الهجمة الإعلامية الشرسة على قطر (عنزة ولو طارت)
اختلف رجلان على رؤية جسم بعيد عنهما فقال الأول إنها عنزة؛ وقال الآخر بل هو غراب.. وتعصب كل منهما إلى رأيه.. وبينما هما في عز جدالهما الحامي طار ذلك الجسم فقال الذي قدر أنه غراب: ها قد طار فكيف يكون عنزة!! فرد عليه صاحبُه بعصبية واضحة: بل هو عنزة ولو طارت.
هذه الحادثة المعبرة تصف وصفاً دقيقاً حال قطر مع بعض وسائل الإعلام حيث تؤكد قطر بأن وكالتها قد تعرضت لاختراق جائر دس تصريحات كاذبة نسبها للقيادة القطرية تسيء للمملكة العربية السعودية وللمؤتمر المتميز الذي احتضنته الرياض لكي يكون خطوة فعالة في لم شمل العرب والمسلمين.. ومن تصاريف القدر أن يأتـي اختراق قناة قطر في وقت شكى فيه العالم من موجة اختراق (هكَر) أصابت العديد من دول العالم المتقدم.. والمريب في الأمر أن بعض الإعلاميين المغرضين قد صدقوا جميع الدول التي تعرضت للهكَر إلا قطر.. على الرغم من أن قطر قد أكدت تعرض وكالتها الإخبارية للاختراق إلا أن هذه الجهات الإعلامية المغرضة تُصر على أنها عنزة ولو طارت؛ حتى لو حلفت قطر بأغلظ الأيمان أنها تعرضت لاختراق فإنهم يصرون على إلصاق التصريحات المفترات التي أساءت للسعودية وتزلفت لإيران وأذنابها بدولة قطر..
فلماذا هذا الإصرار على إلصاق هذه (التهمة) بقطر؟! ولماذا تجاهلت وسائل الإعلام إياها النفي القطري الجازم والحازم بغير تلجج أو مغمغة صدور تلك التصريحات عن قطر وأميرها؟! بل ويستطيع أي مبتدئ بعلوم الحاسوب أن يكتشف الاختراق الذي تعرضت له الوكالة القطرية ويؤكده ويبرهن عليه..
الجواب لا يحتاج إلى كثير علم وخبرة وثقافة بل إلى قليل من الإنصاف والبعد عن الهوى والغرض.. باختصار شديد نقول إن قطر استُهدفت بهذه الهجمة الإعلامية الشرسة والجائرة لأنها ترفض الانخراط في معسكر العداء وشيطنة جماعة الإخوان المسلمين وحماس.. نقطة انتهى.. هذا هو بيت القصيد ومربط الفرس: إما أن تشهدوا شهادة زور بحق الإخوان وحماس؛ وإما أن نبتكر من الأساليب الشيطانية ما نستهدفكم بها.. أمام هذه النقطة (المفصلية) عند معسكر العداء للإخوان لم يشفع لقطر تاريخها الطويل العريض في الاصطفاف مع أخواتها من دول الخليج العربي واعتدالها في جميع الأحداث التي مر بها الخليج العربي – الذي سماه ترمب وهو في قلب الرياض: (الخليج الفارسي)!! ولم يشفع لقطر تاريخها الطويل في التنسيق مع المملكة العربية السعودية في دعم ثورة الشعب السوري بل وتطابق رؤيتهما حيال هذه الثورة.. وكذلك لم يُسجل على قطر أي موقف يُخرجها عن التوجه العام لدول الخليج.. نقول إن ذلك كله لم يشفع لها عندما شهدت شهادة حق وصدق بشأن الإخوان.. والمفارقة الموجعة أن موقف قطر من الإخوان يتطابق تطابقاً تاماً مع تقرير لجنة الشؤون الخارجية لمجلس العموم البريطاني حول جماعة الإخوان المسلمين الذي خلص إلى أن الإخوان بعيدون عن العنف والتطرف بل وإنهم يمثلون سداً منيعاً أمامهما..
فلماذا يكون رأي بريطانيا بشأن الإخوان (مغفور) بينما موقف قطر (جريمة لا تُغتفر)؟!!
إن استغلال المغرضين للاختراق المؤكد الذي أصاب الوكالة القطرية للأنباء على الرغم من عدم تبني القيادة القطرية لأي كلمة مما دسه هذا الاختراق يمثل سوءة صلعاء في مهنية ومصداقية هؤلاء المغرضين ويدينهم ويعريهم ويؤكد أن ريحهم النتنة هذه لن تهز جبل قطر ولن تركعها ولن تجعلها تتخلى عن مبادئها ولن تحولها إلى شاهدة زور مهما رموها بأحجار افتراءاتهم وتخرصاتهم ويقيناً بأن المرج سيبان فور ذوبان ثلوج افتراءاتهم وسقوطهم في الدرك الأسفل من الحقد الأعمى الذي يأكل قلوبهم بنيرانه الملتهبة.. وإن غداً لناظره قريب.
وسوم: العدد 722