مشروع روسي لقرار دولي يدعم «تخفيف التصعيد»
الحياة:
سعت موسكو إلى الحصول على تأييد في مجلس الأمن الدولي لخطة إنشاء مناطق «وقف التصعيد» في سورية، على رغم تحفظات دولية وإقليمية ومطالب للكشف عن تفاصيل وآليات تنفيذ الخطة. وقدمت روسيا أمس، مشروع قرار إلى المجلس، يتضمن ترحيباً بنتائج جولة مفاوضات آستانة ومذكرة إنشاء المناطق الأربعة التي وقعتها الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران). وقال مصدر في البعثة الروسية في منظمة الأمم المتحدة إن مشروع القرار المقدم يرحب بالمذكرة ويدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بنظام وقف النار الذي تم التوصل إليه في أواخر عام 2016. كما يدعو المشروع الدول المعنية إلى المساهمة في تنفيذ المذكرة حول إنشاء مناطق وقف التصعيد في سورية.
ورجح خبراء في موسكو أن يصطدم مشروع القرار الروسي بتحفظات من جانب أعضاء في المجلس، بسبب غياب تفاصيل الخطة الروسية وعدم وضوح آليات تنفيذها. وكانت أطراف رحبت بالتطور في آستانة لكنها أبدت موقفاً حذراً حيال بعض البنود وخصوصاً المتعلقة بدور إيراني محتمل في عمليات مراقبة وقف النار. كما دعت أطراف دولية وإقليمية موسكو إلى بذل جهود للضغط على الحكومة السورية لحملها على الالتزام بالاتفاق. وبرزت اعتراضات من جانب مسؤولين دوليين بينهم مفوض الأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان الذي اعتبر أن المناطق الأربع التي حددتها مذكرة آستانة لن تكون مهيئة لاستقبال لاجئين سوريين في لبنان أو غيره من بلدان الجوار بسبب غياب الضمانات وآليات التنفيذ لقرار وقف النار.
وعلى رغم ذلك، توقعت أوساط روسية أن يحظى المشروع الروسي بقبول في المجلس، من دون أن يتم تبنيه كقرار أممي، على غرار الوضع الذي حدث عندما قدمت روسيا مشروعاً إلى المجلس لدعم قرار وقف النار الذي أعلن نهاية العام الماضي، واكتفى المجلس الذي صوت بالإجماع في حينها بإعلان «دعم قرار وقف النار في سورية».
ونص القرار الرقم 2336 الذي صدر بعد إدخال تعديلات جوهرية على الصياغة التي قدمتها موسكو، على أن المجلس «أخذ علماً بالوثائق الروسية التركية». وأكد أنه «يرحب بجهود موسكو وأنقرة لإنهاء العنف في سورية والعودة إلى المسار السياسي لحل الأزمة».
على صعيد آخر، تناقلت وسائل الإعلام الروسية صوراً التقطتها أقمار اصطناعية إسرائيلية لمعدات في قاعدة «حميميم» الروسية قرب اللاذقية. وبرز بينها وجود طائرة روسية من طراز «A-50» للإنذار المبكر والتحكم.
وسرب موقع إسرائيلي متخصص بالأخبار العسكرية الصور الملتقطة من الأقمار الاصطناعية، مشيراً إلى أنه تم التقاطها بتاريخ 3 أيار (مايو) الجاري، للطائرة وهي جاثمة على مدرجات قاعدة حميميم في اللاذقية.
وأثارت التسريبات استياء في موسكو بعدما كشفت أن الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية تتجسس على النشاط العسكري الروسي في قاعدة «حميميم». لكنها في المقابل استخدمت بكثافة من جانب وسائل إعلام روسية رسمية، لتأكيد صحة المعطيات التي أطلقتها موسكو أخيراً، حول نقل أنظمة إنذار مبكر وتحكم قادرة على مراقبة كل الأراضي السورية، وتعد هذه الطائرة واحدة من مستوياتها المتعددة.
وكان رئيس إدارة العمليات المركزية لهيئة الأركان الروسية، سيرغي رودسكوي، أعلن أواخر الشهر الماضي، عن نشر هذه الأنظمة التي قال إنها «متعددة المستويات» في سورية، وأكد أنها «تسمح بالسيطرة على كامل المجال الجوي في الجمهورية العربية السورية».
وسوم: العدد 719