حَرْفي عصيٌّ تائهٌ و بياني= كلٌ يُجافي مهجتي ولساني
بوحُ المشاعر لم يزل متلعثماً= مستسلماً للصمت والكتمانِ
أهفو لقافيتي وأعشق أحرفي= تنسابُ مثل الماء في الغدرانِ
أطلقتها كالخيل مُسْرَجةً وما= يوماً تنحّتْ عن هوى الميدانِ
أنا شاعرٌ رُمتُ الحياةَ جميلةً= وقصيدتي بين الورى عنواني
فيها تراني صفحةً مقروءةً= أو صورةً مرسومةً لجناني
فيها ملامحُ للحياة وللدُنا= وتصوري للكون والإنسانِ
ريّانةٌ فيها الأمانيُّ التي= عانقتها كالزهر في البستانِ
أشدو لها وأنا المغرّدُ حالماً= كالطير في بوحٍ على الأغصانِ
فيها أكابدُ لوعتي وكآبتي= ولواعجَ الآلامِ والأحزانِ
ولأنها عزْفُ الفؤادِ ولحنُهُ = سِحْرُ الهوى و شفاءُ قلبٍ عانِ
إني عشقتُ تطلعي لحروفها= بدلالها المزهوِّ والمزدانِ
تمحو أسىً ثمَّ الجمالَ تمُجّهُ= نبضاً يفيضُ بأروع الألحان
يا ذائقَ الإبداعِ بين قصائدي= حُلواً برغم مرارة الفنَّانِ
إني وهبتكَ حرفها ومشاعري= ترنو لها بجمالها الفتّانِ
كي تستريح على شواطئ متعةٍ= وأنا على وهج الحروف أعاني
هو هكذا الوجعُ الخفيُّ أبانها= حسناءَ في ألقٍ و سِحْرِ معانِ
بَوْحي إليكَ من الفؤاد هديةٌ = فاقبلْ بلا مَنٍّ ولا شكرانِ