(1) الإسراء : هي سورة الإسراء في القرآن الكريم .
(2) فاتحة الهدى : هي فاتحة القرآن الكريم ( سورة الفاتحة ) .
(3) أمهات الرحمة : هنَّ أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .
(4) اقرأْ : هنا اشارة الى سورة العلق في القرآن الكريم .
(5) غرَّة الأسماء : هي أسماء الله الحسنى .
(6) أمة العصماء :هي أمة القرآن .
(7) قوارع القرآن : هي الآيات التي يقرؤها الإنسان إذا فزع من الجن
مثل آية الكرسي كأنها تقرع الشيطان .
(8) مدينة الأضواء : هي المدينة المنورة .
عيناكِ مِحْبرتانِ للشعراءِ=ثمرٌ يُمزِّقُ آهةَ الفقراءِ
نجمانِ درويشانِ بالإسراءِ=بالسُّنَّةِ الخضراءِ والغراءِ(1)
وخُيوطُ دمعهما دلاءُ سَمَاءِ=وفؤادُكِ الرَّقراقُ زمزمُ ماءِ
وعلى ضفافِ عُروقِكِ البيضاءِ=خيمُ التقى نارٌ على البغضاءِ
فيها حدائقُ عِفَّةِ الأنداءِ=فيها رسولُ الأنفسِ الجرداءِ
* * *=* * *
أمي رداءُ قصيدتي العذراءِ=وشذا وكحلُ عَروضِها الحوْراءِ
هي مَنْ تُبَعِّدُها عن الإقواءِ=وَحَضِيِضها الضَّمآن للأدواءِ
هي هالةٌ من مكةَ العَلياءِ=وَعَصا بكفِّ الليلةِ العَمياءِ
ألِفٌ تَفيضُ إلى تُخومِ الياءِ=لِتَظَلَّ غيثاً في سَمَا الأحياءِ
تَسقي بفاتحةِ الهُدى الكَحْلاءِ=أمواتَكُمْ في الليلةِ الليلاءِ(2)
وَلِأمَّهاتِ الرحمةِ السَّمْحاءِ=خفقاتُ آياتِ الهُدى الفَيْحاء(3)
* * *=* * *
أمي حِراءُ الكَتْمِ في الضَّرَّاءِ=نورٌ يُمَزِّقُ ظُلْمَةَ الآراءِ
هي زهرةٌ في راحةِ الإرواءِ=وفؤادُ يوسفَ قاهرُ الأهواءِ
وترى الذنوبَ من اللظى الحَمْقاءِ=وخلاصُنا بالتوبةِ الزرقاءِ
هي صوتُ اقرأْ لاصدى البلداءِ=سَجَّادةٌ تروي تقى الشهداءِ(4)
هي نسمةٌ طرَقتْ بكفِّ الماءِ= وَبِغُرَّةِ الأسماءِ في الظلماءِ(5)
للصَّوْم تُوقِظُ أمَّةَ العَصْماءِ=للهِ تسجُدُ مِثلَ مَوْج الماءِ (6)
وَتَعَشَّشَتْ بكتابهِ الوضا ءِ=وَتَزَمَّلَتْ بالسُّنَّةِ البيضاءِ
* * *=* * *
أمي عِمامةُ روضةِ الحِنَّاءِ=ومنارةٌ لفراتنا الغنَّاءِ
فيها تُؤذِّنُ دجلتي الحَسْناءِ=فيها صلاةُ النور لاالشَّحْناءِ
لاجِنَّ في أعماقها الوضَّاءِ=فَقَوارِعُ القرآنِ في الأعضاءِ(7)
كانتْ بَريدَ وَبسْمةَ الجوزاءِ=ودواءَها في ليلةِ الأرزاء
كانتْ نخيلَ جَنائنِ الغَبراءِ=ظلتْ طَريدَةَ مِعْوَلِ الصحراءِ
* * *=* * *
أمي فراتُ الأحرفِ الزَّهْراءِ=ودمٌ لقلبِ الليلةِ القمراءِ
وَسَحابَةٌ حُوريَّةُ الأحشاءِ=لمْ تَنْهَمِرْ لجهنمَ الفحْشاءِ
نافورةٌ حَمَلتْ أسى الغرباءِ=وحمامةٌ ضمَّتْ شذا الخُطباءِ
وتقيَّةٌ كمدينةِ الحَدباءِ= لمْ تَلتَقِطْ كُحلاً من الحِرْباءِ
دَقاتُ خافقها صدى الأجواء=سربُ القطا لمدينةِ الأضواء(8)
وحُروفُها جَمْعٌ من السُّفراءِ=تحكي جراحَ القدسِ للشعراءِ
* * *=* * *
لكَ ياإلهَ الخَلْقِ فاضَ دُعائي=مَنْ للدُّعاءِ سواكَ خيرُ وعاءِ
ياجامِعَ الأرواحِ والأشلاءِ= افتحْ لأمي جنةَ الآلاءِ
فجُيوبُها الحلوى أكفُّ سَخاءِ= وبها الصِّغار بفرحةٍ ورخاءِ
ودماؤها ضَوْئيةُ الأرجاءِ= لمْ تَلْتَحفْ بالظلمةِ العرْجاءِ