* القصيدة نُشرت في مجلة البيان - العدد 198 – آذار ونيسان 2004.
حينما اهتزَّ حراءٌ للهدى=وأضاءَ النورُ وجهَ الأخشبينْ
وارتوتْ مكة من زمزمها =ورأتْ غارَ حراءٍ رأيَ عينْ
وسرى الإيمانُ في وجدانها =يشرح الصدر ويجلو المقلتينْج
لا تسلني ما جرى من بعد ما=هزَّت الأمجادُ صدرَ الخافقينْ
بعد آلاف البطولات التي =كتبتْها الشمسُ بين الدَّفتينْ
بعد أنْ سلَّمتِ الروم لنا =وبكى قيصرُ بُعْدَ الغُوطتَينْ
وبكى كســــرى على إيوانه=ومحونا ظُلْمَه في جولتينْ
لا تسلْ عن حالنا من بعدها =حين أصبحنا أذلَّ الفرقتينْ
ورفعنا قَدْرَ أعداءِ الهدى =ومنحناهم خَراج الضِّفتَين
لا تسلْ عن أمةٍ لاهيةٍ=غرقت من لهوها في لُجَّتَيْن
باعت الأقصى فلا تنظر إلى =أمّة ضحَّتْ بأولى القبلتين
لا تسلْ عن كثرة القوم فلم =تُجْدِنَا كثرتُنا يوم حُنينْ
يا بني قومي! أرى سكْرَتَكم=أنزلَتْكم عن مقام الفرقدينْ
كيف يُغريكم سرابٌ كاذبٌ =كيف أحفَيْتُم إليه القدمينْ؟!
إن أعداء الهدى لن يرتووا =لو سقيناهم بماءٍ الرَّافدينْ
أيها السائل عني، إنني =أرقب الأحداثَ مبسوط اليدينْ
لم أزل أشعر أني مسلمٌ =للضحايا عنده حقٌ ودَيْن
أيها السائل! خُذْها حكمةً =واسقِ منها كلَّ غافٍ شربتينْ
يغرق الإنسانُ في ذِلَّتهِ =حين يبقى تائهاً ما بينَ بَيْنْ