سعيد بنكراد في الدرس الافتتاحي بالجديدة
عندما تمنح التأويلية إمكانية بناء قصديات جديدة ومختلفة:
نظم صالون مازغان للثقافة والفن بالجديدة بشراكة مع المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني وجمعية أصدقائها الدرس الافتتاحي لموسم 2016/ 2017 تحت عنوان "قضايا التأويل" قدمه الأستاذ الباحث الدكتور سعيد بنكراد، وذلك يوم السبت 12 نونبر 2016 بالمكتبة الوسائطية ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، حيث ناقش فيه الدكتور بنكراد العديد من القضايا والأفكار والمعارف التي تدخل في إطار التأويلية والتأويل الذي اعتبره علماً قائم الذات...
أدار الدرس الافتتاحي الأستاذ المبدع والباحث محمد مستقيم رئيس صالون مازغان للثقافة والفن، وقد حضر مهتمون بالدرس السيميائي من داخل المدينة ومن مدن أخرى، وخاصة طلبة الأستاذ بنكراد في سلك الماستر بالرباط العاصمة. وقبل أن يعطي المسير للدكتور بنكراد الكلمة لإلقاء درسه، نادى على المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بالجديدة الذي رحب في كلمته بالأستاذ بنكراد وبالحضور الكريم، كما ناشد صالون مازغان للثقافة والفن في أن ينفتح على باقي مكونات المجتمع لنشر القراءة والمساهمة في هذه العملية خلال الموسم الحالي، حيث تعتزم المديرية وشركاؤها الانخراط في هذا الورش الثقافي والتربوي والتوعوي...
كانت كلمة الدكتور سعيد بنكراد مركزة ومحددة القضايا والأفكار مكنت الحضور من استيعاب تفاصيلها فشهد اللقاء تفاعلاً من لدن الحضور مع القضايا التي طرحها الدكتور بنكراد، الذي أشار إلى أن التأويلية تمنح إمكانية بناء قصديات جديدة، ولا تتوقف على قصد واحد الذي هو قصد منتج النص. كما تحدث عن كيفية إنتاج المعنى وأن مهمة القارئ لا تقتصر على القبض على المعنى المضمن في النص فقط، وإنما السعي إلى تشييد معان أخرى تستجيب لواقع جديد مغاير للسابق... إضافة إلى حديثه عن كيفية تحرير التأويلية من أهوائها النفسانية والوجودية والتعالي عن الذات وتحقيق الموضوعية في أفق الاقتراب من المعنى... وقد لاحظنا أن كثيراً من أفكار بنكراد تذهب مذهب بول ريكور في كتابه المعنى وفائض المعنى. ويؤكد الدكتور بنكراد توافق فكرة أن الأصل هو التعدد تلتقي مع فكرة الغيرية والهوية عند طه عبد الرحمان الذي يرى أن الأصل هو الغيرية وليس الهوية؛ إذ يعتبر الأخيرة غير ثابثة.
أثار الدكتور بنكراد العديد من القضايا التي تدخل في باب التأويل وعلاقته بالثقافة الفردية والجمعية للمحلل أثناء مقاربته للنص والخطاب كيفما كان نوعه وجنسه، حيث اعتبر أن الثقافة الشخصية تتدخل في التأويل وتقود عملية بناء المعنى، حيث إن المحلل في تعاطيه مع النص الديني مثلاً لا يستطيع أن يتحلل من ثقافته الدينية ومن قناعاته التي تحكمه، وبالتالي تسيطر على ذهنه وهو يقارب النص بالتحليل وبالتأويل، فالفقيه مثلاً عندما يريد تأويل نص ديني مقدس لا يستبعد ما تعلمه وراكمه من معرفة وثقافة دينية فيستدعي كل ما سبقه من آراء ومواقف وتأويلات سابقة عليه لفقهاء ورجال دين لهم باع طويل في التأويل والتفسير. وبالتالي يبقى رهين رؤية مقدسة لكل ما يؤوله ورهين تأويل ديني لا يبتعد عن القدسية في حد ذاته.
كما أكد الدكتور سعيد بنكراد في معرض رده على بعض أسئلة وملاحظات الجمهور أنه يدافع عن المرأة عامة، بل ويجتهد للدفاع عنها ضد كل ما يريد تشويه صورتها، وخاصة في الإشهار الذي يهين كرامتها ويعتبرها مجرد جسد وسلعة تباع وتشترى باسم القيم الحداثية الجديدة، حيث إنها تصير كأي سلعة تعرض مع المنتوج الاقتصادي المقدم في اللوحة الإشهارية، كما هو الشأن مثلاً في لوحة إشهارية تعرض سيارة فارهة وبجانبها فتاة نصف عارية، فما علاقة السيارة بالفتاة؟ يتساءل بنكراد.
وسوم: العدد 694