من تراث حارتنا... "السنكري والببورجي"

هما مهنتان متلازمتان مكملتان لبعضهما البعض..

"السنكري" كلمة فارسية الأصل ...وتعني الشخص الذي يقوم بتصنيع"براميل الغسيل ومزاريب المياه وأقماع المازوت ومباشر البوظ وأباريق التواليتات ومطمورات النقود وفرشخانات الأوساخ المصنعة من صفائح

" التنك " ...لذلك سمي أيضا "بالتنكجي".

"الببورجي" هو ذلك الشخص الذي يقوم بتصليح "ببورات الكاز" من فالة وجلدة وتعزيل الرأس ..

ومن أشهر الماركات المعروفة أنذاك ماركة

" بريموس " العالمية ...

"ببورجي " حارتنا معروف باسم

 "أحمد سنكري" هي ليست كنيته الحقيقية

بل نسبة لمهنته، وقد علمت فيما بعد أنه من بيت " العموري"

دكانه كانت تقع في شارع الصفصافة -حي باب النيرب..جدرانها سوداء ، ملأى بالقطع المنسية ...تحتوي على مصطبة خشبية مرتفعة على الأرض بمقدار سبعين سنتمترا.

يعمل وهو جالس فوق المصطبة ، وأمامه قطعة خشبية كبيرة لجذع شجرة هرمة..وضع عليها عدة الشغل من " مقص وفرشاة وقصدير ومطرقة ونشادر ومدواة فيها روح الملح وريشة وعن يمينه "ببور الكاز" دائم الاشتغال تلفه أسطوانة من الصاج أسند عليها "مكاوي اللحام" وبجانبه الاخر "طرمبة" لضغط الهواء في نهايتها بوري قصير بعزقة ذات شرار يشد عليها رأس "الببور" بغية تنظيفه من الشحوار المتعشعش بداخله..وذلك بالضغط عدة مرات بكلتا يديه على ذراع "الطرمبة " لخروج الشحوار المترسب لكن بعد نزع" الفالة" من الرأس..

حين يصبح "الببور" جاهزا يقوم "الببورجي" بتجريبه أمام الزبون، واضعا قليلا من روح الملح في صحن الرأس فيصبح لهيب النار ذو لون أزرق دليل الجودة ..أما اجرة تصليح الببور فكانت تكلف مابين (25-50)قرشا..

انقرضت هذه المهنة في منتصف السبعينات من القرن الماضي ...ثم ظهرت لفترة وجيزة منذ عامين نظرا لفقدان مادة الغاز ، ولكنها لم تستمر بسبب عدم توفر القطع التبديلية للببور وغياب "معلم الكار" الأساسي...سبحان قديم الأزل...

وسوم: العدد 705