الفلسطينيون يمضون بخطى واثقة نحو المصالحة

عشر سنوات أليمة مضت على الانقسام الفلسطيني البغيض، هذه السنوات أدملت جراحات شعبنا الفلسطيني وسطرت الكثير من العقبات والتحديات والعواصف الهوجاء في طريق قضيتنا الفلسطينية؛ هذه السنوات التي اختلف فيها الأشقاء أدخلت القضية الفلسطينية في متاهات بعيدة أثرت على الكثير من الأمور والقضايا الفلسطينية والهموم الحياتية لأبناء شعبنا الفلسطيني؛ بل وأثرت على مجريات وأحداث معركتنا الأساسية مع الكيان الصهيوني.

يمضي أبناء شعبنا الفلسطيني هذه الأيام  في خطى واثقة وثابتة نحو طي صفحات الماضي الأليم وإنهاء هذا الانقسام البغيض بلا رجعة؛ وهذا المرة الجميع يدعم ويساند جهود إتمام المصالحة الوطنية وإنهاء هذا الانقسام .

ويشدد كاتب المقال على أن قضيتنا الفلسطينية تمر في أحنك الظروف وفي مرحلة دقيقة مليئة بالعواصف والهواجس المتلاطمة،  والعالم بأسره  يترقب  إنهاء الانقسام واندمال هذا الجرح النازف وتنفيذ خطوات توحيد المؤسسات الفلسطينية والمضي في إنهاء كافة القضايا والإشكاليات الأخرى من أجل تضميد جراحاتنا التي أصيبت جراء هذا الالم الكبير الذي قض الجسد الفلسطيني المكلوم وأنهكته ومثل عقبة في مشروع تحرير أرض فلسطين.

لقد حملت سنوات الانقسام الكثير الكثير من التحديات الجسام أمام شعبنا وشكلت عقبة في المضي قدما في مشروع تحرير أرضنا المحتلة، والمضي قدما في معركتنا المصيرية مع الاحتلال الصهيوني الذي يواصل جرائمه بحق الإنسان والأرض الفلسطينية.

اليوم تعيش فلسطين الذكرى المئوية لوعد بلفور المشئوم الذي منح اليهود الصهاينة أرض فلسطين لتكون لهم وطنا، ومنذ أن حصل اليهود على هذا الوعد المشؤوم من وزير خارجية بريطانيا آنذاك (آرثر بلفور) والصهاينة يواصلون ارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي بحق شعبنا الفلسطيني قتلوا الآلاف الآلاف وجرحوا وأسروا الملايين من أجل مواصلة احتلال أرض فلسطين؛ ولقد أسس الصهاينة على أرضنا مصانع للسلاح ومؤسسات وجامعات ومدارس و مطارات والأسلحة النووية حيث يمتلك الكيان المئات من الرؤوس النووية ويقوم باستيراد الغواصات النووية باستمرار من ألمانيا وغيرها أمام الدعم الأمريكي للكيان فهو بلا حدود حيث يواصل الكيان الصهيوني تطوير قدراته العسكرية بهدف الحفاظ على كيانه والحفاظ على أمنه على أرض فلسطين ..

يدرك الفلسطينيون التطورات والأوضاع السياسية في وطننا العربي والإقليم وقد تراجعت القضية الفلسطينية في اهتمامات أبناء الأمة الإسلامية العربية بسبب الأوضاع السياسية التي يحياها الوطن العربي والتحديات الجمة التي تواجه العرب هذه الأيام .

اليوم يحيا الفلسطينيون مرحلة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية  التي تراجعت في درجات الاهتمام العربي والإسلامي خاصة بعد ثورات الربيع العربية، والتغيرات الجسام في وطننا العربي الذي يحيا الهموم والآلام والصراعات الدامية في بعض الأقطار فضلا عن التدخل الأجنبي الخارجي  مثل التدخل الروسي والفارسي في الوطن العربي الذي ينفذ مخططات التقسيم والتفتيت لوطننا العربي وهناك عدد من الدول العربية سقطت في وحل الصراعات والنزعات الدينية المذهبية التقسيم فمثلا لم تعد سوريا كما هي ولم يعد السودان كما بل تعرض للتقسيم وبمباركة ودعم من الصهاينة ولبيا تواجه أحوالا صعبة واليمن يعاني الصراعات والاقتتال اليومي ويقاوم من اجل البقاء فلم يعد اليمن سعيدا ومزدهرا مثل السباق والعراق تواجه الانقسام بعد إجراء إقليم كردستان العراق استفتاء الانفصال عن بلاد الرافدين ..

القارئ العزيز اليوم الفلسطينيين بحاجة ماسة للتكاتف والتوحد ونبذ الخلافات والمضي في خطوات إنهاء سنوات الانقسام البغيض وإنهاء الشقاق بين أبناء الشعب والدم والوطن الواحد .

إن جهود المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام برعاية كبيرة واحتضان من الشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية ودعم ومساندة عربية ودولية وأممية تجعل الفلسطينيون أمام امتحان العسير في الأيام القادم وبإذن الله سينجح الفلسطينيين في هذا الاختبار.

الكل الفلسطيني ابتهج في البدء بخطوات المصالحة وإنهاء الانقسام، وهي بحاجة ماسة إلى إرادة سياسية صلبة عند أقطاب العمل السياسي الفلسطيني الكبار حركة حماس وحركة فتح وباعتقادي أن الجميع اليوم أصبح على جاهزية واستعداد كبير لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والسير قدما في مشروع وبرنامج تحرير ارض فلسطين .

يجب على الفلسطينيين إنهاء الانقسام للتفرغ لمواجهة التحديات الخطيرة والجسام التي تواجه القضية الفلسطينية وأبرزها مواصلة الاحتلال الصهيوني سرقة أرضنا الفلسطينية، ومواصلة تنفيذ  مشاريع ومخططات التهويد الاستيطاني وبناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة المحتلة ومواصلة مشاريع التهويد والتهجير في القدس ومنع المصليين واقتحامات المسجد الأقصى من اجل تنفيذ مخططات التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك ومخططات تهجير اهلنا المرابطين في القدس هذا فضلا عن مخططات طرد وتهجير فلسطينيو 48 .

كفانا آلالام وهموم داخلية التي جرها الانقسام ولنصنع الأمل والمستقبل للآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني لآلاف الشباب والخريجين نحو مستقبل مشرق يتوحد الكل الفلسطيني نحو الهدف الواحد والمصير الواحد للانتصار على عدونا الصهيوني.

 إن المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام  من الضرورات الفلسطينية الكبرى في هذه الأيام وهذه المرحلة الدقيقة في تاريخ القضية الفلسطينية وذلك للتوحد في مواجهة المخططات الصهيونية التي تستهدف الإنسان والأرض الفلسطينية وتستهدف المقدسات الفلسطينية وتقسيم المسجد الأقصى المبارك .

إلى الملتقى ،،