مُعَلَّقَةُ دُنْيَا الْعِشْقْ
10أيار2018
محسن عبد المعطي عبد ربه
فَلَمْ أَرَ فِي الْأَكْوَانِ مِثْلَ مُحَمَّدٍ=شَفِيعِ إِلَهِ الْكَوْنِ فِي اللَّوْحِ أَمْجَدِ
كَلَامِي بِدُنْيَا الْعِشْقِ بُسْتَانُ سُؤْدَدِ=يُودِّعُ أَحْبَابِي بِأَسْرَابِ عُوَّدِ
سَئِمْتُ حَيَاتِي وَافْتَرَضْتُ زَوَالَهَا=أُفَارِقُ دُنْيَا النَّاسِ فِي غَيْرِ مَوْعِدِ
أَنَا الْبَائِسً الْمُلْتَاعُ أَجْتَازُ خُطْوَتِي=بِذُلٍّ وَإِحْبَاطٍ وَيَأْسٍ مُشَدَّدِ
أَنَا الْوَاجِدُ الْمَعْذُولُ عَنْ كُلِّ خَلْقِهِ=فَرَاغِي فَرَاغُ الضَّيمِ فِي كَفِّ أَمْرَدِ
أَنَا النَّائِحُ الْمَنْكُوبُ فَاضَتْ مُصِيبَتِي=تُشَرِّدُنِي فِي ثَوْبِ غَافٍ وَمُبْتَدِي
أُحِسُّ ضَيَاعِي وَانْتِهَابَ مَكَاسِبِي=ذِئَابٌ لِأَكْلِ الْحَقِّ مِنْ شَرِّ مَبْرَدِ
كَفَانَا نُوَاحٌ يَا أَحِبَّةُ فَانْهَضُوا=لِنُرْجِعَ أَسْرَابَ الْحَمَامِ الْمُزَرْجَدِ
جِدَارٌ لِفَهْمِ الْحُبِّ بَاتَ مُعَلَّقاً=عَلَى رِحْلَةِ الْأَيَّامِ فِي قَلْبِ مُسْهَدِ
تَجَلَّتْ لَهُ فِي الْحُلْمِ أُسْطُورَةَ الْهَوَى=وَبَاتَا بِعَيْنِ الْحُبِّ رَمْزَ التَّوَحُّدِ
أَقَامَا مِنَ الْأَحْلَامِ قَصْراً مُشَيَّداً=عَلَى هَامِشِ الذِّكْرَى بِأَحْلَى تَوَجُّدِ
وَبَاتَا بِأَمْرِ الْحُبِّ فِي قَلْبِ جَنَّةٍ=يُصَوِّرُهَا رَضْوَانُ فِي ضَوْءِ مَشْهَدِ
أَيَا جَنَّةَ الْعُشَّاقِ فِيضِي مِنَ الْهَوَى=أَضِيفِي لِهَمْسِ الْحُبِّ أَحْلَى تَرَدُّدِ
وَلَحْناً جَمِيلَ الصَّوْتِ يَسْتَنْطِقُ الْكَرَى=يُدَنْدِنُ عُودُ الْحُبِّ شَهْدَ الْمُوَجَّدِ
يَهِيمَانِ سُلْطَاناً وَسُلْطَانَةَ الْهَوَى=وَيَشْدُو غَزَالُ الشِّعْرِ لَحْنَ الْمُبَغْدَدِ
أَيَا امْرَأَةَ الْأَبْعَادِ تِيهِي بِمَوْلِدِي=وَلَا تَسْتَكِينِي بَلْ أَنِيرِي وَغَرِّدِي
وَسِيرِي لِأَهْلِ الْحُبِّ فِي قَاعَةِ الْهَوَى=وَغَنِّي عَلَى الْأَغْصَانِ فِي بَرْقِهَا النَّدِي
وَكُونِي لِنَارِ الْحُبِّ فُرْصَةَ عُمْرِهِمْ=يَعِيشُونَ بِالْأَلْمَاظِ مِثْلَ الزُّمُرُّدِ
أَضِيئِي مَدَى الْأَيَّامِ بُسْتَانَ شَوْقِهِمْ=يَهِيمُونَ بِالسَّاعَاتِ فِي ثَوْبِهِ الرَّدِي
فَنَارُ الْهَوَى تذكو بِقَلْبِ خُرَافَةٍ=تُلَبِّي نِدَاءَ الصَّبِّ مَرَّتْ كَجَلْمَدِ
وَعَرَّافَةُ الْأَقْدَارِ تُزْهَى بِلَفْتَةٍ=مِنَ الرِّمْشِ يَا نَهْرَ الْعَطَاءِ الْمُجَدَّدِ
تُثِيرِينَ سَاحَ الْكَوْنِ فِي رَمْقِ بَضَّةٍ=تُلَوِّحُ مِنْ يَخْتَالُ فِي بَرْقِ مَوْرِدِ
بَنَفْسِجَةٌ زَهْرُ الْبَنَفْسِجِ رَائِعٌ=عَلَى سَاحَةِ الْعُشَّاقِ فِي سِحْرِ عَسْجَدِ
دَعِينِي أَجُلْ بَيْنَ الْبَنَفْسِجِ حَالِماً=أُدَنْدِنُ لَحْنَ الْوَرْدِ عِنْدَ التَّهَجُّدِ
ذَرِينِي أُنَقِّبْ فِي الْبِلَادِ عَنِ الْهَوَى=فَقَدْ مَلَّتِ الْأَحْدَاقُ سَطْرَ التَّزَنُّدِ
أُلَاقِي صُنُوفَ الْحُبِّ فِي كُلِّ خُطْوَةٍ=وَأَخْتَارُ مَا يَحْلُو لِقَلْبِي فَيَهْتَدِي
وَلَا خَيْرَ فِي دُنْيَا فَقَدْتُ مَتَاعَهَا= وَلَا خَيْرَ فِي زَادٍ إِذَا لَمْ أُزَوَّدِ
أَنَا الْعَاشِقُ الْمُلْتَاعُ قَدْ نِلْتُ حِصَّتِي=وَلَكِنَّنِي أَرْجُو مَنَالاً مِنَ الْغَدِ
أَيَا مَلْكَةَ الشَّهْدِ الْمُصَفَّى أَسَرْتِنِي=وَتَوَّجْتِ عَصْرَ الْحُبِّ مِنْ خَيْرِ مَرْصَدِ
أَلَا انْظُرْ إِلَى قَلْبِي وَجَاوِبْهُ مَرَّةً=فَقَدْ عَادَ بُرْكَانُ الْحَيَاةِ الْمُعَدِّدِ
وَأَنْشِدْ تَرَاتِيلَ الْغَرَامِ وَشَوْقَهَا=وَشَقِّرْ عَلَى نَبْعِ الْهَوَى الْمُتَجَدِّدِ
وَشَارِكْ وَقَبْلَ الْفَوْتِ تَنْهِيدَ نَشْوَةٍ=وَمَلِّسْ عَلَيْهَا فِي ابْتِهَالٍ مُصَعَّدِ
وَنَغِّمْ مَعَ الْأَلْحَانِ آهَاتِ عَبْرَةٍ=فَلَمْ تَبْغِ مَنْ يَعْشَقْنَ فِي ثَوْبِ حُسَّدِ
وَخُذْهَا إِلَى الْأَغْصَانِ وَالْثُمْ عَبِيرَهَا=وَزِدْهَا مِنَ التَّقْبِيلِ بَعْدَ التَّنَهُّدِ
أَجِرْهَا مِنَ الْأَشْوَاقِ وَاضْمُمْ جَنَاحَهَا=وَدَنْدِنْ مَعَ الْأَوْتَارِ فِي لَحْنِ أَرْغَدِ
وَخُذْهَا لِدُنْيَا الْحُبِّ وَارْكَبْ سَفِينَهَا=وَلَاعِبْ بكَاسِ الْوُدِّ أَوْتَارَ مُوجَدِ
أَيَا شُعْلَةَ الرُّوحِ الْهَزِيلَةَ جَرْجِرِي=بُعَادِي لِفَرْعٍ فِي الْخَمِيلَةِ أَبْعَدِ
عَرَفْتُ الْهَوَى فِي طَارِقَاتِ انْفِعَالِهِ=وَإِنْ أُلْفِهِ عِنْدَ اشْتِعَالٍ مُؤَكَّدِ
يُرَفْرِفْ لِقَلْبِي وَاعِداً بِنَقَائِهِ=فَأَسْتَقْبِلُ الْوَعْدَ الْمُفَدَّى بِأَفْيَدِ
يَجِينِي بِنَوْمِي فِي هُدُومِ مَلَائِكٍ=تُدَاوِي جِرَاحِي فِي ثُبُورٍ مُجَسَّدِ
أُعَذِّبُ نَفْسِي بِانْتِظَارٍ مُفَخَّخٍ=وَأَسْكُنُ بَيْتَ الضَّادِ فِي عُمْقِ أَيِّدِ
عِدِينِي عِنَاقاً لَا أَمَلُّ اشْتِعَالَهُ=عِدِينِي بِحِضْنٍ فِي الْبَسِيطَةِ أَسْعَدِ
عِدِينِي بِنَهْدَيْكِ الْحَنُونَيْنِ أَشْتَعِلْ=بِحُبِّكِ يَا لَيْلَايَ فِي لَحْنِ خُرَّدِ
أَسُلْطَانُ آدَابٍ وَشَاعِرُ عَالَمٍ=تَتِيهِينَ بِالْفَذِّ الْكَبِيرِ الْمُجَوِّدِ؟!!!
وَشَاعِرَةُ الْآدَابِ تُزْهَى بِشِعْرِهِ=رَفِيقَةُ آلَامِ الطَّرِيقِ الْمُعَبَّدِ؟!!!
جَزَاكِ إِلَهُ الْكَوْنِ خَيْراً وَرِفْعَةً=وَرِفْداً مِنَ الْأَشْعَارِ لِلظَّامِئِ الصَّدِي
أَنَا الْعَاشِقُ الْمُلْتَاعُ سُلْطَانُ شِعْرِكُمْ=وَسُلْطَانَتِي بِالشَّوْقِ بَاتَتْ وَبِالْيَدِ
تُعَضِّدُ أَوْتَارِي وَتَشْتَاقُ عِطْرَهَا=أَيَا سَيِّدَ الْأَطْيَابِ أَنْعِمْ بِأَجْوَدِ
أَنَا أَشْعَرُ الْفِتْيَانِ فِي مَوْكِبِ النَّدَى=خُذُينِي لِعَرْشِ الشِّعْرِ والْحُبِّ أَزْدَدِ
خُذُينِي لِآمَالِي الْكَبِيرَةِ أَتَّخِذْ=لِسُلْطَانَتِي فِي الْقَصْرِ رُكْنَ الْمُهَنَّدِ
أَنَا فِي انْتِظَارِ الْحُبِّ مِنْ سَامِرِ الْهُوَى=يُعَزِّي فُؤَادِي فِي فَرَاشَاتِ مُعْتَدِي
أَنَا فِي انْتِظَارِ الْمَوْتِ يَا جَنَّةَ الْمُنَى=بِهَمْسِ شِفَاهٍ لَمْ يَنَمْنَ بِخُدَّدِي
أَنَا لَمْ أُضَيِّقْ أَوْ أُوَسِّعْ حُشَاشَةً=وَلَكِنَّنِي عِنْدَ الشَّدَائِدِ أَفْتَدِي
وَبُعْدِي وَقُرْبِي لَيْسَ بِالْهَيِّنِ الَّذِي=يُخَطَّي عَلَيْهِ فِي أَلَاعِيبِ مُنْتَدِي
أَنَا لَمْ أُفَارِقْ أَوْ أُبَيِّتْ عَلَى الصَّدَى=فِرَاقَ حَبِيبٍ فِي قُصَاصَاتِ سَيِّدِ
وَلَمْ أَتَشَبَّثْ بِالشِّقَاقِ مُلَبِّياً=تَدَابِيرَ شَيْطَانٍ بِهَمْسِ مُنَدِّدِ
فَدُنْيَا وِفَاقِي لَمْ تُوَفِّ جَمَالَكُمْ=وَدُنْيَا فُؤَادِي فِي تَلَابِيبِ مُعْنِدِ
كَأَيِّ كَلَامٍ عَابِرٍ شَقَّ دَرْبَنَا=بِوُسْعِ جِرَاحٍ فِي الْفُؤَادِ مُضَمَّدِ
مَشَيْتُ عَلَى آثَارِ دَرْبِكِ حَالِماً=بِمَحْضِ مُيُولِ الشَّارِدِ الْمُتَعَمِّدِ
أُحِبُّكِ يَا لَيْلَايَ حُبَّ مُوَلَّهٍ=يَهِيمُ بِوَجْهِ النَّاسِكِ الْمُتَعَبِّدِ
أُحِبُّكِ فِي الْإِصْبَاحِ فَجْراً مُؤَذِّناً=بِأَحْلَى خَلَاصٍ مَارِدٍ مُتَشَّهِدِ
أُحِبُّكِ فِي وَقْتِ الضُّحَى بِنَجَابَةٍ=تُزِيلُ هُمُومَ الْخَارِجِ الْمُتَقَعِّدِ
أُحِبُّكِ فِي نَارِ الظَّهِيرَةِ كَوْكَباً=يُهَدِّئُ مِنْ رَوْعِ الْأَلِيفِ الْمُهَدْهَدِ
أُحِبُّكِ وَقْتَ الْاضْطِجَاعِ رَفِيقَتِي=تُجَاوِبُ قَلْبِي بِانْتِمَاءٍ مُؤَكْسَدِ
أُشَاهِدُ أَكْوَانَ الْوَفَاءِ بِمُقْلَتَيْ=كَ عِزًّا بِفِكْرِ النَّاسِكِ الْمُتَشَدِّدِ
أَمَاناً وَأَحْلَاماً وَطَيْفُ مُوَاعِدٍ=وَآمَالُ قَلْبٍ فِي الْوَفَاءِ مُعَوَّدِ
تَشُدُّ حَيَائِي نَحْوَ حُبٍّ يَقُودُنِي=لِدُنْيَا مِنَ الْأَفْرَاحِ فِي دَارِ مُسْعَدِ
وَأَرْقُصُ رَقْصَ الْحُبِّ فِي نُورِ بَسْمَةٍ=تُلَاعِبُ أَعْضَائِي بِفِكْرٍ مُخَرَّدِ
أُنَادِيكَ يَا طَيْفا بِدُنْيَايَ هَائِماً=بِعَقْلِي وَرُوحِي وَابْتِسَامَاتِ مَعْبَدِي
فَمَا هَمَّنِي شَيْءٌ بِدُنْيَايَ شَدَّنِي=سِوَاكَ أَمِيرِي وَاشْتِيَاقِي وَسَيِّدِي
أَبُثُّ إِلَيْكَ الْحُبَّ مِنْ بَحْرِ صَبْوَتِي=وَأَلْثُمُ أَشْوَاقَ النَّسَائِمِ فِي يَدِي
وَأَطْلَقْتُ فِي الْأَكْوانِ حُبًّا مُبّشِّراً=رِيَاحاً تَقُودُ الْحُبِّ مِثْلَ الْمُجَنَّدِ
وَجَدْتُ هَنَاءً وَاصْطِفَاءً مُؤَزَّراً=يُمَهِّدُ لِلْأَجْوَاءِ فِي نَارِ حُدَّدِ
صَعَدْتُ لِدُنْيَا النَّاسِ نَوَالَهَا=سَحَاباً وَأَنْوَاءً بِشَوْقٍ مُرَعَّدِ
أَيَا نَسْمَةَ الْأَشْوَاقِ ضُمِّي قُلُوبَنَا=لِنَنْعَمَ فِي الْحُبِّ الْجَمِيلِ الْمُشَهَّدِ
وَسِيرِي مَعَ الْعُشَّاقِ فِي مَوْكِبِ الْمُنَي=أَنِيرِي لَهُمْ بِالْحُبِّ تَرْنِيمَ مُوعَدِ
نُعَانِقُ أَيَّامَ التَّوَاعُدِ فِي الضُّحَى=وَلَيْلٍ كَأَسْرَابِ الْحَمَامِ الْمُغَرِّدِ
سَأَلْتُكِ وَالْأَزْهَارَ أَيَّامَ وَرْدَةٍ=تَجُودُ بِأَطْيَابِ الْقُلُوبِ لِحُصَّدِ
أَيَا وَجْدَ حُبِّي أَيْنَ أَيَّامُ أُسَّدِ=فَهَلْ ضَاعَتِ الْأَمْجَادُ فِي ثَوْبِ بُلَّدِ؟!!!
أَضَيَّعَنِي فِي الْحُبِّ أُسْطُورَةُ الْهَوَى=جُنُونِي وَأَفْكَارِي وَتَهْوِيمُ مُرَّدِ
دَهَتْنِي دَواهٍ لَمْ أُرَاعِ اعْتِبَارَهَا=وَلَمْ يَشْفِنِي شَهْدَ النُّهُودِ الْمُوَرَّدِ
شَرِيدٌ بِدُنْيَا النَّاسِ أَهْوَى مَوَدَّةً=وَقِصَّةَ حُبٍّ خَالدٍ مُتَوَدِّدِ
أَعَانِقُ آهَاتِي أَصَافِي تَنَهُّدِي=أُدَنْدِنُ تَجْوَالَ الْفُؤَادِ الْمُبَدَّدِ
أُلَاعِبُ أَوْهَامَ الْفُؤَادِ بِضَمَّةٍ=أُسَكِّتُ أَنَّاتِ الْفُؤَادِ الْمُنَجِّدِ
وَأَبْكِي وَحِيداً بَيْنَ أَنَّاتِ أَحْرُفِي=شُعُورِي بِإِجْحَافٍ لِأَذْكَارِ مَشْهَدِي
تَهِيمُ مَجَاهِيلُ الضَّبَابِ تَشِيلُهَا=إِلَى رُكْنِ أَيَّامِ الْعَذَابِ الْمُجَرَّدِ
وَتَمْسَحُ دَمْعَ الْحُزْنِ عَنْ غُصْنِ وَجْهِهَا=بِزِنْزَانَةِ الْوَهْمِ الْكَبِيرِ الْمُفَنَّدِ
سُؤَالٌ بِحَوْشِ الْعَقْلِ قَدْ ثَارَ فَجْأَةً=يُدَمِّرُ مِنْ ثَوْرَاتِهِ كُلَّ قُنْفُدِ
وَتَخْرُجُ لَا تَدْرِي حَبِيباً يَضُمُّهَا=لِتَنْسَى عَذَابَ الْحُزْنِ فِي شَرِّ مَرْقَدِ
كَسُنْبُلَةِ الْأَحْلَامِ هَامَتْ بَعِيدَةً=عَنِ الْقَشِ وَالْأَعْوَادُ خَجْلَى التَّوَعُدِ
عَلَى الْحُبِّ وَالْأَشْوَاقِ سَارَتْ أَسِيرَةً=تُعَالِجُ بُسْتَانَ الرَّصِيدِ الْمُجَمَّدِ
وَحَارَاتُهَا تَنْعِي بِقَلْبٍ مُرَقَّعٍ=يُدَمْدِمُ لَيْلَاتِ الزَّمَانِ الْمُغَنَّدِ
هَوَاءٌ صَارِمُ الْأَزْهَارِ فِي مَطْلَعِ النَّدَى=وَيَحْمِلُ مِنْ طِيبِ الْحَبِيبِ الْمُخَشَّدِ
عُطُوراً وَأَنْفَاساً تُزَكِّي مَكَانَهَا=عَلَى رِتْلِ أَجْدَاثِ التُّرَابِ الْمُجَلْمَدِ
تُنَادِي أَيَا لَيْلَى أَنِيخِي لِحُبِّنَا=فَمَا دَامَ إِنْذَارُ الْفِرَاقِ الْمُسَجَّدِ
أَحَطْنَا بِهِ فِي اللَّيْلِ بَعْدَ انْكِمَاشِهِ=وَتَابَ وَلَمْ يُحْدِثْ عَوِيلَ الْمُرَدِّدِ
وَحَاوَلَ إِدْمَانَ الْهُرُوبِ فَزَغْرَدَتْ=عُيُونُ الْمَهَا فَوْقَ الْقَطِيعِ الْمُنَمْرَدِ
تَعَالَيْ نَذُقْ مِنْ شَهْدِ حُبٍّ مُبَارَكٍ=تَعَالَيْ إِلَى قَلْبِي الْحَبِيبِ وَزَغْرِدِي
وَدُقِّي عَلَى الْأَوْتَارِ عَزْفاً وَفَرْحَةً=وَرَقْصاً عَلَى الْجِيتَارِ فِي الْمَوْكِبِ الصَّدِي
إِذَا مَا أَتَتْنِي فَرْحَةٌ طَابَ وَقْعُهَا=فَمِنْكِ أَتَتْنِي نَافِحَاتٌ وَوُدَّدِ
أَفَضْتُ بِأَحْلَامِي تِجَاهَكِ وَالْتَقَى=فُؤَادِي بِأَلْطَافِ الْفُؤَادِ الْمُخَوَّدِ
تَشَابَكَتِ الْآهَاتُ فِي حَقْلِ حُبِّنَا=وَعِشْنَا بِتَرْدِيدِ الصَّفَاءِ الْمُحَمَّدِي
لِأَنَّكِ حُبِّي وَالْأَمََََََانُ بِمَزْجِنَا=غَرِيبَانِ فِي دُنْيَا الْعَنَاءِ الْمُكَبَّدِ
أَعِيدِي عَلَيَّ الْوِرْدَ يَا نَبْعَ حُبِّنَا=وَأَصْغِي لِتَوْحِيدِ الْحَمَامِ الْمُوجَّدِ
أُسَلِّمُكِ الْحُبَّ المُتَيَّمَ شَاهِداً=عَلَى نُورِكِ الْوَضَّاءِ لِلْمُتَزَوِّدِ
وَخُطِّي مِنَ الْإِبْدَاعِ فِي الْحُبِّ قِصَّةً= تَتِيهُ بِأَنْوَارِ الْمَحَبَّةِ وَاسْجُدِي
وَرُوحِي بِحَمْدِ اللَّهِ بَيْنَ أَزَاهِرِي=وَفِيضِي بِتَسْبِيحِ الْمُهَيْمِنِ وَاعْبُدِي
أُحِبُّكَ يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ حَامِداً=إِلَهَكَ كَالصَّرْحِ الْعَظِيمِ الْمُعَمَّدِ
أُحِبُّكَ يَا نَبْعَ الْهِدَايَةِ سَائِلاً=شَفَاعَتَكَ الْغَرَّاءَ أَكْرِمْ بِأَحْمَدِ
أُحِبُّكَ يَا فَخْرَ الْفُؤَادِ وَنَبْضَهُ=وَمَبْعُوثُ رَبِّ الْعَرْشِ فِي لَحْنِ سُجَّدِ
أُحِبُّكَ يَا رَمْزَ السَّلَامِ وَشَرْعَهُ=بِآيَاتِ رَبٍّ ضَمَّهُ قَلْبَ عُبَّدِ
أُحِبُّكَ يَا مَحْمُودُ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ=لِقِبْلَةِ رَبِّ الْكَوْنِ فِي كُلِّ أَبْعَدِ
صَلَاةٌ وَتَسْلِيمٌ عَلَيْكَ مُبَارَكٌ=وَبُورِكْتَ لِلْحُبِّ الْكَبِيرِ الْمُحَمَّدِ
تَمَنَّي حَيَاتِي وَاغْرَقِي بَيْنَ أَعْيُنِي=يَضُمَّانِكِ الْمَقْصُودَ حَقْلَ الْمُحَدَّدِ
وَأَغْرِفُ مِنْ شَهْدٍ لَذِيذٍ مُكَرَّرٍ=وَأَلْتَمِسُ الْإِصْبَاحَ فِي بَهْوِ رُكَّدَ
تُعَانِقُكِ الْعَيْنَانِ يَا مَوْكِبَ الضُّحَى=وَتَصْهَلُ فِي لَيْلِ الْفَيَافِي الْمُصَمَّدِ
ذِرَاعَايَ يَشْتَاقَانِ ضَمَّةَ غَادَةٍ=تُحِيلُ ظَلَامَ الْكَوْنِ دُرَّةَ فَرْقَدِ
أَضُمُّكِ وَالْأَشْوَاقُ حَيْرَى بِأَضْلُعِي=تُرَوِّي حُقُولَ الْجَدْبِ فِي ضِلْعِكِ الشَّدِي
تَقُولِينَ آهٍ أَلْعَقُ الْآهَ مُرَّةً=أُعَانِقُ أَعْمَاقَ الْجَمِيلِ تَوَجَّدِي
وَأَشْتَمُّ عِطْرَ الْوَرْدِ مِنْ نَهْدِ رَبْوَةٍ=حَوَتْ كُلَّ أَصْنَافِ النَّعِيمِ فَأَرْغِدِي
وسوم: العدد 771