مجزرة الأتارب
الأتارب بلدة آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ، تبعد عن حلب ٢٥ كم ، درّست فيها أربع سنوات وتركت فيها طلابا أوفياء ، نقلني البعث الفاجر إليها عقوبة لأني ممن دعم في الانتخابات العقيد عبد الله جسومة وهو من صناع الوحدة مع مصر .
وأول شيخ تلقيت عنه العلم الشيخ حسن جسومة ، وهو ساعاتي انتقل إلى مكة المكرمة وزرته فيها رحمه الله ، كان من هذه العائلة الصديق الداعية مصطفى جسومة أراد قريبه النائب عبد الله جسومة أن يلقي كلمة في الجامع الكبير وطلب مني أن أقدمه للجماهير ففعلت وثار عليّ الوجهاء والزعماء ونقلت إلى الاتارب .
الأتارب بلد الداعية الأخ الشيخ حسن علي هاشم ، وهو فقيه شافعي ونحوي لا يبارى ، نقلت إلى الأتارب ونقل هو مكاني إلى الباب ، خدم رحمه الله دينه في بلدنا ، وكان له في مساجدها دروس وعظات ، وربى أجيالا لا زالت تذكره بخير رحمه الله .
دخلت إدارة الجوازات بحلب وإذا بي أسمع من ملازم أول : أهلا اهلا باستاذي في أتارب ، قال الملازم الوفي ماذا تأمر ؟ قلت جواز سفر ، بعد ربع ساعة كان الجواز بيدي مع شكر وترحاب من ابن اتارب تلميذنا الوفي .
هذه البلدة درّست فيها أربع سنوات كان مديرنا سليمان رنكوسي ، ورنكوس محاصرة الآن
وكان مراقب المدرسة الثانوية واحد من آل جاجة من حماة الصامدة
غرست فيها غراس الإيمان ، وكنت كل يوم وعلى مدى أربع سنوات أسافر من الباب إلى حلب فأتارب ،
وأعود مساء من أتارب إلى حلب إلى الباب ، صارت لي وطنا ثانيا .
ومرت الأيام وصارت سوريا بفضل البعث ومن تسلموا الراية منه بلادا مفتوحة يدب على أرضها دبابات أمريكية ومصفحات مجوسية وطائرات روسية
يالك من قنبرة بمعمر
خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت ان تنقري
روسيا التي كانت تحلم بالمياه الدافئة هاهم جنودها يسبحون في طرطوس وجبلة واللاذقية وبانياس
وها هو طيران السوخوي يستعرض عضلاته في سماء سوريا الجريحة
إن الطيران السوري مشغول بمحاربة الإرهاب وحصار الغوطة !؟
أتارب ليس فيها قواعد عسكرية ولا مصانع ذخيرة وتقصف من الجو بالصواريخ الروسية ، يجرب الروس سلاح طيرانهم في الاتارب ، سيعودون الى بلادهم بدون روس إن شاء الله .
ياأهل أتارب احفظوا حديث نبيكم صلى الله عليه وسلم :
(سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ) رواه الحاكم وصححه الألباني
تحية إجلال للبلد المنكوب ، ورحمة الله لشهداء أتارب وقد بلغ عددهم أكثر من خمسين ، ولعنة الله على الروس والمجوس ومن أعطاهم تأشيرة الدخول إلى الوطن الحبيب .
سوريا التي فتحها عظماء أمتنا رضي الله عنهم : سعد وخالد وأبو عبيدة والقعقاع وابن الازور تجوس فيها دبابات أمريكا وطائرات روسيا ؟ أين حماة الديار ؟
مشغولون بتدمير دير الزور ونهب بترولها ؟ إنهم الآن على أبواب البوكمال لتدمير معالمها .
وتسألوني عن قتلى معارك الدير والبوكمال هل نالوا شرف الشهادة ؟
أقول بقوة وصدق هم من جثى جهنم إن شاء الله ولو صام وصلى سابقا ولا حقا ، وكذب المفتي ؟
رحم الله شهداء سوريا ، رحم الله شهداء الأتارب ، أعظم الله أجركم
وألا لعنة الله على الظالمين
ألا لعنة الله على الكافرين
ألا لعنة الله على المتخاذلين .
اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهوننا على الناس .
فرجك ياقدير
وسوم: العدد 746