جند الوثقى

حاد الأنامُ عن الوثقى وما حادوا

كأنهم في فجاج الأرض أطوادُ

ما ضرّهم أنهم آحادُ عالمنا

فالأنبياء بعمر الدهر آحادُ

باعوا إلى الله أرواحاً سعادتُها

في أن يعِمَّ بني الإنسان إسعادُ

ففي النهار تراهم جُنْدَ كلِّ وغىً

وللمهيمن هم في الليل عُبّادُ

لا يرهبون عدوّاً فاقهم عدداً

فقد أُتِمَّ لهم في السلم إعدادُ

في كلِّ علمٍ تراهم نابغين، وفي

كلّ الأمور لهم هديٌ وإرشادُ

ما ضرّهم غنموا يوماً أم افتقروا

ما ساءهم عُذبوا في الأرض أم سادوا

ولا يخافون موتاً دون غايتهم

وحسبهم أنهم لله أجنادُ

الله غايتهم، والحقُّ دعوتُهم

وهم على الناس بالإيمانِ أشهادُ

لا يشترون بعهد الله عاجلةً

مهما يكن زانها برقٌ، وإرعادُ

هم يعلمون وما في علمهم خطأٌ

أن التقى وحده للجنة الزادُ

وأن كل الذي فوق الثرى حَبَطٌ

إن لم يكن فيه للإصلاح إمدادُ

وإنما الناس في أمرين ما التقيا

على الزمان، فإصلاحٌ وإفسادُ

فالأمر صرّح لا لبسٌ ولا جدلٌ

ولا غموض فإسلامٌ، وإلحادُ

وإنما الحق لا يعلو له علمٌ

إن لم يكن أهلُه بالروح قد جادوا

وباذلُ الروح إرضاءً لبارئه

له مع الله في الدارين ميعادُ

فهو السعيد بوثقاه وإن عدلت

عنها الطغاة، وعنها الناس قد حادوا

وسوم: العدد 791