آه من الآه
آه من الآه التي
إذا وهبتها دمي
تنمرت بما لها
من اليقين المشتهى
بأنها أغرودة
تخرج من بين المواهب التي
تكورت
مذ خلقت
على مجامع النهى
وأنها
في رحلة الصدي
هي الندى
وأنها
تشكلت
من ذاتها
في ذاتها
وأنها
هي الهدى
أيتها الآه التي
إذا طويت في
زمانها
رواحلي
بدت كأنها
جنية
تسلبني
ما في المدى
من حمرة
تجري إلي في
مدارك الرؤى
بدت كأنها
حورية
تملكني
فيما شهدت من
فواصلي
فأرتقي
مطرزا
بغفوتي
وصحوتي
من العلى
إلى العلى
أيتها الآه التي ارتويت فيها من
سوانح الصباح ها هنا
ممزقا
بما رزقت من
جوامع النداء والهذاء في المنى
أجيء بالذي
أدركته
في ليلة
تطاولت
حتى حسبتها
موصولة
بدورة
لا تنتهي
عن جريها الممدود في
مواقع النجوم ها أنا
مجندلا
في لوعة الكلام أغتدي
بحرفك الذي إذا
ركبته
رأيت ما
في هدأة النداء من
بدائع الحضور ها أنا
مسربلا
بالنشوة الملساء أرتقي
في ما ملكت من
مواطن الندى
حتى أرى
من ليلك البهي فرجة
تكون مخرجا
من المدى
ومن هواتف الصدى
أيتها الآه التي
رضيتها
قصيدة
إن إليك رجعتي
كيف الفرار من
مكامن الردى
إذا رئيت مترعا بما
أحمله من الغواية التي
تقتلني
في كل يوم مرة
أو مرتين كيف لي
في زحمة الكلام أن
أرتد عن مواجعي
وقد نويت توبتي
عن رعشة
تلبسني
إذا غوت
في نزوتي
فواتح الجنون كيف لي
أن أترك النجوم والغيوم كيف لي
إذا شهدت من مطالع السموم فورة الظنون أن أفر من
مباهج العيون يا أيتها الآه التي
هويتها
شهيدة
في ليلة اللظى
إني سمعت هاتفا
أن لا مفر اليوم من
مواقع الردى
وسوم: العدد 807