ترامب يطلق يد نتنياهو في الشرق الأوسط
تأكدّ اليوم 15-2-2017 ومن خلال المؤتمر الصّحفي بين ترامب ونتنياهو، أنّ اسرائيل هي القاعدة الأمريكيّة المتقدّمة لحماية المصالح الأمريكيّة في الشّرق الأوسط، وأنّ الرّئيس الأمريكي رونالد ترامب قد أطلق يد نتنياهو ليس في فلسطين فحسب، بل في الشّرق الأوسط كله، ويبدو أنّ "السّلام الكبير" الذي ذكره ترامب يعني تحقيق البند الوحيد الذي قبل به نتنياهو من "المبادرة العربيّة" وهو أن تقوم الدّول العربيّة والاسلاميّة بالاعتراف الكامل باسرائيل! وما قاله نتنياهو " فنحن لسنا احتلالا عسكريّا في فلسطين بل نحن أصحاب البلد"! وسكوت ترامب عليه فهذا يعني أنّ الاستيطان سيشمل الأراضي المحتلّة كاملة، وبدعم أمريكيّ واضح، ويحمل هذا في طيّاته ليس قتلا لحلّ الدّولتين فحسب، فهذا الحلّ قتله نتنياهو وحكومته من قبل، وتركيز نتنياهو على الدّولة اليهوديّة يعني أنّ الأخطر ما ستحمله الأيّام القادمة، ومن يعتقد أنّ الحلّ القادم هو دولة واحدة ثنائيّة القومية فهو مخطئ تماما، لأنّ اسرائيل التي لا توافق على دولة فلسطينيّة على مساحة 22% من مساحة فلسطين التّاريخيّة يستحيل أن تقبل بدولة واحدة سيصبح اليهود فيها أقلّيّة، وحلول نتنياهو القادمة وأطماعه التّوسّعيّة حسب المشروع الصّهيونيّ طويل الأمد تتخطّى حدود فلسطين التّاريخيّة، وليس بعيدا ذلك اليوم الذي ستشن فيه اسرائيل حربا في المنطقة، وتنفيذ عمليّة تهجير جماعي للفلسطينيّين سيتمّ خلالها تهجير غالبيّة الفلسطينيّين، وابقاء عدد قليل منهم، وعلى رأي نتنياهو عندما استشهد في كتابه "مكان بين الأمم" في بداية تسعينات القرن الماضي بجابوتنسكي " لا يضير الدّيموقراطيّات وجود أقلّيّات قوميّة فيها."
وهدم المسجد الأقصى أو تقسيمه لبناء الهيكل اليهوديّ لم يعد بعيدا هو الآخر، وكذلك هدم السّلطة الفلسطينيّة، ما دامت الأنظمة العربيّة لا تملك إلا سلاح الشّجب والاستنكار، والثّقة "بشجاعة وحكمة الرّئيس الأمريكي وحبّه للسّلام!"
ولن تتوقّف الأمور عند ضياع القضيّة الفلسطينيّة فحسب، بل ستجبر الدّول العربيّة على التّحالف مع الحكومة الاسرائيليّة لمحاربة ايران، عندما توعز أمريكا بذلك، فالادارة الأمريكية الجديدة لم يعد شيء مستبعد عنها في دعم اسرائيل التّوسّعيّة، وعدائها السّافر للعرب، تماما مثلما هو مستبعد عن النّظام العربيّ أن يقول لا وكفانا ذلّا ومهانة. ولو سمعت أمريكا كلمة "لا" من قبل لما واصلت استهتارها بالحقوق الفلسطينيّة والعربيّة. ولما استمرّ نتنياهو بهذا التّغوّل في التوسّع.
وسوم: العدد 708