إطلالة عام ألف وأربع مئة وأربعين ١٤٤٠ للهجرة النبوية الشريفة
أَطْلَلْتَ يا عامَنا وَالقَلبُ مُنْجَرِحُ
عَسىٰ بِفَضْلِ إلهِ الكَوْنِ يَنْشَرِحُ
تَأْتِي رِياحُ الرِّضا مِنْ حَيْثُما بَرَقَتْ
لَوامِعُ الوَصْلِ والأبوابُ تَنفَتِحُ
طالَتْ عَلىٰ النّاسِ حَتّىٰ كادَ جاهِلُنا
يُصِيبُهُ اليَأْسُ مِمَّنْ في العَرا نَزَحُوا
مَرَّغْتُ خَدِّيَ في أعتابِ مَعْبَدِها
مُسْتَلْهِماً ما به الأحوالُ تَتَّضِحُ
ضَبابُ هُمِّ زَماني مَدَّ عارِضَهُ
بَيْنَ المَضارِبِ وَالأَضْدَادُ ما بَرِحُوا
مَنْ يَكْشِفُ الضُّرَّ لِلْمَكْرُوبِ في عَجَلٍ
غَيْرَ المَغِيثِ الّذي تَدْنُو بِهِ المِنَحُ
آمالُنا فِيهِ لا في غَيْرِهِ أبداً
مِنْ حَيْثُ كُنّا لَهُ نَعْنُو ونَنْطَرِحُ
يا رَبِّ وَاجْعَلْ لنا في عَامِنا فَرَجاً
يُزَلْزِلُ الإِفْكَ والأضدادُ تَصْطَلِحُ
أَرْخِصْ لنا سَيِّدي الأسعارَ حَيْثُ غَلَتْ
وعُمْلَةُ المالِ طَاحَتْ بعدَما اكْتَسَحُوا
وَارْفَعْ سُعارَ البَلا والحَرْبِ حَيْثُ طَغَتْ
وَارفِقْ بِمَنْ شُرِّدُوا قَسْراً ومَنْ نَزَحُوا
وَاجْمَعْ قُلُوباً غدَتْ بالحِقْدِ نَاشِزَةً
عَنْ أُسْرَةِ الدِّينِ ما ثَابُوا وما نَجَحُوا
أصابَهُمْ داءُ مَنْ أَوْصافُهُمْ وَرَدَتْ
في قَولِ طٰهَ فَهُمْ بِالغَيِّ قد جَمَحُوا
لِلّٰهِ عَصْرٌ أَذَلَّ الحَقَّ وَانْتَهَضَتْ
نَواعِقُ الإِفْكِ تُعْلِي كُلَّ مَنْ جَنَحُوا
قُلْ لي رَعاكَ إِلٰهِي أَيْنَ مَخْرَجُنا
مِمّا ابتُلِينا وأَهْلُ الشَّأْنِ ما سَمَحُوا
في كُلِّ فَجٍّ تَرىٰ الأرتالَ قَدْ رَحَلَتْ
خَوْفاً مِنَ الظُّلْمِ أو مِنْ فُرْقَةٍ ذُبِحُوا
مِنْ حَيْثُما نَظَرَتْ عَيناكَ مُجْتَمَعاً
في أُمَّةِ المُصطفىٰ أضناهُمُ الكَدَحُ
يا مَنْ إِلَيْهِ الشُّكىٰ في كُلِّ مُعْضِلَةٍ
جَدِّدْ لنا أَمَلاً يَأْتي بِهِ الفَرَحُ
أَنْتَ الّذي تَكْشِفُ الأسواءَ إِنْ قُهِرَتْ
شُعُوبُنا مِنْ لَظىٰ نِيرَانِ مَنْ قُبِحُوا
وَارْحَمْ جَثَامِينَ مَنْ دُكَّتْ مَنازِلُهُمْ
أَو قُتِّلُوا في صِراعٍ كَسْبُهُ التَّرَحُ
والبَائِسُونَ بِفَقْرٍ ما لَهُ سَبَبٌ
غَيْرَ انتِقاضِ العُرىٰ مِمَّنْ بنا اصطَبَحُوا
عامٌ مَضىٰ خَلْفَنا كَمْ فِيهِ مِنْ خَبَرٍ
يُدْمِي القُلُوبَ وَكَمْ مِنْ فِتْيَةٍ رَبَحُوا
جِيلُ السَّلَامَةِ مَنْ سَارُوا علىٰ سَنَنٍ الـ
ـقَوْمِ الكِرامِ شُيُوخِ الصِّدْقِ مُذْ نَصَحُوا
سَأَلْتُ رَبِّي لَهُمْ حِفْظاً ومَكْرُمَةً
وَهِمَّةً في سَبِيلِ اللّٰهِ تَتَّضِحُ
آمينَ وَاسْبِلْ عَلَيْنا خِلْعَةً وُهِبَتْ
لِلنّاسِكِينَ وَمَنْ لِلْمُصْطَفىٰ مَدَحُوا
صَلّىٰ عَلَيْهِ إلٰهي كُلما رُفِعَتْ
رَاياتُ نَصْرٍ بها الأحوالُ تَنْشَرِحُ
والآلِ والصَّحْبِ ما عامٌ مَضىٰ سَلَفاً
وما أتىٰ مِثْلَهُ عَامٌ بِهِ المِنَحُ
وسوم: العدد 789