كان روحاً مثل الضحى وضاءةً = وهماماً ذا صولة وجراءةْ
جعل الله وحده حيث يمضي = مبتغاه صباحه ومساءه
ملأ الفأل أصغريه فأورى = فيه حب العلا وزاد مضاءه
وتمادى رجاؤه والتمادي = ربما صار للشوائن باءة
ورآه إبان ذاك حكيم = وتقي يخاف عقبى الإساءة
قال أقصر واجمع إلى الفأل خوفاً = فهما للمفاز كانا لواءه
حبنا اللهَ والمخافةَ منه = طائرا حكمة وربعُ هناءة
أنت بالغت في التفاؤل حتى= كدت تغدو من يقتفي أهواءه
* * *=* * *
قال شكراَ فإن نصحك خير = بيد أني في مقلتيَّ إراءة
وهي وعد من الكريم وإنا= قد ألفنا مذ خُلِقْنا آلاءه
سبقت رحمتي الجليل مداها = غضبتي وهي كالجنان ملاءة
إنه وعده وإني إليه = في خطاً لم تزغ أحب لقاءه
وهو من حبَّ في الورى أولياءه = واصطفاهم فأصبحوا خلصاءه
وهو يدري وأنت تدري بأنا = نحن كنا ولم نزل أولياءه
نحن بعنا ونحن فيه اشترينا = واعتقدنا ولاءه وبراءه
مات خوفي وزاد فألي فدعني = فهو بشرى سخية وضاءة
* * *=* * *
فأجاب الحكيم بوركت شحضاً = سكن الفأل عقله ودماءه
كنه تسلمْ وكنه تظهرْ وتغنمْ = إن فوز الفتى يضاهي رجاءه