مما حدث في تدمر
بدون تحديد العام
الأخ رامي ما تم – من حماة – أيضاً كان جالساً في العنبر فنادى عليه الشرطي من الشراقة – وشتمه شتماً فقذعاً فرد عليه بمثل كلامه – فقال له الشرطي – أُبَلَّغُ من بعدي قال له رامي ( إللي بعدك أحقر منك – فعلمُوه أبدياً وظلَّ يتلقى العذاب عاماً كاملاً – في كل تنفسي أو في التفقد – فكنا نسمعه يصرخ ويقول يا مغيث –
- الأخ زاهي الصوفي -
بدون تحديد العام
- من اللاذقية –
مهندس ومن الشباب الطيب – شتم الشرطي أمه وأمره أن يعيد الكلام فرفض – فعلَّمُوه ثمانية أشهر – ( معلم أبدي – وتكسرت أضلاعه بالعذاب - )
- الأخ محمد نبهان إسماعيل –
بدون تحديد العام
شاب طيب من قرية (قمحانة غرب حماة) كان رئيس عنبر في تدمر – طلب أحدُ الشرطة منه أن يجمع له الساعات الموجودة في أيدي الشباب – فأعطاهُ عدداً منها – فأخذها الشرطي – وذهب – ومرَّ أحدُ الرقباء من أمام الباب فرأهُ الأخ نبهان – فطرق الباب – وبلَّغه خبر السرقة – ونقلها الرقيب للإدارة – فجمع المساعد محمد نعمة – جميع الشرطة – وجاءَ بالأخ نبهان وسأله هل تعرفه قال نعم – وأشار إلى أحدهم – فقال له المساعد هذا أشرف من أبيك – وعلَّموه سنة كاملة – معلم أبدي – يطلبونه كل يوم .
بدون تحديد العام
مملوه على العازل إلى المشنقة
شاب دمشقي محكوم بالإعدام – وقبل التنفيذ – مزحَ مع شاب من حماة – اسمه (أبو الرمز) وكان (قريباً من بشار بن برد) ضخم الجثة – ثقيل الوزن فكسرت إحدى فقرات ظهره – فأصبح سطيح الفراش ينام على ظهره – وعندما جاءَ التنفيذ مملوه على العازل إلى المشنقة – ونفذوا فيه حكم الإعدام .
السعال ممنوع
بدون تحديد العام
شاب من حماة (بسام أصفر) سعال في عنبر (34) – فسمعه الشرطي من فوق العنبر المقابل – وطلبه بعد يومين – وأصلاه حفلة تعذيب –
ومثله الأخ عبدالرحيم مجلاوي – من قرية سرجة جبل الزاوية – عطس فسمعه الشرطي – والسنة أن من سمع العاطس يقول له يرحمك الله – لكن تشميت العاطس في سجن تدمر على أيدي مجهولي النسب وكثيري الآباء – التعليم وحفلة تعذيب
معشر القراء : هل سمعتم أو قرأتم أن الأفعال اللاإرادية من سعال وعطاس – ذنب يعاقب عليه السجين إلافي سجون - خنزير النصريين – وكلب إيران (حافر أسد )
الرقيب الساقط
بدون تحديد العام
كان في أحد العنابر شاب دمشقي جميل الصورة – فكان الرقيب أول جهاد (نصيري) يمدُ يده عليه – فبلَّغ رئيس العنبر (المقدم فيصل رئيس السجن فوبَّخهُ – كما أن الشرطة – عندما كانوا يُدخلون (الخبز وهو من السمون العسكري – كان أحدهم يطلبُ من رئيس العنبر – أن يخرج أحد الشباب لأنه – جميل الصورة ويأمرونه أن يُدخل كومة السمون واحدة – واحدة ليطول الوقت وهم ينظرون إليه)
شرب الماء بعد العصر أمر خطير
بدون تحديد العام
العنابر القريبة من الذاتية – كان سكانها – يتوقف عن شرب الماء بعد العصر – حتى لا يتضايق ليلاً – ويحتاج دورة المياه فإذا مرَّ شطري من أمام باب العنبر وفتح لوَّة الباب وهي قطعة بِشكير – ورآه ذاهباً – أو راجعاً إلى عازله – علَّمه – وفي الصباح تدور رحى العذاب ولقد شحَّت علينا المياهُ في آخر عام (1982) فكنا نشرب بسدَّادة مضربان الطحينة – حيث كان نصيب المجموعة مضربان واحد في اليوم أو اثنان لم أعد أذكر – وهذا في عنبر (34) .
الزيارة في عهد المساعد (محمد الخازم)
من عام 1980 إلى عام 1984
إذا جاء السجين زيارةٌ – يتظاهر محمد الخازم – بدماثة الأخلاق – وهو مساعد الذاتية خلال تلك الأعوام – فإذا ذهب أهل السجين – سرقوا أكثر الزيارة – وعندما يعود السجين إلى عنبره يجلدهُ الشرطي (دولاباً) بحجة أنه نظر إلى أبيه أو تكلَّم مع أمه – وإذا أراد أخ من أصحاب الزيارات الإنتقال إلى عنبر أخيه ليجتمعا – أخذ المساعد منه .
بدون تحديد العام
الفرق بين من دخل السجن بتهمة الإخوان- أو بتهمة إسلامية أياً كانت – ومن دخله بتهمة حزب اليمين – البعث العراقي – كان الشاب الذي دخل السجن بتهمة إسلامية إذا جاءته زيارة – وزّعها على إخوانه – أما البعثي اليميني فيحتفظ بها لنفسه.
بدون تحديد العام
الشاعر (خالد توّامة) (أبو الفتح)
- معرَّاوي –
في عنبر (16) وكان شيخه (عيد عباسي) تلميذ الشيخ ناصر الألباني – وبثَّ فيه الفكرة السلفية – وتحوَّل العنبر إلى حلبة للمصارعة الفكرية – ومربداً لعرض البضاعة – وندوة لتبادل التهم – تعبّاً تلاميذه بالحقد على الإخوان حتى سمعت أحدهم وقالها لي – أنا أعتبر الإخوان المسلمين دون حزب البعث – فوقف الأخ الكريم ( خالد توَّامة – وهو من شباب المعرَّة – وألقى هذه القصيدة
وهاهم إخوتي منصحتُ فيهم بصوت الحق مالوا للعداءِ
وصلت هذه القصيدة عن طريق أحد المجندين لإدارة السجن فاستدعته الإدارة – وطلبوا منه أن يقرأها أمامهم فقرأها وعندما وصل للبيت الثالث – قال له المساعد كفى – وأصلاهُ دولاباً عشرة أسواط – وانتهت مشكلتها.
الحذر لا يمنع القدر
بدون تحديد العام
كان معنا في السجن – شباب – والحمدلله – أن عددهم قليل لا يكلِّف نفسه – أن يُدخل جاطاً من البرغل – أو ربطةً من الخبز – وعلى صعب الحراسة الليلية – لا يتبرع أبد – نوبته فقط – حتى لا يتعرَّض لحفلة تعذيب – مما يتعرض لها شباب السخرة – الصيد – من أسود سجن تدمر – وبينما كان أحدهم جالساً في صدر العنبر – بعيداً كل البعد عن مواطن التعليم – وإذا بالشرطي ينادي على رئيس العنبر – ويقول له تعالَ – امشِ هنا – إلى اليمين تقدَّم قليلاً – وظلَّ يدرجَّهُ حتى وصل إلى ذلك الشباب وقال له هذا معلَّم – وفي اليوم الثاني طلبه للساحة وقام له بحفلة تعذيب – سببت له شبه ارتجاج بالدماغ.
بدون تحديد العام
شاب من حلب – جاءته زيارة – وأخذت أمه تعددُ له أنواع الحلويات التي حملوها له – مبرومة – كنافة – مستت – وكرابيج – قال لها عندنا كرابيج.
أبو جِرثوم
بدون تحديد العام
كنت أُكنِّي الشباب – بأسماء الصحابة والتابعين يتمنأ بهم وتبركاً – وجاء أحدهم وهو أحبهم إلى قلبي وأقربهم إلي – وقال لي كنيني باسم صحابي جليل قلتُ له (أبو جرثوم) قال ما وجدت غير هذا الاسم – فقرأت له الحديث (عن أبي ثعلبة الخشبي جرثوم) بن ناشر .... وضحك الشباب – ثم كفَّاهُ أحدُ الأخوة (أبو عمر).
أصحاب الشعر الطويل
بدون تحديد العام
كان أهالي السجناء من الأغنياء – يصلون إلى رئيس السجن (فيصل غانم) ويغدقون الهدايا عليه – من المال الطائل والسيارات والعسل – فيسمح لأولادهم بتربية الشعر – ولا يستطيع الشرطي أن ينالهم بأذى – وعندما يزورونهم يجدونهم بحالة جيدة – ويالهول الصدمة – عندما يزورونهم مرة ثانية فلا يجدونهم لقد نُفِّذَ فيهم حكم الإعدام.
الشهيد صالح بمبوق
بدون تحديد العام
كان موظفاً في وزارة النفط – وقيل أن سبب اعتقاله تأخير باخرة محملة بالتبرول – جاءَت هدية من حكام السعودية إلى أخيهم حافظ الأسد .
فاعتقلوه – وعندما حوكم قال للقاضي (سليمان الخطيب) إن رئيسك لا يُدينني – أي لم يثبت عليه أيُّ تهمة أساسية – لكنهم أعدموه.
الدكتور نزار الدقر يُحدثتنا
بدون تحديد العام
فقال – عندما خدمتُ العَلَمَ – حدثت هذه القصة – (الجيش السعودي الذي جاءَ إلى سوريا في حرب تشرين – وبقي إلى عام 1975 مرَّت مناسبة – يحتفل بها السعوديون – وضع الجيش طعاماً شهياً ودسماً – وحمل من الفواكه الصناديق الكثيرة – وبمختلف أنواعها – فجاءَ مساعد نصيري يحمل شنط كبير) وقال لهم (شو بتعطوني) قالوا له احمل ما تشاءُ – فملأ شنطه باللحوم والأرز والفراريج والفواكه وعاد إلى (البراكة)التي يخدم بها – ومنح إجازةً لكل العاملين معه – وقفل الباب من الداخل – وظلَّ يأكل إلى أن مات – عاد الجنود في الصباح وطرقوا الباب فلم يُفتح وداوموا طرف فلم يُفتح – فكسروه – ودخلوا فوجدوهُ ميتاً.
جمعة بقفا جمعة
بدون تحديد العام
شاب من قرى جسر الشغور – اسمه جمعة – قال له القاضي السفاح الخطيب – (اسمك قال جمعة – قال له عُدَّ للضابط عبدالقادر عبدالرزاق أثناء جلسة المحكمة أنت بدي خليك سنتين وأعدمك – وكان ذلك – أعدمه في 5/11) يوم السبت 1983
المناطحة
بدون تحديد العام
في الساحة التي تحتوي على عنبر (38) وبينما كان الشباب في التنفس – نادى الشرطي- وقال (واحد لهون) فلم يقم أحد – وكرر هامراراً – فقام شاب من حماة اسمه (أحمد المصري) (أبو حمزة) قال له تعال ونادى على سجين آخر فجاءَ – وأمرهما أن يتناطحا – حتى يسقط أحدهما على الأرض – وتتورم الرؤوس – ودام الحال ثلاثة أشهر – ويرحم الله شيخنا عبدالحميد كشك – ندما كان يتحدث عما حدث للمسلمين في سجون عبدالناصر – يقرأُ هذه الأية (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين – ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون – قال إخسؤوا فيها ولا تكلمون – إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين) فأدخلتموهم السجن وفتحتم لهم أبوب السجن الحربي وطرة – والقلعة – وعاملتموهم معاملة القردة – وهكذا كانت معاملة الشرطة لنا – الأخ أحمد المصري من الإخوة الطيبين – وكان من شباب السخرة – والحرس الليلي – جزاه الله عنا خيراً.
بدون تحديد العام
في عنبر (33) وكان رئيسه الأخ ياسر عوني – طبيب من بانياس – بينما كان الشباب في التنفس من بانياس – ونادى الشرطي واقفاً – فوقف – الجميع – لكن رجلاً مُسناً تهالك على نفسه – وقام ببطءٍ شديد – فأشار الرقيب للشرطة أن أنهوه – فقتلوهُ بالعصي والركل بالأقدام - حدثني بهذا الحديث أحد السجناءِ.
وأيضاً كان عنبر (33) رجلٌ مُسن – يقول للشباب – يا أبنائي كل واحدٍ يظن أن فرنسا خرجت من سوريا فهو مخطىء – فرنسا باقية –
الكالون الفارغ حمل ثقيل
بدون تحديد العام
شاب في سجن تدمر – أصيب بالسل – وتمكن منه السل أي تمكن – حاول يوماً أن يدفع كالوناً فارغاً – فلم يستطع وجاهد كثيراً وتصبب عرقاً – ولم يستَطع – حدثني بهذه العقبة الأخ خالد الفارس أبو نعيم من شباب اللاذقية
النوم تحت اسلسيارة
بدون تحديد العام
شباب أخلي سبيلهم – من تدمر – وعبر الطريق الصحراوي تعطّلت – السيارة – وكانت الدورية من سجن (صيدنايا) فقال رئيس الدورية – نعود إلى تدمر – وننام الليلة هناك وفي الصباح نعود – فأخذ الشباب يتوسلون إليه – قائلين لا تعيدونا إلى تدمر – ننام تحت السيارة – وأشهروا علينا السلاح – بس لا ترجعونا إلى تدمر – وعندما رأى قائد الدورية حالهم – وسمع استعطافهم – رقَّ لحالهم وأشفق عليهم – فاتصل بإدارة سجن صيدنايا – فأرسلو إليهم سيارة وتابعوا السير –
احكم أخي القارئ على سجن تدمر من خلال هذا الموقف....
النقيب خالد تفتاني
بدون تحديد العام
من شباب اللاذقية الطيبين – كان هو وأخوه في تدمر ضابط برتبة نقيب – عمل رئيس عنبر (6) سنوات نادى عليه الشرطي وأمره أن يأخذ الأرض منبطحاً ويرفع رجليه – ففعل - (600) كرباج – حدثني بها النقيب خالد – عام 1992 – في عنبر (32) حيث ما يزال يعاني من آلام تلك الحفلة.
الأخ سائق والإبن معاون
بدون تحديد العام
شاب أخلي سبيله من سجن تدمر – ووقف على الطريق العام ينتظر سيارة – فمرَّ عليه (مكروباص) فأشار إليه – فوقف وصعدا الراكب – وأخرج الأجور – على ما عهد في الثمانينات قبل الاعتقال – فقال المعاون – الأجرة كذا – وكذا – ودار حديث بينهم – وإذا بالسائق – أخوه – والمعاون ابنه.
بدون تحديد العام
في إحدى ساحات تدمر – بحرةُ ماءٍ مهجورة – فكان الزبانية يأتون – بالأخ – ويضعون عنقه على جدارها من الأعلى وينام عليه كالوسادة – ثم ينزل الجلادُ على عنقه بالعصا فيسقط ميتاً.
سلخ جلد الأُليتنين
بدون تحديد العام
الأخ عبدالكريم محشية – رحمة الله عليه – من خيرة شباب اللاذقية – أخذوه إلى العلاج في صيدنايا وأجلسوه في صندوق سيارة (الزيل) فوق الدولاب وحميت ماكينةُ السيارة – (الماتور) وهو جالس فوقه – بدأ الصراخ – وما وصل مشفى صيدنايا إلا بالرفق الأخير – وسلخ جلد أليته من حر الحديد.
مقتل عبدالناصر عباسي
في عام 1981 – ذهبت دفعة من المُعتقلين – إلى تدمر – وكان من بينهم – الأخوان الكريمان – عبدالكريم محشية من اللاذقية – والثاني عبدالناصر عباسي من دمشق وكانت الدفعة كبيرة – قرابة ستين شخصاً – صعد رئيس السجن فيصل غانم – إلى سطح أحد العنابر المشرفة على الساحة الأولى – وجلس على كرسي وبدأت حفلة الاستقبال – وبقي العذاب من الصباح حتى الظهر – وفيصل غانم جالس على كرسيه يتلذذ بسماع أصوات من يستغيثون فلا يُغاثون..
الشهيد عبدالناصر عباسي – كسَّروا له أسنانه ومات تحت التعذيب حيث أن وصية من الفرع الذي اعتقله جاءَت به إلى الزبانية في تدمر.
1981
شاب طيب من منطقة جسرا الشغور – قرية الكستنا – كان يركب في (مكروباص) وكان إلى جانبه شاب من الإخوان فقال له – ما رأيك أن تنتظم معنا – فقال له أرجوك لا تمزح معي بهذا المزح – دخل السجن عشر سنوات – ليس لرفضه التنظيم – إنما لكتمه هذا الخبر – ولم يبلِّغ هذا الكلام للمخابرات.
مما حدث في تدمر
1981
في فصل الشتاء – من ذلك العام – خرج أحد العنابر إلى الحمام، والبرد الشديد، والشباب، يلبسون الشورت فقط – وبينما كانوا عائدين – استوقفهم الشرطة في إحدى الساحات – ووجوههم إلى الجدار مدة ساعتين كاملتين – فجفت ثيابهم من البرد والشرطة يميلون عليهم بالكرابيج – حيث كان – رئيس السجن – بزيارة لعنبر النساء – وأصلى إحداهن دولاباً بتهمة المشاغبة.
خطيب الجمعة
1981
شاب دمشقي من عائلة المؤذن – دخل السجن – فسأله فيصل غانم: شو بتعمل؟ قال له: أخطب الجمعة قال له: وعن أي شيء كنت تخطب؟ قال: عن الصبر قال له: اصبر إذن وذلك عند حفلة الاستقبال.
الطبيب – محمد خير عابدين
أو محمد شر جاحدين
1992
من معرة النعمان – كان مسجوناً بتهمة الإخوان أو على ذمة الإخوان – وكان مبغوصاً من السجناء – حتى من الشرطة وقلَّما نزل في عنبر – إلا تعرض للإهانة والضرب من الشباب – وأنا من الذين ضربوه لبذاءة لسانه – ألفاظه – سوقية بالآخر – ذهب إلى مشفى صيدنايا عام 1993 للعلاج وعندما عاد حمَّلَهُ الشباب هناك مبلغاً طائلاً من المال – ليوزعه على الشباب في تدمر فاحتفظ به لنفسه – وجعل نفسه المنعم والمتفضل فيشتري بعض الحاجات ويعطيها – لمن أراد – وهو الذي تسبب في قتل المهندس ياسين صوّاف عام 1989 وهو الذي تسبب بحفلة تعذيب كبرى لشاب من قرية حيرجاموس – منطقة حارم في 2/5 يوم الثلاثاء 1992 حيث كان مع ذلك الشاب انفصام وكان المسؤول الصحي – سابقاً لا يخرجه إلى التنفس لكن هذا المجرم – وقد تسلَّم مسؤولاً صحياً في عنبر (32) أصرّ على إخراجه إلى التنفس – مخرج المسكين رافعاً رأسه – ورآه الشرطي حيث أن رفع الرأس وفتح العينين ممنوع أثناء التنفس – فنادى عليه وجلده 500 كرباج على رجليه .
مما حدث في تدمر
1982
دكتور في الجامعة يمسح الحذاءَ
بينما كنا نمشي – بالتنفس – عام 1982 – نادى أحد الشرطة العسكرية – على الأخ مضر غالب الأتاسي – من حمص وأمره أن يمسح له حذاءَه ففعل – وبعد أن انتهى ركله على وجهه – فسال منه الدم – ودخل الأخ راضياً بقضاءِ الله – وسألناه عن شعوره – فقال – إذا سألني الله يوم القيامة – فيما هذه الشجةُ يا عبدي – أقولُ في سبيلك يارب –
العطش في الشتاء
1982
في عام 1982 شحَّت المياه في السجن فكان نصيب المجموعة من عشرة أشخاص – من الماءِ – مضربان طحينة – وكان رئيس المجموعة يسقي أفراد مجموعته – بسدادةِ المضربان – أما من أصبح جُنباً فنصيبه – مضربان أو ثلاثة ليغتسل ويسقط الحدث –
المبتلى عبدالقادر خليفة
1982
كان في عنبر (32) شاب من جبل الزاوية – اسمه عبدالقادر الخطيب – يحمل إجازةً في الفلسفة – أو علم النفس وكان رئيس عنبر (32) فكان الرقيب النفيري سهيل العجوز – يحتج عليه – أنه كان جالساً وحوله عشرون شخصاً – فبأيِّ شيءُ كنتم تتحدثون وقصده من ذلك – أن يُعطيه فلوساً – فكان يجلده عاري الصدر – ثم جاءَه استدعاءٌ للتحقيق إلى فرع أمن الدولة – محافظة إدلب – حَيثُ وُجِدَ اسم له في إحدى القواعد – فكان رئيس الفرع العقيد نبهان سباهي – من قرية قمحانة غرب حماة يُعذبه بما يلي – يأتي بالمسلَّة ويغرزها في كرشه – ساقة –
السماءُ ملبَّدة بالغيوم
1982
خرجنا للحمام – وكان عنبر (32) أمامنا قد خرج للحلاقة – والشرطة يلبسون (الفلت العسكري) من شدة البرد – ونحن عراةٌ (بالشرط) فقط فكانوا يعترضوننا بالسياط – جاءَتنا الحلاقة حفلتان تعذيب في يومٍ واحد
( نااااااااااااااااااقص )
ويظلُّ يحكه على الأرض- وعلى طرف الجدار – حتى يصبح رفيعاً ثم يثقبه – بشريط حصل عليه في العنبر – أو بمسمار ويجعل منه إبرة – أمَّا الخخيطان – فكنا نضعها من أكياس النايلو التي يأتينا بها الخبز – حيث كنا نشرِّجُ الكيس – ونجعل منه خيطاناً – بعد أن نفتلها ونبرمها حتى تصبح قوية – ونخيط بها الثياب إلى أن وزعُّوا علينا الإبر عام 1984 .
الإخوان في الشرطة العسكرية
1982
من الذين كانوا يتعرضون للتعذيب - بشكل يومي – الشباب الذين كانوا يخدمون في الجيش (شرطة عسكرية) كالشاب الطيب إبراهيم شعبان من مدينة سراقب – والرائد –لؤي الخير – وكان طبيباً – حيثُ كان رئيس عنبر –
يونس رسلان الكنج
1982
كان بعثياً مسلحاً – وبينما كان على طرف – القرية يقضي حاجته – جاءَه شاب من الإخوان – ولفَّه م
إلى هذا الحد
1982
بلغ سوء المعاملة – أنهم كانوا يأمروننا أن نُفرِّغ جواطي البرغل – على الأرض – أمام باب
دورة المياه فكان السخرةُ من الشباب – قبل أن يأتي الطعام يغسلون المكان الذي سَيوْضعُ فيه الطعام
الحلوى
1982
كان يأتينا الدوسير أسبوعياً – قطعة حلوى واحدة من المبرومة – للشخص الواحد – وكان يدخل بيت رئيس السجن فيصل غانم (صينيات) وليس عنده في البيت سوى زوجته – لأنه عقيم
خياطةُ الثياب عام 1982
كانت الأبرُ ممنوعة إلى عام 1984 فكيف كان السجناء يخيطون ثيابهم – كان معنا شاب من حماة - من عائلة العرواني – كان أخرساً – وأطرشاً وكان يتكلم بالإشارة – كان يأتي بعظم الفروج ذراعيه – من الخلف – وقال له تعال واشتغل معنا وتعاركا طويلاً – تغلّب في نهايتها يونس – واستطاع يونس إلى إدلب – وبلَّغ الخبر الفرع أمن الدولة فقالوا له أنت كذاب – وهذه حيلةٌ منك – لهدف في نفسك – وبدأ العذاب – ثم حوَّلوه إلى الفراغ العسكري وداوموا عليه العذاب – ثم حوَّلوه إلى تدمر بتهمة كتم المعلومات – فكان يقول – دخلت فرعين من فروع المخابرات – ولو دخلتُ الثالث لأصبحتُ من الإخوان المسلمين – والحمدلله أنهُ حفظ القرآن في تدمر – وأصبح من خيرة الشباب.
ستة أقراص جبنة فطور
1982
في تشرين أول من ذلك العام جاَت وجبة الفطور – ستة أقراص جبنة لـ (150) شخص فطور – و 400غ مربَّى .
جميل بن معمر الجمحي في تدمر
(حسين خطاب) ذهب إلى تدمر – وتابع هوايته المفضلة هناك – من النميمة – وإشعال الفتن بين الناس .
قضينا في عنبر (32) بعد فرز الأحكام المؤقتة من 19/7 يوم السبت 1991 إلى 22/11/1995 أيضاً يوم السبت على ما أذكر – خلال هذه المدة – ما حدثت فتنة بين اثنين – أو مشكلة بين جماعة إلا كان سببها وهذه الفتن التي أشعلها .
بعد عشرة أيام من الإعتقال – ولم يكن هناك ذكر لمدينة سراقب في الفراغ أبداً – سألني المحقق عن اثنين من شباب سراقب هاربين عن علاقتي بهما – قلت صداقة – وانتهى الموضوع وإذا به يُخبرُ المحققين – أن هناك عشرة من شباب سراقب زاروا محمود بعد عيد الأضحى بثلاثة أيام وسألته – لماذا بلغت المخابرات أمرا لزيارة فقال ما يلي – وإليكم المبررات
1- قال أنا قلتُ زيارة – ولا يضر ذكرها – أرأيت أخي القارئ على هذا الاجتهاد
2- قال كوا شباب سراقب اعترفوا على بعضهم عام (1981) وكأن الإعتراف على الناس وجلبهم إلى السجون – ميدان للسباق – و( وفي هذا فلتنافس المتنافسون) (ومزاجه من تسنيم)
3- قال لي أمور مضت – من عشر سنوات لماذا تذكرها – وكأن مثل هذا الأمر تموت بالتقادم
4- وأخيراً قال وهو مطرق رأسه – والذل والخجل باديان على وجهه ( أنا ذكرتهم – واستغفر الله وأتوب – والله يعفي عني - )
بالنسبة لي – ممكن أسامحه عن نفسي – أما وشايته على الشباب سراقب فلن أسامحه لافي الدنيا ولافي الأخر – ولا على اتهامه لي بتنظيم أسرة في الإخوان – ولا اتهامي بأني قلت له ( إن أحمد سيف منظم – لأنه كذب وكان يدلي بهذه الإعترافات – حتى لا يرفع المحقق يده عليه – المهم عنده أن يعود إلى الزنزانة سالماً من صفعة مهما كانت صغيرة – ويبقى آمناً في سربه معافى في بدنه –
هذه الفتن أشعلها في فرع إدلب العسكري أما في تدمر – ورغم الأهوال لم يبخلَّ عن طبعه – وسأذكر الفتن التي أشعلها في سجن تدمر – بأعوامها عندما أصل إليها.
أولاد القاسم
من قرية سرجة
اعتقل السفَّاح عدنان عاصي – رئيس قسم التحقيق في فرع المخابرات العسكرية في فرع إدلب العسكري أربعة أشقاء – الشيخ عمر القاسم – إبراهيم القاسم – محمد القاسم – أحمد القاسم – وسأل المقدّم عبدالسلام اداغستاني – إبراهيم القاسم وقال له – كيف قلب أمك قال له صابرة
تعطَّل التفقد يوماً واحداً
في عام 1982 ما قرءوا التفقد – حدث ذلك خلال – أربعة عشر عاماً – في يوم ذهب اليهودي الفارسي حافظ أسد – ومعه ضيفه اليهودي الروماني – إلى تدمر لزيارة الآثار – وانشغل الشرطة بالمراسيم – وجاءُوا قبيل العصر – وفتحوا الأبواب وأدخلوا الطعام وضربوا رئيس عنبر (34) وخرجوا
مما حدث في تدمر (1983)
النهب والسرقة
وفي صيف ذلك العام – جاء أحد الشرطة وقال لنا ألا تريدون أن تتثقفوا – قال لهم رئيس العنبر نعم فجمع من كل عنبر (800) ل.س ومددوا لنا أسلاك الكهرباءِ – ووضعوا المكرفونات على أسطحة العنابر – وصرنا نسمعُ – صوت الراديو – ودام الحال – أشهر معدودة – ثم قطعوا الأسلاك ولم نعد نسمع شيئاً – ووضع محمد الخازم المبلغ كاملاً في جيبه
الولدان عندكم
1983
رجل من حماة عمره (68) سنة – ولداه في السجن – جاءوا به بتهمة كتم المعلومات – فقال لهم طالما أن ولدي عندكم في السجن فعمن كتمتُ المعلومات – أُخلي سبيله عام (1990) إثر حفلة تعذيب – كاد أن يفارق الحياة – حيثُ أُخلي سبيله – مع العضال – وأصحاب الأمراض المزمنة – ومن تجاوز التسين عاماً.
المتهم بالبصاق على صورة حافظ أسد
1983
كان في الساحة السادسة الأولى – التي تحتوي على العنابر التالية – 34 – 33 – 32 – الندوة عنبر اسمه عنبر صدر وكان رئيسه علوياً – اسمه بديع حيفا – وهو اسم علاوة أنه علوي – فهو من أحطَّ خلق الله اتهم شاباً عنده أنه بصق على صورة (الحاخام) فوشى به إلى الرقيب (جهاد) فأخرجه من العنبر زحفاً على الأكواع والركب – والسياط منها لهُ على ظهره – وهو عارٍ إلا مما يسترعورته – والمسافة من أول الساحة إلى آخرها – لا تقلُّ عن (150)م فأخذ يشتمُ الإخوان.
من أعان ظالماً على
ظلمه سلطه الله عليه
كانت نهاية بديع حيفاً – أن الشرطة لكثرةِ ما وشي على الناس كرهوه – فأخرجوهُ ذات يوم – وقاموا له بحفلة تعذيب – تحطَّم على إثرها وقعد .
الفرق بين الإلتزام والتفلت
1983
كان معنا في تدمر عنبر (34) ضابط من مدينة حماة برتبة مقدَّم – اسمه خالد جزماتي – متزوج بفتاة من بانياس أو طرطروس تحديداً – وجاءَت إليه زيارةً – إلى تدمر – وكانت تلبس (بدلة جنز بنطال وجاكيت) ونظر الرقباءُ النصيريون إليها – ثم نظر أحدهم إليه نظرة شذر – وقال له (والله عرفان تنفي ياجزماتي) طلقتهُ فيما بعد – وكان ضابطاً في البحرية.
اللإلتزام هيبة ووقار
على غرار ذلك وفي عام 1994 جاءَت الأخ سعيد عطا زيارة – وهو من مدينة قارة – منطقة القلمون – وهو طالب علم فكانت زوجته مجلببة – وبناتها مثلها وأولاده يلبسون الكلابيات وعلى رؤوسهم ( الطواقي البيض لأنهم طلاب علم – وسأل زوجته أمام المساعد أين يدرس الأولاد والبنات قالت له ( في معهد الفتح الإسلامي لأن المعهد شعبتان أوبناءَان – أحدهما للذكور والثاني للإناث – وسأل المساعد ( محمد نعمة – شو بتشتغل قال (إمام مسجد) فهابوا الزيارة – لم يسرقوا منها وكانت مباركة عمَّت العنبر.
المساعد حنون
1983
الشهيد صلاح الدين ( عبيسي – من حماة جاءَته زيارة في عام 1983 وكانت حافلةً بجميع أنواع الألبسة وأراد أن يلفت نظر أمله – إلى مانعاتي في السجن – وقال لهم – (هذا المساعد محمد الخازم) يحنُّ علينا أكثر أكثر مما يحن فلان على زوجته) وكان لهم جار – يضرب زوجته كثيراً – ثم قال لهم إلحقونا بواسطة – فلقد عيَّدوا علينا – ويقصد عيد الأضحى عام 1983 بمئة وعشرة أشخاص – وكانت زيارته في شهر تشرين أول – ويقصد الإعدام الذي حدث في 14/9 يوم الأربعاء 1983 وذهب فيه وليد لعبدالله ومحمد حسن التمرو- وهذان الأخوان من مدينة الباب ورضوان مجبر من حلب – وضياء القاسم – سراقب
زيارة لحيَّان
1983
الأخ حيان نجم – من حماة جاءَته زيارة عام 1983 فوزعها على المحتاجين – وبقي بلباسه لم يضف إليه شيئاً – ولم يظهر عليه جديد.
فيصل غانم يزاود على رؤساءِ الفروع
وفي عام 1983 استدعى فيصل غانم كل سجين له أمانات في الفرع – الذي اعتقله – وسجّل اسمه لا حرصاً على مصلحة السجين – أو شفقة عليه – إنما ليدفع عن نفسه تهمة السرقة – والثراءِ الفاحش من خلال سجن تدمر – بمعنى أنني كما أسرق السجناء وأبتزهم – فأنتم تسرقون المعتقلين في الفروع وأسفرت هذه التمثيلية عما يلي – لم ترجع الأمانات – وما توقف فيصل غانم عن النهب والسلب – والسرقة المشروعة في قوانين حافظ أسد.
أحمد مصطفى الموسى (أبو ليد السرحان)
1983
هذا الرجل من قرية إحسم – وهو من وجهاء القرية – اعتقله فرع أمن الدولة في إدلب – الذي كان يديره العقيد السفاح نبهان السباهي – والذي حقق معه (هو نبهان – وكان التحقيق كالتالي)
1- س: أنت وجيه عائلتك؟
ج: نعم
2- س: أنت تملك جرار أزراعياً – حصّادة
ج: نعم
3- س: أنت متزوج من اثنتين – الأولى عجوز مثلك والثانية تزوجتها وعمرها 15 سنة ؟
ج: نعم
س – العاهر نبهان اسباهي يسأل – فمع أيهما تسَرُّ أكثر – ثم بدأ العذاب وأخذ يركله بحذائه على أضلاعه التي قوْسَتْها السنون – وتكاد تخرج من الإهاب – من نحافة الجسم وتعدها – تحت الثياب والليل عاكر.
( حدثني أحد عناصر المخابرات – وكان يعمل في القسم الجنائي في أحد فروع المخابرات وقال: لقد كان والد نبهان سباهي يدعو عليه بالغضب من الله – ويقول له ( الله يغضب عليك – مالك شغل إلا قتل المسلمين وهتك الأعراض – يُقال أن أصل عائلة بيت سباهي في قرية قمحانة (نصيرية) – كان عند نبهان سباهي – في فرع أمن الدولة بإدلب – سخانة كهرباء يضع عليها المعتقلين وصل أحدهم إلى تدمر – وظلَّ خمسة أشهر – يقضي حاجته على جنبه – ولا يستطيع الجلوس
دفعة بعد العصر
1983
بينما كنا جالسين في التنفس في شهر رمضان – بعد عصر أحد الأيام وكانوا يفتحون علينا الأبواب – ونبقى – داخل العنبر جاءت دفعةٌ جديدة – من المعتقلين – إلى السجن منهم الأخوة التالية أسماؤهم – رضوان قطَّان – هاني الملقى – عبدالعزيز القلفة – مرهف الشامي – واستقبلوهم – أمام عنبر (32) فكنا نسمع صراخهم وعندما أدخلوهم إلى عنبرنا (34) رأيت الأخ رضوان قطَّان وقد حُفِرَ وجه + قدميه حفراً بالسياط – رأيته بأم عيني –
وشيتُ على الحلاق
1983
خرجنا إلى الحلاقة في فترة تحسين المعاملة التي استمرت من 1 / 2 يوم الثلاثاء 1983 – إلى 21/9/1984 وكان التحسين فقط فتح العيون أثناء التنفس وزيادة الطعام – وكان التعذيب مقنناً – خرجنا للحلاقة وعدنا إلى العنبر – ووجوهنا تسحُ دماً – وجاءَ العريف صافي – وقال آخر دفعة خرجت للحلاقة – تخرج مخرجنا وعندما رآنا قال هل تعرف من حلق لك قلتُ نعم وأشرتُ عليه – فتوعده صافي .
مما حدث في 1985
عبدالله الأحمر يزور إسرائيل
في عام 1985 بينما كان الأمين العام المساعد للحزب عبدالله الأحمر عائداً من سفره – نزلت به الطائرة في أحدِ مطارات إسرائيل – قالوا إنها نزلت خطأً هذا الكلام مرفوض – إنماهو عين القصد – فربما كانت مشكلة عالقة بين حافظ أسد وحكام إسرائيل – بعد تدمير مدينة طرابلس – من الجيش السوري يوم دخلها في ذلك العام – فطلب الحاخام حافظ أسد المقبور من سكرتيرة – أن يعرِّج على الأحبة ليبلغهم أو ينقل لهم وجهة نظر معلمة في تلك المشكلة وربما كان (آيل شارون مريضاً ليطمئن على صحته)
شبعنا
1985
نزل أحد الشباب عام 1985 حيث جاءته زيارة إلى أحد فروع حماة – حيث أنه من قرية معردس المجاورة للمدينة من جهة الشمال وبقي – قرابة شهر ونصف ثما عاد فوقف على الملأ – وأخذ يُحدثنا – ومما قال (أكلنا وشبعنا) فعجبنا كل العحب – هل يمكن أن يحدث هذا سجون حافظ أسد.
الملاعق ممنوعة
كانت الملاعق ممنوعة – فكنا نصنع – الملاعق من جواطي البلاستيك المكسَّرة – ومع هذا فقد صادروها عام 1986 وبقيت عندهم أربعة أشهر – ثم عادوها لنا
من أعان ظالماً على ظلمه – سلطة الله عليه في عام 1986 – خرج مخبر من عنبر (31) على الشباب – بالصلاة والدروس – فقال له الرقيب من يشهد معك – قال فلان فنادو عليه – فخرج وقال له يا سيدي إنه كذاب – رغم أنه صديقه فألقى الشرطة المخبر أرضاً – وأصلوه حفلة كاد أن يموت.
مماحدث عام 1986
أخوان ماتا في يومٍ واحد
في ذلك العام أُعدم في سجن تدمر شاب – من قرية معرتحرما - اسمه حزين القاسم – وكان له أخ خارج السجن يسعى له ليخرجه من السجن – وسعى له في زيارة كلَّفت خمسين ألفاً – فاعتقله عدنان عاصي – السفاح المافيا – وبينما كان في عنبر (31) نظر إلى الساحة وكان صباح تنفيذ – وإذا بأخيه (حزين) بين عنصرين من عناصر الشرطة العسكرية – معصوب العينين – مقيد اليدين – إلى حبل المشنقة – فجاءته جلطةٌ ومات وحمل إلى قريته في تابوت.
هرنت النصراني الأرمني أسلم
1986
في ذلك العام دخل سجن تدمر - شاب من القامشلي – وكان مجند أخ صفوف حزب الكتائب في لبنان – ودخل سجن تدمر بتهمة قتل أفراد من الجيش السوري – وأخبر رئيس عنبر (21) رئيس السجن أيامها (الرائد بركات العش) فقال لهم نطِّموه – فأسلم وحسن إسلامه – ودخل عنبر (34) في بداية عام 1987 وأجرى له الشاب عملية ختان – وكان حريصاً على الصلاة – وسمى نفسه (أبو إبراهيم) وأسأل الله له الثبات .
1986
في ذلك العام – كنت لا أستطيع – رفع الصوت عندما ألقي درساً – من شدة الجوع – وكنتُ أشعر – أن عظم العجز يوخزني كالإبرة .
1986
في ذلك العام – والجوع شديد – ومن سوءِ التغذية ووضع الطعام في الجواطي بدون غسيل – وانتشر داء السل – والقلاع – والربو – واليرقان – جاء أحد المرضى في أحد العنابر – وظناً في عنبر (14) وسأل المسؤول الصحي (الأخ ياسر عنفليص) وقال له (عن أي شيء أحتمي يا دكتور – قال له كل ما تشاءُ باستثناء القمقمة في الزبالة)
مما حدث في عام 1987
بينما كان أحد الشرطة العسكرية – وكان حارساً ليلياً – على سطح أحد العنابر – فاحتاج دورة المياه – فجاء إلى عنبر – له نافذة سقفية فوق دورة المياه – فقضى حاجته – وتناثر البراز على الجدار – ثم طلب الشرطي من الحرس الليلي الداخلي – وهو الذي يقف من الشباب في باب غرفة المطبخ المفتوح على العنبر لكي ينظم الدخول إلى الحمام ليلاً – أن يوقظ خمسة من الشباب لكي يغسلوا النجاسة – فغسلوها وعلمهم جميعاً – وفي الصباح خرج المعلمون – وأصلوهم حفلة تعذيب كبيرة – ثم سأل الرقيب أول الأمريكي – رئيس العنبر فأخبره عن السبب – وأنهم لم يفعلوا شيئاً – فصفع الشرطي بيده – وربما نقله من السجن.
مريض القلب (بسام نجيم)
الأخ بسام نجيم من حماة – كان مريض قلب – وقد جاءَ من عنبر (17) في بداية عام (1987) حيث فرطوهُ ووزعوه على البناء – إلى عنبر (34) وبقي معنا أياماً ثم جاءته نوبة قلب فطرق رئيس العنبر – الباب وأخبرهم – فجاء الشرطة – وحملوه في بطانية – إلى ساحة الذاتية – وأكلوا عليه بالكرابيج وأرسلوه إلى أهله – مسجىً في كساءِ.
رحيل الأحبة
في عام 1987 توفي الأخوة التالية في سجن تدمر:
1- العم محمد ديب قندح من معرة النعمان – وقد اعتقلهُ السفَّاح المافيا عدنان عاصي – رهينةً عن صهريه ( إبراهيم الحاج حسين – وحمدو الحاج حسين – الأول أُعدم في 14/11/1983 – والثاني فرَّ إلى الأردن .
2- الأستاذ عمر حيدر ( أبو بسام رحمة الله عليه – وكان المعتمدين عند الششيخ أحمد الحصري في معهد الإمام النووي – وعضواً في جمعية النهضة – رحمة الله عليه.
3- العميد أحمد الغنوم رحمة الله عليه ( من مدينة كفرنبل ) أعتقل رهينة عن أخيه – مات بسرطان المعدة.
4- عبدالكريم عبود (أبو غازي) أيضاً كم كفرنبل كان من خيرة الناس – رحمهم الله.
مما حدث 1988 النظر للشراقة
وفي 28/12/1988 يوم الأربعاء – حدث ما يلي:
كان معنا بعض (المسنين ممن تتزيد أعمارهم على ثمانين عاماً نظر أحدهم إلى الشراقة – (النافذة السقفية) مساءَ يوم – فرآه الشرطي فوق السطح – فعلّمه – وفي الصباح طلبوه للساحة فتطوع الأخ حسن النجار – أبو علي ) من حماة – وهو من خيرة شباب حماة في المحنة وألقوه أرضاً – وانهالوا عليه بالسياط – وكانت كسابقتها مع الأخ نضال – ودخل العنبر بحالة يُرثَى لها – الإنسان الحموي – يُعرف بالشجاعة والإقدام والنخوة ولذا كان أغلب من يقوم على خدمة العنابر – في السخرة الخارجية – والحرس الليلي – والتطوع في الملمات – من شباب مدينة حماة.
الكشف على المسلولين
في 13/9/1988 ظناً – يوم السبت – جاءَ الطبيب النصيري – (طبيب السجن) برتبة ملازم – إلى عنبر صدر على يمين – عنبر (34) وكان شبابه مصابين بداء السل – فكان ذلك الطبيب القرمطي كلَّما وقّع الكشف على مريض أرسله إلى الجلادين فكانوا يجلدونه على ظهره حتى يستغيث.
مما حدث عام 1988
تذرّع المساعد بالأسماءِ
في 21/2/1988 وزَّعت علينا – إدارة السجن ألبسةً داخلية لكل سجين قطعتان ( شرت وقميص) وطلب المساعد محمد نعمة من رئيس العنبر الأخ محمود الياسين (من حماة) أن يسجل أسماء المحتاجين وندب السيد حسين خطَّاب نفسه – لكي يسجل الأسماء، وأخذ يسجل – وكل سجين يكتب اسمه ويوقع بجانبه وكان عدد المحتاجين كثيراً – وفوجئ المساعد بالعدد وكان يحب أن يكون العدد قليلاً – ليأخذ الكمية ويبيعها – فاحتج على رئيس العنبر – بأن التوقيعات ليست دقيقة – ثم طلب منه أن يُخرج من سجل الأسماء فلم يخرج حسين – لأنه أقل من أن يتحمل هذه المسؤولية بكثير وكثير جداً – هو فقط يحب أن يظهر – فاضطر الأخ محمود – أن يُخرج الأخ نضال أصفر – من حماة (بالمونة) قال له أبو عبدو قم – فخرج نضال وأمروه أن يكون عاري الصدر وأن ينام كبّاً على بطنه ويداه إلى الوراء وانهالوا عليه بالسياط حتى عاد وظهره كالحبر الأزرق- فمن كان تماثل منهم للشفاء – انتكس وعادت له الإصابة – والنكسة أشدُّ من المرض – قل قرأتم أو سمعتم في التاريخ – أن مريض السل يوقّع عليه الكشف بالسياط – إلا في سجون حافر أسد – كان يومها بالتنفس – عنبر (34) وسمعتُ وشاهدت ذلك.
المخبرون الثلاثة
في صيف عام 6/24/1988 حدثت هذه المشكلة في عنبر (27) حيث كان في سجن تدمر شباب – دخلوا السجن على خلفية الإخوان – وطالت المحنة عليهم فتحولوا إلى حاقدين على الإخوان – ومنهم هؤلاء الثلاثة:
1- علي سليم – حلب
2- نعمان نجيب علوان – حلب – ويسكن في اللاذقية
3- محمود الفاضل – من الباب – حلب – حدثتْ مشاجرة في العنبر – كان هؤلاءِ الثلاثة طرفاً – وبقية الشباب طرفاً آخر – وتعمدوا رفع الصوت – حتى سمع الشرطة – على أسطحة العنابر فأخبروا الإدارة – وجاءَ الزبانية – ومعهم الدواليب – وبدأتْ أطول حفلة تعذيب في عام 1988 لخمسة عشر شاباً – كان من هؤلاء الشباب – أحمد النائب حماة – مختار إبراهيم الرستن قرية الفجر – المرحوم الشهيد محمود عبدالرحمن شيناوي حماة
استُعلمتْ فيها العصي والسياط والركل بالأقدام – ورطم الرؤوس في الجدران – ودامت الحفلة قرابة ساعتين – وما أدخلوهم العنبر إلا وهم في الرمق الأخير.
العشاءِ (5) كغ بطاطا لـ (150) سجين (34)
1988
في 28/5/1988 يوم الثلاثاء خرجت مع السخرة الخارجية لندخل الطعام وكان كما ذكرت وعندما أردت حمل الجاط استوقفني الرقيب – فوقفت فأمسك بحبة البطاطا ووضعها في فمي – فأغلته بالكامل وقال كلْها – وما ابتلعت نصفها بل ثلثها – إلا وضع الثانية فَسُدَّ حلقي أبداً ولم يبق بيني وبين الموت – إلا ثواني وأشرفتُ على الإختناق فقال لي أدخل فدخلت – وأخرجت مافي فمي من البطاطا وعاد لي النفس وعادتْ لي الحياة .
مما حدث عام 1988
مريض الروماتزم (سمير خرَّاط)
عندما دخلت عنبر (34) في 14/9/1982 وجدته في العنبر أقعد المرض – ( سطح الفراش فلا يخرج إلى الحمام لأنه لا يستطيع المشي فقط يخرج للحلاقة) في عام 1988 أخذوه إلى أحد مشافي دمشق – وبقي 18 يوماً لم يعالجوه – فقط تغيَّر عليه الطعام والهواءِ وأعادوه إلى تدمر – وبقي مدة من الزمن يمشي ولا ترى عليه أثراً للمرض – تكاد تكون مشيته إعتيادية هذا دليل أن سجن تدمر (مرض بحد ذاته).
مصرع حمدو حجو – أمين فرع الحزب فيمحافظة إدلب
شهر آب عام 1997
جمدو حجو – أمين فرع الحزب في إدلب – عام 1980 ساهم باعتقال عشرات الشباب من أبناءِ بلده معرة مصرين – وكان يرتجف في مبنى فرع الحزب ويفتخر عام 1980 ويقول (أنا اعتقلت – أربعين شاباً من بلدي من أجل الحزب) وأخذ يترفع في المقامات الحزبية إلى أن أصبح نائب رئيس الوزراءِ لشؤون الخدمات – وفي شهر آب عام 1997 بينما كان راجعاً من دمشق إلى بلده – وعند التحويلة شرق مدينة حمص سقط في حادث سيارة – ومعه أفراد عائلته جميعاً – وانتقل إلى جهنم وساءت مصيراً ليحلق بمصطفى اليوسفي وغيره من أبناء السنة الذين خدموا حافظ أسد – وقتلوا من أبناء السنة واعتقلوا أكثر من كثير من النصيريين.
( ناااااااااااااااااااااقص )
إخراجه إلى التنفس فخرج المسكين إلى التنفس – فخرج المسكين رافعاً رأسه ورآه الشرطي حيث أن رفع وفتح العينين ممنوع أثناء التنفس – فنادى عليه وجلدَه 500 كرباج على رجليه .
كان مسؤولنا الصحي في عنبر (32) الأخ الكريم الدكتور عمر تاجا – وهو طبيب أسنان من حي ركن الدين في دمشق وماشي الحال بشكل لا بأس به وتعامله مع الشباب في العنبر (جيد) ومع الشرطة لا بأس به وعنده جرأة فيطلب الدواء الذي يلزم وفجأة فرطوا أحد العنابر ووزعوا سكانه على العنابر ودخل على عنبر (32) محمد خير عابدين ولسوء حظ العنبر ومن شؤم الطالع كان رئيسه (حسين خطاب) ومباشرة وبدون أن يسأل أحداً أو يستضير استبدل الأخ عمر بمحمد خير – أبدلنا دينارنا درهماً صديئاً وجرّ هذا الإنسان ما جرّ على العنبر من متاعب ومشاكل .
وفاة أحمد حلمي خوجا – أبو اليمان
1994
كان في أحد العنابر مخبر من حمص إسمه رامز ترجمان – وكان ضابطاً برتبة نقيب فكان يُشي على الشباب ووشى ذات يوم على الأخ أحمد فأخرجه الشرطةُ ووضعوه في الدولاب – وقبل أن يبدأ الجلادون بالجلد ومن شدة الخوف جاءته نوبة قلبية فمات في الدولاب – رحمة الله عليه.
علي إبراهيم
وسوم: العدد 744