قالوا : الرّياضُ ،فأين منكَ عبيرها ؟= قلتُ : الرّياضُ محبّة الإخوانِ
إن كان حبّكَ في الإله ، فقد سما= منكَ الجناحُ إلى رضا الرّحمن
يا سعدَ إخوانٍ يُجَمّعُ شملهم= حبّ الإله وطاعة الدّيان
والمصطفى الهادي منارُ حياتهم= فهو الرّحيمُ بأمّة القرآن
لبَّوا نداءَ الله إذ يدعوهمُ= للذّكْر يُحْييهم مدى الأزمان
ها إنّهم يخْشَون غضبة ربّهم= ألاّ يراهم في ذرا الإحسان
أفلا تراهم يطلبون أمانهم= مِن نار آخِرةٍ ، وضلّة جان
ها همْ زكَوا درْباً وفكراً مؤمنا= ها هم زكَوا في فعلهم وجَنان
فاح العبيرُ بروضهم ، فتسابقتْ= نحْوَ العبير أحبّة الرّيحان
هرعوا لملء صدورهم وكيانهم= من عطر إيمانٍ وطيب جِنان
يا ما أحَيْلاها حياةَ محبة= في الله ، يغذوها هُدَى القرآن
ما أكرمَ الإخوانَ يفدي بعضهم= بعضاً ، ويؤثر غيره بتفان
لا يعرفون"أنا" البغيضة، بينهم= فأنا لديهم نجدة الإخوان
أخلاقهم من نبع هدْي رسولهم= زكّاه ربّ العرش والأكوان
عمروا المساجدَ مخلصين لربّهم= وتنزّلوا غيثا وقوّة بانِ
فتراهمُ نشروا الفضائل في الدّنا=وتراهمُ حرباً على الشيطان
ودعَوا إلى تغيير واقع قومهم= ودعَوا لخشية واحدٍ ديّان
رفضوا الحياة بذلّةٍ وجهالة= رفضوا الخنوعَ لهجمة الطّغيان
ودعَوا إلى تحرير مسرى المصطفى=من قيد عدوانٍ وسوء هوانِ
وجهاد مَن يبغي الفساد بأرضنا= حتى نعيشَ بروضة الإيمان
أنتم أحِبّتنا رُوّادُ نهضتنا= فامضوا لِنرفعَ راية القرآن
لا عِزّ إلاّ بالمحبّة بيننا=إنّ المحبّة جنّة الإنسان