كلمة حق وتحية صدق

الشيخ حسن عبد الحميد

إن ديننا علمنا من أسدى إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ماتكافئونه فادعوا له ) رواه أبو داود .

إن عظام الأجداد تدعو لكم ، وألسنة الأحياء تقول : أمين أمين

أعضاء المجلس المحلي في مدينة الباب الأكارم أنتم تجاهدون في ميدان عظيم قل من يحسنه : بناء الوطن 

أنتم يا أحفاد الأجداد وقافلة الأمجاد الذين تركوا لنا بلدا كان يسمى وادي تيماء ، وصفه الشعراء بقولهم  : 

أينما يممت روض وغدير ، وفراش ( من مرج ) متقن الوشي وثير، وإلى جانبه ظبي غرير ، يأخذ اللهو عن كثب ، غفلت عنه عيون النوب 

أنتم أيها المجاهدون في ميدان الإعمار والتعليم والطب والإعلام والخدمات ، وإطعام الجائع ، وإكساء العاري ، وتأمين الخائف 

عملكم تحية لأجداكم العظام الذين مزقوا علم فرنسا ومسحوا به الأرض  .

إنكم أبناء برررة لمدينة العلم والعلماء ، وفتيان صدق للعروبة والإسلام  .

أنتم تبنون ماهدمت الطائفة النصيرية ودمرت وقتلت ويتمت وأهانت كرامة الأمة ، أنتم ابناؤها وطلائع مجدها ، وغرّاس عزها ، ومفخرة أبنائها وجدودها .

تحية لكم وأنتم تنزعون ألغام الخزي والعار ، تحية لكم وأنتم تأهلون مدارس العلم ، تحية لكم وأنتم تعيدون بناء المستشفيات والأفران  .

كنا صغارا نهتف وكأننا نعنيكم وكنتم في الأرحام الطاهرة وفي ضمير الغيب : 

نحن الشباب لنا الغد

 ومجده المخلد نحن الشباب 

شعارنا على الزمن عاش الوطن عاش الوطن 

بعنا له يوم المحن أرواحنا بلا ثمن 

ياوطني عَدَاك ذَمْ مثلك من يرعى الذمم

علمتنا كيف الشّمَم وكيف نقهر الألم 

أنتم يا أحبابنا أحفاد أهل السنة والجماعة في وجه القرمطية الطائفية الهمجية الحاقدة ، استجبتم لصرخات الاستغاثة من أجدادكم ، وأجبتم أصوات واسلاماه  .

أنتم تبنون ماهدم الظلم والطغيان ، تعمرون وتعيدون أمجاد بلد ثار على الظلم والبغاة ، من حكم البلد قبلكم لا يمثلون عدل الإسلام ولا سماحة الإسلام بل تشدد أرعن وإدعاء لإسلام  !!

 أنتم إن شاء الله تمثلون السماحة والعدل والشهامة واحترام الإنسان وخاصة دمه وعرضه  .

آمل ألا تفرقوا في المعاملة بين عربي وكردي ، وبين بابي وقروي ، وبين ابن عشيرة وفقير ، أنتم للوطن كله أرضه تنتظر سواعدكم ، وسماؤه تدعو لكم  .

يا أحبابنا في المجلس المحلي والمجلس العسكري لكم ألف تحية وسلام يابناة الوطن ، يامن تعيدون مجد أمة مكلومة وتداوا جراحها .

ألف قبلة على جباهكم التي لا تسجد إلا لرب العالمين ، ولا تنحني إلا لخالق الأكوان .

قبلات على جباهكم بل وأيديكم وسواعدكم  .

هيا ياشباب ركضا إلى الله ، كل منكم يقول ( وعجلت اليك ربي لترضى ) 

( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) التوبة ١٠٥ 

أيها المجاهدون الصامتون طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم إن شاء الله من الجنة منزلا .

وإلى أن ألتقي بوجوهكم المشرقة إن مدّ الله في الأجل سألقاكم وثغري باسم واللسان يردد وأنتم معي ترددون الله أكبر فوق كيد المعتدي والله للمظلوم خير مؤيد ، أنا باليقين وبالسلاح سأفدي بلدي 

ياشباب اسهروا الليل وواصلوه بالنهار مشمرين ساعد الجد والعمل ولسانكم يهتف سرنا إلى الله بغير ذاد إلا العمل والدين الهادي .

وإلى لقاء قريب في جامع أبي بكر الصديق ، حيث نقيم حفل اختتام بناء البلد ( ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) ترحموا على خطيبه المجاهد شهيد الكلمة الشيخ زاهر الشرقاط رحمه الله اغتالته يد الغدر في مثل هذا اليوم ، والرحمة لشهداء البلدة الأبرار ، الرحمة  لشهداء التحرير الأطهار ، الرحمة والجنان للكبار والصغار  .

وإلى الأخ الحبيب سيف ابن الحبيب أقول : 

السيف أصدق أبناء من الكتب

   في حده الحد بين الجد واللعب 

إن عنترة كان يصول في أرض المعركة قائلا:

سيفي كان في الهيجا طبيبا 

  يداوي رأس من يشكو الصداعا 

حماكم الله ، وفقكم الله ، وسدد على الحق خطاكم  .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

والله أكبر والعاقبة للمتقين  .

وسوم: العدد 719