مازال وجهك يا سوري وضاء=يوزع البشر للسارين أضواء
لم يلقك الضر إلا باسماً أبداً= وكم تجاوزت رغم الضر ضراء!
ما همك الخسر؛ لم ترهبك موقعة= ورغم عسرك كم أذللت أعداء!
عشت العزيز ولم تحفل بنائبة= مهما أقامت تربها الخطب نعماء
تزداد صبراً عليها ثم تنفضها= وكم جعلت دواء ما بدا داء!
تشق قلب الدجى فالليل مرتجف= تلقاه إثرك في الظلماء مشاء
أليس وجهك نورا لم يغيب أبدا=فكيف يشكو منير الليل ظلماء؟
كم مرة جزت أحقادا مدمرة= وقيل عنك لقد أفنوك إفناء!
وعدت بالدين أقوى لا تهاب ردى= ومن تحداك يوما عاد أشلاء
لك الصدارة مهما ذقت من محن= وسوف تبقى لها ما ربنا شاء
قد ينصر البغى؛ لكن ثم لا أثر= كالظل يمحى فنروي عنه أبناء
قد كان لكن ذليلاً قد مضى ومضى= ولم يزل وجهك السوري وضاء