١١ شعبان ١٤٣٩
٢٧ أبريل ٢٠١٨
يكفهرّ السحاب: يتلبد و يتراكم بعضه على بعض، و اكفهر الرجل: عبَّس و غضب.
الصناديد: جمع صنديد و هو الشريف الشجاع
الزنيم: اللئيم المعروف بلؤمه و شره. المداني: القريب
زخُّ المطر: اندفاعه بشدة و سقوطه غزيراً.
المِئُون، هي السور التي يقترب عدد آياتها من المائة أو تزيد
المثاني، فهي ما ولى المِئِين، وقد تسمَّى سور القرآن كلها مثاني
السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة.
تَلْظَى النار: تتلهب. السُّعُر: جمع سعير، نار شديدة ملتهبة.
تهتكين: تكشفين.
ضنْك: ضيق
عذلت: لُمْت.
عَرَتْك الرزايا: أصابتك المصائب
انكدرت النجوم: أظلمت و ذهب نورها، أو تناثرت.
أدْجَتْ و جنَّتْ: أظلمت.
نحب: أجل
يعفو الأثر: يزول و ينمحي
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة = فلا بد أن يُسْتتابَ البَشَرْ
و لا بُدَّ للكفر أن يَكْفَهِرّْ = و لا بد للظلم أن يَسْتَعِرْ
و لا بدَّ أن يُزهَقَ النجباءْ = فجَأْشُ الصَّنَادِيدِ لا يُغْتَفَرْ
و لا بد للحَيِّ أن ينْمَحِيْ = و لا بد للدَّارِ أن تَنْدَثِرْ
و مَنْ لمْ يُشَاهِدْ حشودَ الظلامْ=و من لم يُرَوِّعْهُ جيشُ التَترْ
و من لم يُجَرِّبْ صنوف البلاءْ = فهذا لَعَمْرِي بلاءٌ أشَرّْ
و من لم يكابِدْ نكالَ الغُزَاةْ = فنَكْلُ الزَّنيمِ المُدَاني أمَرّْ
أحقّاً يُجَازَى أناسٌ كِرامْ = بحَرْقٍ و نَفْيٍ و سَجْنٍ و ضُرّْ
أحقاً يُوارَى الرَّضيعُ الهزيلْ = بطَمْرٍ و خَنْقٍ بِبَحْرٍ و بَرّْ؟
إذا كانت الأرْضُ لمْ تَمْتلئْ = ظلاماً و ظُلْماً فأين المفرّْ؟
و ماذا تراني أَخالُ الحياةْ = بتلك العوادي و هذا الكَدَرْ؟
وأمي بصوْتٍ شَجِيٍّ تصيحْ = أَلَا مِنْ هُمامٍ جسورٍ ظَهَرْ؟
يَؤُمُّ الكرامَ الهداةَ الكُماةْ = لفتحٍ مبينٍ كزَخِّ المَطَرْ
و شيخي ينادي بقلبٍ عليلْ = "دُعاءً دُعاءً يردُّ القَدَرْ
تلوتُ المِئينَ و خِرْتُ المثاني = و دارسْتُ منها طوال السُّوَرْ
فلا ذَبْحُ فِرْعونَ تلك القرونْ = بِأَرْبَى على ذَبْحِ هذا الأَشِرْ
و لا فاقَ أخدودُ يومِ الوعيدْ = أخاديدَ تَلْظَى بهذي السُّعُرْ"
رويداً أيا شاعر القيروان = صعدنا الجبال وعِفْنا الحُفَرْ
و كادَتْ مُنانا تُجارِي السحابْ = فطِرْنا إليها و رُمْنا الخَطَرْ
و ساحت بِنَا ذكريات الحياةْ = فمِتْنا جميعاً لِنَيْلِ الظَّفَرْ
طربنا لشعر المنى و الرَّجاءْ = فصِرنا بغَوْرٍ سحيقِ الحُفَرْ
و قَالَتْ ليَ الشمسُ لَمَّا سألْتْ = "أيا شمسُ هل تَهْتِكينَ الخَبَر"
"أُجَلِّي بنورِ الهدى و الرَّشادْ = سبيلَ الأنامِ و أمحو السَّحَرْ
فإن شاء قومٌ بِطَيْشِ اللئامْ = مُوَاراةَ وَهْجِي و مَحْقَ الفِكَرْ
فإني بَراءٌ بِرَحْبِ السماءْ = من البغْيِ في ضَنْكِ أرْضِ البَشَرْ"
عَذَلْتُ النجومَ تنيرُ الدواجي = و تشدو حُبُوراً بِضوءِ القَمَرْ
كأنَّ اللقاءَ لقاءُ البهيجْ: = أيَخْفى عليها أنينُ الحَجَرْ؟
فقالت أيا شاعراً يَرْتَجِي = فناء النجوم و خسْفَ القَمَرْ
"عَرَتْكَ الرزايا فخِلْتَ الدُّنَى = تلاشت و جاءت بيوم القَدَرْ
فَلَو كانَ للشَّمسِ أن تَدْلَهِمّْ = و لو كان للنَّجْمِ أن يَنْكَدِرْ
لأدْجَتْ لِنَحْبِ البشيرِ النذيرْ = و جَنَّتْ لفقدان خيرِ البَشَرْ"
علامَ العتابُ و عذلُ الضياء = أليستْ وَغَاكُمْ بإحدى الكُبَرْ؟
فَسِيرُوا جميعاً و نادوا القدير = أيا رَبُّ أَدْمَى حمانا الضررْ
عصيناك من قبلُ، لا تنتقم =فَنَرْدَى جميعاً و يَعْفُو الأَثَرْ
وأنت العفوُّ الوَدُودُ الغفورْ = فأكرِمْ بِنَصْرٍ أيا مُنْتَصِرْ