حل قضية فلسطين لا يكون إلا بتحريرها من بحرها إلى نهرها
إلى كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
كثرت في الآونة الأخيرة التحركات والتصريحات والأعمال السياسية المتعلقة بقضية فلسطين، وازدادت المؤامرات شدة وخبثاً بقيادة رأس الإجرام أمريكا، وسخرت لذلك كيان يهود وأدواتها من حكام المنطقة، وأجهزة المخابرات، وبعض السياسيين والكتاب والإعلاميين وبعض التنظيمات والأكاديميين وشياطين الإنس والجن، هادفة إلى محو كلمة التحرير من قاموس أهل فلسطين وعموم المسلمين، وتصفية قضية فلسطين لصالح كيان يهود المحتل.
لقد ركز المتآمرون على الحلول الاستسلامية تحت مسميات عدة من مثل حل الدولتين وحل الدولة الواحدة والسلام الإقليمي وصفقة القرن، وجميعها تصب في إلغاء مفهوم التحرير من أذهان المسلمين وتعفي جيوش الأمة من واجبها تجاه تحرير فلسطين وأهلها ومقدساتها، وتركز مفهوم السلام "الخياني" لتثبيت كيان يهود على معظم فلسطين مقابل شيء من حكم على جزء من فلسطين أو بعض أهلها.
لقد سخر الأعداء والمتآمرون والعملاء والمستخذون أمام يهود كل أدواتهم للضغط على أهل فلسطين لإخضاعهم وتمرير مخططاتهم الخبيثة وتحقيق السلام المزعوم مع الكيان الغاصب لفلسطين وتثبيته وجعله كيانا طبيعيا في المنطقة بدلا من التعامل معه ككيان سرطاني خبيث يجب استئصاله على أيدي جيوش التحرير المهللة المكبرة فتريح العالم من شروره، وتعيد فلسطين كاملة إلى سلطان الإسلام والمسلمين.
وحتى المصالحة بين فتح وحماس فقد أرادت لها أمريكا من خلال عميلها السيسي أن تكون خطوة إضافية لتثبيت كيان يهود واستكمالا لمشروع السلام المشؤوم.
وقد عبّر عن ذلك بوضوح الرئيس المصري، في بيان صدر عن الرئاسة المصرية عقب الاجتماع، الذي عقده يوم الأحد 8/10/2017 لبحث الجهود التي تبذلها مصر، من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، قال فيهإن "التحركات المصرية الرامية لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين في بدء مرحلة جديدة من وحدة الصف الفلسطيني تمهد للانطلاق نحو سلام عادل بين فلسطين و(إسرائيل)".
وأما غرينبلات؛ مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، فقد قال صباح الثلاثاء 10/10/2017 "إن التطورات التي تشهدها المصالحة الفلسطينية، تتناسب تماماً مع رؤيتنا وجدول الأعمال الأمريكي الذي يريد أن يأتي الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات كهيئة واحدة تتحدث عن جميع السكان، وليس فقط كسلطة لا تمثل الفلسطينيين في غزة".
يا أهل فلسطين، ويا أبناء الفصائل والتنظيمات: إن المؤامرة عظيمة والخطب جلل، وفلسطين لا يكون تحريرها إلا بالاعتصام بحبل الله المتين واستنصار الأمة الإسلامية وجيوشها لتحريرها كاملة، فهذا ما يوجبه عليكم الإسلام، واحذروا أمريكا وعملاءها فهم أعداؤنا وهم أولياء يهود ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾، واعلموا أن الركون إلى الظالمين موجِبٌ لعذاب الله ويحجب نصر الله ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾.
إلى هذا الخير ندعوكم أيها المسلمون، ندعوكم لحمل الإسلام والبراءة من الكفار وعملائهم، واستنصار الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وتحرير الأرض المباركة وكل بلاد المسلمين المحتلة، وثقوا بالله القوي العزيزالذي بيده الخير والنصر، يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير.
﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين
وسوم: العدد 742