بيان حول قرار الجزائر استقبال اللاجئين السوريين وتحذير من العاصفة القادمة
ترحب جبهة الإنقاذ الوطني في سورية ،بقرار وزارة الخارجية الجزائرية، استقبال مواطنينا السوريين اللاجئين، العالقين على الحدود الجزائرية ـ المغربية ، منذ 17 نيسان/أبريل الماضي ،ونتطلع أن يكون القرار بالفعل لأسباب إنسانية محضة.
إننا نعتبر قرار السلطات الجزائرية ،مبادرة طيبة يمكن أن تتحول لتكون خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، للانتقال نحو الايجابية، بالموقف الجزائري الرسمي ،من قضية الشعب السوري ،ومأساته المستمرة للعام السابع على التوالي، نتيجة الصمت والتخاذل العربي والدولي، في حماية المدنيين وتطبيق القانون الدولي ،والمعاهدات والاتفاقات الدولية المعنية، بحماية المدنيين خلال الحروب و عدم تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالملف السوري.
إن قرار استقبال مواطنينا على تراب الجزائر، نعتبره ثمرة من ثمار كل الجهود الخيرة، للبرلمانيين والأفراد والنقابات والمنظمات الحقوقية والأهلية ، لحل هذه المأساة وثمرة للحملة التي أطلقتها جبهة الإنقاذ الوطني في سورية ،ونجاحاً بجعلها قضية رأي عام، ونرى في القرار أيضا نجاحاً بإنهاء مأساة، لا نعتقد أن لاجئاً سورياً واحداً سيفكر بعدها ، بالعبور غير الشرعي عبر الأراضي الجزائرية، نحو دول أخرى ونرى أن هذا القرار يلبي رغباتنا أن لا يتحول مواطنونا اللاجئون لأدوات تجاذب أو توتر سياسي أو إقليمي.
إن جبهة الإنقاذ الوطني في سورية، تتقدم بكل الشكر والامتنان والاحترام والتقدير ،لكل من تضامن وساند قضية مواطنينا اللاجئين، ونؤكد لكل من خرج في مسيرات تضامن، أو الذين عبروا لنا برسائل عن رغبتهم باستقبال اللاجئين في بيوتهم، وتقديم المساعدة، بأننا لن ننسى هذه المواقف الأخلاقية والإنسانية العظيمة ، و نعبر للشعب المغربي العظيم ،وجلالة ملكه الموقر، عن خالص اعتزازنا ،و محبتنا ومودتنا و تقديرنا لمواقفه المشرفة.
إن الموقف الجزائري الرسمي بانحيازه للأسد القاتل ونظام حكمه منذ اندلاع الأزمة، لا يعبر عن عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين الشعبين السوري والجزائري، ولا يعكس القيم الأخلاقية الأصيلة المتجذرة في الجزائر بلد المليون ونصف مليون شهيد ،و كما احتضن بكل محبة وأخوة الشعب السوري العظيم،إخوتنا من اللاجئين الجزائريين، وعلى رأسهم الأمير عبد القادر الجزائري ، مايزال حي المهاجرين في دمشق، وحملة التعليم والتعريب التي قام بها السوريون في الجزائر شاهداً من شواهد عمق العلاقة الأخوية.
إننا نغتنم هذه الفرصة لإطلاق صفارة الإنذار مما يحاك ويخطط لشعوبنا و بلداننا ،ونرى أن العاصفة التي دمرت سورية وشردت أهلها، و بتآمر و تواطئ من إيران و الأسد ونظام حكمه ومن يسانده ، نراها تتجه نحو بلدان أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى رأسها الجزائر، تهدف إلى تأجيج الصراعات القومية والدينية والمذهبية، لبلقنة دولنا وأفغنتها، والسيطرة على مواردها و ثرواتها، لا سيما وأن الآلاف من الإرهابيين الدواعش من مواطني شمال أفريقيا سيكونوا وبالاً على الأمن والاستقرار الاقليمي.
لذلك ندعو السلطات الجزائرية إلى إعادة تقييم سياساتها العربية والإقليمية ، وأن تنحاز إلى جانب مصلحة الشعب الجزائري ،والأمن والاستقرار والسلم الأهلي.
إن المصالحة مع الشعب وحدها من تحمي أي دولة من العواصف.
نشكر الشعبان العظيمان المغربي والجزائري على مواقفهم الأخلاقية و نؤكد للجميع أن سورية الجديدة لن تنسى من تضامن وساند أبنائها ولن تنسى من أساء لهم.
إخلاصنا خلاصنا
فهد المصري
رئيس المكتب السياسي
جبهة الإنقاذ الوطني في سورية
باريس 1 حزيران/يونيو 2017
هاتف 0033667474703
وسوم: العدد 723