إلى الشهيد أحمد نصر جرّار
قيلت في استشهاد الفتى الحمساوي ابن الثالثة والعشرين من العمر، أحمد نصر جرار في بلدة اليامون – جنين على أيدي العصابات اليهودية المجرمة، وذلك صباح يوم الثلاثاء (6/2/2018م) بعد مطاردات حثيثة دامت قرابة شهر، إثر قتله أحد حاخامات المستوطنين اللئام في الأرض المحتلة، ويقال : إن عمليات التنسيق الأمني بين الكيان والسلطة هناك، هي التي دلّت عليه في أحد المواقع التي كان يتحصّن بها . وقد أعلنت منظمة حماس حينها أنه أحد أفرادها ونعتْه، ووصفته بفخر فلسطين، وأنه سيكون ملهماً للعديد من شبابها لمقارعة اليهود المحتلين ومقاومتهم .
إِلَى أَعْلَى السَّماءِ سَما حَمِيدا
وحَلَّ مِنَ الفَرادِيسِ النُّجُودا
تَلَقَّتْهُ بِها الحُورُ العَذارَى
بِتَرْحابٍ بِهِ خِدْناً سَعِيدا
فَأَهْلاً ثُمَّ سَهْلاً ثُمَّ مَرْحى
بِشِبْلٍ بَذَّ فِي الهَيْجا أُسُودا
بِإِيمانٍ عَظِيمٍ فاقَ فِيهِ
إِذا وُزِنَ الجَنادِلَ والحَدِيدا
بِأَنَّ اللهَ ناصِرُهُ عَلَى مَنْ
سَبَى أَوْطانَهُ فَغَدا شَرِيدا
وأَنَّ شَراذِمَ الأَقْوامِ باتَتْ
تَجُوسُ دِيارَهُ جَوْساً مَرِيدا
وراحَ العالَمُ الغَرْبِيُّ مِنْهُ
كَما الشَّرْقِيُّ يَقْهَرُهُ عَنِيدا
ويَسْلُبُ حَقَّهُ مِنْهُ جِهارا
ويَمْنَحُهُ الصَّهايِنَ واليَهُودا
فَلا حامٍ يَهُبُّ ولا مُحامٍ
لِيَدْفَعَ عَنْ حِماهُ عِداً لَدُودا
وباتَ الحاكِمُونَ بِأَرْضِ قَوْمِي
صَنائِعَ نَسْلِ مَنْ مُسِخُوا قُرُودا
فَقامَ الشِّبْلُ مِنْ وَسْطِ الدَّياجِي
ومِنْ تَحْتِ الرُّكامِ شَباً حَدِيدا
لِيَنْفُضَ عَنْ وُجُوهِ القَوْمِ ذُلاًّ
ويَطْعَنَ فِي العِدا طَعْناً شَدِيدا
فَهابُوهُ ارْتِعاباً وارْتِهاباً
فَتَىً قَدْ هَزَّ (دَوْلَتَهُمْ) وَحِيدا
وراحُوا يُرْصِدُونَ لَهُ جُمُوعاً
مُجَحْفَلَةً وقَدْ حَشَدُوا الحُشُودا
فَياللهِ ما أَوْهَى كِياناً
عَلَى البُطْلانِ والتَّكْذابِ شِيدا
فَحَيّا اللهُ أَحْمَدَ مِنْ حُسامٍ
وحَيّا الأَصْلَ والحَسَبَ المَجِيدا
كَرِيمٌ مِنْ كِرامٍ وَرَّثُوهُ
كَرِيمَ الخُلْقِ والنَّهْجِ الرَّشِيدا
فَجاءَ مُبارَكاً بَرّاً جَرِيئاً
سَمَتْ آباؤُهُ وسَما جُدُودا
بَنِي جَرّارَ طابُوا حَيْثُ كانُوا
بِمَجْدِهِمُ طَرِيفاً أَوْ تَلِيدا
فَكَمْ لَهُمُ مآثِرَ فِي رُباها
فِلَسْطِينَ العَزِيزَةِ أَوْ جُهُودا
وأَقْرَبُهُمْ أَبُوهُ اللَّيْثُ نَصْرٌ
أَذاقَ المَوْتَ مِنْ كَفَّيْهِ هُودا
يُطِلُّ عَلَيْهِمُ بِمُغاوَراتٍ
كَنَسْرٍ رامَ فِي العَلْيا صُعُودا
سَلُوا (طُوباسَ) عَنْهُ كَيْفَ دارَتْ
وَقائِعُهُ بِهِمْ ومَضَى شَهِيدا
وأُمٌّ بارَكَ الرَّحْمَنُ فِيها
تُعَلِّمُهُ الرُّجُولَةَ كَيْ يُعِيدا
مَسِيرَةَ والِدٍ بَطَلٍ هُمامٍ
وعَنْ أَرْضٍ مُقَدَّسَةٍ يَذُودا
وتُهْدِيهِ كِتابَ اللهِ كَيْما
يَسِيرَ عَلَى هُداهُ ولا يَحِيدا
فَنِعْمَ الحَصْدُ كانَ لَهُ خِتاماً
ونِعْمَ الزَّرْعُ كانَ لَهُ وَلِيدا
فَشِبْلٌ ذاكَ مِنْ أَسَدٍ هِزَبْرٍ
ومِنْ أُمٍّ رَعَتْهُ فَكانَ سِيدا
عَلَى أَنْ زادَهُ شَرَفاً وفَخْراً
وحازَ بِذِكْرِهِ العَطِرِ الخُلُودا
تَباعَتُهُ فَصِيلاً أَحْمَدِيّاً
جِهادِيّاً قَدِيماً أَوْ جَدِيدا
فَلَيْسَ يُقِرُّ لليُهْدانِ حُكْماً
بِأَقْصانا ولا حَتَّى وُجُودا
هَنِيئاً أَنْضَرِ الفِتْيانِ وَجْهاً
وما أَحْلَى المَلامِحَ والقُدُودا
كَأَنَّكَ يُوسُفُ الصِّدِّيقُ خَلْقاً
فَسُبْحانَ الذِي نَثَرَ الوُرُودا
عَلَى قَسماتِ وَجْهٍ كانَ أَبْهَى
بِبَسْمَتِهِ مِنَ الدِّينارِ جِيدا
رَبِحْتَ البَيْعَ للأَفْنَى بِأَبْقَى
فَقَدْ نِلْتَ المَعالِيَ والسُّعُودا
وعِفْتَ زَخارِفَ الدُّنْيا جَمِيعاً
ولَمْ تَقْبَلْ مِنَ العَمَلِ القُعُودا
وأَرْضُكَ كُلُّ شِبْرٍ مُسْتَباحٌ
بِها مِنْ أَلأَمِ الأَقْوامِ عُودا
كَأَنَّكَ مُصْعَبٌ فِي حُسْنِ سَمْتٍ
وكَمْ بِيضٍ تَمَنَّتْهُ وَغِيدا
فَأَعْرَضَ عَنْ مَباهِجِها اقْتِداراً
لِيَسْلُكَ دَرْبَ مَنْ أَضْحَوْا عَبِيدا
إِلَى الرَحْمَنِ لا للاتِ حَتَّى
غَدا للهِ داعِيَةً فَرِيدا
بِيَثْرِبَ بَيْنَ أَنْصارٍ كِرامٍ
وفِي أُحُدٍ قَضَى شَهْماً حَمِيدا
فَأَنْتَ شَبِيهُهُ حالاً ومالاً
وأَرْجُو أَنْ تَكُونَ لَهُ نَدِيدا
هَنِيئاً بَلْدَةَ (اليامُونِ) ساحاً
و (بَرْقِينٍ) و (سِيلَ) فَلا حُدُودا
أَمامَ الفارِسِ المِغْوارِ يَبْغِي
مُناجَزَةَ الذِي خانَ العُهُودا
وداسَ الأَرْضَ والعِرْضَ امْتِهاناً
ودَنَّسَ مِنْ خَبائِثِهِ الصَّعِيدا
و (جِينِينٍ) وأُمُّ الكُلِّ هَذا
فَتاكِ أَتاكِ صِمْصاماً جَلِيدا
لِيَثْأَرَ للأَكارِمِ مِنْ ذَوِيهِ
ويَقْتُلَ غادِراً نَكِداً حَقُودا
فَشُمِّيهِ وَضُمِّيهِ لِحِضْنٍ
وعَمِّي عَنْهُ خَوّاناً حَسُودا
مِنَ ابْناءِ العُمُومَةِ قَدْ أَتَمُّوا
مِنَ التَّنْسِيقِ مَعْ هُودٍ عُقُودا
ودَأْبُهُمُ يَدُلُّونَ الأَعادِي
عَلَى عَوْراتِنا خُلُقاً فَسِيدا
فَيا خِزْياً لَهُمْ بَلْ أَلْفَ خِزْيٍ
نَذالاتٍ لِخَوّانِينَ سُودا
وتَبّاً لليَهُودِ وقَدْ أُصِيبُوا
بِذُعْرٍ مِنْهُ مِقْداماً نَجِيدا
كَأَنْ صابَتْ سَماؤُهُمُ عَلَيْهِمْ
صَواعِقَ راجِماتٍ أَوْ رُعُودا
فَراحُوا يُعْلِنُونَ بِكُلِّ فَجٍّ
هُمُ فِيهِ مِنَ الغَيْظِ الوَعِيدا
ويَسْتَنْخُونَ قُوّاتٍ لَدَيْهِمْ
لِتَبْعَثَ للوَغَى الجُلَّى جُنُودا
بِجَوٍّ أَوْ بِبَحْرٍ أَوْ بِبَرٍّ
فَقَدْ بَلَغَ السَّكاكِينُ الوَرِيدا
وهَذا قَوْلُ (لِيبَرْمَنْ) و (نَتْنٍ)
رَئِيسا الحَرْبِ والحِزْبِ اللِّكُودا
رَهِبْتُمْ مِنْهُ يَمْلِكُ بُنْدُقِيّاً
فَكَيْفَ الحالُ لَوْ مَلَكَ السِّكُودا
وهَدَّدَ مُلْكَكُمْ ذا المَسْخَ عَزْماً
وزَلْزَلَ مِنْكُمُ الرُّكْنَ الوَطِيدا
فَمُوتُوا أَيُّها اليُهْدانُ رُعْباً
سَنُبْقِي عَيْشَكُمْ دَوْماً صَرِيدا
فَفَرْدٌ واحِدٌ مِنّا كَفِيلٌ
بِتَرْكِ كِيانِكُمْ يَوْماً هَدِيدا
وبُشْرَى يا حَماسُ رُقِيَ غُصْنٍ
إِلَى دَوْحاتِ عَدْنٍ مِنْكِ جُودا
فَفِي أَمْثالِهِ رَتْلاً شَهِيداً
حَياتُكِ فارْقُبِي العُمُرَ المَدِيدا
فَإِنَّ المَسْجِدَ الأَقْصَى حَقِيقٌ
بِبَذْلِ جَمِيعِ ما يَغْلُو زَهِيدا
وأَنْتُمْ أَهْلَهُ بُشْرَى كَذاكُمْ
سَيَأْخُذُ مِنْكُمُ النَّفَرَ العَدِيدا
إِلَى دارِ الخُلُودِ وقَدْ أَحالَتْ
يَداهُ حَخامَ صُهْيِونٍ حَصِيدا
وأَنْتُمْ يا يَهُودُ شِرارَ قَوْمٍ
غَصَبْتُمْ أَرْضَنا ظُلْماً أَكِيدا
وشَتَّتْتُمْ أَهالِيَنا فَلَسْنا
نُرَى إِلاّ شَرِيداً أَوْ طَرِيدا
أَلا فَلْتَرْحَلُوا عَنّا فَإِنّا
نُعِدُّ لِذِبْحِكُمْ جِيلاً حَرِيدا
حَمَاسِيّاً سَيَتْرُكُ عَنْ قَرِيبٍ
جَمِيعَ عُلُوِّكُمْ فَلاًّ بَدِيدا
وأَنْتُمْ إِخْوَتاهُ حَماسُ صَبْراً
عَلَى اسْتِشْهادِ أَحْمَدَ والمَزِيدا
مِنَ الصَّفَعاتِ لليُهْدانِ ناراً
تَكُونُ لِحَرْقِ جَمْعِهِمُ وَقُودا
أَلا فَلْتَجْعَلُوا ذِكْراهُ نَصّاً
عَلَى الأَيّامِ في التّارِيخِ عِيدا
وهَذا مِنْ أَخِيهِ نَشِيدُ حُرٍّ
وما أَحْلَى بِذِكْراهُ النَّشِيدا
وسوم: العدد 760