كيف استطاع السوريون بناء هذه البنية التحتية العملاقة بالمقارنة مع مواردهم، انظر إليهم الطبابة مجانية والتعليم شبه مجاني، مخزونهم من القمح يكفي 5 سنوات، ولكن أكثر ما أثار دهشتي تلاحم جيشهم، وما لدينا من معطيات عمن انشق أو هرب منه لا يزيد عن 1500 جندي من أصل 500 ألف، أنا لا أعرف كيف لهذا الشعب أن يكون موحداً وهو مكون من 40 عرق وطائفة.

وسوم: العدد 690