عند قبر الوالد
ابتاه بعد رحيلك اختلف الزمن
و تلبدت بسمائنا سحب المحن
و استوطن الأوغاد في وطن الهوى
و بنوك صاروا لا بلاد و لا وطن
لا ببيت عندي كي أشم عبيره
لا أهل حولي كي تقاسمني الشجن
و كرومنا الخضراء ضاعت يا أبي
في زحمة الأهوال في ليل الإحن
ماذا سأكتب في الدفاتر يا أبي
فالقلب مجروح و يملؤه الحَزَن
وطني الكبير تبعثرت أشلاؤه
و استوطنت أحلامنا بؤر العفن
و القوم عادوا للضلال كأنما
حنت قلوبهم لتقديس الوثن
هابيل ضرج بالدماء و لم يزل
في أرضنا قابيل يبحث عن كفن
عبس و ذبيان تعود لثأرها
فلداحس كل المعالي تُرتهن
أما إذا حل العدو بأرضنا
طاب التقاعس و التراخي و الوَهن
و تذرع الثوار نقص سلاحهم
فاستمرؤوا طعم التصالح و الهدن
و العالم المجنون أكبر كذبة
يحمي اللصوص و كل تجار المحن
في الشرق دب يستمر بغيه
و الغرب بغل يستشيط بلا رسن
و بمجلس الخوف اللعين عصابة
تلهو بأمتنا و تصطنع الفتن
أبتاه ماتت كل أزهار الربا
لم يبق إلا ما تعداه الزمن
ذاب الفؤاد تألما و تحسرا
و دمي تجمد في عروقي و احتقن
ماذا جرى و بأي ذنب قتلنا
ماذا فعلنا كي نموت بلا ثمن
وسوم: العدد 802