من لسعة الشوق لا من لسعة البرد = غوى الفؤادُ و راح الجسم يرتجفُ
من هول غربتنا في موطن الهون = قد سامر الليلَ من في الشوق يلتحفُ
هوا الحبيبُ إلى عينيّ مرتحلاً = ففاض دمعٌ من الآهاتِ يُرتشفُ
قد قال كلُّ الذين دمعَهُ لحظوا = ما تيك إلا فعالُ من له لهفُ
لهفي على بلدٍ طابت نسائمُها = بالجود بالخير بالآلاء تتصفُ
هي السماءُ علتْ عزّاً و مفخرةً = سكّانها الـنُّجْمُ و الأقمارُ ترتصفُ
يكفي سمائي بأنّ الشمسَ آيتُـها = و الغيم عرشٌ ، و بالخيرات يختلفُ
لولا الفراقُ لكان الحبُّ معجزتي = إني شريدٌ ، و حال الحبّ ما عرفوا
فالهمُّ مصبِحُنا ، و الدمعُ مُمسينا = شعورنا الثكلُ ، ما في عيشنا رهفُ
ماتت بِنَا كسيوف العزّ آمالٌ = ثمّ انثنت بدروب الموتِ تأتلفُ
ما قيمةُ العيش و الآلامُ محدقةٌ = ما قيمةُ العيش إذما ضُيّع الشغفُ
شغفي طموحٌ نما في وهلة جبلا = شغفي بلادٌ بدرب الحق تعترف
شغفي فؤادٌ يذيبُ فراقُه أملي = قد اعتراني ظلامٌ نيرُه الأسفُ
ما لي سوى طيفكم ، زوروا عسى أصحو = فالحزن أغرقني ، في قاعه الصدفُ
لكن عزائي بأنّ الشوق جامعُنا = هي سُـنّـةٌ عُرفت في شرع من سلفوا