دعاء بعض الأطباء

عبد الحفيظ كورجيت

يا فالقَ الحَبّ والنّوى اعطِ لكلّ واحد منّا ما نوى وأكثر في هذه الأيام الباردة زوارنا  بالعيادة. اللهم في كل فجر جديد قرّب إلينا كل مريض بعيد وباعد بيننا وبين بطاقات "رميد".اللهم أطل طوابير الفجر وأجزل لنا في الأجر واجعل كل زيارة للعيادة زيادة في العبادة واشف المشاءين إلينا في الظلم من شدّة الألم.

اللهم إن الطّب البديل قد ذاع وانتشر و بغى  علينا وتجبر. ها قد أصبح لزبنائنا مُستقطبا فلا أهلا بِه ولا مرحبا.اللهم قلّل رُوّاده وأبطل فوائده. فمُذ صار في الورى معروفا ما أبقى لأولادنا مصروفا.

اللهم عليك ببدعة  التّداوي بالأعشاب فقد أثارت منّا الأعصاب. نشهد أن لا جدوى منها، لا بجُرعة ولا برشفة وأن الشفاء يأتي من دواء خُطّ على وصفة .

اللّهم إنا نعوذ بك من كل خصاصة ومن كل ما يحول بيننا وبين افتتاح عيادة خاصة.

اللهم يا مجيب الدُّعاء ومُجزل العطاء وفّر لنا فرحة فتح مصحة خاصة فُرادى أو زرافات وألهمنا أن نُجنِّب المرضى همَّ الأسفار فأنت تعلم أنها قطع من نار واغفر لنا يا مولانا إن نحن أضفنا للفاتورة بعض الأصفار.

إننا ، هنا كما ترى  ننزع ونزرَع ، نفتق و نرتق كزملائنا في المدن الاخرى فأسبغ علينا نعمة الشهرة.

 اللهم حبّب إلينا كل مريض يؤدي ثمن العملية بالتّسبيق  وأعنّا على الترحيب به بما يليق .

كلما ساقه إلينا المرض ،استقبلناه ببشاشة ووثّرنا له فراشه، حتى إذا شككنا في أن أجله وشيك أدخلناه غرفة الإنعاش. إن عاش أصررنا وقبضنا نقدا وإن مات صبرنا وقبلنا شيك.

اللهم لا تجعل في قلوبنا غِلاّ لمرضى "كنوبس" فأنت أعلم منّا بأن صندوقهم لا يَفي بالغرض: مُتثاقل في قبول التكفل بثمن العملية ، مُقلٌ في تعويض مصاريف الكشف والأدوية.صحيح أنهم الأكثر عِللاً والأوفر عدداً لكن عيبهم أنهم لا يؤدون نقدا.

اللّهم ارفع عنّا السهو والنسيان و أوزعنا إخراج ما أدخلناه في بطن كل إنسان دون زيادة أو نقصان.اللهم جنبنا الغلط حتى لا نُبقى الضمادة ولا المقص ولا الملقط.

اللهم إن قُدّر للعملية أن تفشل على أيدينا فاشف صدورنا بصدّ لائمينا عن ظُلمنا وفهّمهم أن ذاك مبلغ علمنا.

اللهم احفظ زملاء لنا يوفون الفحص حقّه ليشخصوا الدّاء بدقّه. اللّهم إنهم يأخذون بالحسبان مصير المريضات قبل حساب نسبة التعويضات فلا يلجئون للعملية القيصرية إلا إذا صارت مصيرية.

اللهم إنهم يفحصون المعدمين بالمجان ويحرصون على المشاركة في القوافل الطبية .اللهم إنك تعلم أنهم يساهمون في الأعمال الخيرية فشفع فيهم خير البرية.

اللهم إنك تعلم أنهم يغيبون عن المستشفيات و العيادات لحضور المنتديات والتكوينات و اللقاءات في الوطن وفي الخارج حتى تكثر كفاءات الداخل. اللهم شُدّ أزرهم وقَوِّ عزائمهم واجعلهم إسوة لمن سواهم.

اللهم اجعل كل نطاسي بلسما واجعل على يديه الشفاء ولا تجعله سببا في المآسي ولا جالبا للشقاء.

وسوم: العدد 697