ما بالُ قلبكَ أمسى اليومَ ملتهبا ؟=أمِنْ حَنينٍ إلى" جِينينَ" قد غَلَبا ؟!
أم أنّ شملَك بالأحبابِ منشعِبٌ= مِن بَعدِ ما اتّخذوا دربَ النّوى سببا؟!
فاعجَبْ لمُغتربٍ يرجو بغربته=فتْحَ الطّريقِ إلى أرضٍ لها انتسبا
فتلك أرضٌ بها قد كان مولدُهُ= وتلك أرضٌ بها قد عانق الشُّهُبا
لكنّها لبني صهيونَ قد وُهِبَتْ= فهو الغريبُ وإن أمضى بها الحِقَبا
ذاكَ البُغاثُ غدا نسراً بأربعنا= إذ إنّه ما رأى نسراً لنا وثبا
فعربُنا اليومَ قد ضلّوا سبيلَهُمُ= والبأسُ بينَهمُ قد ثار وانتصبا
لكنّهم في لِقا الأعداء قد وهنوا= حتّى استحالوا غثاءَ السّيلِ مضطربا
بل إنّ منهم لمحتلٍّ جناحَ قِوىً= ألا تراهم على أهليهمُ نُوبا ؟!
يا ويلَهم ، قد نسوا عقبى ضلالهمُ != كيف النّجاةُ ، وإنّ اللهَ قد غضبا ؟!
هيّا ارقبوا ،أيّها الضُّلاّلُ يومَكمُ= فيومُ حشركمُ قد بات مقتربا
* * *=* * *
والآنَ ، عَوداً لأحبابٍ ، رياضُهمُ= هيَ الحياةُ لقلبٍ يشتكي السّغَبا
أيبعدُ الرّوضُ عنّي والفؤادُ غُذي= مِنْ طِيبِهِ ، فشفى الأحشاءَ والهُدُبا ؟!
أأحُرَمُ الحِبَّ إن شطّ المزارُ به؟!= أأحرمُ البَرَّ والمعوانَ والحَدِبا ؟
أنّى يعيشُ الّذي قد بات في سغَبٍ؟= أنّى يعيشُ امرؤٌ ، والماءَ قد سُلِبا ؟!
فذاك " إسلامُ" في قيد العدا قلقاً= وذا" محمّدُ" في البلدان مغتربا
ذانِ الجناحانِ ،فاجمع ،ربِّ، شملَهما= في ظلّ أمنٍ وعيشِ طاب مُنقلَبا
ها إنّني أرقبُ الأيّامَ في شغفٍ= فهل تحقّقُ ، يا ربّي ، لنا الأربا ؟!
إنّي أفيءُ إلى روضٍ فينفحُني= بطيبِ نسرينَ ، أقضي العمرَ محتسبا
فامننْ، إلهي ، بما يشفي جوانحَنا=من كلّ غمٍّ ، فأنت الكاشفُ الكُرُبا !!