الماكر ماكرون
لكلّ جزائري الحقّ في أن ينظر لزيارة الماكرو ماكرون إلى الجزائر من زاويته منطلقا من ثقافته وتربيته، ومن هذه الزوايا:
حقّق الماكر ماكرون ماكان يصبو إليه من زيارته للجزائر، فقد ألغى من قاموس الزيارة الاعتراف بجرائم الاستدمار الفرنسي في حقّ الجزائر والجزائريين وخيرات الجزائر، وأغلقت لأجله الشوارع، وأطلقت الزغاريد، ونال قُبلة المعجبات، وتفقّد قهوة المستدمرين يومها، وأكل دڤلة نور التي بلغت سمعتها الآفاق.
مازلت أتساءل وبمرارة، لماذا رؤساء فرنسا دون غيرهم من الرؤساء يخصّص لهم استقبال كبير جدا ويستقبل الجزائريين بنفسه. أما كان للجزائر أن تستقبلهم استقبالا عادياكما يستقبل غيرهم وتبقى العبرة بالنتائج المتحصّل عليها من الزيارة.
بعض المثقفين الجزائريين مازالوا يرون في بن غبريط وبعض الوزراء كبار وعظماء لأنّ الماكر ماكرون استقبلهم في الجزائر حين زارها أيام حملته الانتخابية، ويطالبهم أن يسرعوا في استقبال "العظيم !" لينالوا الرفعة والعظمة على يديه.
لم أكن من الذين طالبوا إلغاء زيارة الماكرو ماكرون لأنّ للدول حقيقة ومصالح، ولن أكون أبدا من الذين يطالبون بزيارته والدعوة لاستقبالهم والترحيب به.
ضحك الماكرو ماكرون على الجزائريين في زيارته الأولى حين جاء لأجل حملته الرئاسية حاملا معه "الاعتراف بجرائم فرنسا !"، وضحك عليهم في المرّة الثانية حين أصرّ غير آسف ولا نادم أنّه لن يعترف بما فعله الآباء والأجداد من المحتلين الفرنسيين في حقّ الجزائر طيلة 132 سنة. ترى ما هي المفاجأة التي تحملها الزيارة القادة؟.
أقرأ لمثقف جزائري وبمناسبة زيارة الماكرو ماكرون يستهزئ بالجزائريين الذين يذكرون أن حديد برج إيفل بني بالحديد الجزائري المسروق من عدّة ولايات جزائرية، ويمعن في الاستهزاء ويطلب من فرنسا أن تخبر الجزائريين بدقة عن الولاية مصدر الحديد. وأضيف: الأكيد أنّ فرنسا سرقت الجزائر بأكملها بما فيها الحديد سواء من ولاية جزائرية واحدة أو من ولايات جزائرية متعدّدة، وسبق أن زرت بشار وكتبت مقال بعنوان : " بشار كمارأيتها" بتاريخ: الإثنين 03 ربيع الثاني 1438، الموافق لـ 02 جانفي 2017 ، أبيّن فيه سرقة الاستدمار الفرنسي لفحم الجزائر عبر القطار المخصّص لذلك والذي مازال شاهدا على نهب ثروات الجزائر. وفي ولاية الشلف مازال خط الحديد الرابط بين محطة الشلف وميناء تنس قائما لحد اليوم وقد كان وسيلة نهب وسرقة لخيرات الولاية وولايات أخرى توجه لفرنسا وأوروبا، وقد كتبت مقال بعنوان: "قطار الإستدمار"بتاريخ: الأربعاء: 21 شوال 1434هجري، الموافق لـ 28 أوت 2013.
حين كتبت: الماكرو ماكرون زار مقهى milk bar في قلب العاصمة الذي فجّره أسيادنا أيّام الثورة الجزائرية، وترحم الماكرو ماكرون على المستدمرين الذين ماتوا يومها إثر الانفجار، مايعني أنّ المجاهدين في نظر الماكرو يعتبرون قتلة لايستحقون الترحم وفي أرض الجزائر . ردّ أحد القراء الكرام قائلا: " لا لوم عليه...القبطي في مصر لا يترحم على العظيم عمرو بن العاص"، فأجبت: ليترحم الماكرو ماكرون على أجداده المستدمرين المحتلين المغتصبين في أرضه وفي المريخ وليس في أرض الجزائر، واللوم كلّ اللوم على الجزائريين، وأضيف قائلا: الأقباط بالتعبير الجزائري العامي " وْلاٙدْالبْلاٙدْ" ليترحموا على من شاؤوا ويمتنعوا عن الترحم عن من شاؤوا، لكن الأكيد أن الأقباط لايترحمون على عدو مصر في مصر ولا يستضيفون أجنبي ليترحم على قاتل الآباء والأجداد في مصر.
إنّ الذي يلغي قانون تجريم الاستدمار في أرضه وبإرادته لايحقّ له أن يضحك على الجزائريين بأنّه طلب الاعتذار من فرنسا.
وسوم: العدد 750