وازددتُ إيمانًا بالعدالة!

وفي نشرة قدّموها لنا، وأنا معتقلة بسجن النساء في "عدرا"، صادرة عن مكتبة الأسد، قرأت أنّ من مؤلفاتك التي تقتنيها هذه المكتبة العامة كتابا بعنوان "الابتسام في الأيام الصعبة".

ولو تعلم، يا أستاذي الفاضل، كم كنت في حاجة إلى الابتسام وأنا في أيامي الصعبة الحزينة تلك التي استمرّت أحد عشر شهرا بلا ذنب جنيت سوى أني كنت أراسل إحدى الصحف العربية. وكان من حقّ المعتقلين كما وعدونا أن يطلبوا من إدارة السجن فيأتوا لنا بالكتاب من هذه المكتبة العامة الكبيرة لمطالعته، ولكنهم لم يردّوا على طلبي، فكررت وألححت دون جدوى... وأخيرا جاؤوا لي بكتاب عن فكر القائد الراحل.

وبعد أن أطلق سراحي أسرعت لقراءة كتابك، فكنت صدقًا يا أستاذ فاضل، أضحك من الأعماق عند قراءتي بعض قصصه، وأضحك عند غيرها مع إحساسي بالضيق والألم، وأما عندما وصلت إلى آخر قصص الكتاب "حوار للفصل الأخير"، كيف يتّهم مواطن بريء هو من المعارضة السلمية بقتل صديقه الحميم الموالي للنظام، يرسمون له الجريمة ويفرضون عليه الاعتراف، فإني أحسست وكأنّ يدًا تمتدّ إلى صدري وتعتصر قلبي. وليلتها لم أنم، ولكني ازددت إيمانًا بالعدالة، وعرفت لماذا منعوا عني الكتاب!

(شذى المداد) صحفيّة سوريّة في المهجر

وسوم: العدد 724