في شهر تموز 1985 استمرت الإعدامات في تدمر وخرج من عنبر 34 الشباب التالية أسماؤهم، أعدموا في 6/7/ يوم الخميس 1985
1- رضوان عبد القادر مدللة – حماة.
2- محمد عبدو أبو زعزات – حماة
3- زاهر إدريس – من معرة النعمان ويسكن في حماة.
4- فخر فريد قطرنجي – حماة.
5- جهاد قصب باشي – حماة.
6- نذير الطحان – تل منين دمشق
وفي يوم السبت الموافق 8/7/1985 أعدم الإخوان ياسر محمود غانم وسعيد محمود غانم وكان أبوهم معهم في العنبر فكتبت هذه القصيدة في رثاء هؤلاء الشباب الأخيار:
ونحن على فراقكم إليه كأنا قد شربنا من مرام
وماله من مثيل غير صحب الرسول المصطفى من ألف عام
سلامي للشباب مع احترامي=أبي زغراد والصحب الكرام
ثلاث من سنين العمر مرت=وقلبي بين أجنحة الحمام
يطير مع القوادم والخوافي=ويبقى بين خفقٍ وانضمام
يحلق تارة في الجو حتى=يغيب مرفرفاً بين الغمام
وأحياناً تحط بذكر أهلي=وعيشٍ قد مضى مثل المنام
وقد شطرته مني ثلاثاً=كما وكلت كلاً في مهام
فشطر فوق تدمر كل يومٍ=يطوف في الرمال وفي الرمام
وذا لمعرة النعمان يسري=وآخر قد مضى نحو الشآم
أبا زاغراد قد ودعتمونا=كما ودعتموا شهر الصيام
تذكرنا خليلي في جنانٍ=وعند الله في أعلى مقامي
ووجه دعوةً لله ربي=بقارعة تحل على النظام
وأن يحنوا علينا في قبولٍ=ونصرٍ ثم في حسن الختام
أبا زغراد قد آلمت قلبي=وجئت له بأنواع السقام
سكنت للقلب مني يا أخانا=وفي دمي جريت وفي عظامي
كريم الخلق فينا والسجايا=وذو بأس شديد في الجمام
وكنت من البراءة مثل طفلٍ=قضى في المهد من قبل العظام
وبين ضلوعكم قلبٌ نقيٌ=يشف من الصفاء عن الغمام
لماذا يا أخي سافرت عنا=وكيف رغبت عنا في الرغام
وقد خلفتني آسو جراحي=جراح القلب والجد الحطام
وهم القلب في صلب تمطى=وبالأعجاز أردف والسنام
أفكر هل يطول العيش هنا=بسجنٍ بالغ الإرهاب دامي
وهل يومٌ ستنكشف الخطايا=ونأخذ بالأعنة والزمام
نفتش في القواء على ألوف=ببطن الرمل أيقاظ نيام
ونهتف في سماء الكون صوتاً=شباب المسلمين إلى الأمام
أبا زغراد كم يوم بقربي=جلست محلقاً في الجو سامي
تدارسنا كتاب الله عاماً=وبعض العام لتواً بانتظامي
إلى يوم به جاءت شعوبٌ=وحالت بيننا بعد انسجام
فتحت القلب للقرآن حتى=أعيش مع الثبات والاعتصام
ومع هذا فإني حين أصغي=لذكركم أتوق إلى الرغام
وقفت تقول لا تقرب رجاءً=لمن يبكي وجهل بالهمام
وتنقل عن أبي الإخوان قولاً=عن البنا عن الحسن الإمام
وكان خطابكم من فرط طيب=كماء الثلج إذا يهدى لظامي
وداعاً يا أبا زغراد إني=شكوت فراقكم رب الأنام
أفخرٌ قد خرجت بكل فخرٍ=أبياً مستعداً للحمام
فيالك من أخٍ شهمٍ كريمٍ=ويالك من أخٍ قرمٍ همام
تفهم في الجنان وفي قصورٍ=وفي حورٍ أعدت في الخيام
ركبت مطيةً من قبل فهز=علاها وهو ممتشق الحسام(1)
بساحات الوغى وقفى شهيداً=على شفتيه حلو الابتسام
بكيتك يا أخي أبا فريدٍ=بدمعٍ سح عن عيني سجام
وماذا عنك أكتب يا نذيراً=فقد عقد اللسان عن الكلام
وقفت بنا خطيباً قبل موت=وتوصي بالفواكه والطعام(1)
ووجهك مشرق قد شع نوراً=يحاكي البدر في ليل التمام
وزاولت الرياضة قرب بابٍ=بقلب ثابت بل مستهام
صفا في الله حتى صار نوراً=وطهره الإله من الآثام
أبا الكاراتيه يا عملاق تلٍ=ويا بطل النوادي والخزام(2)
وزاهر يا بن إدريس ويا من=خطوت خطاً بصدقٍ والتزام
فعشت مجاهداً وقضيت نحباً=بتدمر والمشانق من قيام
يعد جبالها السجان صبحاً=ويحكمها بعزمٍ واهتمام
إذا عزم الشباب أشد وقعاً=على الأعداء من وقع الحسام
جهادٌ يابن قصباشي تقبل=تحياتي فروحي في هيام
فقبل السجن كنت فتىً جهادٍ=وفي نيسان ثرت على اللئام(3)
وبعد السجن كنت فتى وداد=وتوصي بالمحبة والنظام
وكم من لطمةٍ قد ذقت منهم=وكم صفعوا بحقدٍ وانتقام
ويا رضوان قد جاهدت حتى=بلغت إلى النهاية والمرام
وكنت بنا خفيف الظل سمحاً=وعذب الروح تدعو للوئام
مثالك كوكب الأسحار يبدو=قصيراً ثم يوغل في الظلام
وحبب أبيك يا رضوان فخراً=بأنك سرت في ركب العظام
وأنت الآن في الجنات تحيا=مع الأبرار والرهط الكرام
تطوف عليكم الغلمان تشقي=ورضوان يحي بالسلام
وياسر يابن غانم يا أبياً=ويا بطل المعامع والصدام
إذا عجز البيان فلا تلمني=وهل شيءٌ علي من الملام
وأمواج البلاء تعب حباً=علينا مثلما مطر الزحام
فلا الخسناء قد مأشا بهيئتنا=ولا أسماء في البيت الحرام
ولا نيرون مثلهم بدوما=وفرعون تصدر للخصام
سعيد يا أخي ويا أخاه=تركت أباك مضطرب المنام
أيا يا ابن الجموح(1) كفاك صبراً=فكم واجهت من حرب عظام
سلام الله وقفا يا يا رفاقي=عليكم لا يكف على الدوام
شباب قد تردى في حتوفٍ=على أيد البهائم والسواهم