فقد نزعوا الحجاب وغُصَّ فيها * أذانٌ للمـآذن و المنابر
1.(في الكتابات السبإية القديمة ذكر اليمن بلفظ "يمنت" و"يمنات" و تعني بلاد اليُمن والبركة والخير لكيان سياسي حضاري موحد مشابه للكيان المعاصر )
إليك ومنك هاجرتْ المهاجر = وصافَحَتْ المدائنُ والحواضرْ
وقصةُ "يَمْنَتْ".2 التاريخ ُيروي= لأجيالٍ من اليمن المعاصرْ
فتجذبُهُ من الأقدارِ كفٌّ = دعت بالبعد من زمن الغوابرْ
وهاج البحرُ في زبدٍ وشوقٍ = يناديه من الشجن المخامرْ
فمِنْ قِطَعِ العذاب بنيت قصرا= ووهما في بساتين زواهرْ
لماذا الأرضُ، أرضُك لا تريدُ = لماذا من سماءك أنت نافرْ
أما يكفيك من بعدٍ وهجرٍ = فقد بكتْ المزونُ على البيادر
أما ترضى بأرض الجنتين = لتجني خيرها وتعيشُ شاكر
تمدُّ الى البعيد عيونَ رجوى = كمدحورٍ و مذموم ٌ و صاغر
فأن تَكُ تحرثُ البحرَ وتغرس= رماله بالنخيل فأنت خاسر
أما اقتلعوا غراسك من بقاعٍ = وعدت كحافي القدمين حاسر
فقد كنتَ الجواهرَ و العيونَ = بتاجِ الهند والأيك النواضر
وجاكرتا و مومباسا شهودٌ = على من كان للمعروف ناكر
وأوربا وأمريكا تضيقُ = بأردية القبـائل و المآثر
فعشنا كيهود التِيهِ دهراً = و عدنا للمخـــادِعِ و المتاجر
وغالبُ شعبنا يزداد فقراً = و تسـحقهُ النوازلُ و الفواقر
وأَهملنا والمصانع والمعاهد = وأهلكنا المزارع و المصادر
نتاجر للبعيد من القريب = كآكلِ بعضه للذات ناحر
عَمَرْنا بلادهم وهدمنا ركناً =ركيناً من بلادنا بنا عامر
ديارُ الكفرِ ليس بها أمانٌ = و لا نـورٌ لإيمانٍ يؤازر
فلا تُخدعْ بقانونٍ و شرعٍ = تعمدهُ الكنائسُ و العواهر
ولا تأمن بها جيلاً فجيلاً = فقد ذبحوا الشهادةَ والحرائر
ميانمارٌ و بوسنةٌ وصربٌ = فلسـطينٌ و أندلس ٌ تخابر
وتاريخٌ له ليلٌ طويلٌ = سـوادُ نفاقه ِ سامٌ و غادر
فإما أن تكون على حياةٍ = لهم فيها النواهيَ و الأوامر
وإلا كنتَ مذموماً ً معادي = و إرهابيَّ متهماً و ماكر
وجوديون دهريون مَحقٌ = وإن بدت السماحةُ بالمناظر
علينا قد تداعوا بسُعارٍ = وحوشٌ في سرائرهم كواسـر
أنقسمُ بالصليب ونأتي إداً = لكي ترضى اليهودُ مع النواصر
أ نرعى والخنازيرُ العطايا = ونأكل سُحتَهم و العقل حائر
نجالسهم وخَمْرهمُ تدور = إذا استعصمنا منها ولم نعاقر
أ نُكوى بالربا وجهاً وصدرا= ونُحرقُ بالجوانب والظواهر
إذا كل المروءاتِ تهاجر = فمن يبقى؟ نسوِّد أو نناصر
فما الوطن سوى أرضٌ و نبضٌ = إذا افترقا فبرزخُهُ المقابر
ولا حكمٌ رشيدٌ وأنت ناءٍ = تغرد خارج السرب مسافر
فأغلى ثروةٌ في الكون حرٌّ = أبي ٌّ قلبه بالحب عامر
وأغلى منه إيمانٌ ودينٌ = وعبدٌ برضا الرحمن ظافر
ومن لله عاش ومات حقاً = سعيدٌ وهو يَنْعَمُ أو يُصَابر
وجنته بصدره حيث حل = تَحِلَُ بالمكان و من يجاور
وأما الجوع لا يقتل نفساً = وتُخْمدُ نارَهُ الكِسرُ الصغائر
كذاك الموت لا يعرف حصنا = وأمرهُ نافذٌ بالعبدِ قاهر
فميدانُ الشجاعة أنت فيه = فدع عنك الملاحمَ والمفاخر
وكن جبلاً على الأنواء ثبتاً = تزول ولا يزال لها مكابر
فإن يخلُ لهم عاثوا وعاشوا=وبادَ وجودُنا ماضٍ وحاضر