التمدد الإيراني في دول الخليج

أحمد الزرقاني

يتراءى للناظر إلي دول الخليج العربية بأن هنالك تدخل إيراني سافر فيها مدفوع بأجندة ذات أهداف محددة غايتها الأساسية ابتلاع المنطقة ، إلا ان من هو أدري بشعاب مكة و الدوحة و دبي و الكويت يعلم جيدا بأنه ليس هنالك تدخل إيراني بقدر ما هنالك ترحيب من قبل هذه الحكومات و تجاه التمدد الشيعي و ألفارسي تحديدا و في دول معينة علي وجه الخصوص .

إذا لم نفترض بأن الحكومات الخليجية هي المسؤولة بالدرجة الأولي عن قدوم هذا النظام و الأنظمة التي سبقته ، فإننا لن نستطيع علي الأقل إنكار فرحة حكام الخليج بقدومه لا بل علي العكس ، مد السجادة الحمراء أمامه و في جميع الاتجاهات ، من تهميش الأراضي المسروقة اقتصاديا و ذلك ليتم شراء المياه و التربة الزراعية لردم الجزر علي سبيل المثال لا الحصر بأقل الأسعار ، وصولا إلي تمهيد الأرضية المناسبة لهروب جميع رجال الأعمال إلي الأسواق التجارية في دول الخليج و بالتالي تحول رؤوس الأموال اليها ، و انتهاءا بفتح المجال للميليشيات الطائفية الموالية لإيران بالتوسع كيفما تشاء في بعض الدول الخليجية و ذلك تمهيدا لتسليمها إلي حكومات موالية لإيران لاحقا ضمن مسرحية أحجار الدومينو التي بدأت بخزعل و انتهت بكل من تامروا عليه لا بل وصولا إلي أحفادهم و الحبل جرار .

قد يتساءل القارئ عن الدوافع وراء كل هذه الأمور الغير منطقية أو الغير مفهومة و الجواب لا يتطلب الكثير من التفكير بقدر ما يتطلب الكثير من البحث ابتداءا من سرقة أرض الحمر وسقوط العثمانيين ، مرورا باحتلال فلسطين و الحروب العالمية و انتهاء بالانقلابات العسكرية في المنطقة و سقوط الملكيات و الحرب الإيرانية العراقية و توابعها من غزو الكويت و سقوط صدام .

المنطقة قد تم تقسيمها هذه المرة ضمن خارطة اقتصادية سياسية أمنية لا جغرافية عرقية دينية ، و تم افتعال الأزمات و الحروب و المؤامرات خلال القرن الماضي كاملا من أجل استكمال المشروع القاضي بتخفيض عدد السكان في المقام الأول إضافة إلي تدمير جميع الدول اقتصاديا و هذا ما يحصل في اليمن و ليبيا و تونس و مصر و سوريا و العراق و الصومال و ما حصل سابقا في فلسطين و الأحواز ، و ذلك من أجل جذب جميع رؤوس الأموال إلي عدة أقطار معينة تتمع بالأمن النسبي اقتصاديا و عسكريا ، و من ثم يتم افتعال أزمات اقتصادية في هذه الأقطار بين الحين و الآخر و النتيجة خسارة الكثير من رؤوس الأموال هذه لصالح المسؤولين عن مسرحية أحجار الدومينو و بالتالي استعباد المنطقة اقتصاديا و بشكل كامل عبر الأموال التي يتم سرقتها من الشعوب و التي يتم توظيف قسم منها في سبيل استمرار المشروع نفسه .

***

يحكي بأنه في احدي الدول الخليجية ، للفرس صولات و جولات اقتصاديا و سياسيا و طائفيا و ثقافيا ، و لا أحد يعترض طريقهم ، بينما الأحوازي يعتقل و يرحل ليواجه حكم الإعدام إذا ما تحدث بالسوء عن "الاحتلال الإيراني" أو "التدخل الإيراني" في المنطقة .