خطاب جديد لسحابة هارون الرشيد
لا تمطري .. لا تنثري المِننا
فجميع ما تُسدين ليس لنا
أضحت بقاع الأرض تنكرنا
من بعد ما فرحت بنا زمنا
ما عادت الآفاق تعرفنا
كلا ، ولا أضحت لنا سكَنا
وقست علينا الحادثات فما
نلقى لنا في أرضنا وطنا
النفي في الأوطان أحجيةٌ
تفسيرها عند الذي سَجَنا
لا تمطري .. نقفورُ في دمنا
وعلى لساني قيصرٌ رطَنا
والعمُّ سامٌ في تغطرسه
يدعو فيسرع من نأى ودنا
عيناهُ أعيُننا فلا حَسنٌ
إلا الذي في عينه حَسُنا
إخواننا – إن شاءَ – شرُّ عدىً
وعُداتنا – لو شاء – إخوَتُنا
الكلُ للدولار منبطحٌ
يستمطر الرحماتِ والمننا
لا تمطري .. راياتنا كُثرٌ
وحدودُنا صارت سطورَ عَنَا
قد أصبحت مِزَقا قبائلنا
كلِّ على إيقاعِه زَفَنا
الوجه عند الوجه مبتسمٌ
والكفُ خلف الظهر قد طَعنا
وشفاهُ هذا الخلِّ ضاحكةٌ
عند اللقاء وقلبُه لَعَنا
عيبٌ لدينا يا سحابَتَنا
أن يستوي البادي وما بطنا
لا تمطري .. فالعهدُ مختلفٌ
ورشيدك الميمون .. ليس هنا
وسوم: العدد 771