تفجير الكنائس؟

الشيخ حسن عبد الحميد

جريمة كبرى ولو قام بها أصحاب لحى وعمائم ينتمون إلى الإسلام ، ونحن نعلم أن التفجير صنيعة الموساد والمخابرات !

إن دين محمد عليه الصلاة  والسلام علمنا بالصوت العالي والحرف المنير ( من آذى ذميا فقد آذاني ) رواه الطبراني ، وقال عليه السلام ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) البخاري 

وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا فتحت مصر فأستوصوا بالقبط خيرا ) وروت أم سلمة عن نبينا عليه السلام قال ( الله الله في قبط مصر ، فإنكم ستظهرون عليهم ، ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله ) رواه الطبراني 

وقال صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بأقباط مصر خيرا فإن فيهم ذمة ورحما ) 

قال الزهري الرحم باعتبار هاجر ، والذمة باعتبار إبراهيم ابن النبي محمد عليه السلام 

قرآننا يقول بصريح العبارة عن أهل الكتاب ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ) ٨ الممتحنة 

والبر هو الاحسان ، والقسط هو العدل  .

إن الذين ادعوا أنهم فجروا الكناس في القاهرة ، والجريمة التي وقعت في السويد أجرموا في حق دينهم ، وأعطوا لأعداء الإسلام الحجة ليقولوا : أن الإسلام دين قام على السيف في الماضي والحاضر ، وهو دين إرهاب أينما حل وأينما ارتحل ، يسمونه أحيانا إرهاب وأحيانا تطرف ، وأحيانا تعصب ؟ 

وكذبوا ثم كذبوا ! 

إن سيدنا عمر رضي الله عنه كتب وثيقة للنصارى ولليهود أيضا ألا تمس كنائسهم ولا تهان طقوسهم ، ووقع على الوثيقة شهود عظام خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم 

إن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه فاتح مصر أمنّ أهل مصر على كنائسهم وطقوسهم ولم يهدم كنيسة ، وهو صاحب مدينة الفساط وصاحب الحل والعقد في مصر .

قال الله تعالى ( واضرب لهم مثلا ) 

في بلدنا الصغير مدينة العلم والعلماء ، ومآذنها ترن بصوت الأذان الله أكبر ، جاءنا الأرمن مهاجرين سكنوا في مدينة الباب في حارة سميت بحارة الأرمن ، وجارنا ارمني اسمه آرتين ، زوجته تزورنا وتسهر عندنا وإذا أرادت التجول في البلد استعارت الملحفة من أمي رحمها الله ، ولما رحل إلى حلب كنت ألتقي بابنه أكوب فيرفع يده بالتحية قائلا : أهلا جارنا 

وبنى الأرمن كنيسة لهم تقع خلف جامع عجان الحديد قبل بنائه ولم يعترض عالم واحد على عملهم 

وكان من تجار الباب مصطفى الأرمني ، وبركة حسن الأرمني 

بل اذكر أن عشرة من التجار اليهود كان لهم دكاكين قرب طاحونة ( قلّة ) يبيعون ويشترون ثم يذهبون ليناموا في مساكنهم في قرية تادف ، وبنوا لأنفسهم كنيس لا زال قائما وقد دخلته وهو قاعة كبيرة ، ولا أدري إن هدم الآن ؟ 

وكل مافي بيوت المسلمين في مدينة العلماء من قدور نحاس صنع أرمني مسيحي اسمه سركيس .

ديننا عظيم علّم المسلمين السماحة قائلا ( لكم دينكم ولي دين ) 

كنت في حلب في بوابة القصب وإذا بيّ أسمع نداء الله اكبر يؤذن للمغرب والحارة حارة نصارى وفي قلبها ينادي المنادي أشهد أن محمدا رسول الله ، ودرّست الطلاب المسلمين في ثانوية مسيحية اسمها ( التعاون ) وفيها مسلمون والموجه مسيحي ينظم الطلاب ويدخلهم إلى صفوفهم ، ديننا علمنا السماحة وعلمناه الآخرين  .

بكل قوة وبكل صراحة وأنا من تلاميذ محمد أقول أن تفجير كنيسة حرام ، حرام ، وإرقاقة الدماء حرام ، حرام ، ولو ادعى فعله المسلم فهو مجرم ، مجرم ، باء بلعنة الأحياء وسواد الوجه في الآخرة  .

عظيمنا عليه الصلاة والسلام كان جالسا فمرت به جنازة يهودي فقام ، قالوا إنها ليهودي قال صلى الله عليه وسلم : أليست نفسا .

همسة الختام : قبطية تصرخ في الشارع بعد تفجيرات الكنائس : نحن لم نكن نستحق مرسي ، لكن بعد حكم الحرامية والمخابرات ! جزمة مرسي على راسي من فوق ، وفهمكم كفاية ! 

فهي جريمة لتغطية جريمة السارين في خان شيخون  ؟

والله أكبر والعاقبة للتقوى

وسوم: العدد 719